الرئيسيةبحث

الملائكة ( Angel )



الملائكة مخلوقات من نور، لا يأكلون ولا يشربون ولاينامون ولا يتزاوجون، لا يعصون الله ما أمرهم، قائمون بالأعمال التي كلفّهم الله بها.

والإيمان بالملائكة هو الركن الثاني من أركان الإيمان، فلا يصح إيمان إنسان حتى يؤمن بوجودهم، قال تعالى: ﴿ آمن الرسول بما أُنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله﴾ البقرة:285 فمن أنكر وجودهم فقد كفر لقوله عز وجل: ﴿ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فقد ضل ضلالاً بعيدًا﴾ النساء:136

صفات الملائكة

للملائكة صفات عديدة منها:

الصفات الخِلْقية:

: 1- أنهم مخلوقون من النور. لقوله ﷺ(خُلقت الملائكة من نور، وخلق الجان من مارج من نار، وخلق آدم مما وُصف لكم ) أخرجه أحمد ومسلم. 2- أن لهم أجنحة. فمنهم من له جناحان ومنهم من له ثلاثة أجنحة، ومنهم من يزيد على ذلك، قال تعالى: ﴿الحمد لله فاطر السموات والأرض جاعل الملائكة رسلاً أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع يزيد في الخلق ما يشاء﴾ فاطر: 1. 3- أنهم ليسوا كالبشر. فلا يأكلون ولا يشربون ولا ينامون ولا يتزاوجون، ولا يوصفون بذكورة أو أنوثة، مطهرون من الشهوات الحيوانية، ولا يتصفون بشيء من الصفات المادية التي يتصف بها الإنسان. 4- أن لهم القدرة على أن يتمثلوا بصور البشر بإذن ربهم. فقد جاء جبريل عليه السلام، مريم أم عيسى ـ عليهما السلام ـ متمثلاً بصورة بشرية، قال تعالى: ﴿ واذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها مكانًا شرقيًا ¦ فاتخذت من دونهم حجابًا فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشرًا سويًا﴾ مريم: 16، 17 . كما جاء جبريل ـ عليه السلام ـ إلى الرسول ﷺ في صورة رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر، في حديث الإيمان والإسلام الذي ورد في الصحيحين. 5- أنهم يقدرون على الحركة ؛ فينزلون ويصعدون، قال تعالى: ﴿تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة﴾ المعارج: 4وهناك صفات أخرى خلقية غير هذه.

الصفات الخُلُقية:

وهم في المقابل يتصفون بجملة من الصفات الخُلُقية، منها: 1- أنهم دائمو الطاعة لله والخوف منه. لا يعصون له أمراً، قال سبحانه: ﴿ وله من في السموات والأرض ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون ¦ يسبحون الليل والنهار لا يفترون﴾ الأنبياء: 19، 20 . ﴿لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون﴾ التحريم:6 وقال سبحانه: 2- أنهم ذوو حياء. لقوله ﷺ في عثمان رضي الله عنه: (ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة )أخرجه مسلم. 3- أنهم يحبون ويبغضون. فيحبون من أحب الله، ويبغضون من أبغضه.

وظائف الملائكة

اقتضت حكمة الله وإرادته تكليف الملائكة بتدبير أمور الكون ورعايته، بكل ما فيه من مخلوقات، وما فيه من حركة ونشاط، وما فيه من حياة وجماد، ومافيه من قوانين ونواميس، وإنفاذ قدر الله وقضائه في هذه المخلوقات كلها، وتنفيذ إرادته ـ سبحانه ـ في مراقبة وتسجيل كل ما يحدث في الكون من حركات: إرادية وغير إرادية. فهم الموكلون بالسموات والأرض، وكل حركة في العالم تدخل في اختصاصهم، فمن وظائفهم:

1- منهم من وكَّله الله بأمر النُّطف في الأرحام وتنفيذ قدر الله من حيث: الذكورة والأنوثة، والشقاوة والسعادة، وكتابة الأرزاق والآجال. 2- منهم من وكَّله الله بالنزول بالوحي على الأنبياء ـ عليهم السلام ـ في الغالب، قال تعالى: ﴿ وإنه لتنزيل رب العالمين¦ نَزَلَ به الرُّوحُ الأمين ¦ على قلبك لتكون من المنذرين ¦ بلسان عربي مبين﴾ الشعراء: 192 ـ 1953- مراقبة الإنسان وإحصاء أعماله وكتابتها خيرًا أم شرًا، لقوله تعالى: ﴿وإن عليكم لحافظين ¦ كرامًا كاتبين ¦ يعلمون ما تفعلون﴾ الانفطار: 10-12 . 4- منهم من وكَّله الله بقبض الأرواح، قال تعالى: ﴿قل يتوفاكم ملك الموت الذي وُكِلَ بكم ثم إلى ربكم ترجعون﴾ السجدة: 115- منهم من وكّله الله بحفظ من أراد أن يحفظه من أمره الذي يشاء أن يصيب به غيره على ما يشير إليه نحو قوله سبحانه: ﴿ له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله﴾ الرعد: 11

ولهم ظائف أخرى كثيرة كالاستغفار للمؤمنين. وسؤال الميت في قبره، ونفخ إسرافيل في الصور يوم القيامة، وسوْق الناس إلى المحشر، والترحيب بالمؤمنين في الجنة، وتعذيب الكافرين في النار. فكل حركة في السموات والأرض من حركات الأفلاك والنجوم، والشمس والقمر والسحاب والنبات والحيوان، ناشئة عن الملائكة الموكلين بالسموات والأرض، قال تعالى: ﴿فالمدبرات أمرًا﴾ النازعات:5

عدد الملائكة وأسماؤهم

عددهم كبير، لا يعلمه إلا الله، قال تعالى: ﴿وما يعلم جنود ربك إلا هو﴾ المدثر:31 . وفي حديث المعراج قال رسول الله ﷺ:(فرُفع لي البيت المعمور، فسألت جبريل فقال: هذا البيت المعمور يصلي فيه كل يوم سبعون ألف ملك ) أخرجه البخاري. ومن أسمائهم: (جبريل وميكائيل ومالك، وإسرافيل، ومنكر، ونكير، وعزرائيل ورضوان ).

أثر الإيمان بالملائكة في حياة الإنسان

للإيمان بالملائكة آثار إيجابية عظيمة في حياة المؤمن منها: 1- التخلص من الخرافات، والأوهام التي علقت في أذهان بعض الناس عن الملائكة. كما كان شائعًا في الجاهليات السابقة من أنهم بنات الله، وأنهم يعلمون الغيب، وأن لهم تدخلاً مع الله ـ سبحانه وتعالى ـ في خلق الكون وتدبيره.

فالإيمان بهم على نحو ما جاءت به الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، يدع تصور الإنسان عنهم سليمًا من كل خرافة، بعيدًا عن كل غلو، فهم لا يملكون من الأمر شيئًا إلا بإذن الله. 2- أن إيمان الإنسان برقابة الملائكة لأعماله وأقواله يؤدي إلى استقامته على الحق. ومراقبة الله في كل قول وفعل. 3- الشعور بالأنس والطمأنينة، والصبر ومواصلة الجهاد والإقبال على طاعة الله وعدم اليأس. وذلك لإيمان المسلم بوجود ملائكة لا يفترون عن عبادة الله، فيتأسى بهم، ويشدّون من أزره ويثبتونه في قتال أعداء الله.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية