سدوم وعمورة ( Sodom and Gomorrah )

سَدُوم وعمُّورة مدينتان قديمتان من المدن المجاورة للبحر الميِّت تقعان على مقربة من الطرف الجنوبي منه (جنوب الأردن حاليًا). أرسل ا ـ سبحانه وتعالى ـ رسوله لوطًا ـ عليه السلام ـ يدعو أهل المدينتين ويأمرهم بالمعروف وينهاهم عما كانوا يرتكبون من المآثم والمحارم والفواحش التي ابتدعوها ولم يسبقهم بها أحد من بني آدم ولا غيرهم وهو إتيان الذكور دون الإناث، قال تعالى: ﴿ولوطًا إذ قال لقومه أتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين ¦ إنكم لتأتون الرجال شهوة من دون النساء﴾ الأعراف: 80، 81 . وأرسل ا الملائكة إلى قوم لوط هؤلاء وأمرهم أن لا يهلكوهم حتى يشهد عليهم نبيُّهم بذلك. ونزل الملائكة ضيوفًا على لوط ولم يعلم بهم أحد إلا أهل بيته، فخرجت امرأته فأخبرت قومها فجاءوا يهرعون إلى لوط عندما سمعوا بوجود الضيوف عنده، فخاف لوط أن يمسُّوهم بسوء. قال تعالى: ﴿وجاءه قومه يهرعون إليه ومن قبل كانوا يعملون السيئات قال يا قوم هؤلاء بناتي هن أطهر لكم فاتقوا الله ولا تخزون في ضيفي﴾ هود: 78 . عندئذ أمرته الملائكة أن يسري بأهله آخر الليل، فنجَّاه ا من قومه الذين أهلكهم بأن أرسل عليهم حجارة من سجيل منضود وهو قوله تعالى: ﴿إنا منزلون على أهل هذه القرية رجزًا من السماء بما كانوا يفسقون﴾ العنكبوت: 34 . وقوله: ﴿وأمطرنا عليهم مطرًا﴾ الأعراف: 84. وقوله: ﴿فلما جاء أمرنا جعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليهم حجارة من سجِّيل منضود﴾ هود: 83. أما امرأة لوط فقد خانته عندما أخبرت القوم بوجود الضيوف عنده فأهلكها ا جزاء ذلك، قال تعالى: ﴿فأنجيناه وأهله إلا امرأته كانت من الغابرين﴾ الأعراف: 83.

وورد في سفر التكوين (الفصل 18 - 19) أن سيدنا إبراهيم دعا ربه ألا يُدمِّر مدينة سدوم. وقال إبراهيم إذا كان بالمدينة أُناس صالحون فليرحمهم ويصفح عن المدينة. ولكن عندما تعذر وجود عشرة أشخاص صالحين فقد دمر ا مدينتي سَدُوم وعَمورة كلتيهما.

وتروي القصة أن ا أرسل في البداية مَلَكين لإنقاذ لوط ابن أخي إبراهيم الذي كان يعيش في مدينة سدوم. وقد نَبَّه المَلَكان لوطًا وزوجته وابنتيهما إلى ضرورة الهروب من المدينة وألا ينظروا خلفهم. ولكن زوجة لوط نظرت خلفها لترى سَدُوم وعَمورة تتحطمان تحت النار. وقد تحولت في الحال إلى عمود من الملح عقابًا لها على عصيانها.

★ تَصَفح أيضًا: لوط عليه السلام ؛ إبراهيم عليه السلام.