الحيثيون ( Hittites )
الحيثيون أول من عُرِفَ من سُكان مايُسَمَّى الآن تُركيا. وقد بدأوا في السيطرة على المنطقة حوالي عام 1900 ق.م، وخلال عدة سنوات تالية، غزوا أجزاء من بلاد مابين النَّهرين وسوريا. وبحلُول عام 1500ق.م، أصبح الحيثيون قوة رائدةً. وكانت ثقافتهم ولغتهم مزيجًا من الهندية والأوروبية، إلا أن العلماء لايعرفون من أين أتى الحيثيُّون، من أوروبا أو من آسيا الوسطى.
أنماط المعيشة:
تأثرت عناصر كثيرة من فن العمارة عند الحيثيين وفنونهم الأخرى وآدابهم، وديانتهم بالشعوب المجاورة. وكان نظام الحكم عندهم أكثر تقدُّمًا مما كان عليه الحال عند الكثيرين من جيرانهم. وكان نظامهم القانوني عادلاً وإنسانيًا. وأقرَّت تشريعاتهم مبدأ التعويض عند الضرر بدلاً من العقوبة الانتقامية.أقام الحيثيون علاقات سلام وتبادل مصالح مع الشعوب التي غلبوها، وقد نشأ تفوقهُم العسكري من عدة ابتكارات ؛ إذ كانوا من أوائل من صهروا الحديد وصنعوا أخف وأسرع مركبة ذات عجلات في زمانهم.
وقد استخدم الحيثيون اللّغة الأكاديَّة (لغة بلاد بابل) المكتوبة بالخط المسماري في مراسلاتهم الدولية.
أما في كتاباتهم الملكية والدينية، فقد استخدموا اللغة الحِيثيّة المسجلة بالكتابة الهيروغليفية الحيثية، أو المسمارية، المستعارة من بلاد مابين النهرين. وقد حلَّ العلماء شفرة الكتابة المسمارية في مطلع القرن العشرين إلاَّ أنهم لم يستطيعوا حل الكتابة الهيروغليفية على نحو قاطع حتى عام 1947م، عندما وجدوا بيانات مطولة باللغة الفينيقية والهيروغليفية الحيثية، ولقد أمدت هذه الوثائق الثنائية اللغة العلماء بمفتاح ترجمة الهيروغليفية الحيثية.
مأدبة حيثية تظهر بالنقش البارز على لوح من الحجر تم نحته خلال القرن التاسع قبل الميلاد. |
نبذة تاريخية:
توغَّل الحيثيون فيما يعرف الآن بوسط تركيا بعد عام 2000ق.م بقليل، وانتصروا على سكانها. وأقاموا عددًا من الدول ـ المدن وكان أهمها حتُّوساس (بوغاز كوْيْ حاليًا) شرقي العاصمة التركية الحالية أنقرة مباشرة. وقد أصبحت هذه المدينة العاصمة عند قيام الإمبراطورية الحيثية التي ضمت هذه المدن في حوالي عام 1650 ق.م.وهزم الحيثيون البابليين حوالي عام 1595ق.م. كما سيطروا على شمالي سورية، وقد طلبت أرملة أحد فراعنة مصر، لعله توت عنخ آمون، من إمبراطور الحيثيين أن يبعث إليها بأحد أبنائه ليتزوجها، ويصبح فرعونًا على مصر، إلا أن جماعة من المصريين كارهة لهذا التدبير قتلت هذا الابن قبل إتمام الزواج.
ودارت واحدة من أشهر معارك التاريخ حوالي عام 1285ق.م في مدينة قادش على نهر العاصي شمالي فلسطين. وخاض قائد الحيثيين متوواتاليس معركة غير حاسمة ضد قوات المصريين تحت قيادة رمسيس الثاني الذي أفلت حيًا. ولم يفتح الحيثيون الأقاليم المصرية، وأبرموا سلامًا تَوَّجَه زواج أميرة حيثية من رمسيس.
وبعد ذلك بقليل، ثار حلفاء الحيثيين في الشرق والغرب، ورحلت قبائل من ديارها حول بحر إيجة، إلى القطاع الغربي من الإمبراطورية الحيثية فرارًا من تزايد قوة اليونانيين، الذين أحرقوا حتُّوساس في حوالي عام 1200ق.م. ولكن الدول ـ المدن الحيثية، بقيت بعد ذلك خمسمائة عام أخرى، إلا أنها لم تكن بالغة القوة. وأصبحت قرقميش (على نهر الفرات) العاصمة الشرقية للحيثيين، ولكن سرجون الثاني ملك أشور استولى عليها عام 717 ق.م، وبذلك حلت نهاية الحكم الحيثيّ المتميِّز.
★ تَصَفح أيضًا: العراق، تاريخ ؛ تركيا.