|
|||
مؤسس الكنيسة: جوزيف سميث. | |||
الكتاب المقدس الرئيسي: كتاب المورمون | |||
تأسيس الكنيسة | 6 ابريل 1830 [1] | ||
توزيع كتاب المورمون | 5 ملايين نسخة في السنة [2] | ||
الترتيب | ثامن مجموعة دينية في العالم [3] | ||
واجبات مهمة في عقيدة الكنيسة | العمل مبشراً لمدة عامين في أي مكان في العالم | ||
المقر الرئيسي | مدينة سالت ليك ستي ، يوتا ، الولايات المتحدة | ||
عدد الأعضاء | حوالي 12 مليون [4] | ||
أشهر الهياكل | هيكل مدينة سولت ليك بولاية يوتا | ||
لجنة الكنيسة الأعلى | جيمس فوست غوردون هنكلي توماس مونسون [5] |
||
عدد الأنبياء الحاليين | 12 [6] |
المورمون عبارة عن مصطلح يطلق على أتباع كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة وهي كنيسة لها أكثر من 12 مليون عضو في العالم [7] ، تأسست هذه العقيدة الدينية في عام 1830 على يد جوزيف سميث المعروف عند أتباع الكنيسة بالنبي [8] . من أعضاء يعدون على أصابع اليد إنتشرت وتوسعت هذه الحركة الدينية حيث وصل عددهم إلى حوالي 5 مليون شخص في الولايات المتحدة بالإضافة إلى مليون آخر متفرقين في أنحاء مختلفة في العالم حسب إحصاءات عام 2000 [9] . قبل الحرب العالمية الثانية كان الدخول والإيمان بهذه العقيدة الدينية مقتصرا على الولايات المتحدة و المملكة المتحدة وبعض الدول الإسكندنافية ولكن وفي السنوات الأخيرة إنتشرت هذه العقيدة الدينية في دول العالم الثالث ففي المكسيك على سبيل المثال يوجد حوالي 850،000 عضو في كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة وقد إعتنق معظمهم العقيدة منذ بدايات 1975 . في كوريا الجنوبية لم يكن هناك عضو واحد منتمي لكنيسة المورمون في عام 1950 ولكن إحصاءات 2000 تشير إلى وجود 71،000 مؤمن بهذا الإتجاه الديني ويرجع هذا الإنتشار إلى حملات وبرامج منظمة لنشر أفكار الكنيسة المورمونية [10].
إستنادا إلى تاريخ الكنيسة المورمونية فإن منشأ مصطلح المورمون هو نبي و مؤرخ كان إسمه النبي مورمون والذي قام بنقش كتاب المورمون على ألواح ذهبية وجدها مؤسس الكنيسة المورمونية جوزيف سميث في 22 سبتمبر 1827 في تل كومورا في مدينة مانشستر في ولاية نيويورك، وحسب الرواية التأريخية فإن الألواح كانت تحت حماية ملاك حيث قام جوزيف سميث بتلقي ترجمة الألواح من الملاك وكانت الألواح عبارة عن تأريخ المستوطنين الأوائل لقارة أمريكا تمت كتابته من قبل النبي مورمون. يعتبر المورمون أنفسهم جزءا من الديانة المسيحية [11] [12] ولكن الكنائس الكاثوليكية و البروتستانتية و الأرثوذوكسية لاتعتبرهم من ضمن عوائل الكنيسة المسيحية [13] .
هناك مصادر أخرى ومنها رسالة بخط يد جوزيف سميث كتبت بتأريخ 15 مايو 1843 وتظهر في كتاب تعاليم النبي جوزيف سميث حيث ورد في الصفحة 299 ان كلمة مورمون مشتقة من الكلمة المصرية القديمة مور والتي تعني الشيئ الحسن [14] . تشير الكتابات الكنسية المورمونية القديمة ان كلمة مورمون تشير إلى نبي عاش في قارة أمريكا في القرن الرابع حيث ان الخالق الأعظم وحسب العقيدة المورمونية دعى ذلك النبي إلى جمع معلومات ووثائق عن عائلته وأتباعه في كتاب عرف لاحقا بكتاب المورمون وحسب المعلومات الكنسية المورمونية فإنه وبعد وفاة ذلك النبي قام ابنه المسمى مورمون بإخفاء الكتاب في تل كومورا في نيويورك وذلك نتيجة الدمار الذي لحق بأتباع النبي الأول . بعد 1400 سنة من هذه الحادثة وحسب العقيدة المورمونية قام الخالق الأعظم بإرسال النبي مورمون كرسول إلى جوزيف سميث حيث دله على مكان الألواح المخبئة وقام جوزيف سميث وبمساعدة الخالق الأعظم والملاك بترجمة الألواح إلى الإنجليزية [15] [16]
كانت بدايات نشوء المورمون مليئا بالجدل وتعرض اتباع العقيدة المورمونية للكثير من الإضطهاد بسبب الإعتقادات الفريدة التي تميزت بها الكنيسة المورمونية والتي لم تلق ترحيبا من أغلبية المسيحيين الذين حاربوهم بشدة وعنف [17]. مؤسس العقيدة المورمونية هو جوزيف سميث الذي نشأ و ترعرع في شمال ولاية نيويورك والذي يؤمن أتباعه بأنه شاهد الخالق الأعظم و المسيح وكذلك الملائكة مع مجموعة من الرؤى الأخري التي جعلت جوزيف سميث حسب قناعته في مهمة لإستعادة العقيدة المسيحية التي تغيرت حسب تعبيره بعد مقتل رسل المسيح الاثنا عشر والعديد من اوائل المسيحيين [18]. بعد جوزيف سميث أضاف العديد من اوائل قادة المورمون مساهمات وملاحظات مذهبية للكنيسة ومن الأسماء المهمة التي أتت بعد سميث هم اوليفر كوودري ، سيدني ريغدون ، و بريغام يونغ . إستمرار نزول الوحي لحد اليوم وبصورة مستمرة من الخالق يعتبر إحدى الأركان المهمة في الكنيسة المورمونية [19].
فهرس
|
نشأ جوزيف سميث اثناء فترة نهضة دينية في أوائل القرن التاسع عشر وسميت هذه النهضة الدينية بالصحوة الكبرى الثانية وكانت هذه الصحوة عبارة عن ردة فعل مسيحية على التوجه العلماني لعصر التنوير الذي شمل جميع انحاء الولايات المتحدة وخصوصا في الغرب [20]. من الأحداث الكبرى في فترة ماسميت بالصحوة الكبرى الثانية هو الاجتماع الكبير الذي عقد في 1801 في كاين ريدج في كنتاكي [21] والذي أظهر المشاركون فيه بعض الممارسات الدينية التي كانت تركز على العلاقة الشخصية بين الخالق والمخلوق مثل الرؤى الدينية و كارزماتا والتي يكمن تعريفها بهبة ذات طابع روحاني يمنحه الخالق لإنسان ما والتفوه او الهمهمة بكلمات غير مفهومة ولا تعود إلى اية عائلة لغوية يعتبرها مرددها لغة إلهية او لغة ملائكة [22]. هذه النوعية من الطقوس الدينية كانت متعارضة مع رأي المسيحية التقليدية المقتنعة ان فترة الهبات الروحانية والرؤى والوحي قد إنتهت مع موت تلاميذ المسيح [23]. ولكن هذه النقاط كانت ركيزة أساسية في موجة الصحوة المسيحية في الولايات المتحدة وكان أحد النشطاء في هذه الحركة والد جوزيف سميث الذي كان يقول بأنه وأباه من قبله كانوا يتواصلون مع الخالق من خلال رؤى و احلام[24].
