الرئيسيةبحث

مشروبات كحولية

مجموعة مشروبات كحولية
مجموعة مشروبات كحولية

المشروبات الكحولية أو المشروبات الروحية هي المشروبات التي تحتوي على نسبة معينة من الكحول وقد تكون مخمرة (مثل البيرة) او مقطرة (مثل الويسكي)، سواء كان مصدرها الفواكه، مثل: العنب، والتمر، والزبيب، أو من الحبوب: كالحنطة، والشعير، والذرة.. أو العسل، والبطاطس، والنشا والسكر. والمركب الرئيسي في الخمر هو الكحول الإيثيلي (C2H5OH ) أو الإيثانول الأسم العلمي للكحول وهو سائل طيار عند الحرارة العادية، أقل كثافة من الماء ويذوب بسهولة فيها، كما أنه لاذع الطعم قابل للاشتعال.


فهرس

الكيمياء والتوكسيكولوجيا

تركيبة الإيثانول الكيميائية
تركيبة الإيثانول الكيميائية

الإيثانول (CH3CH2OH)، هو المكون الفعّال في المشروبات الكحولية، ومن أجل الإستهلاك يتم تكوينه بطريقة التخمر - أي أيض الكربوهيدرات عن طريق بعض الأصناف من الخمائر في حالة إنعدام الأكسجين. طريقة زرع الخمائر في ظروف مولدة للكحول تسمى بالتخمر. نفس العملية تنتج ثنائي أكسيد الكربون في نفس الموقع، ويمكن إستخدامها في المشروبات الغازية في البيوت، ولكن تترك هذه الطريقة آثار خميرة وفي المصانع تتم عملية صنع المشروبات الغازية بصورة منفصلة.

المشروبات التي تحتوي على أكثر من 50% إيثانول للحجم تكون قابلة للإشتعال بسهولة. والتي تحتوي على أكثر بكثير يمكن إشتعالها بتعريضها للحرارة من دون شعل، كوضع المشروب الكحولي في كأس شوت دافيء.

في الكيمياء، الكحول هي كلمة عامة لأي مركب عضوي يحتوي على المجموعة الوظيفية OH والتي ترتبط بذرة كربون، وهي التي ترتبط بدورها لذرات أخرى من الكربون والهيدروجين. الكحول الأخرى مثل بروبيلين غليكول وكحول السكر قد تظهر في الطعام والمشروبات بصورة معتادة، ولكن لا تجعلهم "كحوليات". ميثانول (كربون واحد)، والبروبانول (3 كربونات) والبيوتانول هم كلهم كحولات متواجدة بصورة عامة، ولكن لا يجب أن يتم إستهلاك أي منهم كشراب لأنهم يعتبرون سامين.

يمكن للبشر أيض الإيثانول كمغذي توفير-الطاقة حيث يمكن أيضه إلي أسيتالديهايد وبعدها إلى حمض الأسيتيك والذي يمكن بدوره (بمساعدة كوإنزيم أ) أن ينتج أسيتيل كو أ وهي الذي يحمل نصف-الأسيتيل إلى دورة حمض الستريك الذي يزود طاقة عن طريق أكسدة نصف-الأسيتيل إلى ثنائي أكسيد الكربون.

عند مقارنته مع الكحولات الأخرى، للإيثانول قابلية تسميم قليلة جداً، مع أقل جرعة قاتلة معروفة في الإنسان بمقدار 1400مغم/كغم وLD50 بمقدار 9000مغم/كغم (فموية، جرذ). بالرغم من ذلك بإن خطر حوادث الجرعة الزائدة للكحول هو أعلى بالنسبة للنساء، ذوي الوزن القليل ، والأطفال. هؤلاء الأشخاص لديهم كمية ماء أقل في جسدهم لذا فيصبح تركيز الكحول فيه أعلى. تركيز الكحول في الدم بمقدار 50 إلى 100 مغم/دسلتر يمكن إعتبارها سكر قانوني (تختلف القوانين بين البلدان والولايات). نسبة التأثير هي 22 مغم/دسلتر.[1]

تؤثر الكحول أيضاً على مستقبلاتحمض غاما-أمينوبوتيريك (GABA)، الذين يؤدوا إلى عمل تأثير الكآبة.

الإفراط من تناول الكحول يؤدي إلى تسمم متأخر بسبب السكرة يسمى بصداع الكحول، بالإنكليزية Hangover (وباللاتينية crapula). العديد من العوامل تؤثر على ذلك، من ضمنه تحويل الإيثانول إلى أسيتالديهايد.[2] بالإضافة إلى الجفاف. يبدأ صداع الكحول بعد أن يختفي تأثير الهذيان الكحولي، عادة في الليل أو في النهار بعد شرب المشروبات الكحولية. ولكن، حتى عندئذ، قد تكون نسبة الكحول في الدم عالية جداً وأعلى من الحدود الموضوعة لسائقي السيارات ومستخدمي الأدوات الخطرة. صداع الكحول يختفي خلال اليوم. يوجد هناك العديد من العلاجات (معضمها علوم زائفة) التي تدعي أنها تستطيع "علاج صداع الكحول". ولكن بالرغم من ذلك، تبقى قيادة السيارة خطرة بعد العلاج لفترة وقتية.

المحتوى الكحولي

يمكن تحديد تركيز الكحول في مشروب معين بنسبة الكحول في الحجم المئوية (ABV)، أو بنسبة الوزن (أحياناً تختصر إلى w/w أي الوزن للوزن)، أو الإثبات الكحولي. في الولايات المتحدة الأمريكية، قياس "الإثبات" يساوي ضعف نسبة الكحول في الحجم في درجة حرارة 60 درجة فهرنهايت (مثال: 80 إثبات = 40% كحول في الحجم). كان يستخدم في الملكة المتحدة في الماضي درجات إثباتية، حيث كانت 100 درجة إثباتية تساوي 57.1% كحول في الحجم (تأريخياً، هذه النسبة تم تحديدها كأقل نسبة كحول يمكن بها إبقاء البارود مشتعلاً). التقطير الشائع لا يمكن أن يعبر 191.2 إثبات (أمريكي) لأن عند تلك النقطة يصبح الإيثانول أزيوتروبي (en) مع الماء. الكحول المنتجة بهذه الطريقة تسمى كحول الحبوب ولا يمكن إستهلاكها من قبل الإنسان.

أغلب الخمائر لا يمكنها النمو عندما يزيد تركيز الكحول عن 18% كحول في الحجم، فأصبح هذا الحد العملي لقوة المشروبات المخمرة مثل النبيذ، والبيرة، والساكي. تم تطوير أنواع من الخمائر على أن تعيش في محاليل تحتوي على 25% كحول في الحجم، ولكن تستخدم هذه الخمائر فقط لصنع وقود الإيثانول، وليس لصنع المشروبات. يتم إنتاج المشروبات الروحية بعملية تقطير المنتج المخمر، وبذلك تركيز الكحول والتخلص من بعض المنتجات الجانبية لعملية التخمر. النبيذ المحصن (en) يتم إنتاجه بإضافة براندي أو مشروب روحي مقطر آخر للحصول على نسبة أعلى من الكحول في الحجم مما يمكن الوصول إليه بالتخمير فقط.

الأطعمة

الإيثانول هو مذيب جيد للعديد من المواد الدهنية والزيوت المهمة، وبذلك يسهل عملية إضافة العديد من الأصباغ ذات الطعم أو/و المركبات التي تعطي رائحة أو نكهة للمشروبات الكحولية، خصوصاً للمقطرة منها. هذه المكونات المطعمة قد تكون موجودة بشكل طبيعي في المادة البادئة لصنع المشروب أو قد يتم إضافتها قبل التخمير أو قبل التقطير، أو خلال التقطير (مثل الجن) أو قبل التعليب بالقناني. أحياناً يتم الحصول على المطعمات بالسماح للمشروب الكحولي بالبقاء لمدة أشهر أو سنوات في براميل البلوط، عادة بلوط فرنسي أو أمريكي وأحياناً بلوط مدخن، والذي قد يكون أحياناً في قيد الإستعمل لتعتيق مشروب كحولي آخر أو نبيذ أو ما شابه. أحياناً، يتم وضع بعض الأعشاب أو الفواكه في القنينة لإعطاء النكهة للمنتج النهائي.

تاريخ

تم إستهلاك الكحول بصورة شائعة في عصور ما قبل التاريخ[3] من العديد من الشعوب حول العالم، كجزء من الطعام اليومي، أو من أجل النظافة أو الأسباب الطبية، بالإضافة إلى آثاره المهدئة، ولأسباب أخرى.

تم استخدام بعض المشروبات لدلالات دينية أو رمزية عبر السنين، مثل الديانات الرومانية الإغريقية في طقوس السعادة للإله ديونيسوس إله النبيذ؛ أيضاً في الديانة المسيحية في القداس الإلهي؛ وفي الشابات اليهودي وإحتفالات يهودية أخرى مثل الفصح.


المشروبات المخمرة

بيرة، مشروب كحولي مخمر
بيرة، مشروب كحولي مخمر

تم عن طريق دراسة تحليلات كيميائية لآثار محفوظة في أواني خزفية من شمال الصين أن العديد من المشروبات المخمرة من الرز والعسل والفواكه تم إنتاجها قبل حوالي تسعة آلاف سنة. وهذه هي تقريباً نفس الفترة التي بدأ بها تصنيع بيرة الشعير ونبيذ العنب في الشرق الأوسط. تم إيجاد العديد من الألواح الطينية والآثار الفنية في بلاد ما بين النهرين التي أظهرت أشخاصاً يستخدمون القصب لشرب البيرة من أواني كبيرة.

الكتابات الهندوسية شرحب كلاً من فوائد ومضار استخدام المشروبات الكحولية ونتائج السكر والأمراض الكحولية. أغلب الشعوب في الهند والصين أستمروا عبر التاريخ بتخمير جزء من حصادهم والإستمتاع بالناتج الكحولي لاحقاً. ولكن، ملتزمي الديانة البوذية، التي زادت في الهند في القرنين الخامس والسادس قبل الميلاد وأنتشرت إلى جنوب وشرق آسياً، يمتنعون عن إستهلاك الكحول إلى يومنا هذا، مثل ملتزمي الهندوسية والسيخية. الديانة المنتشرة في بلاد ما بين النهرين ومصر (نقطة ولادة البيرة والنبيذ) هي الإسلام والتي تمنع الشرب وحتى تمنع التعامل بالمشروبات الكحولية.

كان يتم إستهلاك النبيذ في بلاد الإغريق عند الفطور أو عند المعارض، وفي القرن الأول قبل الميلاد، أصبح النبيذ جزء من طعام أغلب سكان الإمبراطورية الرومانية. ولكن، كلاً من الإغريق والرومان إستهلكوا نبيذ مخفف (بنسبة تترواح من جزء 1 نبيذ لكل جزء ماء، إلى جزء 1 نبيذ إلى أربعة أجزاء ماء). تحويل الماء إلى نبيذ في عرس قانا الجليل هو أول معجزة منسبة ليسوع في العهد الجديد، وإستخدام النبيذ في العشاء الأخير أدى إلى أن يصبح النبيذ جزء مهماً من طقس القداس الإلهي في أغلب الطوائف المسيحية.

خلال العصور الوسطى في أوروبا، أصبحت البيرة تستهلك من قبل كل العائلة؛ الرجال تناولوا أقواها، ثم النساء، ثم الأطفال. بالإضافة إلى تواجد السيدار أيضاً، في حين كان نبيذ العنب يعتبر مشروب الطبقات الراقية.

في الوقت الذي وصل فيه الأوروبيون إلى الأمريكتين في القرن الخامس عشر، كان قد طور العديد من سكان الأمريكتين الأصليين مشروباتهم الكحولية الخاصة. حسب مستند لإستعمار الأزتيك، يذكر أنهم كانوا يشربون "نبيذاً محلياً" فقط في المناسبات الدينية، ولكن يعطى مجانياً بدون قيود لمن زاد عمره عن السبعين عاماً. صنع مواطني أمريكا الجنوبية الأصليين منتج يشبه البيرة من الشعير الحلو.

تم ذكر الإستخدام الطبي للكحول في الكتابات السومرية والمصرية المؤرخة بسنة 2100 قبل الميلاد أو قبل ذلك. التوراه يحث على إعطاء الكحول لمن هم مكتئبون أو في فراش الموت، لكي ينسوا مشاكلهم (سفر الأمثال 31:6-7).

المشروبات المقطرة

قدحي أبسينث، مشروب مقطر يشرب مع السكّر
قدحي أبسينث، مشروب مقطر يشرب مع السكّر

يمكن تتبع عملية تقطير الكحول إلى آسيا الوسطى، والشرق الأوسط. خصوصاً إلى الكيميائيين المسلمين الذي كانوا أول من قام بتقطير الكحول وإنتاج كحول مقطر صاف تماماً.[4] في ما بعد، بدأ ينتشر إلى أوروبا في نصف القرن الثاني عشر، وفي بداية القرن الرابع عشر، إنتشر عبر كل القارة الأوروبية وأنتشر أيضاً إلى الشرق بسبب المغول وبدأ في الصين لا أكثر من القرن الرابع عشر. ولكن تظهر الإكتشافات الأثرية المؤخرة أن هناك إحتمالاً أن عملية التقطير كانت موجودة في الصين في سنة 5000 قبل الميلاد. باراسيلسوس أعطى الكحول إسمها الحالي وأخذه من الأصل العربي.

الإستخدامات

في العديد من الدول، يتم إستهلاك المشروبات الكحولية ضمن الوجبات اليومية الرئيسية مثل الغداء والعشاء.

في الأماكن والمناطق التي تكمن بها البيئة الرديئة النظافة، مثل في أوروبا العصور الوسطى، إستهلاك المشروبات الكحولية (خصوصاً البيرة) كان أحد طرق الإبتعاد عن الأمراض التي تحملها المياه مثل الكوليرا.

بالرغم من أن الكحول يقتل البكتيريا، إلا أن النسبة القليلة في البيرة وحتى في النبيذ لها تأثير محدود جداً. ولكن على الأغلب أن عملية غليان المياه التي تستخدم في صنع البيرة وأيضاً عملية تنمية الخميرة التي تتزاحم مع الكائنات المجهرية الأخرى، هم أهم من الكحول نفسه. بالإضافة إلى ذلك، فإن الإيثانول في المشروبات الكحولية يعمل بالسماح للمشروبات أن تخزن لأشهر أو سنوات في أوعية خشبية أو طينية من غير أن تتعفن؛ ولذلك السبب يتم استخدام المشروبات الكحولية على متن السفن البحرية كطريقة للحفاظ على نسبة مياه صحية في أجساد البحارة، خصوصاً خلال الرحلات الطويلة ضمن العصر الكولوني.

في الطقوس الباردة، يتم النظر إلى المشروبات الكحولية القوية مثل الفودكا كأنها طريقة لـ "تدفئة" الجسم، ربما لأن الإيثانول هو مصدر سريع الإمتصاص كطاقة غذائية وأيضاً لأنه يوسّع الأوعية الدموية الطرفية (Peripherovascular dilation) - هناك خطأ شائع يقول أن الكحول يتسبب بتحويل حرارة الجسد إلى أطرافه ويؤدي إلى خسارة الحرارة بسرعة للبيئة المحيطة، ولكن هذا غير صحيح.

في العديد من الحضارات، الحالية والتأريخية، لعبت المشروبات الكحولية دوراً مهماً في التعامل والتعارف الإجتماعي، وذلك لأنه يعطي ما يسمى "بالشجاعة السائلة" (حيث إن من يشربه عادة يحصلون على ثقة بالنفس ويخسرون أي حواجز مانعة) وذلك بسبب تأثيرات الكحول على الجهاز العصبي. في حين إن المواد الفعّالة عصبياً (مثل الكانيبس والقات) لهم إستخدامات حضارية في الإستعمال الإجتماعي، إلا أن فقط القهوة والشاي والتوباكو هم الآن مستخدمين ومقبولين بشكل شائع جداً مثل الإيثانول لهذا الغرض.

إستهلاك الكحول والصحة

إستهلاك الكحول بصورة معتدلة له فوائد صحية هامة. وهذه الفوائد تتضمن تقليل خطر حدوث النوبات القلبية [5]، تقليل خطر حدوث مرض السكري[6]، تقليل خطر حدوث مرض الزهايمر[7]، تقليل خطر حدوث الجلطة الدماغية[8]، وزيادة صحة وعمر المستهلك بصورة عامة. [9] وجدت إحدى الدراسات أن أي شخص عمره 55 أو أكثر ويستهلك 1-3 مشروبات يوميا قلّ خطر حدوث الخرف dementia المرتبط بقلة الأكسجين فيه للنصف مقارنة مع الشخص الذي لا يستهلك. بالإضافة إلى ذلك، لأن الكحول يزيد الكلسترول الجيد ويقلل من الكلسترول السيء، هناك عدد من الأدلة أن عدة جرعات بصورة معتدلة تقلل خطر تخثر الدم والجلطة الدماغية، ولكن إحدى الدراسات الأسترالية أظهرت أنه حتى شرب الكحول باعتدال بما يساوي كأسين من الكحول يوميا يزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي والأمعاء والحلق والفم بنسبة كبيرة [10]

والإفراط بإستهلاك الكحول له نتائجه السلبية التي قد تكون قاتلة أحياناً. إن كانت نسبة الكحول في الدم هي 0.45% أي ما يسمى LD50 تكون قاتلة لأكثر من نصف البشر، وهذا هو فقط حوالي ستة أضعاف مستوى السكر (0.08%)، ولكن التقيئ وفقدان الوعي يحدث بصورة أسرع في الأشخاص ذوي القابلية الواطئة لتقبل الكحول، حيث لديهم لا تصل مستويات الكحول إلى هذا المستوى إلا إن تم شرب كميات كبيرة من الكحول بصورة سريعة.[11] ولكن، الأشخاص ذوي القابلية العالية لتقبل الكحول والذي يشربون بكثر بصورة منتظمة قد يبقوا بوعيهم عند نسب أعلى من 0.4% بالرغم من الأخطار الصحية الجادة.

في 2001، تم نشر تقرير يدل عن أن إستهلاك الكحول بصورة مفرطة أدى إلى العديد من حالات الوفاة في الولايات المتحدة الأمريكية[12]، كما أن الكحول هي مادة من المحتمل أن تسبب الإدمان.

الكحول والديانات

بعض الأديان - مثل الإسلام، السيخية، الجينية، كنيسة اليوم السابع المجيئية، ثيرافادا وأغلب مدارس ماهايانا البوذية، وبعض الطوائف المسيحية البروتستانتية والهندوسية - تحرم، لا تشجع، أو تحد من إستهلاك الكحول لأسباب مختلفة.

في العصور الإسلامية الأولى، كان شرب الكحول يعتبر أحد خطيئتين كبيرتين تجاه الله، الأخرى هي الجنس. وحتى الآن، حسب بعض الآيات القرآنية، يُفهم بأن استخدام الكحول محرم. القرآن يقول أن بالرغم أن هناك فوائد في استخدام الكحول، إلا أن الخطايا هي أكثر من الفوائد ([13] ،[14]) كما وتحدث نبي الإسلام محمد عن تحريم الخمر وكل مسكر [15]. الإستخدام الوحيد للكحول المسموح به هو للأغراض الطبية.

العديد من الطوائف المسيحية تستخدم النبيذ في القداس الإلهي وتسمح بإستخدام الكحول فقط بإعتدال، في حين هناك طوائف أخرى تستخدم عصير العنب غير المخمر في القداس الإلهي وتمتنع عن الكحول بالرغبة أو تحرمه علنياً.

في الديانة اليهودية، يستخدم النبيذ في الشابات للقدوش وأيضاً في إحتفالات الفصح وبعض الإحتفالات الدينية الأخرى من ضمنها بيوريم، وتسمح بإستخدام الكحول بصورة معتدلة مثل نبيذ كوشير.

الكتابات البوذية توصي بالإمتناع عن المخدرات والكحول، لأنها تحد من القدرة العقلية الكاملة.

لكن العديد من الديانات الوثنية لها تماماً عكس النظرة حول الكحول والسكر - حيث بعضها يعمل على الترويج للكحول بأنه مهم لتشجيع الخصوبة والشهوة الجنسية. حسب إعتقادهم، فإن الكحول تزيد من الشهوة والرغبات الجنسية وتقلل حاجز التقرب من الشخص الآخر. ولكن من ناحية أخرى، أحد التأثيرات الصيدلة-ديناميكية للكحول هو تقليل الإثارة الجنسية.

إعتبارات قانونية

قيود العمر

في معظم الدول، لا يسمح بشراء الكحول إلى حد عمر معين كما هي الحالة مع التدخين. في أوروبا، يكون هذا العمر عادة 18، أما في الولايات المتحدة فهو 21. في اليابان هو 20.

قيادة السيارة تحت تأثير الكحول

تمنع العديد من الدول أن يقوم الناس بقيادة السيارة تحت تأثير الكحول، لأن الكحول ستتسبب بإبطاء رد فعلهم أو قدرتهم على القيادة في الحالات المتطرفة.

تختلف قوانين "القيادة تحت التأثير" من دولة إلى أخرى، حيث إن بعض الدول تعتمد نسبة 0% من الكحول في الدم، بينما تعتمد دولاً أخرى نسبة صغيرة تعتبر مقبولة.

أنواع الكحول

المقال الرئيسي: قائمة المشروبات الكحولية


كأس كونياك، مشروب روحي مقطر مصنوع من عصير العنب
كأس كونياك، مشروب روحي مقطر مصنوع من عصير العنب

تصنع المشروبات ذات المحتوى الكحولي القليل بعملية تخمر المواد التي تحتوي على السكر - أو النشا، أما المشروبات ذات المحتوى الكحولي العالي، فيتم إنتاجها بتقطير هذه المنتوجات الأولية. أحياناً، يتم زيادة المحتوى المحولي بإضافة منتوجات مقطرة، خاصة في حالة النبيذات. مثل نوعي النبيذ: البورت والشيري.

العملية التي يتم إستخادمها (بالإضافة إلى المحتوى الكحولي الذي يتم إنتاجه) تعرف المنتوج النهائي. البيرة مثلاً تُصنع بعملية تخمر قصيرة (غير مكتملة) نسبياً وأيضاً فترة تعتيق قصيرة (أسبوع أو أسبوعين) بحيث تنتج بنسبة كحول بين ال 3-8%، بالإضافة إلى الكربنة الطبيعية. النبيذ يحتاج إلى عملية تخمير أطول (مكتملة)، وفترة تعتيق أطول نسبياً (أشهر أو سنين، أحياناً عقود) للحصول على نسبة كحول بين 7-18%. النبيذ الغازي يتم صنعه عادة بإضافة كميات صغيرة من السكر قبل التعبئة في القناني، مما يؤدي إلى عملية تخمر ثانوية يتم حصولها في القنينة. المنتوجات المقطرة تكون عادة ذات محتوى كحولي يبلغ 30% أو أكثر. الليكيورات تمتاز بطريقة وضع أطعمتها مع المحتوي السكري العالي. المشروبات الروحية عادة تحتوي على 37،5% كحول أو أكثر ولا يتم وضع الأطعمة فيها خلال عملية التقطير، ولكن بعض الروحيات الحديثة يتم وضع الأطعمة فيها بعد التقطير مثل الفودكا السويدية أبسولوت.

المشروبات الكحولية القياسية في الولايات المتحدة كلها تحتوي على نفس مقدار الكحول حوالي 0،6 أونص أمريكي لكي 17،75مل. المشروب الأمريكي القياسي يكون في علبة أو قنينة ذات 12 أونصة، أو قدح نبيذ للعشاء ذو مقدار 5 أونصة، أو 1،5 أونص من الروحيات المقطرة (40%).

