سر الميرون أو سر التثبيت هو أحد الأسرار السبعة المقدسة في الكنيسة المسيحية. الميرون كلمه تعني طيب مقدس او دهن مقدس.
- ان المعموديه هي مدخل وتعطي حياة جديدة وولاده جديدة والميرون هو لحلول الروح القدس ولتثبيت المؤمن في المسيح بواسطة الروح القدس الذي نأخذة في الميرون والميرون كلمه تعني طيب مقدس او دهن مقدس وهذا ما حدث لاهل السامره التي قبلت كلمة الله ونالت سر المعموديه لكنهم لم ينالوا الروح القدس "ولما سمع الرسل الذين في اورشليم ان السامرة قد قبلت كلمة الله ارسلوا اليهم بطرس ويوحنا اللذين لما نزلا صليا لاجلهم لكي يقبلوا الروح القدس لانه لم يكن قد حل بعد على أحد منهم غير انهم كانوا معتمدين باسم الرب يسوع حينئذ وضعا الايادي عليهم فقبلوا الروح القدس ولما راى سيمون انه بوضع ايدي الرسل يعطى الروح القدس قدم لهما دراهم قائلا اعطياني انا ايضا هذا السلطان حتى اي من وضعت عليه يدي يقبل الروح القدس فقال له بطرس لتكن فضتك معك للهلاك لانك ظننت ان تقتني موهبة الله" ( اع8: 14-20).
- ارتبط سر الميرون مع سر المعموديه لاننا بسر المعموديه نولد الولاده الثانيه من فوق وهذه الولاده الجديده تحتاج الي تثبيت وحفظ للسر ولنموه في الحياة الروحيه وسر الميرون له مسميات كثيره في الكنيسه فيقال "سر المسحه المقدسه أو سر حلول الروح القدس او سر التثبيت اوختم الروح القدس.وقد قال الرب" وفي اليوم الاخير العظيم من العيد وقف يسوع ونادى قائلا ان عطش أحد فليقبل اليّ ويشرب من امن بي كما قال الكتاب تجري من بطنه انهار ماء حي قال هذا عن الروح الذي كان المؤمنون به مزمعين ان يقبلوه لان الروح القدس لم يكن قد اعطي بعد لان يسوع لم يكن قد مجد بعد" (يو7: 37) وهذا هو الروح القدس الذي وعد به الرب يسوع في (يو14: 16) اذ قال "و انا اطلب من الاب فيعطيكم معزيا اخر ليمكث معكم إلى الابد روح الحق الذي لا يستطيع العالم ان يقبله لانه لا يراه ولا يعرفه واما انتم فتعرفونه لانه ماكث معكم ويكون فيكم".
- مع شعب كنيسه افسس وجد بولس الرسول مؤمنين سألهم وقال لهم "هل قبلتم الروح القدس لما امنتم قالوا له ولا سمعنا انه يوجد الروح القدس فقال لهم فبماذا اعتمدتم فقالوا بمعمودية يوحنا فقال بولس ان يوحنا عمد بمعمودية التوبة قائلا للشعب ان يؤمنوا بالذي ياتي بعده اي بالمسيح يسوع فلما سمعوا اعتمدوا باسم الرب يسوع ولما وضع بولس يديه عليهم حل الروح القدس عليهم فطفقوا يتكلمون بلغات ويتنباون" (اع 19: 2-6 ).
- الرب يسوع المسيح حل عليه الروح القدس في عماده في نهر الأردن بصفته انسان ينوب عن البشريه "يسوع الذي من الناصرة كيف مسحه الله بالروح القدس والقوة الذي جال يصنع خيرا ويشفي جميع المتسلط عليهم ابليس لان الله ان معه" (أع10: 38) "الذي فيه ايضا انتم اذ سمعتم كلمة الحق إنجيل خلاصكم الذي فيه ايضا اذ امنتم ختمتم بروح الموعد القدوس" (أف1: 13) "روح الرب علي لانه مسحني لابشر المساكين ارسلني لاشفي المنكسري القلوب لانادي للماسورين بالاطلاق وللعمي بالبصر وارسل المنسحقين في الحرية" (لو4: 18). "احببت البر وابغضت الاثم من اجل ذلك مسحك الله الهك بزيت الابتهاج أكثر من شركائك" (عب1: 9).