إحدى عناصر الفكر الديني في ذلك الفترة والتي أثرت لاحقا على نشوء العقيدة المورمونية كانت حركة استعادة الحركة الاولى والذي كان مؤسسها بارتون دبليو ستون والذي كان من الأشخاص الذين حضروا الاجتماع الكبير في كنتاكي عام 1801 وكان ستون مقتنعا بأن الانقسام بين الطوائف المسيحية سببه حسب ما وصفه بالردة عن تعاليم المسيح وإن تصحيح المبادئ المسيحية حسب رأيه يجب ان تكون عن طريق العودة إلى الممارسات المبينة في العهد الجديد [25]. بينما كانت هذه الأفكار تنتشر في غرب الولايات المتحدة كان جوزيف سميث يعيش في شرق الولايات المتحدة وتحديدا في غرب نيويورك وكانت هناك في نيويورك وفي ذلك الوقت وبسبب الهجرة مزيج من المعتقدات الدينية وكان اتباع هذه العقائد المختلفة يعادون بعظهم بعضا على الأغلب وكانت العقيدة الأكثر الشهرة في حينها في نيويورك هي مجموعة الصحوة بزعامة تشارلز غرانديسون [26]. بسبب عدم التواجد المنظم و المكثف لرجال دين مسيحيين تقليديين في منطقة نيويورك فإن الولاية كانت مفتوحة من أوسع أبوابها للإبتكارات الدينية والحركات الدينية وغير الدينية. وأصبحت المنطقة مكانا خصبا للأفكار الفولكلورية الدينية مثل استعمال حجارة لها مغزى روحي لإكتشاف كنز تحت الأرض او نبع ماء من تحت الصخور.
كان جوزيف سميث نفسه يستعمل حجارة وجدها بعد رؤيته الأولى للمسيح في أحد أحلامه وورد في كتاب المورمون بأن جوسيف سميث أطلق عليه اسم اوريم وتميم وهو مشابه لفكرة الوحي الإلهي [27] [28]. في عام 1832 صرح سميث بان ملاكا اخبره بمكان ألواح المورمون الذهبية وإنه شاهد بلورات تنتظم في شكل كبير على هيئة صخرتين ذات إنحناء فضي أعده الخالق لسميث ليساعده في ترجمة الألواح الذهبية [29] [30]. أوائل الرجال والنساء الذين جاؤوا إلى تشكيل ما اصبح يعرف في هذا اليوم بكنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة كان لهم افكار مشتركة مع الحركات الدينية السائدة آنذاك والمنادية بالصحوة و العودة إلى جذور المسيحية حسب عقيدتهم. بالرغم من ان الحركات كانت في الايمان بالحاجه إلى "استعادة الكنيسة الحقيقية" ولكن المورمون ايضا كانوا مقتنعين ان صلاحية مباشرة من الخالق يتعبر امرا ضروريا لشرعية الكنيسة الناشئة [31].
يعتبر المورمون الرؤية الأولى لجوزيف سميث في عام 1820 في غابة بالقرب من منزله البداية الفعلية للعقيدة المورمونية حيث وصف سميث ظهور المسيح له ومسحه لكافة خطايا سميث [32]. تورد الكتابات التاريخية اللاحقة رواية اخرى مختلفة بعض الشيئ وهو ان الخالق الأعظم بالإضافة إلى المسيح ظهروا لسميث وان حوارا دار بين سميث والمسيح حيث قال سميث ان جميع الطوائف المسيحية اصبحت فاسدة. وصف سميث ايضا العديد من الرؤى المتعلقة بالملائكة بعض من رؤاه شملت نبيا محاربا من قارة أمريكا يسمي نفسه موروني [33]، إستنادا إلى كتابات سميث فإن ملاك هذا النبي زاره مرات عديدة وساعده في العثور على مجموعة من اللوحات التي تحتوي على كتابات قديمة كتبها النبي موروني قبل وفاته. الكتابات على الصفائح الذهبية وفقا لسميث يتضمن سردا لمختلف الأمم التي سكنت القارة الأمريكية قديما ووصف الطريقة التي وصلوا بها إلى قارة أمريكا بمساعدة المسيح نفسه ولكنهم وبعد وصولهم العالم الجديد إرتدوا عن تعاليم المسيح من خلال سلسلة من الحروب والفساد [34]. ترجم سميث عن طريق هبة من الله وصفها سميث باوريم و تميم اللتان كانتا حجارة ذات حافة فضية. اثناء الترجمة لم يسمح سميث لأحد برؤية الألواح الذهبية ولكن في عام 1829 زعم 3 شهود أنهم شاهدوا الألواح الذهبية بمساعدة الملائكة بينما ولاحقا كتب 8 شهود أخرون ان سميث أظهر لهم الالواح بنفسه [35].
تم طبع الترجمة الكاملة للألواح في مارس 1830 وسمي بكتاب المورمون. كتاب المورمون كان أكثر طموحا بكثير من مجرد سرد معلومات تاريخية عن المستوطنين الأوائل وإستقبل اتباع سميث الكتاب بحفاوة وتم إعتماده كمثل الكتاب المقدس و بأهمية مماثلة . الكتاب في عنوان الصفحة الأولى يقول بان الكتاب محاولة لاظهار المواطنين الأصليين لقارة أمريكا"اي اشياء عظيمة فعل الرب لآبائهم" و "اقناع اليهود وغير اليهود ان المسيح هو الرب الأبدي" [36].
يطلق المورمون مصطلح أركان الإيمان على العقيدة الدينية التي كتبت بخط يد جوزيف سميث وكانت في الأصل عبارة عن رسالة أرسله سميث في عام 1842 إلى جون ينتورث المحرر في صحيفة شيكاغو ديمقراط [37] عندما سأل بينتورث سميث عن المعتقدات الاساسية لكنيسته والرسالة عبارة عن قائمة بـ13 بندا ، يعتبر اتباع كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة البنود الـ13 بيان أساسي ذات طبيعة لاهوتية .
- نؤمن بالله الآب الأبدي وبابنه يسوع المسيح وبالروح القدس.
- ونعتقد ان الرجال سيعاقبون بسبب ذنوبهم وليس بسبب خطية آدم.
- ونعتقد انه من خلال كفارة المسيح قد خلصت البشريه ، من خلال اطاعة القوانين والوصايا من الإنجيل.
- نحن نؤمن بأن المبادئ والمراسيم الاولى للإنجيل هي : أولا الثقة في الرب يسوع المسيح. ثانيا التوبه. ثالثا التعميد لمغفره الخطايا. رابعا وضع الايدي لنوال الروح القدس.
- ونحن نعتقد ان الرجل يجب ان يكون مدعوا من الله بواسطة النبوه ، وبوضع الأيدي ممن لهم السلطة لنشر الإنجيل وادارة الوصايا في ذلك.
- ونعتقد في نفس المنظومه التي كانت موجودة في الكنيسة البداءيه ، وهي الرسل والانبياء والقساوسه والمعلمين والدعاه ، وهلم جرا.
- اننا نؤمن بموهبة الألسنة والنبوه ، والرؤى ، والشفاء ، والترجمة وهلم جرا .
- ونرى ان الكتاب المقدس هو كلمة الله بقدر ما ترجم صحيحا ؛ ونعتقد ان كتاب المورمون هو كلمة الله ايضا.
- نؤمن بكل ماكشفه ويكشفه الله الآن ونؤمن بأنه لم يكشف بعد العديد من الاشياء الكبيرة والهامة المتعلقة بملكوت الله.
- ونعتقد بما كتب حرفيا عن إعادة جمع إسرائيل وعن استعادة القبائل (الأسباط) العشرة ونؤمن بأن صهيون (أورشليم الجديدة) ستقام على القارة الامريكية. وبأن المسيح شخصيا سيسود على الارض. وبأن الارض سوف تكون متجدده ومجيدة.
- نعلن امتياز عبادة الله تعالى وفقا للقواعد الخاصة بنا وبضميرنا ونتيح لكل الرجال نفس الامتياز فليعبدوا الله كيفما وأينما أرادوا.
- اننا نؤمن بطاعة وتكريم الملوك والرؤساء والحكام والقضاة. نصدق ونأمل كل الأشياء ولقد تحملنا الكثير ، ونأمل أن نتمكن من تحمل الكل . اذا كان ثمة اشياء رائعة فاضلة حميدة و حسنة فسنسعى إليها .