في المملكة المتحدة، يتم قياس الكحول بالوحدات. الوحدة الواحدة تساوي 10مل من الكحول الخالص (إيثانول). قدح البيرة الكبير، أو الباينت، يحتوي على وحدتين تقريباً. أما قدح الروحيات (25مل) من مشروب روحي ذو 40%، يحتوي على وحدة واحدة تماماً.

أسامي بعض المشروبات يتم تحديدها حسب مصدر المادة المخمرة:

الحبوب

المصدر اسم المشروب المخمر اسم المشروب المقطر
شعير بيرة، إيل، نبيذ الشعير ويسكي سكوتش، ويسكي إيرلندي، شوتشو (اليابان)
جاودار بيرة الجاودار. كفاس ويسكي الجاودار، روغينكورن (نوع من الكورن Korn، من ألمانيا)
الذرة تشيتشا، بيرة الذرة ويسكي البوربون، فودكا (فقط القليل مثل تيتوس في تكساس)
سورغوم بوروكوتو (نيجيريا)، بيتو (غانا)، ميريسا (جنوب السودان)، بيليبيلي (تشاد، وسط أفريقيا، الكاميرون) ماوتاي، غاوليانغ، أنواع أخرى من الـ بايجيو (الصين).
قمح بيرة القمح فودكا، ويسكي القمح، فايزينكورن (نوع من الكورة Korn، في ألمانيا)
رز هوانغجيو، تشاوجيو (الصين)، ساكي (اليابان)، سونتي (الهند)، ماكجيولي (كوريا)، تواك (جزيرة بورنيو)، ثوون (نيبال) بايجيو الرز (الصين)، شوتشو و أواموري (اليابان)، سوجو (كوريا)،
الدخن بيرة الدخن (صحراء أفريقيا)، تونغبا (تيبيت)
قمح البوك شوتشو (اليابان)

عصائر الفواكه

المصدر اسم المشروب المخمر اسم المشروب المقطر
عصير العنب، نبيذ براندي، كونياك (فرنسا)، فيرموث، أرمانياك (فرنسا)، بارنتواين (ألمانيا)، بيسكو (تشيلي والبيرو)، راكي (البلقان وتركيا)، سينغاني (بوليفيا)، بالينكا (هنغاريا)، عرق (سوريا، لبنان، إيران)
عصير التفاح سيدار، أبفيلواين براندي التفاح (أو applejack)، كالفادوس، سيدار، لامبيك
عصير الكمثرى بيري، أو سيدار الكمثرى; بواريه (فرنسا) براندي الكمثرى، ماء-الحياة Eau-de-Vie (فرنسا)
عصير الخوخ نبيذ الخوخ سليفوفيتس، تزويكا، بالينكا، أوميشو
عصير الأناناس تيباش (المكسيك)
الموز أورغواغوا (يوغاندا ورواندا)، مبيج (مع مولت الدخن; تانزانيا)، كاسيكيسي (مع مولت الذرة البيضاء; الكونغو)
غوكي جيو الغوكي (الصين)
ميريكيا روبري جيو يانغمي(الصين)

الخضروات

المصدر اسم المشروب المخمر اسم المشروب المقطر
عصير الزنجبيل بيرة الزنجبيل (بوتسوانا)
البطاطس بيرة البطاطس فودكا: تستخدم البطاطس بكثرة في بولندا و المانيا.
بطاطس حلوة شوتشو (اليابان)
البنجر فودكا وردية (روسيا)
كاسافا/مانيوك/يوكا نيهاماتشي (أمريكا الجنوبية)، كاسيري (صحراء أفريقيا)، تشيتشا (أكوادور) (قد تخمر من 3 إلى 10 أيام لتحديد قوة المشروب)
عصير قصب السكر، و الدبس باسي، بيتسا-بيتسا (إقليمي) رم (الكاريبي)، بينغا أو كاتشاسا (البرازيل)، أغوارديينتي، غوارو، عرق (العراق)
عصير أغاف بولك تيكيلا، ميزكال

الآخرون

المصدر اسم المشروب المخمر اسم المشروب المقطر
عصارة النخيل نبيذ كويول (وسط أمريكا)، تيمبو (صحراء أفريقيا)
العسل الميد، تيغ (إيثيوبيا) ميد مقطر (براندي الميد وبراندي العسل)
حليب كوميس، كيفير، بلاند أراكا
سكر كيلجو (فنلندا) شوتشو: مصنوع من السكر البني (اليابان)

لاحظ أن في الكلام العام، "النبيذ" و"البراندي" يطلقان على ما يصنع من العنب عادة، إلا إذا تم تحديد الفاكهة، مثل : نبيذ الخوخ أو براندي الكرز، إلا إن في بعض الأحيان، يتم إضافة كحول مشتق من العنب أيضاً.

في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا، "سيدار" عادة يدل على عصير التفاح غير المخمر (أنظر سيدار)، في حين أن السيدار المخمر يسمى السيدار "القوي". يسمى أيضاً السيدار الغير مخمر بالسيدار "الحلو". في المملكة المتحدة، تدل كلمة "سيدار" بحالها على المشروب الكحولي؛ وفي أستراليا فإن المصطلح غير محدد.

"بيرة" عادة تكون مصنوعة من الشعير، ولكن أحياناً قد يحتوي على خليط من الحبوب الأخرى. "ويسكي" قد يصنع أحياناً من خليط لحبوب مختلفة، خصوصاً الويسكي الإيرلندي.

من أشهر المشروبات الكحولية المقطرة هما الفودكا والجن. تعرف الفودكا بأنها تقطر من العديد من المصادر الزراعية خصوصاً الحبوب والبطاطس ولكن يتم تقطيره عدة مرات لتقليل الأطعمة المشتقة من المواد الأصلية. ولكن المقطرين والخبراء لا يتفقون على ذلك، حيث أنهم يقولون أن فودكا البطاطس لها طعم كريمي في حين أن فودكا الحبوب فيها طعم ثقيل. الجن هو منتوج مقطر مشابه تم تطعيمه بدمجه مع بعض الأعشاب والمنتوجات النباتية مثل التوت البري وأحياناً الهيل أو حبوب العرعر أو أوراق الورد أو آخرون. الإسم يأتي من الكلمة الهولندية والفرنسية للعرعر (jenever) أو (genever).

أنظر أيضاً

مصادر

  1. ^ http://www.psychosomaticmedicine.org/cgi/reprint/28/4/570.pdf
  2. ^ June Russells Health Facts
  3. ^ History of Ethanol
  4. ^ Ahmad Y Hassan، Technology Transfer in the Chemical Industries
  5. ^ Moderate Alchohol Consumption Lowers Women’s Risk Of Heart Attack www.aheartylife.com
  6. ^ www.ncbi.nlm.nih.gov
  7. ^ Catalogo Articoli (Spogli Riviste)
  8. ^ Alcohol and stroke. A case-control study of drinking habits past and present
  9. ^ Mortality in relation to alcohol consumption: a prospective study among male British doctors
  10. ^ الجزيرة
  11. ^ Meyer، Jerold S. and Linda F. Quenzer. Psychopharmacology: Drugs، the Brain، and Behavior. Sinauer Associates، Inc: Sunderland، Massachusettes. 2005. Page 228.
  12. ^ Alcohol-Attributable Deaths Report، United States 2001
  13. ^ 2:219
  14. ^ (يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون)
  15. ^ (كل مسكر خمر وكل خمر حرام)، وقوله أيضا {لعن الله الخمر وشاربها وساقيها وبائعها ومبتاعها وعاصرها ومعتصرها وحاملها والمحمولة إليه وآكل ثمنها}


وصلات خارجية

كومونز
هنالك المزيد من الملفات في ويكيميديا كومونز حول:

مشروبات كحولية

   
هذه المقالة جيدة ذات محتوى مميز .