الرئيسيةبحث

أحمد أباد ( Ahmadabad )



مسجد أحمد شاه يوجد في حصن بهادرا بمدينة أحمد أباد. ولأنه شُيِّد عام 817هـ، 1414م، بأمر من أحمد شاه، فقد كان أحد أولى المحاولات لبناء تصميم معماري إسلامي فيما كان من قبل مدينة هندوسية.
أحمد أباد أكبر مدينة بولاية غوجارات، غربي الهند. وتقع على نهر سابارْماتي، في منطقة زراعة القطن بالهند. وتشكِّل المدينة المركز الصناعي والتجاري لصناعة النسيج بالدولة. وعدد سكان المدينة 3,515,361 نسمة وبإضافة ضواحيها يبلغ عدد سكانها 4,519,278 نسمة.

المدينة:

تنقسم إلى قسمين، كل منهما على جانب من جانبي نهر سابارماتي. وعلى الضفة الشرقية تقع المدينة الأصلية، التي يرجع تاريخها إلى القرن الخامس عشر الميلادي. وهي منطقة شديدة الازدحام، ذات بيوت كثيفة السكان، ومتاجر نشطة. وتقع مصانع النسيج، والمصانع الأخرى في أطراف المدينة. ويحوي هذا الجزء الشرقي من المدينة العديد من الآثار التاريخية الباقية. وهي مدينة جميلة، ذات مساجد رائعة، ونماذج للعمارة الإسلامية والهندوسية واليانية. وعلى الضفة الغربية من النهر ـ مع كونها مرتبطة بأحمد أباد الشرقية عن طريق جسر إيليس ـ تقع المنطقة العصرية التي تضمها المدينة. وتشمل أحمد أباد الغربية ضواحي عديدة تقطنها الطبقة العليا، ومناطق التسوُّق، والترويح، وحرم جامعة غوجارات، ومعاهد متقدمة للمعمار والتصميم والاقتصاد والدراسات الهندية والإدارة والفيزياء والفضاء.

تُعَدُّ أحمد أباد أكبر مدينة في ولاية غوجارات ؛ إلا أن عاصمة الولاية هي غانْديناجار، الواقعة على بُعد 24 كم إلى الشمال. وتشكِّل أحمدأباد المركز الإداري لمقاطعة أحمد أباد، وهي إحدى مناطق الحكم المحلي بولاية غوجارات.

الاقتصاد:

ظلت أحمدأباد ـ زمنًا طويلاً ـ مركزًا رئيسيًا لصناعات الأنسجة القطنية، والزيت والصابون. كما أنها عريقة في مجالي الأعمال التجارية والتمويل.

تقع أحمد أباد في تقاطع الطرق المؤدية إلى بومباي ووسط الهند، وإلى شبه جزيرة كاتْهيَاوار، وإلى راجاستان. كما أنها تحظى بشبكة خطوط سكك حديدية مع بومباي ودلهي، والميناء العميق في كاندْلا.

نبذة تاريخية:

أسس أحمد شاه ـ السلطان المسلم الحاكم في غوجارات ـ مدينة أحمد أباد عام 814هـ، 1411م. وحلَّت محل مدينة أساوَال الهندوسية القديمة، واحتلت موقعًا رئيسيًا عند تقاطع طرق القوافل المؤدية إلى راجاستان، ودلهي، ومالْوَا، وميناء كامبي. ويقع حصن بَهَادْرا في قلب المدينة القديمة. يشتمل ذلك الحصن على قصر ومسجد، وعلى المدخل الثلاثي ـ المعروف باسم تين دازوارا ـ المؤدي إلى الساحة الملكية. وإلى الجوار، تطوَّر حَيُّ الأعمال. وفي وقت لاحق، بَنَى نبلاء المدينة أحياءهم الخاصة بالمدينة، وكان لكل منهم قصره ومسجده وسوقه. كما بُنيت متاجر للتجار والحرفيين.

ازدهرت في أحمد أباد صناعة النسيج القطني والحريري. وكانت تصدِّر الأقمشة الرقيقة المقصَّبة إلى الشرق الأوسط، وأوروبا، وتصدِّر الأقمشة القطنية الزاهية الألوان، والأقل جودة، إلى شرقي إفريقيا، وإندونيسيا. كما كان تجار أحمد أباد يزرعون ويصدرون النِّيلة. ★ تَصَفح: النيلة. وكان نَسَّاجو أحمد أباد من المسلمين. أما اليانيون والهندوس، فقد كانوا يشكلون جماعة المصارف والأعمال، التي كانت تموِّل الحِرفيين، وتنظِّم التجارة المحلية والخارجية.

تدهورت أحمد أباد في القرن السادس عشر الميلادي بسبب ضغوط المصالح التجارية البرتغالية، والقوة العسكرية للإمبراطورية المغولية. وفي عام 980هـ، 1572م، استولى الإمبراطور المغولي أكبر على المدينة. وتحت سلطة المغول، حققت أحمد أباد الرخاء الاقتصادي مجددًا خلال القرن السابع عشر، وأوائل القرن الثامن عشر الميلاديين. وظهرت في المدينة مساجد وأبنية أخرى، وحدائق جميلة على الطراز الفارسي. وابتداءً من عام 1707م، دخلت المدينة حقبة أخرى من الضعف. وفي وقت لاحق من القرن الثامن عشر الميلادي، ضايق الغزاة الماراثيون أحمد أباد، وأجبروا السكان على دفع الإتاوات. وفي عام 1758م، استولى الماراثيون على المدينة، وأذاقوها ظلمًا. وبحلول أوائل القرن التاسع عشر الميلادي ـ أي عندما فرض البريطانيون استعمارهم ـ كانت أحمد أباد مدينة محطمة ضعيفة الموارد.

بقي الحرفيون المهرة، و التجار المجدُّون، وأصحاب المصارف الأثرياء على قيد الحياة في أحمد أباد بطريقة ما. وبمساعدة البريطانيين، استعادت المدينة رخاءها، ففتحت أسواق جديدة لأنسجة الحرير والقطن اليدوية، وتطورت التجارة في خام القطن والأفيون. وفي عام 1861م، بدأ تشغيل أول مصنع نسيج آلي. وبعد ثلاث سنوات، وصل خط السكك الحديدية إلى أحمد أباد. وأعقبت ذلك حقبة من النمو السريع. وللتغلب على المشكلات الناجمة عن مثل ذلك النمو، شيدت أحمد أباد المستشفيات والمدارس الخاصة، وأنشأت محطات المياه، ومدت خطوط الأنابيب الرئيسية للتصريف. وقد مهَّد جسر إيليس، المشيَّد فوق نهر سابارماتي، السبيل لإقامة المدينة العصرية على ضفة النهر الغربية.

في عام 1915م، جَلَب موهنداس غاندي أشْرَمَهُ ـ أي مجموعة حوارييه ـ إلى أحمد أباد، حيث قام بإضراب سلمي كبير في مصانع نسيج القطن. وكان ذلك أول اختبار لأساليب عصيانه المدني، ومن ثم ساعد صناعيو أحمد أباد المتعاطفون في تمويل حملته الخاصة من أجل الحكم الذاتي للهند.

جُعِلَت أحمد أباد المدينة الثانية بمحافظة بومباي عام 1947م. وعند استحداث ولاية غوجارات عام 1960م. أصبحت أحمد أباد المدينة الرئيسية للولاية الجديدة، وشكَّلت مقرًا لمكاتب حكومة الولاية، قبل انتقالها إلى غاندْيناجار عام 1970م.

★ تَصَفح أيضًا: غوجارات ؛ الهند، تاريخ.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية