في المسيحية، يُقصد بالأسرار المقدسة هو "نوال نعمة سرية (غير منظورة) بواسطة مادة منظورة" وذلك بفعل روح الله القدوس الذي حل بمواهبه في يوم الخمسين على تلاميذ ورسل المسيح، وبحسب ما أسسه السيد المسيح نفسه وسلَّمه للرسل الأطهار وهم بدورهم سلَّموه للكهنة بوضع اليد الرسولية. (1كو23:11).
فهرس |
تعتبر المادة المنظورة – التي من خلالها ننال النعمة السرية غير المنظورة هامة جداً ولها شروط معينة تجعلها مطابقة مادياً للفعل غير المنظور للنعمة السرية:
ولقد رتَّب الرب أن تُمْنَح النِعَم غير المنظورة بواسطة مادة منظورة لأن الإنسان يحتاج إلى أن يشعر بشيء مادي واقعي لأنه في الجسد كقول القديس يوحنا ذهبي الفم: "لو أن نفسك عارية من الجسد لكانت عطايا الله توهَب لك على هذه الصورة، ولذلك إستخدم السيد له المجد الطين لفتح أعين الأعمى (يو6:9)، وخرجت منه قوة من خلال أهداب ثوبه لشفاء نازِفة الدم، ووضع أصابعه في أذن الأصم ليسمع (مر33:7)، وكان يشفي ويبارك بوضع يديه (مر23:5؛ 5:6؛ 23:8؛ 16:10).
سر المعمودية – سر الميرون – سر الافخارستيا – سر التوبة و الاعتراف – سر مسحة المرضى – سر الزواج – سر الكهنوت.
السبب في ترتيب الأسرار هكذا هو أن المعمودية هي باب الاسرار وبدونها لا يمكن نوال إستحقاقات الفداء، فهي سر الولادة من فوق، والكهنوت وُضِع في آخر الأسرار لأنه تاج الأسرار ومتممها فبدونه لا يتم أي سر منها، والميرون بعد المعموديه لأن آبائنا الرسل كانوا يضعون الأيادي مباشرة بعد العماد (ولأن الذي غُرِسَ في جسد المسيح بالمعمودية يحتاج إلى مواهب الميرون للتثبيت في الطبيعة الجديدة)، ثم بعد ذلك لابد أن الذي قام من الموت مع المسيح بالمعمودية (يو4:6) وبها وُلِدَ من فوق (يو3:3، 5) وأُعْطِيَ مواهب الحياة الجديدة (بالميرون) لابد له ان يعطى ليأكل ويتغذَّى من فوق (مر43:5) من خبز الحياة الذي هو جسد السيد المسيح ودمه الأقدسين (يه6) ووضع سر التوبة والاعتراف بعد التناول حتى يسارع من قد تطهَّر بالمعمودية وتغذّى بالتناول إلى مداومة الحفاظ على النعمة التي أخذها لتحيا نفسه طاهرة، ولأن شفاء النفس يؤدي إلى شفاء الجسد "إعترفوا.. لكي تُشفوا" (يع16:5).
لذا وضع سر التوبة سابقاً لسر مسحة المرضى، ثم بعد ذلك الزيجة لولادة أعضاء الكنيسة بالجسد، ثم الكهنوت لولادة الأعضاء الروحيين ولإقامة الأسرار وإنتشار الكنيسة، فالأسرار تبدأ بسر الولادة وتنتهي بواسطة الولادة.
إن أسرار المعمودية والميرون والكهنوت (بكل رتبه الثلاث) تترك أثراً أو سمة لا تُمحى في النفس الإنسانية القابلة لها، لذلك فهي لا تُعاد..
ويمكن تكرار سر مسحة المرضي كلمة إقتضى الأمر ذلك.
أما سري التناول والإعتراف فيجب تكرارهما بصفة مستمرة ومنتظمة قدر الإمكان للحفاظ على نقاوة الإنسان بالإعتراف وحفظه من السقوط والخطيئة بالتناول المتواصل وبإستحقاق السر المقدس، كذا سر الزيجة فلا يُعاد، فلو كان أحد الخطيبين المتقدمين للزواج قد سبق زواجه قبل ذلك (أي أرمل) فالكنيسة تزوجهما بدون إكليل ولكن كسماح (تحليل وليس اكليل).
و يبقى تطبيق الاسرار رهنا بالطائفةالمسيحية.اذ ان البروتستانت لا يؤمنون الا بسري المعمودية وعشاء الرب.
الأسرار السبعة المقدسة في الكنيسة المسيحية |
---|
سر المعمودية – سر الميرون – سر الافخارستيا – سر التوبة و الاعتراف – سر مسحة المرضى – سر الزيجة – سر الكهنوت. |