الكلمة اليونانية المترجمة "رسول" في العهد الجديد هى "أبوستولوس" (apostolos) وهى مشتقة من الفعل أبو ستِّلين (apostellein) بمعنى يرسل " فمعناها: "رسول مرسل، مبعوث" وقد استعملت الترجمة السبعينية للعهد القديم نفس الكلمة اليونانية لترجمة كلمة "أرسل" [1].
فهرس |
استخدمت كلمة " رسول " في العهد الجديد عن يسوع نفسه: " رسول اعترافنا ورئيس كهنته " [2]، فهو الذى أرسله الاب "مخلصنا للعالم" [3]. ويُذكر كثيراً في إنجيل يوحنا أن " الآب أرسل الابن " [4] " ليتكلم بكلام الله " [5] " وليعمل أعمال الله " [6] ويتمم مشيئة الله [7]، وليعلن الله [8] وليعطى حياة أبدية [9].
وكل رسول بعد ذلك، إنما هو مرسل من يسوع المسيح [10]، ومن يقبله المسيح [11]، ومن يسمع منه يسمع من المسيح [12]. فقد استخدمت الكلمة بمعناها المطلق في قول المسيح: " ليس عبد أعظم من سيده، ولا رسول أعظم من مرسله " [13] واستخدمت الكلمة في الاشارة إلى مبعوثين من الكنائس [14] كما استخدمت للدلالة على الذين أرسلهم الله إلى شعبه قديما، اذ " قالت حكمة الله إنى أرسل إليهم أنبياء ورسلاً فيقتلون منهم ويطردون " (لو 10: 49).
وترد كلمة " رسول " او رسل عشر مرات في الأناجيل، وثمانى وعشرين مرة في سفر أعمال الرسل، وثمانى وثلاثين مرة في الرسائل، وثلاث مرات في سفر الرؤيا، وفى معظم هذه المرات، تشير إلى أشخاص دعاهم المسيح بخدمة معينة في الكنيسة.
وأول ما يتبادر إلى الذهن عند ذكر كلمة " رسول " أسماء الاثنى عشر رسولا وبولس الرسول، ولكن الكلمة اطلقت على غير هؤلاء أيضا، فيبدو أن يعقوب أخا كان يعتبر رسولاً [15]، كما كانت كلمة " رسول " تطلق على برنابا [16]، ويجمع الرسول بولس بينه وبين برنابا في قوله: أم أنا وبرنابا وحدنا ليس لنا سلطان أن لا نشتغل " (1 كو 9: 6) رغم أنهما لم يكونا من الاثنى عشر [17] كما يمكن اعتبار سلوانس وتيموثاوس رسولين [18]، وكذلك " أندونكوس ويونياس … اللذين هما مشهورين بين الرسل " [19] ويبدو أن الرسول بولس يضم اليه " أبلوس " ضمن الرسل اللذين " صاروا منظر للعالم للملائكة والناس " [20]. ويوصى في رسالته الثانية إلى الكنيسة في كورنثوس، بأخوين – لم يذكر اسميهما – يقول عنهما إنهما " رسولا الكنائس ومجد المسيح " [21]. وقد وجد من الضروى أن يكشف بعض الأشخاص باعتبار أنهم: " رسل كذبة فعلة ماكرون مغيرون شكلهم إلى شبه رسل المسيح " [22]، وفى هذا دليل على أنه في الكنيسة الأولى، لم تكن فكرة الرسولية قاصرة على الاثنى عشر أو الثلاثة عشر، " اذ لو كان عدد الرسل محدداً، لبطلت من ذاتها دعوى أولئك المتطفلين "[23]
الاثنا عشر رسولاً الملقبون التلاميذ هم مَنْ إختارهم يسوع المسيح من ضمن تلاميذه لنشر رسالته.
أسماء الرسل حسب ذكرهم في الأناجيل القانونية الأربعة:
بحسب التقليد الكنسي فأن جميع الرسل الاثني عشر استشهدوا في سبيل إيمانهم بالمسيح وهناك روايات تتحدث عن أن يوحنا بن زبدي كان الرسول الوحيد الذي مات موتا طبيعيا بعد الشيخوخة .
قد ذكر أسماء التلاميذ المختلفة في الإنجيل في كثير من الآيات لكن الآيات التى جمعت أسمائهم هى:
كان " الرسل " عطية الله للكنيسة، فكانت خدمتهم أهم الخدمات (1كو 12: 28، أف 4: 11) ولذلك نقرأ أن الكنيسة بنيت على أساس الرسل والأنبياء (أف 2: 20) وقد منح الله لهم السلطان (مرقس 6: 7) والقوة (اع 1: 8)، لا للمنادة بالانجيل فحسب، بل ولبنيان الكنيسة أيضا [45] فبجانب الكرازة كان عليهم أن يعملوا (اع 2: 42) وأن يقوموا ببعض الشؤون الادارية [46] كما ظهر سلطانهم في اجراء التاديب في الكنيسة (اع 15: 36، 1 كو 4: 15 و16). والمشكلات الهامة في الكنيسة بت فيها " الرسل والمشايخ " (أع 15: 6). ويقول الرسول بولس إنه " اذ علم بالنعمة المعطاة لى يعقوب وصفا ويوحنا المعتبرون أنهم اعمدة، أعطونى وبرنابا يمين الشركة لنكون نحن للأمم وأما هم فللختان (غل 2: 9) ولكن لم يكن هذا مانعاً من أن يكرز الرسول لليهود (أع 13: 4.. الخ)، كما لم لم يمنع بطرس من أن يكرز للأمم (أع 10) وقد خرج الرسل بعد ذلك إلى مختلف الأقطار حاملين الانجيل إلى أماكن جديدة (رو 15: 14 – 24).[47]
عندما اختار يسوع الاثنى عشر كان ذلك ليكونوا معه، وليرسلهم ليكرزوا " (مرقس 3: 14). وكان هذا من أهم ما قاموا به كما نرى في سفر أعمال الرسل. وشروط الانضمام للاثنى عشر مذكورة في سفر أعمال الرسل (1: 21 و22) اذ كان يجب أن يكون ممن كانوا مع يسوع منذ معمودية يوحنا إلى صعود المسيح، فقد وقعت في تلك الفترة كل الأحداث المتعلقة بعمل الفداء وقد بدأ البشيرين الأربعة اناجيلهم بمعمودية يوحنا (مت 3: 1، مرقس 1: 2، لو 3: 1، يوحنا 1: 6)، مع مقدمة تاريخية في إنجيل متى ولوقا ومقدمة لاهوتية موجزة في إنجيل يوحنا. كما كانت معمودية يوحنا نقطة البداية في الكرازة بالانجيل [48] كما تختم الأناجيل بصعود المسيح [49] وقد امتدت الكرازة لتشمل حلول الروح القدس [50] الذى المحت الاناجيل إلى عملة في الكنيسة. وقد كان هناك تأكيد خاص على أنهم شهود للقيامة (أع 2: 32، 3: 15، 13: 31). ولم يكن لبولس أن يعد من الاثنى عشر لأنه لا يستوقى كل الشروط المذكورة، لكنه كان شاهداً للقيامة [51]. والكيفية التى يصف بها ظهور المسيح له، تدل على أنه اختبر اختباراً موضوعياً فريداً شبيها بما اختبره التلاميذ قبل الصعود، كما ان يعقوب قد رأى المسيح المقام (1 كو 15: 7) كما رآه أكثر من خمسمائة أخ (1 كو 15: 6) وكان لابد للذين لم يكونوا من التلاميذ في أثناء خدمة يسوع على الأرض، أن يستندوا إلى أقوال الرسل عن أحداث تلك الفترة. ولم يكن الرسل مجرد شهود لتلك الحقائق، بل كانوا مقريها أيضاً. وكرازة الرسل ورفقائهم وكتاباتهم هى التى تزودنا بمعرفة عن حقائق يسوع المسيح و ما تسميه المسيحية "فدائه الكامل". [52]
قد ورد ذكر الحواريون في بالقرآن الكريم: