مدينة القدس ليلاً. |
يُوجد داخل الجزء المسوّر من المدينة أربعة أحياء مميزة هي: 1- الحي الإسلامي 2- الحي النصراني 3- الحي اليهودي 4- الحي الأرمني.
لم تتغير الحياة داخل المدينة القديمة منذ مئات السنين. ولقد تعايش داخلها المسلمون والنصارى واليهود في وئام عبر القرون. لا تُوجد في القدس الشرقية صناعات حديثة، ولكن توجد صناعات يدوية.
القدس الغربية يسكنها بشكل عام السكان اليهود وهي أحدث قسم في المدينة. |
وعلى الرغم من إعلانها عاصمة لدولة اليهود، فإن معظم دول العالم ترفض الاعتراف بذلك.
تحتوي القدس الغربية على مبانٍ عصرية وصناعات حديثة، وتُوجد فيها الجامعة العبرية. وهناك بعض المواقع المقدسة في القدس الغربية، أهمها مبنى على جبل صهيون، يضم ما يُظن أنّه قبر نبي الله داود، ويضم كذلك ما يسمى بقاعة العشاء الأخير، وهي القاعة التي يُقال: إن السيد المسيح، عليه السلام، قد تناول فيها آخر عشاء له.
المدينة القديمة |
خلال القرن السابع الميلادي، تبادلت السيطرة على القدس ثلاث قوى مختلفة هي: الفرس، والبيزنطيون، والمسلمون. حين فتح المسلمون القدس سنة 15 هـ، 636م، اشترط سكانها أن يكون تسليم المدينة للخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فجاءها عمر وتسلم مفاتيحها من صفرونيوس بطريرك القدس. وشهد على العهد الذي أبرمه معهم من كبار الصحابة مثل خالد بن الوليد وعمرو بن العاص وعبدالرحمن بن عوف ومعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهم. ولقد شيّد المسلمون قبة الصخرة عام 72هـ، 691م، فوق المكان الذي عرج منه بالرسول ﷺ بصحبة جبريل في ليلة الإسراء والمعراج.
القـــــــــــدس |
أصبحت القدس تحت حكم الأتراك عام 923هـ، 1517م، وكان معظم سكانها عندئذ من المسلمين، بينما كان عدد النصارى يفوق عدد اليهود في المدينة. لكن في ديسمبر 1917م، دخلت الجيوش البريطانية المدينة، وسيطرت عليها تمامًا بعد طرد الأتراك. وبعد شهر واحدٍ فقط من دخول البريطانيين القدس، قامت الحكومة البريطانية بإصدار وعد بلفور، الذي تعهدت فيه بتأييد إقامة وطن لليهود. ثم وُضعت القدس، وسائر أرجاء فلسطين تحت الوصاية، وكان ذلك عام 1920م. وفي عام 1922م، وافقت عصبة الأمم على تلك الوصاية، كما وافقت أيضًا على وعد بلفور. تبع ذلك زيادة مطّردة في هجرة اليهود إلى فلسطين خاصة خلال العشرينيات، والثلاثينيات من القرن العشرين. ولقد تزامن ذلك مع ازدياد قوة وفعالية الحركة الصهيونية العالمية.
ازداد الشعور المناهض للصهيونية بين عرب فلسطين الذين يمثلون سكان المنطقة الأصليين. وثار العرب مطالبين بإنشاء دولة فلسطينية عربية على أرض فلسطين. تصاعد العنف كثيرًا، مما اضطر بريطانيا عام 1947م، للتقدم بطلب إلى الأمم المتحدة، لاتخاذ ما تراه مناسبًا حيال الأوضاع الملتهبة في فلسطين. وفي نهاية ذلك العام، اتخذت الأمم المتحدة قرارًا تم بموجبه إنهاء الوصاية البريطانية على فلسطين،كما تمّ أيضًا اتخاذ قرارٍ بتقسيم فلسطين بين العرب واليهود، على أن تبقى مدينة القدس تحت سيطرة الأمم المتحدة.
رفضت الدول العربية قرار التقسيم الصادر عن الأمم المتحدة، ودخلت جيوشها في حرب طاحنة ضد اليهود. لكن في نهاية عام 1948م، تمكنت القوات اليهودية من وقف زحف الجيوش العربية، والسيطرة على الأجزاء الغربية من فلسطين، بما فيها الجزء الغربي من مدينة القدس. أما الجزء الشرقي من المدينة، فقد بقي تحت سيطرة الأردنيين. بعد ذلك أُعلن قيام دولة إسرائيل، وأُعلنت القدس عاصمة لها، لكن معظم دول العالم لم تعترف بذلك الإعلان.
نشبت حروب أخرى بين العرب واليهود، كان أهمها حرب عام 1967م، ثم حرب عام 1973م. وانتهت تلك الحروب، بفقد الجزء الشرقي من مدينة القدس، وكل الأرض الفلسطينية التي كانت تمثل الضفة الغربية للمملكة الأردنية الهاشمية، وقطاع غزة. ودفعت هذه الأحداث بمنظمة المؤتمر الإسلامي إلى إنشاء لجنة القدس (1979م)، وإسناد رئاستها إلى جلالة الملك الحسن الثاني ملك المملكة المغربية آنذاك وتخويله كافة الصلاحيات لتحقيق الهدف المتمثل في المحافظة على عروبة وإسلام المدينة المقدسة وعودتها إلى السيادة الإسلامية. وقد تولى الملك محمد السادس رئاسة اللجنة بعد وفاة الملك الحسن الثاني عام 1999م. وفي الثمانينيات من القرن العشرين، قامت إسرائيل بضم مدينة القدس رسميًا إلى فلسطين المحتلة، ولا يزال الصراع مستمرًا من أجل إعادة القدس والأرض العربية لأهلها الأصليين.
منظر عام لمدينة القدس من جبل الزيتون |