- ان المؤمنين بأسم الرب قد نالوا الروح القدس في المعموديه من خلال المسحه المقدسه "واما انتم فلكم مسحة من القدوس وتعلمون كل شيء" (1يو2: 20) "واما انتم فالمسحة التي اخذتموها منه ثابتة فيكم ولا حاجة بكم إلى ان يعلمكم أحد بل كما تعلمكم هذه المسحة عينها عن كل شيء وهي حق وليست كذبا كما علمتكم تثبتون فيه" (1يو2: 27) "ولا تحزنوا روح الله القدوس الذي به ختمتم ليوم الفداء" (أف4: 30). "ولكن اساس الله الراسخ قد ثبت اذ له هذا الختم يعلم الرب الذين هم له وليتجنب الاثم كل من يسمي اسم المسيح" (2تي2: 19) " ولكن الذي يثبتنا معكم في المسيح وقد مسحنا هو الله " (كورنثوس الثانية 1: 21) و" الذي ختمنا ايضا واعطى عربون الروح في قلوبنا" (2كو1: 22) "و هكذا كان اناس منكم لكن اغتسلتم بل تقدستم بل تبررتم باسم الرب يسوع وبروح الهنا" (1كو6:11).
- الروح القدس يحل بوضع الايدي (اع: 2) و(اع 8: 14)
كان لهذا السر أهميه قصوي لاباء العهد القديم
- دهن المسحه المقدسه كان للتكريز. حينما كرس (بمعني خصص او قدس) يعقوب حينما دشن الحجر الذي رأي من عليه السلم والرب عليه (تك 28: 18) "وبكر يعقوب في الصباح واخذ الحجر الذي وضعه تحت راسه واقامه عمودا وصب زيتا على راسه ودعا اسم ذلك المكان بيت ايل ولكن اسم المدينة اولا كان لوز".
- دهن المسحه صنعه موسى وهارون حسب امر الرب له لكي بواسطة هذا الدهن (الزيت) يحل روح الله قديما علي الكهنه والملوك والأواني المقدسة والأماكن المقدسة (خر 30: 22-33) "وكلم الرب موسى قائلا: وانت تاخذ لك افخر الاطياب مرا قاطرا خمس مئة شاقل وقرفة عطرة نصف ذلك مئتين وخمسين وقصب الذريرة مئتين وخمسين وسليخة خمس مئة بشاقل القدس ومن زيت الزيتون هينا وتصنعه دهنا مقدسا للمسحة عطر عطارة صنعة العطار دهنا مقدسا للمسحة يكون وتمسح به خيمة الاجتماع و تابوت الشهادة والمائدة وكل انيتها والمنارة وانيتها و مذبح البخور و مذبح المحرقة وكل انيته و المرحضة وقاعدتها وتقدسها فتكون قدس اقداس كل ما مسها يكون مقدسا وتمسح هرون وبنيه وتقدسهم ليكهنوا لي وتكلم بني إسرائيل قائلا يكون هذا لي دهنا مقدسا للمسحة في اجيالكم على جسد انسان لا يسكب وعلى مقاديره لا تصنعوا مثله مقدس هو ويكون مقدسا عندكم كل من ركب مثله ومن جعل منه على اجنبي يقطع من شعبه". وايضا في ( لاويين 8: 1-13) "و كلم الرب موسى قائلا خذ هرون وبنيه معه والثياب ودهن المسحة وثور الخطية والكبشين وسل الفطير واجمع كل الجماعة إلى باب خيمة الاجتماع ففعل موسى كما امره الرب فاجتمعت الجماعة إلى باب خيمة الاجتماع ثم قال موسى للجماعة هذا ما امر الرب ان يفعل فقدم موسى هرون وبنيه وغسلهم بماء وجعل عليه القميص ونطقه بالمنطقة والبسه الجبة وجعل عليه الرداء ونطقه بزنار الرداء وشده به ووضع عليه الصدرة وجعل في الصدرة الاوريم والتميم ووضع العمامة على راسه ووضع على العمامة إلى جهة وجهه صفيحة الذهب الاكليل المقدس كما امر الرب موسى ثم اخذ موسى دهن المسحة ومسح المسكن وكل ما فيه وقدسه ونضح منه على المذبح سبع مرات ومسح المذبح وجميع انيته والمرحضة وقاعدتها لتقديسها وصب من دهن المسحة على راس هرون ومسحه لتقديسه، ثم قدم موسى بني هرون والبسهم اقمصة ونطقهم بمناطق وشد لهم قلانس كما امر الرب موسى".
- كان زيت المسحه المقدسه يستخدم في مسح الكهنه والانبياء والملوك: وهكذا حل الروح القدس بالمسحه المقدسه علي ملوك إسرائيل مثل:
-
- شاول بن قيس: " فاخذ صموئيل قنينة الدهن وصب على راسه وقبله وقال اليس لان الرب قد مسحك على ميراثه رئيسا" (1صم 10: 1) ونجد شواهد كثيره علي زيت المسحه المقدسه " وتمسحهم كما مسحت اباءهم ليكهنوا لي ويكون ذلك لتصير لهم مسحتهم كهنوتا ابديا في اجيالهم" (خر40: 15) + تلك مسحة هرون ومسحة بنيه من وقائد الرب يوم تقديمهم ليكهنوا للرب التي امر الرب ان تعطى لهم يوم مسحه اياهم من بني إسرائيل فريضة دهرية في اجيالهم " (لا7: 36) + "هذا تدشين المذبح يوم مسحه من رؤساء إسرائيل اطباق فضة اثنا عشر ومناضح فضة اثنتا عشرة وصحون ذهب اثنا عشر" (عد7: 84).
-
- داود بن يسي: "فاخذ صموئيل قرن الدهن ومسحه في وسط اخوته وحل روح الرب على داود من ذلك اليوم فصاعدا ثم قام صموئيل وذهب إلى الرامة وذهب روح الرب من عند شاول وبغته روح ردي من قبل الرب" (1صم 16: 13).
-
- سليمان بن داود: "وقال الملك داود ادع لي صادوق الكاهن وناثان النبي وبناياهو بن يهوياداع فدخلوا إلى أمام الملك فقال الملك لهم خذوا معكم عبيد سيدكم واركبوا سليمان ابني على البغلة التي لي وانزلوا به إلى جيحون وليمسحه هناك صادوق الكاهن وناثان النبي ملكا على إسرائيل واضربوا بالبوق وقولوا ليحي الملك سليمان" (1مل1: 32).
-
- ايليا مسح اليشع بواسطة رداءه ليحل الروح القدس عليه: وهذا يشبه وضع الايادي في العهد الجديد. فنجد في الاصحاح التاسع عشر من سفر ملوك الاول يزكر ان ايليا قال للرب " فقال غرت غيرة للرب اله الجنود لان بني إسرائيل قد تركوا عهدك ونقضوا مذابحك وقتلوا انبياءك بالسيف فبقيت انا وحدي وهم يطلبون نفسي لياخذوها فقال له الرب اذهب راجعا في طريقك إلى برية دمشق وادخل وامسح حزائيل ملكا على ارام وامسح ياهو بن نمشي ملكا على إسرائيل وامسح اليشع بن شافاط من ابل محولة نبيا عوضا عنك.... فذهب من هناك ووجد اليشع بن شافاط يحرث واثنا عشر فدان بقر قدامه وهو مع الثاني عشر فمر ايليا به وطرح رداءه عليه فترك البقر وركض وراء ايليا وقال دعني اقبل ابي وامي واسير وراءك فقال له اذهب راجعا لاني ماذا فعلت لك فرجع من ورائه واخذ فدان بقر وذبحهما وسلق اللحم بادوات البقر واعطى الشعب فاكلوا ثم قام ومضى وراء ايليا وكان يخدمه".
-
- مسح ياهو بن نمشي "فمن قبل الله كان هلاك اخزيا بمجيئه إلى يورام فانه حين جاء خرج مع يهورام إلى ياهو بن نمشي الذي مسحه الرب لقطع بيت اخاب" (2أخ22: 7) + ثم اخرجوا ابن الملك ووضعوا عليه التاج واعطوه الشهادة وملكوه ومسحه يهوياداع وبنوه وقالوا ليحي الملك (2اخ23: 11).
-
- مسح حزائيل ملكا على ارام : فقال له الرب اذهب راجعا في طريقك إلى برية دمشق وادخل وامسح حزائيل ملكا على ارام (1مل19: 15).
-
- مسح ياهو بن نمشي ملكا على مملكة اسرائيل : "وامسح ياهو بن نمشي ملكا على إسرائيل وامسح اليشع بن شافاط من ابل محولة نبيا عوضا عنك (1مل19: 16).
المصادر
- موقع كنيسة الأنبا تكلا
- كتاب أسرار الكنيسة السبعة - حبيب جرجس
- كتاب سر الميرون - إصدار كنيسة السيدة العذراء بروض الفرج
- كتاب القيم الروحية في سر الميرون - الانبا اغريغوريوس (الاسقف العام المتني