- اننا نؤمن بضرورة أن نكون صادقين عفيفين وبأن نعمل الخير لجميع الرجال. وفي الحقيقة نستطيع ان نقول اننا نتبع قول بولس [38]
مفهوم الخالق الأعظم عند المورمون تختلف حسب الفترة التاريخية للكنيسة وحسب الطوائف المورمونية المختلفة التي إنبثقت لاحقا من المورمونية الرئيسية فهناك تنوع في مفهوم الخالق الأعظم من مفهوم الأنماط المختلفة (الأب و الابن و الروح القدس انماط مختلفة لإله واحد) إلى مفهوم القوى الثلاث المنفصلة على شكل مثلث وإنتهاءا إلى فكرة الثالوث الأقدس [39]. المبدأ السائد حول الألوهية في المورمونية الرئيسية هو ان الأب و الابن والروح القدس هم ثلاث كينونات منفصلة، الأب و الابن عند المورمون لهم صفات جسدية والروح القدس عبارة عن كينونة روحية [40]. توصي الكنسية المورمونية بعبادة الإله الواحد الصحيح و الحي وفي هذا إختلاف واضح عن عقيدة الثالوث الأقدس التي يؤمن بها الغالبية العظمى من المسيحيين وهذه كانت إحدى الأسباب التي جعلت المورمونية في الظل مقارنة ببقية الطوائف المسيحية [41]. في بداية الحركة كان معظم أتباع الكنيسة من خلفية بروتستانتية ومقتنعين بمبدأ الثالوث. على النقيض من الثالوث الأقدس كان جوزيف سميث يعلم أتباعه بأن الأب والابن هيئات جسدية منفصلة تتحد معا بواسطة روح القدس وهذا هو التعليم الذي يتبعه كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة بعض التقسيمات الأخرى ضمن المورمونية ومنها على سبيل المثال كنيسة المجتمع المسيحي وهي ثاني أكبر مذهب منبثق من المورمونية تعلم أتباعها عقيدة الثالوث الأقدس التقليدية [42]. كتاب المورمون وكل المواثيق المورمونية تصف الأب و الابن و الروح القدس بأنه "اله واحد" ولكن أتباع كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة يفهمون بأن هذه الوحدانية هو وحدانية في الجوهر و الرغبة والغرض للصفات الإلهية مع حفاظهم على تمايزهم الجسدي والشخصي بمعنى أخر فإن الثالوث ليس كائن من مادة واحدة [43]. في بعض مقاطع كتاب المورمون يظهر المسيح على شكل روح القدس قبل ولادته وعلى شكل إنسان بعد الولادة. قبل ميلاد المسيح يصف كتاب المورمون يسوع على هيئة روح بدون لحم و دم ولكن تلك الروح كان شبيها بما كان سيؤول عليه شكل المسيح لاحقا [44].
يصف المسيح نفسه في كتاب المورمون قائلا: ها انا الذي تم إعداده من يوم تأسيس الخلق كي أخلص شعبي. ها انا يسوع المسيح انا الأب والابن من خلالي سيبدأ بنو البشر الحياة والى الأبد، بل ان كل من آمن بإسمي سيصبحون ابنائي وبناتي [45]، في مقطع آخر من كتاب المورمون يذكر النبي ابينادي أود ان تفهموا ان الله ذاته سيهبط بين الاطفال والرجال ليخلص شعبه ولأنه متجلي في جسد إنسان فسوف يسمى ابن الرب وسوف يسخر ذلك الجسد لخدمة الأب. هو الأب و الابن، الأب لأنه جاء للوجود بإرادة الخالق الأعظم والأب لأنه متجسد في جسد من لحم ودم [46]. بعد قيامة المسيح حسب العقيدة المسيحية وصعوده إلى السماء واثناء ذلك الصعود يضيف كتاب المورمون بان المسيح ظهر لمجموعة من الناس في قارة أمريكا وكان ظهوره مصاحبا بصوت الله الأب يعلن قدوم المسيح والذين كانوا هناك وشاهدوا تلك الحادثة شعروا بوجود الروح القدس ويرى البعض ان في هذه الصورة تقاربا مع صورة يوحنا المعمدان وهو يعمد المسيح في العهد الجديد [47]. كتاب المورمون يذكر بان الأب و الابن والروح القدس واحد (نيفي 11:36) [48] ، كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة تفسر هذه الوحدانية بوحدانية مجازية للروح و الغاية والمجد وليس الوحدانية الجسدية المادية. من ناحية اخرى هناك تيارات بروتستانتية داخل المورمون مثل كنيسة مجتمع المسيح تؤمن بفكرة الثالوث الأقدس التقليدية [49]. معظم المورون في الوقت الحالي لايتقبلون فكرة وجود قسمين للخالق الأعظم يكون الأب فيها بمثابة الروح بينما الروح القدس هو العقل المشترك بين الأب والابن. قي عام 1843 قدم سميث سرده الكامل لحادثة الرؤية الأولى وفيه قال ان الأب كان على هيئة مادية من لحم ودم مثل الابن تماما بينما كان الروح القدس لم يكن على هيئة اللحم والعظام بل كان كينونة أثيرية من الروح [50].
