القديس بولس أو بولس الرسول (4 م - 64 م) أكبر المبشرين بالمسيحية و قد كان أثره في التبشير بها هائلاً .
وهو يعد الرسول الأول للإمم حيث بدأت رسالته في الارض المقدسة من دمشق مرورا بآسيا الصغرى إلى بلاد أوروبا. و حسب قاموس الكتاب المقدس كان اسمه العبري شاول أي ((مطلوب)) و ظل يدعى بهذا الاسم طوال سفر أعمال الرسل إلى (أع 13: 9) حيث قيل ((أما شاول الذي هو بولس أيضاً)) ومن ذلك الوقت إلى آخر سفر الأعمال دعي باسم بولس ومعناه ((الصغير)).
ولد في مدينة طرسوس بتركيا القديمة في عام 4م. و على الرغم من أنه روماني الجنسية فإنه كان يهودي الديانة وعبراني الجنس من سبط بنيامين. و قد درس اللغة العبرية في شبابه . و تلقى علومه في القدس متتلمذاً على يد الحاخام الشهير جماليل . و على الرغم من أن القديس بولس زار القدس في زمن المسيح فإنه لم يلتق به .
و بعد صلب المسيح وقيامته حسب الديانة المسيحية كان أتباعه يلقون التعذيب الشديد بتهمة الكفر ، و قد ساهم القديس بولس في السطو على الكنائس و في اتهام أتباع المسيح بالزندقة و تعذيبهم و سجنهم. أعمال الرسل 8/3 . و لكن ( حسب ما يحكي هو في العهد الجديد ) في رحلة له إلى دمشق ظهر له ضوء في الطريق ( مكان الرؤيا قرية كوكب قرب دمشق )وأخبره صوت ما أنه يسوع و أن عليه أن يذهب إلى دمشق ليعرف ما المطلوب منه و في رواية أخرى أخبره الصوت بالمطلوب مباشرة و أنه مدعو ليكون أحد رسل المسيحية و هذا ما جاء في 3 روايات _ مع اختلاافات طفيفة بينهم _ في سفر أعمال الرسل 9/3-9 و 22/6-11 و 26/13-18. و بعدها تحول إلى المسيحية و كانت نقطة تحول في حياته و في تاريخ المسيحية نفسها. فالرجل الذي كان عدواً لل[مسيحية] أصبح الواضع لأهم أساسيات المسيحية و من أئمة دعاتها و أعظم أعمدتها.
و من ذلك الحين أمضى القديس بولس حياته كلها يكتب عن المسيحية و يدعو لها، فدخلها الكثيرون. و قد سافر كثيراً يدعو و يبشر و يقنع الناس بالإيمان . فكان احدى الرسول المبشر بالمسيحية في مدينة دمشق وسافر إلى بلاد سورية القديمة و تركيا القديمة و بلاد الإغريق وكان الرومان يلاحقون القديس بولس في حارات دمشق ليمنعوه من التبشير بالديانة المسيحية وتم تهريبه من مدينة دمشق عن طريق انزاله في سلة من على سور المدينة بالقرب من أحد ابواب مدينة دمشق القديمة والمعروف حاليا باب كيسان وذهب مبشرا بدينه حتى وصل إلى اوروبا. و لم يكن القديس بولس واعظاً موفقاً عندما كان يتحدث إلى اليهود . فكثيراً ما تعرضت حياته للخطر ، و لكنه نجح في تبشيره بالمسيحية بين غير اليهود. حتى وصفوه بأنه داعية الأمميين أي غير اليهود. و لم يستطع أحد أن يقوم بمثل هذا الدور من قبله أو من بعده.
و ترجع شهرة القديس بولس إلى تبشيره بالديانة المسيحية . و إلى ما كتبه عنها وبأنه الرسول الذى نشر المسيحية في أوروبا . و إلى تطويره لأصول الشريعة المسيحية. فمن بين السبعة و العشرين سفراً من كتاب " العهد الجديد " نجد أن القديس بولس قد ألف أربعة عشر سفراً.
لقد أثار القديس بولس الكثير من الجدل حيث يتهمه البعض بأنه خالف ناموس موسى نفسه أثناء وجوده بين اليهود و لكن المؤمنين به يعتبرونه رسول يجب اتباعه وقد بشر بالدين المسيحى واتبعته بلاد كثيرة ويعود له الفضل في ايصال ونشر الديانة المسيحية بداية من سوريا وصولا إلى أوروبا .
التقرير اليسوعي – جوان ليمان ص 126 “The Jesus Report,” Johannes Lehman, p. 126.
و كذلك كتب سكونفيلد Schonfield يقول: ((لقد تحولت الهرطقة البولسية إلى أساساً للمذهب المسيحي الأورثوذوكسي و أُنكر على الكنيسة الحقيقية شرعيتها بتهمة الهرطقة)). التقرير اليسوعي – جوان ليمان ص 128 “The Jesus Report,” Johannes Lehman, p. 128
استشهد الرسول بولس الرسول بقطع رأسه بحد السيف لتبشيره في مدينة روما سنة 64 ميلادية بأمر الإمبراطور الروماني الذي أيضا صلب الرسول بطرس في نفس الوقت.