الرئيسيةبحث

النبي ( Prophet )


النَّبي لقب يطلق على الأنبياء الذين ابتُعثوا إلى أقوامهم خاصة (عدا محمد ﷺ أُرسل إلى الناس كافة) مكلفين ومختارين من قِبَل الله عز وجل فقط، أرسلهم ليبلغوا شرعه ويقيموا حدوده ويرسوا مبادئ الحق والخير والعدل في البشرية، كل بحسب آفة قومه وقصورهم في جوانب الحياة والعقيدة.

وكان أعظم شيء كُلِّف به الأنبياء هو تعريف الناس بالله الواحد الأحد، وأنه هو الله الذي لا شريك له ولا ند ولا معين، وأنه هو الإله المعبود بحق الذي لا معبود إلا هو ولا خالق إلا هو، وأنه هو فاطر السموات والأرض وخالق كل شيء وهو المحيي والمميت، وأن هذه الحياة الدنيا مؤقتة وزائلة، وأن هناك اليوم الآخر (يوم القيامة) فيه يُحاسَبُ الناس على أعمالهم، وأن هناك جنة أو نارًا، وهما محور الحياة الأخروية الدائمة. كما أن من مهمة الأنبياء تطهير الأرض من الوثنية والجهل والشرك وعبادة الغير وإرشاد الناس إلى الهداية بأمر الله وحكمته.

والنبي يتلقى وحيًا من الله عن طريق جبريل عليه السلام، ويتلقى تعاليمه منه سبحانه ولايتصرف في شيء إلا بهدي منه وتوفيق. وليس لغير الأنبياء والرسل أن يتلقوا وحيًا أو تعليمات عن الله كما يدعي بعض المدعين من أصحاب الملل والأهواء والنِّحَل.

وأرسل الله للبشرية منذ أن خلقها رسلاً وأنبياء متتابعين لأقوامهم، ذكر الله بعضهم في القرآن الكريم وسكت عن بعضهم كما قال تعالى: ﴿ورسلاً قد قصصناهم عليك من قبل ورسلاً لم نقصصهم عليك﴾ النساء: 164. وقال تعالى: ﴿رسلاً مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل﴾ النساء: 165.

وكل نبي كانت له تعاليمه الشفهية المتلقاة عن الله تبارك وتعالى، ومنهم من كتبها وراحت بعد ذلك بعد زوال أمته، ومنهم من ألقاها على قومه لكنهم حرّفوها بعد مماته وأضافوا وحذفوا منها، ومنهم من ألقاها على قومه ليحفظوها إلا محمدًا ﷺ حيث كان الوحي الذي يتلقاه عن ربه هو القرآن الكريم الذي تعهد الله بحفظه فقال: ﴿إنا نحن نزلنا الذكْر وإنا له لحافظون﴾ الحِجْر: 9. ومن هنا كان من حكمة الله وعنايته أن ألهم النبي وصحابته وخلفاءه تدوين القرآن ونسخه إلى كل الأمصار.

وكل نبي كان يرسل إلى قومه خاصة إلا محمدًا ﷺ الذي أرسل إلى الناس عامة ﴿وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين﴾ الأنبياء: 107. ﴿قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعًا﴾ الأعراف: 158. ﴿وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرًا ونذيرًا...﴾ سبأ: 28. في الوقت الذي يقول فيه القرآن مثلاً عن نوح ﴿إنا أرسلنا نوحًا إلى قومه أن أنذر قومك من قبل أن يأتيهم عذاب أليم﴾ نوح: 1. وعن موسى يقول: ﴿ثم بعثنا من بعدهم موسى بآياتنا إلى فرعون وملئه﴾ الأعراف: 103. وعن عيسى يقول: ﴿وإذ قال عيسى بن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم﴾ الصف: 6. وعن هود يقول: ﴿كذبت عاد المرسلين ¦ إذ قال لهم أخوهم هود ألا تتقون﴾ الشعراء: 123 ، 124. وعن لوط يقول: ﴿ولوطًا إذ قال لقومه إنكم لتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين﴾ العنكبوت: 28. وهكذا بقية الأنبياء والرسل.

ودعوة الأنبياء والرسل كلها واحدة، هي اتباع الملة الحنيفية السمحة والإسلام لله رب العالمين (أي إسلام القلب والجوارح والمعتقد والأفعال والحركات لله رب العالمين) قال تعالى لمحمد ﷺ في القرآن ﴿ما يقال لك إلا ما قد قيل للرسل من قبلك﴾ فصلت: 43.

والنبي بشرٌ من الناس يأكل الطعام ويمشي في الأسواق. وليس ـ كما يدعي البعض ويزعم ـ أنه رب أو إله أو ابن إله (تعالى الله عن ذلك علوًا كبيرًا).

المصدر: الموسوعة العربية العالمية