→ ذكر كتابه إلى جيفر وعبد ابني الجلندي ملكي عمان | السيرة الحلبية ذكر كتابه إلى هوذة علي بن برهان الدين الحلبي |
ذكر كتابه إلى الحارث بن أبي شمر الغساني ← |
بالذال المعجمة، وقيل بالدال المهملة. قال في النور: ولا أظنه إلا سبق قلم ـ صاحب اليمامة ـ أي وزاد بعضهم: وإلى ثمامة بن أثال الحنفيين ملكي اليمامة، وفيه نظر، لأن ثمامة «رضي الله ع» كان مسلما حينئذ على يد سليط بفتح السين المهملة بن عمرو العامري أي لأنه كان يختلف إلى اليمامة، وبعث معه كتابا فيه: «بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله ﷺ إلى هوذة بن علي، سلام على من اتبع الهدى. واعلم أن ديني سيظهر إلى منتهى الخف والحافر: أي حيث تقطع الإبل والخيل، فأسلم تسلم، وأجعل لك ما تحت يديك» فلما قدم عليه سليط بكتاب رسول الله ﷺ مختوما أنزله وحياه، وقرأ عليه الكتاب فردّ ردا دون ردّ. فكتب إلى النبي ﷺ: ما أحسن ما تدعو إليه وأجمله، وأنا شاعر قومي وخطيبهم، والعرب تهاب مكاني فاجعل إليّ بعض الأمر أتبعك، وأجاز سليطا «رضي الله ع» بجائزة، وكساه أثوابا من نسج هجر، فقدم بذلك كله على النبي ﷺ فأخبره، وقرأ النبي ﷺ كتابه، وقال: لو سألني سيابة، أي بفتح السين المهملة وتخفيف المثناة من تحت وموحدة مفتوحة: أي قطعة من الأرض ما فعلت، باد وباد ما في يديه.
فلما انصرف رسول الله ﷺ من الفتح جاءه جبريل "عليه الصلاة والسلام. فأخبره بأن هوذة قد مات، فقال: أما إن اليمامة سيخرج بها كذاب يتنبأ يقتل بعدي، أي فقال قائل: يا رسول الله من يقتله؟ فقال له رسول الله ﷺ: أنت وأصحابك، فكان كذلك.
أقول: هذا يدل على أن القائل له ذلك هو خالد بن الوليد «رضي الله ع»، فإن أبا بكر «رضي الله ع» وجهه أميرا على الجيش الذي أرسله لمقاتلة مسيلمة لعنه الله، وتقدم الخلاف في قاتله. والمشهور أنه وحشي قاتل حمزة «رضي الله ع»، وكان سن هوذة مائة وخمسين سنة.
ويذكر أن هوذة هذا كان عنده عظيم من عظماء النصارى حين قال للنبي ما قال، فقال له: لم لا تجيبه؟ قال: أنا ملك قومي، ولئن اتبعته لم أملك، فقال: بلى والله لئن اتبعته ليملكنك، وإن الخيرة لك في اتباعه، وإنه النبي العربي الذي بشر به عيسى ابن مريم "عليه الصلاة والسلام، وإنه لمكتوب عندنا في الإنجيل محمد رسول الله الحديث.
أي وذكر السهيلي رحمه الله تعالى أن سليطا قال له: يا هوذة إنه سودتك أعظم حائلة: أي بالية، وأرواح في النار يعني كسرى، لأنه الذي كان توجه، وإنما السيد من متع بالإيمان، ثم تزود بالتقوى. وإن قوما سعدوا برأيك فلا تشقينّ به، وأنا آمرك بخير مأمور به، وأنهاك عن شر منهي عنه، آمرك بعبادة الله، وأنهاك عن عبادة الشيطان، فإن في عبادة الله الجنة، وفي عبادة الشيطان النار. فإن قبلت نلت ما رجوت وأمنت ما خفت، وإن أبيت فبيننا وبينك كشف الغطاء وهو المطلع، فقال هوذة: يا سليط سوّدني من لو سودك تشرفت به، وقد كان لي رأي أختبر به الأمور ففقدته، فاجعل لي فسحة ليرجع إليّ رأيي فأجيبك به إن شاء الله تعالى.