منذ نشوء المورمونية كانت هناك ولاتزال إختلافات عقائدية صميمية مع الأغلبية المسيحية ومنذ نشوء كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة لم يعترف الكنائس الرئيسية المسيحية بالمورمونية كجزء من المسيحية بسبب الخصائص و الأفكار الفريدة حول العقيدة و الألوهية و فكرة الخلاص [51]. أحد جذور الخلاف هو قناعة المورمون بأن جوزيف سميث هو رسول و نبي مثله مثل موسى إستلم ألواحا و وحيا وكان الوحي الأولي مثيرا للجدل حيث تم تكليفه بما عبر عنه باستعادة كنيسة يسوع المسيح حول جميع الأرض . يعتقد المورمون ان كنيستهم هي وريثة الكنيسة التي انشأها المسيح وتلاميذ المسيح و المسيحيين الأوائل وأن الوحي الإلهي عملية مستمرة ولم تتوقف وهذا يناقض الأغلبية المسيحية المؤمنة بأن عصر الوحي الإلهى قد إنتهى برحيل تلاميذ المسح وإنتهاء العصر الرسولي المسيحي [52]. من وجهة نظر المورمون فإن الإختلاف الرئيسي بين عقيدة المورمون وبقية الأغلبية المسيحية هو ببساطة ان جوزيف سميث تم إختياره من الله كنبي وأوعز إليه استعادة سلطة الكهنوت والمذاهب المسيحية المختلفة. على النقيض من المورمون فإن معظم الطوائف المسيحيه الاخرى تؤمن بأن عصر الانبياء قد مضى وترفض مبدأ استمرار الوحي كما إنهم يرفضون التسليم بأن كتاب المورمون هو نص قديم، أو انه من وحي الله [53].
يؤمن المورمون بفكرة الوجود الروحي قبل الولادة والتي تعني بأننا كبشر وفي الواقع عبارة عن أبناء روحيون لله وإنه وقبل نشوء الأرواح كان هناك عنصر من الروح الإنسانية متواجدة بصورة أبدية مع الخالق الأعظم ، ولعل هذا يفسر تعاليم الكنيسة المورمونية بفكرة اشتراك الإنسان و الخالق في الأبدية [54]. الأغلبية المسيحية تؤمن بأن الخالق خلق الإنسان في صورته وإن الخالق هو الشيئ الأبدي الوحيد وان كل شخص وكل شيء بدأ هناك في وقت من الاوقات . قبيل المجمع المسكوني الأول جادل عالم الدين المسيحي آريوس من الإسكندرية (250 - 336) بأنه "كان هناك وقت لم يكن المسيح فيه موجودا" ، الأرثذوكسية من جهتها قالت ان المسيح ابدي وانه اشترك مع الآب والروح القدس ولكن طرفي النقاش كانوا متفقين على انه لم يكن اي شيء أخر ومنها الإنسان مشتركا في ذلك الوجود الأبدي [55]. عن الحياة بعد الموت يؤمن المورمون بإحتمالية وامكانية تقديس أو تمجيد للانسانية جمعاء إن كانو جديرين بها حيث جاء على لسان أحد انبياء المورمون وإسمه لورينزو سنو أحد أكثر التصريحات إثارة للجدل حيث قال نصا: كماهو الإنسان الآن كان الخالق يوما ما وكما هو الخالق الآن يمكن ان يكون الإنسان[56].
