الطوفان ( Deluge )
الطُّوفان الماء العظيم الذي غمر الأرض في عهد نوح عليه السَّلام بأمر من الله تبارك وتعالى ولم ينجُ منه سوى نوح ومن آمن برسالته. وقد جاء ذكر قصة الطُّوفان في سورة هود وسورة نوح، حيث أرسل الله نوحًا إلى قومه، لينذرهم بأسه قبل حلوله بهم، فإن تابوا وأنابوا رفع عنهم العذاب. وظلَّ نوح يدعو قومه ليلاً ونهارًا، ألف سنة إلاّ خمسين عامًا، ولكنّهم فرّوا منه وسدّوا آذانهم لئلا يسمعوا ما يدعوهم إليه.
دعا نوح ربَّه أن ينزل العذاب بقومه، فكان الطّوفان، حيث انهمر الماء من السماء، وتفجَّر من الأرض، فأهلك جميع من كان على وجه الأرض من الكافرين، حتى ولد نوح، الذي اعتصم بالجبل ظنًا منه أنه سيعصمه من الماء.
نجّى الله نوحًا ومن آمن به، بركوبهم السَّفينة. وقد حمل نوح معه أزواجًا من كل شيء وبذلك استمرت الحياة الإنسانية والحيوانية بعد انتهاء الطوفان ونزول نوح وأتباعه منها على الأرض لتسير الحياة بعد ذلك بهؤلاء النفر ونسلهم الذي ازداد يومًا بعد يوم ومعهم مقومات الحياة وسبل العيش.
وقد عرض الله سبحانه وتعالى مشاهد من قصَّة الطُّوفان في قصة هود في قوله: ﴿واصنع الفُلك بأعيننا ووحينا ولا تُخاطبني في الذّين ظلموا إنهم مغرقون﴾ هود: 37 . وفي قوله: ﴿حتى إذا جاء أمرنا وفار التَّنُّور قلنا احمل فيها من كلّ زو جين اثنين وأهلك إلاّ من سبق عليه القول ومَن آمن وما آمن معه إلا قليل﴾ هود: 40 . ويواصل القرآن ذكر قصّة الطُّوفان في الآيات التالية: ﴿وقال اركبوا فيها بسم الله مجراها ومرساها إنَّ ربي لغفور رحيم ü وهي تجري بهم في موج كالجبال ونادى نوح ابنه وكان في معزل يابُنيَّ اركب معنا ولا تكُن مع الكافرين ¦ قال سآوي إلى جبل يعصمني من الماء قال لا عاصم اليوم من أمر الله إلاّ من رحم وحال بينهما الموج فكان من المغرَقين ü وقيل ياأرض ابلعي ماءك وياسماء أقلعي وغِيض الماء وقُضي الأمر واستوت على الجوديّ وقيل بُعدًا للقوم الظالمين﴾ هود: 41 - 44 .
وقد هبط نوح ومن معه سالمين، كما جاء في قوله تعالى: ﴿قيل يانوح اهبط بسلام منّا وبركات عليك وعلى أمم ممَّن معك وأممٌ سنُمتِّعهم ثم يمسُّهم منا عذاب أليم﴾ هود: 48 .