الرئيسيةبحث

دلهي ( Delhi )


☰ جدول المحتويات


مدينة نيودلهي صمِّمت بدقة، وشوارعها العريضة المشجرة تختلف كثيرًا عن شوارع دلهي القديمة ولا سيما الأشجار التي تضيف أناقة إلى الساحات الواسعة التي تُتيح مجال الحركة لمرور وسائل النقل وللمشاة على السواء.
دلــهِي إقليم ضمن الاتحاد الهندي، يتألّف من ثلاث مناطق سكانية وهي: دلهي القديمة ودلهي الجديدة (نيودلهي) ومعسكر دلهي، مع القرى البالغ عددها 214 قرية في الريف المجاور، وتبلغ مساحة الإقليم 1,483كم²، وعدد السكان 12,791,458 نسمة.

تبلغ مساحة دلهي القديمة 932كم² وعدد سكانها 9,817,439 نسمة. وتقع نيودلهي على مسافة خمسة كيلو مترات جنوب المدينة القديمة. تقع دلهي بقسميها القديم والحديث على مثلث من الأرض محاطة بتلال من جهتين ونهر جمنة من الجهة الثالثة، وتتألف دلهي القديمة من متاهة من الشوارع الضيقة الملتوية، تتخللها بعض الشوارع العريضة، ويسود المدينة زحام شديد وظروف معيشية صعبة.

بنيت نيودلهي في أوائل القرن الحالي بموجب التصاميم التي أعدها المعماري البريطاني السير إدون لوتينز بمعاونة المعماري السير هربرت بيكر على أرض ترتفع قليلاً عن الأرض المجاورة لها، وتتميز بشوارعها الجميلة المشجرة فسيحة الأرجاء، ذات الحدائق الواسعة وبتخطيط منسق دقيق.

في ذكرى إعلان الجمهورية يوم 26 يناير، حيث بدأ تطبيق الدستور الجديد عام 1950م وأصبحت الهند دولة مستقلة ذات نظام جمهوري ديمقراطي، يجري استعراض في نيودلهي يشترك فيه ممثلون عن مجموعات كثيرة. وتمثل المجموعة المتقدمة في الصورة من حملة الأعلام الحمراء طبقة الراجبوت (مُلاك الأراضي).
تضم دلهي أجمل المعالم والنصب التذكارية، مثل قطب منار وهو برج يرتفع إلى علو 72م بني سنة 1199م ذكرى لانتصار المسلمين واستخدم مئذنة لمئات السنين يدعو المؤذنون من فوقه المسلمين إلى الصلاة. ويوجد مَعْلَمٌ آخر جدير بالإعجاب وهو عمود حديدي وضع هناك سنة 400م ويزن ستة أطنان، وارتفاعه 7م ولم يصدأ أبدًا. أما القلعة الحمراء التي بناها شاه جهان في القرن السابع عشر الميلادي فإن جدرانها التي بنيت من الحجر الرملي الأحمر تضم قاعات وأجنحة كان أباطرة المغول يقيمون فيها الحفلات التي يحضرها أهل البلاد وسفراء الدول. أمّا مسجد جاما (المسجد الجامع) الذي يعتبر أكبر مسجد في الهند كلها، فقد بناه شاه جهان.

وأكثر من نصف سكان المدينة، من المهاجرين، وأربعة أخماسهم من الهندوس. ويشكل المسلمون أكبر أقلية، يأتي بعدهم اليانيون والنصارى والبوذيون.

توجد في دلهي ثلاث جامعات وهي: جامعة دلهي وجامعة نهرو والجامعة الملِّية الإسلامية وهي جامعات اتحادية. ويوجد عدد من الأكاديميات الخاصة بالفنون واللغات والفنون التطبيقية ومتاحف كثيرة خصص بعض منها لعدد من زعماء الهند.

يتكلم معظم الناس في دلهي وضواحيها اللغة الهندية، وهي اللغة الأكثر شيوعًا في الهند، كما تستخدم اللغة الإنجليزية بكثرة. ومن اللغات الأخرى المستخدمة البنجابية والأوردية والبنغالية.

إن أكبر جهة تستخدم العاملين هي الحكومة وتأتي بعدها المؤسسات الصناعية والتجارية. وتستقطب الخدمات المدنية والإدارة المحلية في دلهي جانبًا كبيرًا من الأيدي العاملة. ومن الحرف التي اشتهرت بها المدينة الحفر على العاج، والرسم، والزخرفة وكلها تتصف بالدقة والمهارة الفائقة، كما أن الحرف اليدوية القديمة كصناعة المجوهرات وصياغة الذهب لازالت مزدهرة. ومن المشاكل التي تعاني منها المدينة وتعوق نمو اقتصادها النقص الموجود في المساكن والذي أدّى إلى لجوء ثلث سكان المدينة إلى الأحياء القذرة والأكواخ، ومن المشاكل الأخرى انقطاع التيار الكهربائي الذي يتسبب في توقف بعض المعامل عن العمل. وكذلك الحال مع كثير من الخدمات الأخرى مثل المياه والمجاري وغيرهما.

تتصف دلهي بنظام إداري معقد يتألف من ثلاثة مستويات: المحافظ ومجلس تنفيذي من أربعة أعضاء، ثم يأتي المجلس الحضري المنتخب الذي يبحث في القضايا المعروضة عليه، ولكنه لا يتمتع بسلطة مباشرة. وأخيرًا يوجد مجلس بلدي منتخب مسؤول عن تنظيم الخدمات كالكهرباء والماء والمجاري والنقل والإطفاء.

تعتبر دلهي محورًا لنظام النقل في الهند كلها، إذ يوجد فيها خمسة طرق بريد خارجية، والعديد من خطوط السكك الحديدية ومطار إنديرا غاندي الدولي ومطار بالم للرحلات الداخلية.

منظر عبر مدينة دلهي يُشاهد فيه التباين اللافت للنظر بين العمارتين القديمة والحديثة.

نبذة تاريخية:

يعتقد علماء الآثار أن موضع الاستيطان الذي ورد ذكره في الملحمة الشعرية مهابهارتا يقع في دلهي قرب قرية إندابات. وقد أثبتت الحفريات في أولد فورت حدوث الاستيطان في ذلك الموقع منذ حوالي ألفي سنة قبل الميلاد. وفي القرن الثاني عشر اتخذ بريثفيراجا الثالث ـ من أسرة تشاوهان الحاكمة ـ دلهي عاصمة له إلى أن أزاحه عنها القائد المسلم قطب الدين أيبك، وقامت الأسر الحاكمة المتعاقبة من الأتراك والأفغان بإنشاء المدن في مختلف المواقع بمنطقة دلهي. وكان بابر مؤسس الأسرة المالكة للإمبراطورية المغولية قد جعل من دلهي عاصمة للبلاد مرة أخرى بعد أن كان تيمورلنك قد نقلها إلى آكرا. وقد تعرّضت المدينة للإغارة والسلب، غير أن أسوأ هجوم تعرّضت له كان اجتياح نادر شاه لها سنة 1739م، ثم استولى عليها البريطانيون عام 1803م، واتخذوا كلكتا عاصمة الهند البريطانية. وفي سنة 1911م أعلن الملك جورج الخامس أثناء زيارته للهند نقل العاصمة إلى دلهي التي ظلت عاصمة للبلاد بعد أن نالت استقلالها سنة 1947م.


المصدر: الموسوعة العربية العالمية