|
---|
التاريخ القديم
المرحلة الحديثة
بين مرحلتين
|
يقسم تاريخ الإمارات إلى ست مراحل رئيسية عبر العصور المتلاحقة، ولا ينفصل تاريخها عن تاريخ المنطقة حولها في مراحل عديدة منه. وكان تاريخها مليئا بالأحداث والتطورات، تراوحت ما بين الحرب والسلام. ففي السلم كان لأساطيل سكان المنطقة وخبرتهم البحرية دور كبير في إنعاش التجارة بين الدول المطلة على المحيط الهندي من آسيا وأفريقيا وبين أوربا عبر طرق التجارة المعهودة. ولكن يبدو أن هذا كان أيضا من مسببات الحروب في المنطقة. [1]
فهرس
|
لأرض الإمارات العربية المتحدة تاريخ قديم [2]. وهي غنية بالآثار والدلائل التي تدل على الأهمية الاستراتيجية للحضارات المختلفة وتأثيرها على منطقة غرب آسيا. ويوجد في الإمارات أكثر من 330 مبنى وموقع أثري وتراثي، يعود البعض منها إلى العصر الحجري، وتتكون أكثرها من مستوطنات ومدافن خاصة في المنطقة الساحلية[3].
لقد عثر على آثار في عدة مناطق في أبوظبي كما تم العثور في منطقة محمية من جزيرة مروح الغربية على آثار لحضارة تعود إلى حوالي 7,000 سنة ق.م.، أي قبل القيام الحضارة الفرعونية في مصر بألفي عام على حد تعبير "جريدة الشرق الأوسط" [4]. كما وجدت آثار بجزيرة دلما تعود إلى هذا العصر يقال بأنها كانت أقدم مستوطنة دائمة في المنطقة.[5]
ظهرت في العصر البرونزي عدة حضارات بالمنطقة التي تعرف اليوم بالإمارات وتحديدا خلال الفترة بين 3200 ق.م و 1300 ق.م. القليل يعرف عن هذه الحضارات، ولكن من الممكن تقسيم العصر البرونزي في المنطقة إلى ثلاث فترات[6].
الأولى هي فترة حفيت و تقع بين 3200 ق.م و 2700 ق.م، وقد تم العثور على أدوات حجرية متعددة ورؤوس سيوف حادة ورقائق وصفائح معدنية وأنصال ومدي إضافة إلى مدافن جماعية على شكل مقابر فوق الأرض مشيدة من حجارة غير مصقولة في جبل حفيت وجبل أملح وكلها تعود إلى هذه الفترة [6].
الفترة الثانية من العصر البرونزي، هي فترة أم النار وتقع ما بين 2700 ق.م و 2000 ق.م. وقد تم اكتشاف آثار في جزيرة أم النار تشير إلى حضارة عريقة كانت مزدهرة على هذه الأرض تعرف بحضارة أم النار. وكانت على ما يبدو على اتصال مع الحضارات والبلاد المجاورة، ومن بينها بلاد ما بين النهرين (العراق حاليا) حيث اكتشفت أواني فخارية ملونة كانت قد استوردت من تلك البلاد إلى المنطقة وهي تعود إلى ذلك الزمان[7] وأيضا وادي السند[6]. كما تم اكتشاف نماذج من قلاع في موقع هيلي والبدية وتل أبرق وكلبا وأم القيوين تعود إلى الفترة 2500 ق.م.الى 2000 ق.م أي للفترة نفسها[8].
أما الفترة الثالثة والأخيرة من العصر البرونزي فهي فترة وادي سوق و التي امتدت من 2000 ق.م و 1300 ق.م. ويقال بأن الحضارة التي ازدهرت في هذه الحقبة انبثقت من حضارة أم النار و تمت تسميتها بهذا الاسم نسبة لوادي سوق الواقع في سلطنة عمان ما بين صحار و مدينة العين. وتم العثور على مدفن بالقطارة في مدينة العين تعود إلى هذه الفترة الزمنية. أما منطقة شمل برأس الخيمة فقد تبين بأنها مركز مهم بهذه الحقبة الزمنية، إذ تم العثور على مقبرة وبقايا مستوطنة تعود لهذه الفترة. وقد كان وادي سوق يعتبر في الستينات والسبعينات حقبة مظلمة في تاريخ المنطقة، غير أن البحاث والتنقيبات أثبتت بأنها لم تكن كذلك[6].
وجدت آثار من العصر الحديدي هي عبارة عن مسامير وسيوف طويلة ورؤوس سهام تعود إلى الفترة 300 قبل الميلاد كما اكتشفت قلعة مربعة الشكل تعود إلى عام 200 ق. م. تحيط بها أربعة أبراج وحائط خارجي طوله 55 قدما. كما وجد داخلها قالب حجري لسك العملة المعدنية [8].
الفينيقيون : وتدل الآثار في هذه الفترات من التاريخ على أن الحضارة الفينيقية كانت إحدى الحضارات الرئيسية التي ظهرت لفترة في هذه المنطقة . ويبدو أن الفينيقيين كان لهم وجود على ساحل عمان وأجزاء من الخليج العربي ومنهم من كان في الفجيرة وخور فكان وصور العمانية. كما كانوا في البحرين وجزيرة تاروت السعودية حيث قيل أنها سميت هكذا تبعا لإلهة الفنيقيين عشتاروت بمعنى (عش تاروت ) أو بيت تاروت.[9] [10] [11] [12].