هذا التصريح الجرئ يفسره البعض بإيمان الكنيسة بان الله كان مرة رفات رجل والرجل يمكن ان تصبح الهة. يمكن ايضا ملاحظة اختلافات عن فكرة الخلاص والخطيئة الأولى فالكنائس التقليدية تؤمن بان سقوط الإنسان و طرده من جنة عدن [57] كان سببها الخطيئة الأولى بمعصية الخالق. الكنيسة المورمونية ترفض مفهوم الخطيئة الاصلية الموروثة وإن الإنسان يعاقب على معاصيه فقط وليس المعاصي الموروثة من آدم و حواء علاوة على ذلك يعتقد المورمون ان آدم و حواء إستلما نوعين متناقضين من الأوامر وهما عدم اكل الفاكهة من جهة و التكاثر ووتجديد الأرض وفي هذا حسب المورمون تناقض حيث ليس بوسع المرء إنجاز إحداها بدون تجاوز الأخر ولذلك فإن الكنيسة تعلم بأن ما فعله آدم لم يكن معصية او خطأ لأن آدم لم يكن يعرف الخير والشر قبل السقوط. في المسيحية التقليدية يعتبر مافعله آدم خطيئة و عصيان لأمر الخالق [58].
بالنسبة لعدم استعمال المورمون للصليب كرمز كباقي المسيحيين هناك العديد من الفرضيات منها مقولة غوردن هنكلي عضو لجنة الكنيسة الأعلى في عام 2005 حيث قال "الصليب هو رمز لموت المسيح ، ورسالتنا هي اعلان المسيح الحي. بعباره اخرى الصليب بإعتقاد المورمون هو رمز للمسيح الذي لم يعد موجودا في عالمنا وهذا مناقض لعقيدة الكنيسة التي تؤمن بان المسيح حي و يتفاعل مع العالم [59]. من الجدير بالذكر ان الصليب يستعمل من قبل الأكثرية المسيحية كرمز لدينهم و إيمانهم بأن لكنيستهم حصة في آلام و معاناة المسيح على الصليب وليتذكروا معاني موت المسيح على الصليب. كان جوزيف سميث يمارس و يعلم اتباع الكنيسة على ممارسة تعدد الزوجات وبعد موت سميث مارسه نخبة من اتباعه حتى عام 1890 حيث أنهى الكنيسة رسميا عن ممارسة الزواج المتعدد. لازالت بعض الأقليات الأصولية المورمونية والمنشقة من الأكثرية المورمونية تمارس هذه العادة في غرب الولايات المتحدة وكندا والمكسيك [60] [61] [62].
في قمة كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة هناك رئيس الكنيسة وهو الرجل الوحيد على الأرض بإعتقاد المورمون الذي يحمل مفاتيح الكهنوت كلها يعاونه اثنان من الرسل حيث يسمى مجموعة المساعدين للرئيس باسم الرسل والثلاثة هم القيادة التنفيذية للكنيسة والمقصود بكلمة مفاتيح الكهنوت هو السلطة من عند الله لإدارة الكنيسة وللسماح بالقيام بمراسيم الإنجيل، ويكون كل عضو في الرئاسة رسولاً ويعتبر نبياً رغم أن الرئيس ذاته هو الوحيد الذي يتلقى الوحي من أجل الكنيسة ككل . وهناك مجلس الكنيسة العالمي ويتكون من اثني عشر شخصًا ويكون كل عضو في هذه الرابطة رسولاً ويعتبر كل واحد منهم نبياً ورائياً وكاشفاً للكنيسة أيضا [63].
يأتي بالمرتبة الثانية مجلس السبعين، وهو المجلس الموسع لشئون الكنيسة المورومونية، وفيه يتم تمثيل جميع كنائس المورمون في العالم. وعلى المستوى الإقليمي هناك رئيس الكنيسة في الإقليم ومعه رؤساء الكنائس، ويتبع كل كنيسة مجموعة من المورمون هم شعب الكنيسة وعددهم 4000 - 5000 شخص لكل كنيسة، وهؤلاء مقسمون لمجموعات صغيرة تحت نظام رئاسي لكل مجموعة، ويقوم الرؤساء بتنظيم أعمال كل مجموعة على المستوى الاجتماعي أو الثقافي أو غير ذلك من شئون المجتمع الموروموني. من الناحية الاقتصادية ، كل مورموني يدفع 10% من دخله للكنيسة، وهذا يضمن تمويلاً جيدًا لأعمال الإرساليات المورمونية في العالم [64].
المورمون | |
---|---|
جوزيف سميث | كتاب المورمن | كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة | كنيسة مجتمع المسيح | الإرساليات المورمونية | معاداة المورمنية |