سكان ناغالاند . يُطلق على سكان ولاية ناغالاند اسم الناغا ومعظم ثيابهم مصنوعة من قطع من القماش تتم خياطتها بعضها ببعض. |
يحتوي كل منزل من هذه المنازل على طبل ضخم يُقدسه أفراد القبائل، وهذا الطبل هو في الأصل ساق شجرة تم تفريغها من الداخل ومن ثم حفرها لتشبه رأس الجاموس. يمكن معرفة تاريخ سكان هذه الولاية ونشاطاتهم من خلال التماثيل الخشبية، والأقنعة والمجوهرات والخوذات. وتتمتع النساء في بعض القرى بحق المساواة مع الرجل في المنزل. وما تزال النساء يتمتعن بحق المساواة مع الرجل، في مجال العمل وفي المجال الحكومي حتى الآن في ناغالاند. ويعتنق أكثر من 90 % من سكان ناغالاند الديانة النصرانية أما الباقي منهم فهم من المسلمين. واللغات الرئيسية التي يتحدث بها شعب ناغالاند هي لغة القبائل المحلية واللغة الإنجليزية. ويوجد في ناغالاند عضو منتخب واحد في مجلس النواب، كما يوجد ممثل منتخب للولاية في مجلس الشيوخ. وهذان العضوان يمثلان ولاية ناغالاند في البرلمان الهندي. ويبلغ عدد أعضاء الهيئة التشريعية في الولاية ستين عضوًا.
أما خطوط المواصلات فهي محدودة جدًا في ناغالاند. وتوجد طرق تربط كوهيما بأسّام وبعاصمة ولاية مانيبور وهي إيمبال في الغرب ولاتوجد سكك حديدية، ويوجد خط جوي يربط ناغالاند بمدينة كلكتا.
وتوجد الغابات دائمة الخضرة بشكل مألوف على ارتفاع أقل من 1,200م. ويُعدُّ الماهوجني والخيزران من بين أهم الأشجار ذات القيمة الموجودة في هذه المنطقة وتوجد أشجار البلوط، والصنوبر،على ارتفاع أعلى من 1,200م عن سطح البحر.
وتوجد أنواع كثيرة من القردة في ناغالاند ومن بينها الليمور الطائر، واللانجر الطويل الذيل، والقرد ذو الوجه الوردي كما توجد أيضًا الفيلة، وأنواع من الشيهم، والكركدن، والحيوانات آكلة النمل ذات الحرافش، والببرات والثيران البرية. وهنالك كثير من طيور الغابات الملونة. ومناخ ناغالاند لطيف ومعتدل، وتسقط فيها الأمطار الغزيرة خلال أشهر الصيف التي تهب فيها الرياح الموسمية. وتتراوح درجة الحرارة أثناء الشتاء بين المعدل الأدنى وهو ثماني درجات م إلى المعدل الأعلى وهو 15°م في شهر يناير. وترتفع الحرارة إلى معدل أعلى وهو 25°م في شهر مايو وأيضًا في شهر أغسطس. ويبلغ أدنى معدل لدرجات الحرارة خلال الصيف حوالي 19°م. ويسود ولاية ناغالاند بأكملها فصل شتاء جاف، حيث ينخفض معدل هطول الأمطار إلى أقل من عشرة سنتيمترات بين أشهر ديسمبر ومارس وعلى أية حال فإن الأمطار غزيرة جدًا أثناء الصيف حيث يبلغ المعدل السنوي أكثر من 180سم في مدينة كوهيما.
أسهم الاستعمار البريطاني في إحداث تغيُّرات عميقة الجذور لدى شعب الناغا. فقد وضع الحكام البريطانيون حداً لعمليات قطع الرؤوس، والغارات التي كانت تتم بين القرى في المنطقة، كما شجعوا دخول الإرساليات التنصيرية إلى المنطقة، فقد تمكنت هذه البعثات وبنجاح من إقناع شعوب المنطقة باعتناق النُّصْرانية وأنشأت مراكز تعليمية لهذا الغرض. ونتيجة لانتشار التعليم ازداد الوعي السياسي عند شعب الناغا فطالب كثير منهم باستقلال منطقتهم. وفي عام 1946م، شكّل شعب الناغا مجلسًا وطنيًا بهدف توحيد المنطقة بأكملها من أجل الحصول على حقوقهم السياسية. وفي عام 1947م طالبت بعض فئات شعب الناغا بالسيادة السياسية الكاملة وبتشكيل دولة مستقلة عن الهند وقد رفضت الحكومة المستقلة حديثًا في الهند هذا المطلب ولجأ بعض أفراد شعب الناغا إلى العصيان المسلح في محاولة للحصول على الاستقلال. وبقيت المنطقة في حالة من الغليان السياسي خلال الخمسينيات من القرن العشرين.
وأخيراً أدت المفاوضات التي جرت بين الحكومة الهندية وشعب الناغا إلى توحيد المنطقة مع جمهورية الهند وأضحت ناغالاند ولاية كاملة ضمن الاتحاد الهندي عام 1963م. واستمرت بعض قوى الثوار في الضغط من أجل الحصول على الاستقلال وشنَّت حرب عصابات وغارات، وقامت بعمليات قرصنة على الطرقات، لكن نفوذها ضعف بشكل تدريجي. ومنذ الستينيات من القرن العشرين أصبحت الحكومة الهندية المركزية تقدِّم المساعدات الضروية لولاية ناغالاند حيث تطورت الحركة التجارية بشكل سريع وازداد عدد الذين يستطيعون القراءة والكتابة إلى أكثر من 40% من مجموع السكان. ويوجد في الولاية في الوقت الحاضر كثير من المدارس والمعاهد. وقد تسلم الحزب الوطني ـ وهو المنظمة الوطنية لشعب الناغا ـ السلطة مباشرة بعد أن أصبحت ناغالاند ولاية ضمن الاتحاد الهندي عام 1963م، لكنه سرعان ما أفسح المجال لحزب المؤتمر. ويشغل مقعد الولاية فى مجلس النواب الهندي ممثل عن المجلس الشعبي في ناغالاند. وشهدت المنطقة في عامي 1993 و1994م، توترًا جديدًا بسبب تجدد المطالبة بالاستقلال. وقد خلف هذا التوتر مئات القتلى وكثيرًا من القرى المدمرة.