نشأت في بلاد فارس ونمت عدة إمبراطوريات ابتداء من الامبراطورية الأخمينية التي انتهت على يد الاسكندر[13] بالقضاء على إمبراطورها داريوش الثالث ووفاة الاسكندر قبل تنفيذ أطماعه في التوجه نحو الجزيرة العربية [14]. والتي دلت عليها رحلة نيخاروس لاستكشاف الخليج العربي وسواحله. وقد وردت في مؤلفات مؤرخي الاسكندر إشارات حول سائل أسود لزج يشعل المصابيح بنور قرمزي دلالة على وجود البترول في هذه المنطقة[15]. وتلت مرحلة الاسكندر مرحلة الإمبراطورية الساسانية التي نشأت في عهد أرتبانوس الرابع، وانتهت عندما حاول ملك الدولة الساسانية الأخير يزدجرد الثالث (632 -651) مكافحة الخلافة الإسلامية[16].
لكن قبل ذلك، أرسل الامبراطور الروماني تراجان قواته للقتال مع الفرس إذ بدأ صراع عنيف وطويل بين الفرس والروم استمر قرابة ثلاثة قرون إلى أن انتهت في عصر هرقل ملك الروم وكسرى فارس على يد الفاتحين المسلمين لنشر الدعوة الإسلامية.
لا بد من ذكر هذا التاريخ هنا، إذ أن الفرس كانت لهم القوة وقد سيطروا على الطرق البحرية والكثير من المنافذ البحرية إلا أنهم لم يبرعوا في الإبحار والتجارة البحرية، فنشأت علاقة تعاونية بين سكان المنطقة وهذه الامبراطوريات، ابتدأت منذ الإمبراطورية الأخمينية واستمرت عبر الإمبراطورية الساسانية والتي ضعفت في نهايتها بسبب حربها الطويلة مع الروم فتراجعت سيطرتها على الساحل الغربي للخليج حتى انتشر الإسلام فيه. [17]
بظهور الإسلام بدأت مرحلة جديدة في تاريخ المنطقة وتحديدا بعد فتح مكة ومع بداية الفتوحات الإسلامية في القرن السابع الميلادي، تمت دعوة البلاد المجاورة إلى الدخول في الإسلام. وكانت منطقة الخليج العربي من أوائل المناطق التي أرسل لها دعاة ليدخلوهم في الدين الجديد حيث كُلف عمرو بن العاص بالذهاب إلى عُمان وصُحار، وكلف أبو العلاء الحضرميّ بالذهاب إلى البحرين. وقد أسلم أهل الخليج ولبوا الدعوة.
إلا أنه وبعد وفاة النبي ارتد بعضهم عن الإسلام في منطقة عُمان وما جاورها. وفشل ملك عُمان في إخماد الفتنة فاضطر إلى الاستعانة بالخليفة أبي بكر الصديق؛ فأرسل له ثلاثة جيوش كبيرة كان أولها بقيادة عكرمة بن أبي جهل، والثاني بقيادة حذيفة بن محصن الأزدي، والثالث بقيادة عرفجة. وقد وصلت هذه الجيوش إلى مدينة دبا في الإمارات العربية المتحدة، وكان لقيط بن مالك قائد المرتدين قد لجأ إليها فلحقوا به هناك ودارت الحرب فيها وانتصرت الجيوش الإسلامية وقُتل لقيط وعادت المنطقة إلى الإسلام، كما عادت اليمن والبحرين عن ردتهما. [18]
عاشت منطقة الخليج في ظل الإسلام فترة من الاستقرار وأصبحت في عهد الدولة الأموية مركزاً عالميا للملاحة والتجارة البحرية كما ازدهرت فيها صناعة السفن. وفي نفس الإطار تم العثور على موقع أثري في حي الجميرة [19] بمدينة دبي يمثل بقايا مدينة إسلامية من العصر الأموي كانت تتحكم بطرق التجارة آنذاك [20]. [21] ومن أهم مرافق هذه المدينة الأثرية المطلة على الخليج العربي بيت للحاكم وسوق تجارية صغيرة ومرافق سكنية. من المدن الإسلامية المعروفة في ذلك العصر مدينة جلفار الواقعة على شاطئ الخليج شمال مدينة رأس الخيمة الحالية والتي تم العثور فيها على بيوت سكنية وأربعة مساجد بنيت فوق بعضها البعض عبر الزمن. وتعود إلى القرن الرابع الهجري/10م.
