البحر الميت، صحائف ( Dead Sea Scrolls )
البحرُ الميِّت، صحائِف. صحائف البحر الميِّت مخطوطات قديمة من فلسطين اكتُشفت في مغارات بالصحراء الواقعة بالقرب من شواطئ البحر الميت الشمالية الشرقية. وقد اكتشفت مجموعة من الصبيان الرعاة أول مجموعة من هذه الصحائف عام 1947م، بداخل مغارة في وادي القُمْران. وفي أواخر الأربعينيات وأوائل الخمسينيات من القرن العشرين اكتشف بعض علماء الآثار وجماعة من البدو مغاراتٍ أخرى تحتوي على مخطوطات قديمة.
وقد اشتملت الاكتشافات على صحائف وأجزاء من مئات المخطوطات التي كُتب معظمها على الجلد أو ورق البردي، ويرجع تاريخ بعضها إلى عام 200 ق.م، وهي جزء من مكتبة يظن كثير من العلماء أنَّها لطائفة الإسين. وأغلب الظن أنَّ هذه المجموعة عاشت في الفترة مابين عامي 150 ق.م. و 68م في قرية بالقرب من الكهوف التي اكتشفت فيها الصحائف.
وتشتمل صحائف البحر الميت على أسفار العهد القديم جميعها باستثناء سفر اسْتَرْ. وقد عُثر على قليل من هذه الأسفار بحالة جيدة، وكانت تقريبًا بكامل هيئتها، وهي أقدم مخطوطات للكتاب المقدس المعروفة. وتشتمل الصحائف أيضًا على أجزاء من ترجمة التوراة السَّبعينية، وهي أقدم ترجمة يونانية للعهد القديم، وبعض أجزاء سفر أيوب مدونة باللُّغة الآرامية. وإلى جانب هذا تشتمل الصَّحائف على أجزاء من بعض أسفار الأبوكْرِيفا مدونة باللُّغة العبرية والآرامية واليونانية.
وكذلك تشتمل صحائف البحر الميت على معلومات عن مجتمع القمران نفسه، من بينها صورة نادرة لمجموعة من الناس قبل حوالي ألفي سنة. وهناك مخطوطتان تشيران إلى الكيفية التي كان يُنظّم بها ذلك المجتمع، كما أنَّهما تحتويان على النُّظم التي تحكم الحياة اليومية في المجتمع آنذاك. وتحتوي مجموعة أخرى على إرشادات لإدارة المعركة النِّهائية التي ينتظرها مجتمع القمران، وهي معركة أبناء النُّور ضد أبناء الظلام. وفي بعض المخطوطات تسجيل صلوات ذلك المجتمع. كما أن هناك صحيفة المزامير وهي مجموعة من المزامير تشبه إلى حد ما سفر المزامير. أما المخطوطات الأخرى فتتضمن شرحًا للأناجيل.
وفي الخمسينيات والستينيات من القرن العشرين اكتشف علماء الآثار مغاراتٍ بالقرب من السَّاحل الغربي للبحر الميت تحتوي أيضًا على أجزاء من مخطوطات توراتية وغيرها. ويرجع تاريخ معظم هذه الوثائق إلى حقبة تاريخية متأخرة شملت فترة ثورة اليهود الثَّانية ضد الرُّومان من عام 132 إلى 135م.