يعقوب (عبري: יַעֲקֹב) هو ابن اسحاق ابن إبراهيم يقال له "إسرائيل" وتعني مُصارع الله. عاش 147 سنه توفي بأرض مصر.
فهرس |
يعقوب او ياكوف (بالعبرية: עֲקֹב ) معناه " ماسك كعب القدم" و يُعرف ايضاً بأسرائيل أي مُصارع الله. ابوه اسحق وجّده ابراهيم. لعب يعقوب دور رئيسي في الاحداث الاخيرة من سفر التكوين في العهد القديم.
وَلَدَ لاسحق و رفقة عيسو و يعقوب بعد 20 سنة زواج ،حيث كان اسحق 60 من العمر (سفر التكوين 25:26 ) ، و كان إبراهيم 120 من العمر . يختلف يعقوب عن اخيه عيسو بالمظهر والتصرفات. عيسو كان صياد ، بينما كان يعقوب رجل متزن يسكن الخيام . عند حبل رفقة كان الطفلان يتصارعان مع بعضهما في داخل رحمها (سفر التكوين 25:22) . خوفاً من هذه الحركة،سألت رفقة الله عن سببها ، بعدها عَرَفَت انها حامل بطفلين ، ويؤسسان أُمتين مختلفتين. ويكونان دائماً في تنافس وفي الحقيقة الأكبر سيخدم الأصغر.لَم تُخبر رفقة زوجها اسحق بذلك بل أحتفظت بذلك في قلبها .كان عيسو الأول من يولد.اخوه يعقوب ولد بعده مُباشرةً وكان يمسك بكعب قدم عيسو.لذلك اسمه ياكوف أي الكعب المُشتق من الكلمة العبرية "עקב،” . فضل اسحق عيسو ولكن الام فضلت يعقوب.
خلال فترة شباب الاخوان ، تم تَنشئتهما في نفس البيئة وتعرضوا لنفس الأشياء التي لأبيهما اسحق و جدهم ابراهيم.يوم من الايام ،عاد عيسو من الحقل وكان جائعا جداً. أنتهز يعقوب هذا الموقف وقد عرض على عيسو صحن من الحساء مُقابل أن يبيعه عيسو بكوريته كونه الاخ الأكبر.وافق عيسو وقال " اني سأموت ، فما نفع البكورية لي؟" .الحقيقة ان تنازل عيسو عن بكوريته يدل على ازدراءه للتقاليد التي لدى اسحق ابيه. في كلمات الكتاب المقدس " وهكذا أحتقر عيسو امتيازات بكوريته" سفر التكوين 25:29-34 من مميزات البكورية هي: مرتبة عليا في العائلة "سفر التكوين 49:3 " ،وقيمة مضاعفة من الورث "سفر تثنية 21:15-18 الأشتراع 12:17" ومنصب في العائلة "سفر العدد 19-8:17" وايضأ البركة الابراهيمية "سفر التكوين
عندما كبُر اسحق وكان قد اصبح أعمى ، قرَرَ أن يبارك أبنه الأكبر قَبلَ أن يموت. أرسل عيسو إلى الحقل ليصطاد ويحضر وليمة لأبيه قبل ان يأخذ البركة.بينما كان عيسو في الحقل يصطاد ،قامت رفقة بأرشاد يعقوب بأن يصطاد لها نعجتين لتقوم بتحضير وجبة شهية لأبيه ، و أمرت يعقوب بأن يذهب بالوجبة إلى أبيه وأستلام البركة بدلاً من أخيه عيسو.لقد قَلق يعقوب من أن يلاحظ أبوه الفرق بينه وبين أخيه لأن عيسو كان شخص مُشعر و يعقوب كان أملس. طمأنة راحيل ولدها يعقوب وقالت له ان يضع جلد نعجة حول رقبته و يداه. ذهب يعقوب إلى خيمة أبيه مُتَنَكراً . تفاجأ اسحق من سُرعة "عيسو" في الصيد ضنأ منه بأن عيسو هو من جاءه فسـأل اسحق بشك " من انت يا ابني؟" أجاب يعقوب "أنا عيسو أبنك البكر" كان اسحق لايزال شاكاً في الأمر فَطلب أن يحسَهُ لأن عيسو كان مُشعر. ان جلد النعاج بدا وكأنه خدع اسحق لكنه قال " أن الصوت هو صوت يعقوب ولكن هذه اليدين يدا عيسو" ، ومع ذلك بارك اسحق يعقوب. ما ان غادر يعقوب الخيمة ، وصل عيسو و كشف الخداع. كان اسحق متفاجئ وأكد بأنه قد بارك يعقوب.قد أشفق اسحق على عيسو وأعطاه بركة أقل.فقال عيسو بأنه سيقتل اخوه.
