مارتن لوثر (بالإنجليزية : Martin Luther)
مصلح ديني مسيحي شهير، ومؤسس المذهب البروتستانتي المسيحي.
ولد في إيسليبن في شمالي ألمانيا يوم 10 نوفمبر 1483، وتوفي في نفس البلدة في 18 فبراير 1546. كان ابوه عامل مناجم. وتعلم في مدارس مجدبورج وايزنآخ.
فهرس
|
في سنة 1501 دخل جامعة ارفورت وحصل على الإجازة الجامعية في سنة 1505، ويقول عن نفسه أن قسوة أبويه عليه حملاه على دخول الدير الأوغسطيني في ارفورت سنة 1505. وفي سنة 1507 رسّم قسيساً، وفي سنة 1508 قام بتدريس الفلسفة في [جامعة فتنبرج]، وتولى شرح كتاب "الأخلاق إلى نيقوماخوس" لأرسطو. واستمر في ذلك عامي 1508 - 1509. وقد شعر بأن هذه المهمة شاقة عليه، كما يبدو، مما كتبه لصديقه يوهانس براون، القسيس في ايزنآخ، إذ يقول: " إذا أردت أن تعلم كيف حالي، فاعلم أنني في حال طيبة بفضل الله. لكن الدراسة صعبة شاقة خصوصاً دراسة الفلسفة، وكان بودي أن استبدل بها، منذ البداية، دراسة اللاهوت، أعني اللاهوت الذي يبحث عن بذرة الجوزة، ولباب حبة القمح، ونخاع العظام".
في سنة 1511 سافر إلى روما، وهذه الرحلة هي التي غيرت مجرى حياته، ولما عاد منها بدء سيرته مصلحاً للدين المسيحي. وكان البابا في روما، في أشد الحاجة إلى المال، ولم يجد سبيلاً للحصول عليه إلا عن طريق إصدار وبيع صكوك الغفران، وكان يطلب إلى الناس شراؤها ليغفر الله ذنوب أقربائهم أو من يشاؤون ممن يعذبون في المطهر بسبب ما اقترفوه من ذنوب. وكان يشرف على هذه العملية راهب دومنيكي يدعى يوحنا تتسل وذلك في سنة 1516، فراح يروّج لها بطرق ظاهرة أثارت ثائرة مارتن لوثر، فأصدر لوثر بياناً يحتوي على 95 قضية ضد صكوك الغفران. ولصق البيان على باب كنيسة فتنبرج، في يوم 31 أكتوبر 1517 ، فسافر تتسل إلى فرانكفورت وأصدر من هناك بياناً فند فيه قضايا لوثر ال 95 ،وقام بإحراق بيان لوثر علناً، فانتقم الطلاب في فتنبرج فأحرقوا بيان تتسل.
في سنة 1518 انضم ملانكتون إلى لوثر. وتدخل البابا ليو العاشر (Leo X) في النزاع فاستدعى لوثر إلى روما سنة 1518، لاستجوابه في أمر قضاياه تلك. فتدخلت الجامعة كما تدخل نائب سكسونيا، وأخفقت المفاوضات التي أجراها الكردينال كاجتان وملتتس.
ثم جرت مناظرة بين إك Eck وبين مارتن لوثر في لبيستك سنة 1519، حول سلطة البابا، وصار لوثر يهاجم البابوية ككل، أي كنظام مسيحي.
وفي سنة 1520 نشر لوثر نداءه الشهير الموجه إلى " النبلاء المسيحيين في ألمانيا " وتلاه برسالة عنوانها :"في الأسْر البابلي للكنيسة". وفي كليهما هاجم المذهب النظري لكنيسة روما، فأصدر البابا ليو العاشر مرسوماً ضد لوثر يحتوي على 41 قضية. لكن لوثر أحرق المرسوم علناً أمام جمع حاشد من الأهالي والطلاب والعلماء في مدينة فتنبرج.
وامتد الهيجان إلى سائر ألمانيا فدعا الإمبراطور كارل الخامس (شارلكان) إلى عقد مجمع في مدينة فورمس في سنة 1521 واصدر المجمع قراراً بتدمير كتب لوثر، وأمر لوثر بالمثول أمام هذا المجمع، وصدر قرار بنفيه من سائر بلاد الإمبراطورية الألمانية.
وفي سنة 1522 لما قامت الاضطرابات الشهيرة، عاد مارتن لوثر إلى فتنبرج، وأعلن سخطه على الثائرين كما أعلن سخطه على الطغاة. وفي نفس السنة كتب رده الحاد على ملك إنجلترا هنري الثامن، حول الطقوس السبعة.
تتلخص اصلاحات لوثر في الكنيسه الكاثوليكيه وانشاؤه الكنيسه البروتسنتيه على اساس : 1- الغاء غفران القسيس للذنوب وحرق صكوك الغفران وبالتالي الغاء تكسب الكنيسه من الشعب 2- المطالبه بزواج الكهنه والقسس حتى تتوقف الدعاره في الاديره والكنائس وقام بالزواج من احدى الراهبات 3- الغاء القداس الالهي وغفران القسيس لذنوب الميت حيث لايغفر الذنوب الاالله 4- الغاء تحويل القسيس للخبز والخمر إلى جسد المسيح ودمه باعتبارها عملية نصب وخزعبلات
في سنة 1530 بلغت حركة الإصلاح الديني في ألمانيا التي قام بها لوثر أوجها بإصدار اعتراف أوجسبورج.
وقد أمضى لوثر السنوات الباقية من عمره في زيارة الكنائس التي أخذت بحركةالإصلاح، وفي إلقاء المواعظ التي نشر الكثير منها، وفي لقاءاتهع مع ممثلي الكنائس الإنجليزية التي انضمت إلى حركة الإصلاح الديني. وقد عقد في سنة 1539 مع سائر ممثلي الكنائس الألمانية المصلحة ميثاقا يسمى " ميثاق فتنبرج ".
له رسائل كثيرة، من آخرها، رسالة حول " المجامع الدينية " ، ورسالة ضد " مجددي التعميد " ، ورسالة عنيفة بعنوان : " بابوية روما أسّسها الشيطان ".
في سنة 1546 دُعي لفض نزاع قام في بلدة إيسليبن، وبعد ان أفلح في فض النزاع أصيب بنوبة برد ما لبث أن توفي في أثرها وذلك في 18 فبراير 1546.