في هذه المرحلة من التاريخ نشطت التجارة البحرية بين تجار عمان وحضرموت واليمن وساحل عمان وهي الأرض التي تقع عليها الإمارات العربية المتحدة اليوم، مع منطقة جنوب شرق آسيا وسواحل أفريقيا الغربية. استطاع هؤلاء التجار بحسن معاملتهم أن يوطدوا علاقاتهم مع سكان هذه البلاد وأن ينشروا الإسلام في كثير منها[22]. وقد ساهم هذا النشاط التجاري في تنشيط طرق التجارة الدولية التقليدية التي تمر عبر شبه الجزيرة العربية والعراق وبلاد الشام ومصر. واستمر هذا خلال عهدي الدولة الأموية والعباسية، ولكن لم ينجح النفوذ العثماني بعد ذلك في الوصول إلى هذه المنطقة إلا بحرا دون أن يستطيع فرض أي سيطرة سياسية على أرضها. وأصبح هذا النشاط التجاري مطمعا أوربيا خصوصا بعد انهيار الدولة الإسلامية في الأندلس وانطلاق الرحلات الاستكشافية لطرق جديدة للوصول إلى الهند دون المرور عبر الدول الإسلامية. ومن بين جميع المتنافسين كان البرتغاليون أول من نجح في الوصول إلى هذه المنطقة [23].
كان أول من وصل إلى الهند من أوربا الرحالة فاسكو دي غاما بعد نجاح بارثولوميو دياز بالالتفاف حول رأس الرجاء الصالح عام 1488. ومنها بدأ البرتغاليون الدخول إلى منطقة المحيط الهندي وبحر العرب وخليج عمان والخليج العربي وسيطروا على جميع الموانئ الواقعة على سواحلها بالكامل لأكثر من قرنين. [24]
كان لقدوم البرتغاليين تأثير مزدوج الأثر؛ فمن ناحية فتحوا المجال أمام اتصال المنطقة بأوربا ولكنهم فعلوا ذلك بعد حروب كان لها أثر مدمر على المنطقة. وعلى سبيل المثال فإن مدينتي جلفار وخور فكان على الساحل الشرقي لللإمارات، أصبحتا في أوائل القرن الثامن عشر مدينتين مهجورتين. وقد فقدت جلفار مكانتها، بعد أن كانت ميناء بحريا هاما وأخذت التقاليد التجارية العربية بالانقراض في المنطقة تدريجيا [25] [26].
وقد سجل التاريخ لقائد البرتغاليين الأول دي غاما ومن بعده ألفونسو دي ألبوكيرك استيلاءهم على مسقط وجزيرة هرمز وتدمير مدينة خور فكان وإحراقها في حملته الأولى عام 1506 وقد مثل بأهلها لبث الرعب وتحقيق السيطرة الكاملة على المنطقة. وبدأ ألفونسو في القرن الخامس عشر إقامة العديد من القلاع على السواحل، إذ كان ضمن استراتيجيته للسيطرة على مداخل المحيط الهندي بناء القلاع والحصون المشرفة على البحر، فقد بنى في مسقط على أنقاض قلاع قديمة قلعتي الجلالي والميراني وكذلك في جزيرة هرمز المطلة على مضيق هرمز وكذلك بنى قلاعا في البحرين وفيلكا وجلفار. [27]
وبقى البرتغاليون في المنطقة قرابة القرنين كاملين تمكنوا خلالهما وباسأليبهم الاستعمارية من تدمير كل أثر للتجارة العربية فيه. [28]
توحد عرب المنطقة بقيادة الإمام ناصر بن مرشد مؤسس دولة اليعاربة (1624-1741) التي شملت أراضي عُمان والإمارات العربية المتحدة وأجزاء كبيرة من شرق أفريقيا وكانت عاصمتها رستاق. وشن اليعاربة حربا ضد البرتغاليين ليس في عمان فحسب وإنما أيضا في مناطق في الخليج العربي والسواحل الأفريقية. وتمكنوا من مواجهتهم بقوة وأخرجوهم من جميع أراضيهم وهو ما أضعف شوكتهم في جميع أرجاء المحيط الهندي. وساهم هذا في إخلاء الطريق للبريطانيين والهولنديين الذين تمكنوا من القضاء على الوجود البرتغالي والانفراد في السيطرة على المنطقة في معركة بحرية حاسمة عام 1625 بالقرب من بندر عباس، لتبدأ مرحلة جديدة استمرت حتى قيام الاتحاد[29].
لقد تسبب تحرير عمان من السيطرة البرتغالية وانحلال دولة اليعاربة في حدوث تنقلات جديدة بين القبائل لا في عمان وحدها بل في شرقي شبه الجزيرة العربية كلها إذ ساد الأمان ساحل الخليج العربي بعد فترة طويلة من الصراع في العهد البرتغالي، وخلال فترة تقارب من 70 عاما ما بين انتهاء الاستعمار البرتغالي وقدوم الاستعمار البريطاني. بدأت القبائل هجرتها إلى الساحل، وقد برزت على سواحل الخليج في المنطقة التي تعرف الآن بالإمارات العربية المتحدة قوتان سياسيتان جديدتان مستقلتان، هما:
في تلك الفترة لم تكن أعداد سكان المنطقة يتعدى 72,000 نسمة، وكانت تعرف المنطقة وحتى الخمسينات من القرن الماضي باسم إمارات ساحل عمان. أما الإنجليز فكانوا يسمونها بساحل القراصنة حتى أبرمت اتفاقية الهدنة عام 1853.
كان الناس يقطنون في قرى صغيرة متناثرة على ساحل رأس الخيمة والشارقة ودبي وأبوظبي، وبنوا حصونا لحماية أنفسهم في مناطق التجمع السكاني الرئيسية. وكان اقتصادهم يعتمد على صيد السمك واللؤلوء. وكان معظمهم بحارين يعتمدون على البحر في معيشتهم. ولكن اكتشاف اللؤلؤ الصناعي والحرب العالمية الأولى أثرا سلبا على اقتصاد المنطقة . وإلى جانب ذلك، كانت هناك بعض الأنشطة الزراعية في الواحات الداخلية وتعتبر التمور أهم إنتاج فلاحي. إلا أن صعوبة العيش في تلك الفترة وقلة الوسائل جعلت إنتاج البر والبحر غير كاف لهذه المجموعة القليلة من السكان، فكان عليهم استيراد الكثير من حاجياتهم من البصرة في العراق والبحرين وهو ما أعاد النشاط للتجارة البحرية إلى حد ما. أما البادية فكان غذاء أهلها الأساسي من التمور وحليب النوق، ولم يفدهم غذاء البحر لأن شدة الحرارة تفسد السمك حتى قبل وصوله إليهم. والصناعات الأساسية كانت صناعة وصيانة السفن التي برعوا فيها[37] مستفيدين من تقنيات البرتغاليين في تطوير صناعة سفنهم، وتمكن القواسم من صناعة أسطول بحري قوي ساعدهم في السيطرة البحرية على المنطقة.
بعد خروج البرتغاليين، نجحت بريطانيا -رغم منافسة كل من فرنسا وهولندا لها- من السيطرة على المنطقة خلال القرنين الثامن عشر والتاسع العشر وأنشأت شركة الهند الشرقية ككيان إطاره تجاري وأهدافه اقتصادية سياسية. وقد سيطر على الهند وجميع الدول في ذلك الجزء من العالم بما فيها منطقة الخليج العربي واعتبرت جميع الأراضي التابعة له جزءا من الإمبراطورية البريطانية العظمى.
بينما أخذت قوة القواسم البحرية تبرز بأسطول بحري يضم أكثر من 60 سفينة ضخمة وتحت نفوذهم حوالي عشرين ألف بحار وبدأت تشكل تحدياً خطيراً للبريطانيين.
وقد كانت المواجهة بين الجانبين حتمية ؛ فالقواسم يعتبرون الإنجليز دخلاء ومنافسين لسيطرتهم البحرية ومناطق نفوذهم ولا سيما وأن تحالفا عمانيا بريطانيا نشأ في مواجهة القواسم [38] كما أن للبريطانيين أطماع في السيطرة على طرق التجارة البحرية والحفاظ على مصالحهم في الهند وجنوب شرق آسيا. وخلال العقدين الأولين من القرن التاسع عشر جرت سلسلة من المعارك البحرية أسفرت في نهاية الأمر وبعد ثلاث حملات شنتها بريطانيا على المنطقة وخصوصا ضد القواسم في رأس الخيمة وجميع مناطق نفوذهم. فشلت الحملتين الأوليين منها ونجحت الثالثة بتدمير أسطول القواسم بصورة شبه كاملة. لقد كان القواسم يدافعون عن مناطق نفوذهم التجاري ولكن بريطانيا اعتبرت ما يقومون به أعمال قرصنة بحرية. [39]
بعيد منتصف القرن الثامن عشر بدأت تتكون الإمارات المختلفة في أرض الإمارات تدريجيا وأخذت بالتطور التدريجي، ولعدم وجود ترسيم واضح للحدود بينها وقعت بعض النزاعات على مناطق النفوذ التي انتهت بالصلح بين مختلف شيوخ الإمارات تحت الحماية البريطانية.
ففي عام [[1853] تم توقيع المرحلة الأولى من اتفاقية شاملة مع البريطانيين لإعادة السلام البحري والتخلص من النزاعات القبلية مقابل اتفاق بعدم التدخل في الشؤون الداخلية لمختلف الإمارات. وقد تمت مراجعة شروط هذه الهدنة على مدى الثلاثين سنة التالية ، الأمر الذي أدى إلى توافق نسبي بين زعماء القبائل الذين كانوا يتطلعون إلى إقامة الإمارات المتصالحة. وفي سنة 1892، تم تعديل الهدنة الأبدية وأصبحت الإمارات المتصالحة خاضعة لحماية الحكومة البريطانية التي أصبحت هي الأخرى مسؤولة عن الشؤون الخارجية والدفاع ولكن مع احترام سيادة مشايخ الإمارات المتصالحة أو إمارات الساحل المتصالح [40] هذا وقد استمر الوجود البريطاني في الإمارات قرابة المئة والخمسين عاما لينتهي عام 1971، ضمن حدود إماراتهم الجغرافية.
في هذه الفترة، تشكلت أحلاف قبلية في المنطقة، برزت إثرها نواة للإمارات المختلفة ولكن ليس دون تحالفات ونزاعات بينها على مناطق النفوذ. وفي القرن التاسع عشر، تشكل حلفان من القبائل التي تسكن الإمارات وهما:
ساعد حل الخلافات إلى حد ما على بداية تشكيل الإمارات المختلفة رغم أنها تأسست سابقا أثناء النزاعات والتحالفات ولكن معالم الحدود بدأت تتضح بصورة أكبر وهكذا تشكلت الإمارات على النحو التالي:
الإمارة | أبو ظبي | دبي | الشارقة | رأس الخيمة | أم القيوين | الفجيرة | عجمان |
---|---|---|---|---|---|---|---|
التاريخ | 1761 م | 1833 م | 1868 م | 1727 م | 1775 م | 1876 م | 17xx م |
الأسرة الحاكمة | آل نهيان | آل مكتوم | القاسمي | القاسمي | المعلا | الشرقي | النعيمي (آل بوخريبان) |
المؤسس | ذياب بن عيسى بن نهيان | مكتوم بن بطي | سالم بن سلطان | رحمن بن مطر | ماجد بن علي | حمد بن عبد الله | راشد بن حميد |
ملاحظات | انفصل عن أبوظبي عام 1833 | انفصل عن رأس الخيمة عام 1921 | استقلت عن رأس الخيمة عام 1816 | استقلت عن رأس الخيمة عام 1816 |
كان لكل إمارة علم يميزها. في البدء كانت هذه الأعلام جميعا حمراء مصمتة لتمييز سفنها بالبحر، حسب المعاهدة المبرمة مع الحكومة البريطانية. ولكن أرادت كل إمارة المزيد من التمييز لسفنها. فقامت كل إمارة بإضافة اللون الأبيض بصورة تختلف عن شكل أعلام الإمارات الأخرى لتتمكن من تمييز سفنها عن سفن غيرها. ومن ثم أصبحت هذه الأعلام رسمية لكل إمارة مع شعارها الخاص. وليس للاستخدام البحري فقط. [43] وبالرغم من أن قطر والبحرين لم يدخلا في اتحاد مع باقي الإمارات فإنهما وقعتا في تلك الحقبة على اتفاقية الإمارات المتصالحة وكان لكل منهما علمهما الخاص، واستمر استعمال ذينك العلمين بعد حصولهما على الاستقلال.
الإمارة | أبوظبي | دبي | الشارقة | رأس الخيمة | أم القيوين | الفجيرة | عجمان | البحرين | قطر |
---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|
العلم |
حتى منتصف الخمسينات من القرن العشرين لم يول البريطانيون أي اهتمام حقيقي بالنسبة للتنمية الاقتصادية للبلاد بالرغم من إنشائهم لمكتب تطوير. في حين كان الحكام أنفسهم يعملون على إرساء بدايات البنية الأساسية الحديثة. ولتحقيق تنسيق أفضل وتعاون أكثر فاعلية فيما بينهم أسسوا عام 1967 مجلس حكام الإمارات المتصالحة ومركزه دبي وأتبعوا له مكتب التطوير. ترأس المجلس الشيخ صقر بن محمد القاسمي حاكم رأس الخيمة لدورتين، وترأسه الشيخ خالد بن محمد القاسمي حاكم الشارقة لدورة واحدة. وقد عين عدي البيطار [44] أمينا عاما للمجلس ومستشارا قانونيا له بالإضافة إلى عمله في حكومة دبي كمستشار قانوني للحاكم.
في عام 1968، أعلنت بريطانيا عن رغبتها في الانسحاب من جميع محمياتها ومستعمراتها شرق المتوسط في نهاية عام 1971. وهو ما كان يمكن أن يسبب خللا سياسيا واستراتيجيا في المنطقة لو لم يستعد أبناؤها لاستلام زمام الأمور وبالصورة الصحيحة، وبدأت تتبلور فكرة الاتحاد في اجتماع عقد بين الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم في قرية السميح الحدودية في 18 فبراير 1968 [45] واتفقا على أن أفضل السبل أن يقوم اتحاد بينهما وأن يدعوا الإمارات الخليجية إلى هذا الاتحاد ، وهو ما تم بالفعل ، وقد وجهت الدعوة بالإضافة إلى الإمارات السبع إلى كل من إمارتي قطر والبحرين. وتمت الدعوة لاجتماع في دبي لبحث مسألة إنشاء اتحاد بينهم. وانعقد الاجتماع ووافق الجميع على أن تشكل لجنة لدراسة الدستور المقترح.
لكن ما لبثت أن فشلت هذه المحاولة، وأعلنت كل من قطر والبحرين عن استقلالهما معلنتين عن سيادة كل منهما على أراضيها . وبالفعل نالت كل دولة منهما الاعترافات العربية والدولية. لكن مشكلة الإمارات مازالت قائمة. وقد حاول قطبا الاتحاد الشيخ زايد والشيخ راشد مرة أخرى ضم الإمارات السبع إلى بعضها. غير أن تلك المحاولة كان مصيرها الفشل أيضا. فحاولا من جديد، إذ اجتمع الشيخ زايد والشيخ راشد وقررا أن يشكلا اتحادا بينهما وكلفا عدي البيطار المستشار القانوني لحكومة دبي بكتابة الدستور. وعند إتمامه تتم دعوة حكام الإمارات الباقية للاجتماع، وفي هذا الاجتماع يقررون الانضمام إليه إذا شاؤوا. أما هما فقد اتخذا قرارا بالاتحاد بين دبي وأبوظبي ولم يبق إلا التنفيذ[46].
أقر دستور الإمارات الاتحادي بشكل المبدئي مساء يوم 1 ديسمبر عام 1971. وفي صباح اليوم التالي بتاريخ 2 ديسمبر 1971 اجتمع حكام سبع إمارات في قصر الضيافة في دبي . ووافق أربعة من حكام الإمارات مشاركة إمارتي أبوظبي ودبي في هذا الاتحاد في حين لم يوافق حاكم رأس الخيمة في حينها. ووقع حكام أبوظبي ودبي والشارقة والفجيرة وأم القيوين وعجمان على الدستور مانحين الشرعية لقيام الاتحاد بينهم والاستقلال عن بريطانيا. [47]
خرج أحمد خليفة السويدي - مستشار الشيخ زايد ، وقد عين وزيرا للخارجية في أول تشكيل وزاري للدولة - ليعلن أمام رجال الإعلام عن قيام الاتحاد. ورفع علم الدولة في قصر الضيافة بدبي الذي يعرف اليوم باسم "بيت الاتحاد" [48] [49].
عندما طلبت الإمارات العربية المتحدة من المملكة العربية السعودية تأييدها عند نشوء اتحادها برزت المشكلة الحدودية القديمة والتي تعود جذورها إلى بدايات القرن التاسع عشر. إذ أنه وبعد انتهاء دولة اليعاربة تشكلت تحالفات جديدة في المنطقة بين القواسم وإمارة الدرعية (الوهابيين) ضد سلطان عمان الذي تحالف معه البريطانيون وقد استطاع القواسم بهذا الدعم من الدرعية من السيطرة على الساحل والجبال معا. بينما سيطر بنو ياس على كامل المنطقة البرية من السلع إلى خور العديد ووصل نفوذهم إلى الواحات الداخلية. واستمر هذا حتى انفصل مكتوم بن بطي آل مكتوم شيخ آل بوفلاسة عام 1833 عن بني ياس واستقل بدبي [50] . بينما بقي الشيخ زايد آل نهيان شيخ آل بوفلاح في أبو ظبي. وكانت القبائل حليفة بني ياس ومنها بنو كعب وعشائر وقبائل أخرى في منطقة محضة بالقرب من البريمي. وكان عدد من هذه القبائل يدفع الزكاة لأمير الأحساء على اعتبار ولائهم للمملكة العربية السعودية.
لم يحدد التقسيم القبلي مناطق النفوذ والحدود بصورة واضحة وجلية، وبرز هذا بقوة عند ظهور النفط. وكان الملك عبد العزيز بن سعود قد منح شركة ستاندرد النفطية الأمريكية امتياز البحث عن النفط في جميع أراضي المملكة. ثم أرسل السعوديون سنة 1952 أميراً من قبلهم إلى واحة البريمي التي تضم مدينة العين الحالية. وقد أصر البريطانيون على إثر ذلك على أن هذه الأرض لا تتبع المملكة العربية السعودية وإنما تتبع مسقط وأبو ظبي بناء على الاتفاقات العثمانية البريطانية فيما يسمى بالخطوط الزرقاء. وعرضت القضية على القضاء الدولي الذي فشل في حلها. ولم ترض السعودية بذلك وتصاعد الخلاف حتى وصل في الخمسينات من القرن العشرين إلى صدام مسلح تطور إلى ما عرف بحرب البريمي. حيث قاد الحركة عبيد بن جمعة شيخ بني كعب في محضة وتبعته عدة قبائل. إلا أن حداثة أسلحة الإنجليز مكنتهم من السيطرة على المنطقة وذلك في أكتوبر سنة 1955 م. وقسم البريطانيون واحة البريمي بين عمان وأبو ظبي، وعين ابن نهيان أخاه أميراً عليها. واضطر صقر بن سلطان شيخ النعيم إلى اللجوء إلى الدمام في السعودية،[51] كما اضطر الشيخ عبيد إلى الانسحاب جوا إلى الشارقة ثم بحرا من دبي إلى الخبر.
تم حل هذه المشكلة الحدودية فيما بعد بالاتفاق على تبعية البريمي لعمان، والعين لأبو ظبي وتم منح السعودية الأراضي المتاخمة للحدود القطرية من أراضي الإمارات وعلى ساحل يطل على الخليج العربي طوله يقارب 150 كم. [52]
ترأس الدولة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان حاكم إمارة أبوظبي، والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم حاكم إمارة دبي نائبا لرئيس الدولة وشكل المجلس الأعلى للاتحاد من الرئيس ونائبه وباقي حكام الإمارات الموقعة على الدستور. وشكل مجلس وزراء الإمارات برئاسة الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم. وبدأت الدول بالاعتراف بها. ولكن كان لا بد من بعض الإجراءات التي تتخذها الدولة لتثبيت وجودها دوليا. وفي هذا الإطار، انضمت الإمارات إلى جامعة الدول العربية في 6 ديسمبر 1971، ثم انضمت إلى الأمم المتحدة في 9 ديسمبر 1971 لتصبح العضو رقم 132. كما قامت بإنشاء المجلس الاستشاري الاتحادي في يوليو 1971 ليعقد أولى جلساته في 13 ديسمبر 1972. ولكن في العام 1975 تمت إعادة إنشائه تحت مسمى المجلس الوطني الاتحادي.
أرسلت رأس الخيمة خطابا للمجلس الأعلى للاتحاد طالبة الالتحاق بالدولة في 23 ديسمبر 1971. فانضمت فعليا إلى الاتحاد في 10 فبراير 1972 وانضم حاكمها إلى المجلس الأعلى للاتحاد.
وبدأت الإمارات بإرسال واستقبال السفراء والبعثات الدبلوماسية مع باقي دول العالم تحقيقا للتمثيل الدبلوماسي وإنشاء العلاقات المباشرة مع الدول الأخرى.
وفي 24 يناير 1972 قام الشيخ صقر بن سلطان القاسمي، حاكم سابق لإمارة الشارقة، بمحاولة انقلابية، قُتل خلالها الشيخ خالد بن محمد القاسمي حاكم الشارقة، فأمر الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بالتصدي لهذه المحاولة. وقاد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وزير الدفاع آنذاك قوة حاصرت الانقلابيين في الشارقة واضطرتهم لتسليم أنفسهم وتقديمهم للمحاكمة. وعلى إثرها تم تعيين الدكتور الشيخ سلطان بن محمد القاسمي حاكما لإمارة الشارقة وأصبح بالتالي عضوا في المجلس الأعلى للاتحاد. [53]
بعد وفاة الشيخ محمد بن أحمد الشرقي استلم الحكم في إمارة الفجيرة الشيخ حمد بن محمد الشرقي في 18 سبتمبر 1974 وأصبح عضوا في المجلس الأعلى للاتحاد.
وفي نهايات العقد اكتملت مشروعات ضخمة في دبي، إذ أنجز ميناء جبل علي ومصنع الألومنيوم دوبال الذي بدأ باكورة إنتاجه في 31 أكتوبر 1979 بالاقتراض الدولي. وربما كان سيشكل هذا عبئا ضاغطا على الاقتصاد لأن توقعات الاقتصاديين تنبأت آنذاك بفشل هذا المشروع واعتبروه مغامرة . ولكن مجريات الأمور أثبتت غير ما توقعوه[54].
أشرنا أعلاه إلى أن البريطانيين قبل انسحابهم منحوا إيران ثلاث جزر تابعة في الأصل إلى الإمارات منها جزيرتا طنب الكبرى وطنب الصغرى التابعتان لإمارة رأس الخيمة وجزيرة أبو موسى التابعة لإمارة الشارقة. وقبيل الاتحاد بأيام قليلة استولت إيران على هذه الجزر. إلا أن الإمارات وبالرغم عن عدم تنازلها عن هذه الجزر فضلت التوجه لحل هذه الأزمة سلميا، حتى تبقي على علاقات حسن الجوار مع إيران. وقد لقيت الإمارات دعما متواصلا من جميع الدول العربية عدا تحفظ العراق في آخر اجتماع للبرلمانيين العرب.[55]
لم تكن هذه المرحلة من تاريخ الإمارات سهلة، فالأحداث حولها كانت متأججة فقد أعلن صدام حسين الحرب على إيران في سبتمبر 1980 بعد مطالبته لها بإعادة الجزر الثلاث لدولة الإمارات بالرغم من أن هذه الأخيرة اتخذت قرارا بعدم تصعيد وسائل المطالبة بالجزر إلى هذا المستوى، وأبقت خلال الحرب على توازن علاقاتها بحكمة بين جميع الأطراف فبدلا من تقديم مطاراتها لسلاح الجو العراقي حسبما طالب به الرئيس السابق للعراق صدام حسين لضرب جنوب إيران، اكتفت بتقديم المساعدات المالية بصورة منح وقروض، وحتى تجنب المنطقة تصعيدا آخر أبقت على مطالبتها خلال سنوات الحرب كلها بان تبقى منطقة الخليج بعيدا عن المنافسات بين الدول العظمى[58].
لقد اتفقت اتجاهات الشيخ زايد الوحدوية مع توجهات الشيخ جابر الأحمد الصباح أمير دولة الكويت، فاجتمع حكام الدول العربية المطلة على الخليج العربي بدعوة من الشيخ زايد في أبوظبي حيت تأسس مجلس التعاون في 25 مايو 1981م في إمارة أبوظبي بالإمارات العربية المتحدة[59].
رغم انتهاء الحرب العراقية الإيرانية عام 1988 فإن استمرار الحرب الأهلية في لبنان فضلا عن القضية الفلسطينية، شكل عبئا على المنطقة ومن ضمنها دولة الإمارات . وبالرغم من كل هذه الظروف فإن دبي استمرت بتطوير خدماتها حول ميناء جبل علي، فأنشأت حوله منطقة حرة عام 1985 [60] سريعا ما لقيت نجاحا في المنطقة وأنشأت فيها المصانع، وساهم الميناء في توصيل البضائع والمواد الخام للشركات العاملة والصناعية في المنطقة الحرة في جبل علي.
في بداية هذا العقد توفي الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم يوم 7 أكتوبر عام 1990. فاستلم الحكم في إمارة دبي الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم، وأصبح نائبا لرئيس الدولة ورئيسا لمجلس الوزراء. وذلك بعد احتلال العراق لدولة الكويت ليشتعل فتيل الحرب ثانية في الخليج[61].
في 2 أغسطس 1990 احتلت القوات العراقية دولة الكويت. وكانت دولة الإمارات من بين الدول التي عارضت بشدة هذا الاحتلال. إذ كان رد فعل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان سريعا وصلبا. فقد قطع الرحلة التي كان يؤديها خارج البلاد، وعاد فورا ليتوقف في المملكة العربية السعودية ويجتمع مع الملك فهد بن عبد العزيز كما اجتمع في مصر مع الرئيس حسني مبارك مؤيدا الدعوة إلى قمة عربية فورية. وقد انعقد اجتماع القمة في 10 أغسطس 1990 في القاهرة وكان اجتماعا عاصفا. وقد وافقت 12 دولة من أصل 22 على إرسال قوات عربية إلى الكويت.
تخلت دولة الإمارات عن مطالبتها بعدم دخول القوى العظمى إلى المنطقة بل ودخلت في تحالف دولي تشكل من 28 دولة على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية. وفتحت مطاراتها وموانئها لقوات التحالف وشاركت بجيشها في المعركة. وهيأت سبل المواصلات من حافلات وطائرات لحمل من يرغب من الكويتيين اللجوء إلى الإمارات وقد استقبلت أكثر من 66,000 لاجئ كويتي بقوا فيها حتى تم تحرير بلادهم. وقد ساهم شعب الإمارات أيضا في هذه الأزمة إذ تطوع الآلاف من الشباب الإماراتي ذكورا وإناثا لتلقي التدريب العسكري. وقد كانت قوات الإمارات العربية المتحدة من أوائل القوات التي دخلت مدينة الكويت في عملية التحرير في 26 فبراير 1991. وقد زادت تكلفة هذه العمليات عما رصدت لها من موازنة للمشاركة في هذا الصراع إذ بلغت حوالي 3,3 مليار دولار. [62].
في هذه المرحلة استمرت الجهود التنموية في الإمارات تنمو تصاعديا وبثقة خصوصا بعد حربين مدمرتين أثرتا بصورة كبيرة على اقتصادها. وبدأت الدولة في انطلاقة جديدة، وفي هذا الإطار، استطاعت دبي أن تحقق نجاحا في ميناء جبل علي بإنشائها منطقة حرة حوله عام 1985. وكان قد جرب واشتهر أثناء حروب الخليج كميناء مجهز على مستوى دولي وبطاقات استيعابية كبيرة [63] [64] [65]. وتمكنت دبي من سداد ديونها، الأمر الذي ساهم كثيرا في إنعاش اقتصادها الوطني. كما أن الإمارات كانت الدولة الأولى ضمن دول مجلس التعاون الخليجي التي تخرج من الأزمة الاقتصادية الناتجة عن حرب الخليج. إلا أن هذه المرحلة كانت مرحلة انطلاق وتحضير ودراسات استعداداً لبداية الألفية الثالثة بعد الميلاد.
لقد شعرت دولة الإمارات كباقي دول المنطقة بالفراغ الإعلامي العربي خصوصا في حرب الخليج الثانية حيث كان مصدر الأخبار الوحيد يتمثل في قناة السي إن إن (CNN) الإخبارية، ولذلك اتجهت حثيثا نحو البث الفضائي، فبدأت جميع القنوات العاملة باستئجار قنوات فضائية على السواتل الفضائية التي كانت متاحة في ذلك الوقت، ولم يبق بثها في حدود المنطقة العربية وإنما شمل العالم.
ساهم البث الفضائي في عملية تسويق الدولة، وشجعت على نشوء فعاليات كثيرة بدأت جميعا خلال هذا العقد مثل مهرجان دبي للتسوق الذي تأسس عام 1996 معرض دبي للطيران الذي تأسس عام 1989 وكانت انطلاقته الفعلية عام 1991 ومعرض أيدكس الذي بدأ عام 1993 وكأس دبي العالمي الذي انطلق عام 1996 والكثير من االفعاليات الأخرى التي أدت إلى زيادة كبيرة في زوار الإمارات وبالتالي إلى النهضة العمرانية التي تشهدها الدولة الآن [66].
المرحلة الأولى | المرحلة الثانية | المرحلة الثالثة | المرحلة الرابعة |
---|---|---|---|
الهدنة البحرية في عام 1835 | الهدنة البحرية في عام 1843 | معاهدة السلم الدائم في عام 1853 | استقلال الإمارات العربية المتحدة عام 1971 |
تاريخ دول شبه الجزيرة العربية | ||
---|---|---|
الأسماء المعاصرة | تاريخ السعودية | تاريخ الكويت | تاريخ الإمارات | تاريخ قطر | تاريخ عمان | تاريخ البحرين | تاريخ اليمن |
إمارة أبو ظبي • // إمارة دبي • // إمارة الشارقة • // إمارة رأس الخيمة • // إمارة الفجيرة • // إمارة عجمان • // إمارة أم القيوين |
الإمارات العربية المتحدة • // المجلس الأعلى للاتحاد • // مجلس وزراء الإمارات • // المجلس الوطني الاتحادي • // خليفة بن زايد آل نهيان • // محمد بن راشد آل مكتوم • // تاريخ الإمارات العربية المتحدة • // اقتصاد الإمارات العربية المتحدة • // التعليم في الإمارات العربية المتحدة • // بني ياس • // آل نهيان • // آل مكتوم • // القواسم |