علمت رفقة بنوايا عيسو للأنتقام من يعقوب، فأمرت يعقوب بالهرب إلى بيت أخيها لابان إلى أن يهدأ غضب عيسو.كان هناك غرضين لرحلة يعقوب الهرب من عيسو و ايجاد زوجة له لأن لخاله لابان أبنتين ليئة وراحيل. في الطريق إلى حاران ، أختبر يعقوب رؤية حيث رأى سلم يصل إلى السماء وملائكة يصعدون ، وسمية الرؤية بسلم يعقوب.من اعلى السُلم سمع صوت الله الذي كرر العديد من البركات عليه. استيقظ يعقوب في الصباح وأكمل طريقه إلى حاران. توقف يعقوب عند بئر حيث الرعاة يسقون ماشيتهم ، وهناك قابل الابنة الاصغر للابان راحيل. لقد أحبها على الفور ، وبعد أن مكث شهراً عندهم طلب يدها للزواج مقابل أن يعمل 7 سنين لدى خاله. بدت السبع سنين كأنها ايام معدودة لشدة حبه لها ، لكن عندما انقضت هذه السنين ، خدع لابان يعقوب وابدل راحيل بليئة ، ولم يعرف يعقوب لانها لبست خمار على وجهها. في الصباح ، عندما عرف يعقوب، ذهب إلى لابان و لكن لابان برر فعلتة بأنه في بلادهم يجب أن تُعطى البنت الكُبرى أولاً. مع ذلك وافق يعقوب أن يعمل سبع سنين اخرى ليأخذ راحيل ، فتزوج يعقوب براحيل بعد اسبوع من زواجه من ليئة وأكمل السبع سنين.أحب يعقوب راحيل أكثر من أي شيء في العالم وبذلك شَعَرَت ليئة بالكراهية. فتح الله رَحم ليئة فولد 4 اولاد : رَأوبين ، شمعون ،لاوي و يهوذا. كانت راحيل عاقر ، فأعطت جاريتها بلهة كزوجة ليعقوب ، فدخل عليها وولدت له دان و نفتالي. رأت ليئة بأنها توقفت عن الولادة ، فأعطت يعقوب جاريتها زلفة ، فولدت له أبناً اسمه جاد واخر اسمه أشير. بعد ذلك أصبحت ليئة خصبة من جديد فولدت : يساكر و زبولون و دينة. وتذكر الله راحيل فولدت يوسف و بنيامين.عندما وُلد يوسف ، أراد يعقوب أن يزور بيت ابيه ، ولكن لابان كان مُتردد من أن يدعه لأن الله بارك ماشيته بسبب يعقوب. الان لابان عرض ان يدفع ليعقوب ولكن يعقوب قام بأتفاق غريب مع لابان حيث اقترح على لابان أن يَزيل كل النعاج المنقطة البنية وما يولد منهم يكون ليعقوب . فجعل يعقوب النعاج الحوامل أن ينظروا على النعاج المنقطة فيتوحموا ويلدوا نعاج مُنقطة ، بذلك أصبح يعقوب غنياً " أنظر سفر التكوين". رأى بنو لابان بأن يعقوب أصبح يملك أحسن الماشية، فتغيرت نظرةلابان له . ذكر القرآن ليعقوب بأ يرحل ويأخذ زوجاته وأطفاله من دون ان يَعلم لابان.قبل أن يرحلوا قامت راحيل بسرقة تماثيل البيت من بيت لابان. في حالة غضب للابان ، قام بملاحقة يعقوب لسبعة أيام.في الليلة التي سبقت امساك لابا ليعقوب ،ظهر الله للابان في حلم وحذره من أن يقول اي شئ جيد أو سيء ليعقوب. عندما تقابل يعقوب ولابان ، لَعَبَ لابان دور الحمى المجروح وطالب بأرجاع التماثيل. بدون أن يَعلم يعقوب بأن راحيل أخذت التماثيل ، قال للابان بأن من أخذها يجب أن يموت وعرض عليه أن يفتش أغراضهم. عندما دخل لابان خيمة راحيل ، قامت راحيل بتأخبئة التماثيل فلم يراها لابان فمضى كل واحد في طريقه.
