القديس توما الأكويني (بالإيطالية: Tommaso d'Aquino) فيلسوف ولاهوتي إيطالي كاثوليكي شهير من أتباع الفلسفة المدرسية، طُوب قديساً. هو أحد علماء الكنيسة الثلاثة والثلاثين، ويعرف بأنه العالم الملائكي Doctor Angelicus، اعتبرته الكنيسة عالمها الأعظم، وظلت فلسفته التوماوية لوقت طويل المدخل الفلسفي الأساسي لمقاربة فكر الكنيسة الكاثوليكية. وهو حامي الجامعات والكليات والمدارس الكاثوليكية.
ولد في روكاسكا قرب أكوين عام 1225، وتوفي في 1274.
ولد توما الأكويني في 1225 في قلعة والده الكونت لاندوفل روكاسكا قرب أكوين في مملكة نابولي وإليها نسبته. كان عمه سينيبالد رئيس الرهبان البندكتيين في ديرهم الرئيسي في مونت كاسيني، ونوت العائلة أن يخلف توما عمه في منصبه، الأمر الذي يعد مسار مهنة طبيعي للابن الأصغر في أسرة نبلاء.
في سن الخامسة أُرسل إلى الدير ليتلقى تعليمه المبكر، وبعد الدراسة لمدة ست سنوات في جامعة نابولي ، غادرها في سن السادسة عشرة، بتأثير الرهبان الدومينيكان، الذين كانوا يبذلون قصارى جهدهم لجذب الدارسين الشبان ذوي المهارة، واكتساب مكانة بينهم؛ مقدمين مع الرهبان الفرانسيسكان تحدياً ثورياً للنظام الإكليروسي الراسخ في أوروبا القرون الوسطى المبكرة.
هذا التغيير في المعتقد لم يرض عائلته، وفي طريقه إلى روما، اعتقل توما بواسطة شقيقه وأعيد إلى والديه في قلعة سان جوفاني حيث بقي مُعتقلاً لسنة أو اثنتين لجعله يتراجع عن مقصده. وطبقاً لتراجمه المبكرة، فإن عائلته حاولت كل شيء لثنية عن مقاصده. وفي النهاية هُزمت معارضة عائلته بوساطة البابا إنوسنت السادس، واعتنق توما مذهب القديس دومينيك في عامه السابع عشر.
عندما لمس مشرفوه استعداده الطبيعي للدراسات اللاهوتية أرسلوه إلى المدرسة الدومينيكانية في كولونيا، حيث كان ألبرتس ماغنوس يُحاضر في الفلسفة واللاهوت. وصل توما إلى هناك في أواخر 1244، وصاحب ألبرتس إلى جامعة باريس في 1245 ليبقى هناك مع معلمه ثلاث سنوات، تخرج بعدها حاملاً شهادة في اللاهوت. في 1248 عاد إلى كولونيا مع ألبرتوس، وعُين محاضراً ثانياً، وطالب ماجستير. ويُمكن أن تؤخذ هذه السنة على أنها بداية نشاطه الأدبي، وحياته العامة.
قبل مغادرته باريس، أثيرت منازعات بين رجال الدين غير الرهبان، وبين الرهبان فيما يتعلق بحق التدريس في كلية اللاهوت بجامعة باريس، فاختير الأكويني الشاب ليدافع عن نظامه، ويجادل قائد الحملة ضد الرهبان غيوم دي سانت آمور الذي استطاع، في غيبة لويس التاسع أن يحد من حقوق الرهبان في التدريس، وقصره على مقر واحد، لكن البابا ألكسندر الرابع أعاد إلى الرهبان حقوقهم المكتسبة في سنة 1245.[1] لسنوات عديدة لاحقة بقي توما مع فيلسوف المدرسية الشهير ألبرتس، وكانت صحبتهما ذات تأثير مهم في تطور توما الفكري، فقد جعلته دارساً شاملاً للمدرسية، ومتبعاً للطريقة الأرسطية.
في القرن الثالث عشرِ، كَانتْ أعمال أرسطو قَدْ أَصْبَحتْ مؤثرَة مرةً أخرى، بعد أن فُقِدَ إلى أوربا الغربية منذ شلالِ روما. أحد مؤسسي الأعظم للفكرِ المسيحيِ والأرسطوطاليسيِ كَانَ توماس الأكويني. أصبحَ تأليفُه في الميتافيزيقيا الأرسطوطاليسيةِ وتَفَاهُم مع العمليِ التعليم المسيحيَ خاصيةَ فلسفة من القرون الوسطى. أي قضية مركزية التي منها كَانتْ تَفْهمُ طبيعةَ وجود في حد ذاته والله التي تُعرّفُ نفسه كخالقِ كُلّ الكائنات. الأكويني حاولَ الإجابة بإختصار يُهيّئُ كُلّ القضايا اللاهوتية الرئيسية مِنْ يومِه بتَركيب الإعتقادِ المسيحيِ بميتافيزيقيا الطبيعة الهيولية الأرسطوطاليسية.