عندما اقترب يعقوب من أرض كنعان ، أرسل برسالة إلى أخيه عيسو. جاءه رد بأن عيسو قادم للقاءة ومعه 400 من الجنود. لقد تحظر يعقوب للأسوأ وشعر بأنه يجب علية الاتكال على الرب وتوجة لله بصلاة. ارسل يعقوب تقدمة لعيسو وقال " تقدمة إلى سيدي عيسو من خادمك يعقوب ". ثُمَّ قَامَ يعقوب وَصَحِبَ مَعَهُ زَوْجَتَيْهِ وَجَارِيَتَيْهِ وَأَوْلاَدَهُ الأَحَدَ عَشَرَ، وَعَبَرَ بِهِمْ مَخَاضَةَ يَبُّوقَ، وَلَمَّا أَجَازَهُمْ وَكُلَّ مَا لَهُ عَبْرَ الْوَادِي، وَبَقِيَ وَحْدَهُ، صَارَعَهُ إِنْسَانٌ "أو ملاك" حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ.( في سفر التكوين 32:24 "أنسان" ،و في سفر هوشع 12:4 "ملاك" ). وَعِنْدَمَا رَأَى أَنَّهُ لَمْ يَتَغَلَّبْ عَلَى يَعْقُوبَ، ضَرَبَهُ عَلَى حُقِّ فَخْذِهِ فَانْخَلَعَ مِفْصَلُ فَخْذِ يَعْقُوبَ فِي مُصَارَعَتِه.
لِذَلِكَ يَمْتَنِعُ بَنُو إِسْرَائِيلَ عَنْ أَكْلِ عِرْقِ النَّسَا الَّذِي عَلَى حُقِّ الْفَخْذِ إِلَى هَذَا اليوم ، لأَنَّ الرَّجُلَ ضَرَبَ حُقَّ فَخْذِ يَعْقُوبَ عَلَى عِرْقِ النَّسَا."سفر التكوين 32:33"
طلب يعقوب بركة أثناء الصراع ، لذلك دُعيَ من ذلك اليوم " إسرائيل " الذي مَعناه " الذي تصارع مع الله ". وطلب يعقوب اسم الكائن الذي كان يصارعه ، ولكنه لم يخبره ، فسمى يعقوب المكان "بني ايل" أي معناه "وجه الله" ، أي قال "أنا رأيت الله وجهاً لوجه ولم أمُت". في الصباح ، أخذ يعقوب زوجاته واولاده الأحد عشر ، فَجَعَلَ الْجَارِيَتَيْنِ وَأَوْلاَدَهُمَا فِي الطليعة و ثُمَّ لَيْئَةَ وَأَوْلادها وَأَخِيراً رَاحِيلَ وَيُوسُفَ يتقدمهم يعقوب كلهم. كان لعيسو روح الأنتقام ولكنها برُدت بعد التقدمات السخية ليعقوب له ، فكان لقاءهما مؤثر . عندما وصل يعقوب حدود كنعان ، كانت راحيل على وشك الولادة، فولدت الابن الأصغر ليعقوب الذي هو بنيامين وماتت بعدها. قام يعقوب بدفنها وشيد صرح لقبرها الذي يقع خارج بيت لحم ، ولايزال قبرها مزار ليومنا هذا. وأخيرا وصل يعقوب إلى بيت أبيه اسحق ، فمات اسحق وعمره 180 عاماً . قام يعقوب و عيسو بدفنه فِي مَغَارَةِ فِي حَقْلِ الْمَكْفِيلَةِ الْمُوَاجِهَةِ لِمَمْرَا فِي أَرْضِ كَنْعَانَ التي كان إبراهيم قد اشتراها . يعقوب و يوسف: كان يوسف قد فارق أباه يعقوب عندما كان عمره 17 عاماً ، حيث أُخذ كعبد إلى مَصر بسبب أخوته الذين كانوا يغارون منه لأنه حلم حلماً وبه كان مَلكاً عليهم. حزن يعقوب جداً على فقدانه ليوسف. بعد 13 عاماً من أخذ يوسف كَعَبد ، حَلَمَ فرعون بحلمين وكان يريد من يفسره له. قد سُمع ان يوسف الذي كان في السجن يستطيع أن يفَسر هذه الأحلام. فسر يوسف هذين الحلمين على انه ستأتي 7 سنوات خير يتبعها 7 سنوات مجاعة.تَعجب الفرعون من هذا التفسير ، فجعل يوسف نائب له وكان مسؤول عن جمع القمح لسنوات المجاعة. عندما جاءت سنين المجاعة ، فَذَهَبَ عَشَرَةٌ مِنْ إِخْوَةِ يُوسُفَ لِيَشْتَرُوا قَمْحاً مِنْ مِصْرَ، فَلَمَّا رَآهُمْ يُوسُفَ عَرَفَهُمْ وطلب منهم أن يرى أخوهم الصغير أي أخاه بنيامين. فأخذ يوسف شِمْعُونَ كرهينة إلى ان يجلبوا بنيامين معهم. صُدمَ يعقوب عندما عَلم بذلك ، حيث كان خائف عل بنيامين لأنه اخر ما بقي له من زوجته راحيل ، ورفض أن يُرسله . ولكن عندما ازدادت المجاعة ، وافق يعقوب أن يُرسل بنيامين ، وقد وَعَدَه يَهُوذَا بأن يحمي بنيامين. بعد ذلك رجع الأخوان إلى يوسف ، فعندما رأى يوسف أخاه بنيامين ، تأثر كثيراً وكشف نفسه لأخوته . دعى يوسف أخوته وعوائلهم وأباه إلى المجيء لمصر.عاش يعقوب اخر 17 سنة من عمره في مصر مع أولاده الاثنا عَشَر ومات في عُمر 147. قبل موته جَعَل يوسف بأن يعده بأن يدفنه في مَغَارَةِ حَقْلِ الْمَكْفِيلَةِ.فأقام يوسف جنازة كبيرة لأبيه.
جزء من سلسلة |
رسل وأنبياء |
آدم·إدريس |
يؤمن المسلمون أن يعقوب من أنبياء الله الصالحين المعصومين من الخطأ والزلل ولا يجوز أن ينسب لهم الكذب أو الخداع أو الغدر والخيانة أو التدليس ولا يجوز انتقاصهم أو نسبة أي فعل شائن لهم. وقد عصمهم الله من كبائر الذنوب، والصغائر التي تدل على خساسة الطبع، صيانة لعلو مكانتهم.[1]
وقد ورد اسم "يعقوب" في القرآن 16 مرة: