الوهابية أو كما يسميها أتباعها الموحدون دعوة سلفية إسلامية قامت في شبه الجزيرة العربية في أواخر القرن الثاني عشر الهجري، والثامن عشر ميلادياً على يد محمد بن عبد الوهاب (1703 - 1792) بهدف ما يعتبروه تنقية عقائد المسلمين والتخلص من العادات والممارسات التعبدية التي انتشرت في بلاد الإسلام وتراها الوهابية مخالفة لجوهر الإسلام التوحيدي مثل التوسل بالقبور، الأولياء، البدع بكافة أشكالها أو مايطلق عليه بشكل عام اسم بدعة. نبعت حركة الموحدين من أهل السنة والجماعة ويصفها أتباعها بأنها دعوة إلى الرجوع إلى الإسلام الصافي وهو طريقة السلف الصالح في إتباع القرآن والسنة، أي عمليا عدم الإعتماد الكلي على المذاهب الفقهية السنية الأربعة والإعتماد المباشر على النص "القرآن والسنة" مدللين على ذلك بأقوال للأئمة الأربعة.
أطلق على الموحدون من قبل بعض معارضيها "الوهابية" نسبة إلى مؤسسها محمد بن عبد الوهاب، والتسمية بحد ذاتها يرفضها السلفيون مفضلين عليه -حسب رأي روجر هاردي خبير شؤون الشرق الأوسط - اسم موحدين [1] أو سلفية لأنهم يتبعون الصحابة، أو اسم "أهل السنة والجماعة"، لأن ابن عبدالوهاب لم يبتدع مذهباً جديداً لكنه كان هو وابن تيمية والأئمة الأربعة على ماكان عليه الصحابة من اتباع كتاب القرآن وسنة رسول الإسلام، لكن مصطلح أهل السنة والجماعة كمصطلح تاريخي له أهميته تتمسك به معظم الفئات السنية بمن فيهم الصوفية وأصحاب المذاهب السنية، وتجده حتى في أدبيات الفرق الكلامية من أشاعرة وماتريدية مما يجعله مصطلحاً خلافياً، لكن مصطلح وهابية يبقى مستخدما بشكل كبير من قبل معارضيهم الذين يرفضون نسبتهم إلى "السلف" وبالتالي يجدون في نسبتهم لابن عبدالوهاب الطريقة الأفضل لتمييزهم. وسائل الإعلام والكثير من المؤلفين تستخدم المصطلح أيضا للتعبير عن المدرسة الإسلامية السلفية التوجه المنتشرة في شبه الجزيرة العربية والخليج العربي.
أول مابدأت هذه الحركة في العيينة وسرعان ماتمت تنظيمها وترتيب صفوفها. حققت الوهابية انتشارا واسعا بعد أن تبناها كمذهب لحركته التي سرعان ماسيطرت على معظم شبه الجزيرة العربية مما أدى إلى انتشار دعوتهم في كامل الجزيرة العربية.
محمد بن عبد الوهاب الذي خرج على السائد في زمنه من التبرك بالقبور والأشجار والتعلق بالتمائم والحروز، وكان قوام هذه الدعوه على إنكار مثل هذه الأعمال التي تفشت في بين الناس بدعوة أنها أعمال تنافي توحيد الربوبيه والألوهيه لله. تعاون محمد بن عبد الوهاب مع أمير نجدي اسمه محمد بن سعود (مؤسس الدولة السعودية حالياً) على شبه حلف ديني سياسي، وكل طرف يسعى لمصحلة الطرف الآخر، فبايع محمد بن عبدالوهاب الأمير محمد بن سعود على السمع والطاعه، وبايعه الأمير محمد على نشر دعوته إذا استتب الأمر له، وهذا ماحصل فعلاً. كانت مصادمات عسكريه عنيفة بين هذه الجماعه وقبائل المنطقه من حولها، ومن ثم معارك واسعه مع العثمانيين، حتى تم توحيد الجزيرة العربيه تقريباً تحت سيطرتهم.
اعتمدت أفكار ابن عبدالوهاب بشكل عام على إحياء فكر ابن تيمية وابن قيم الجوزية في نبذ العادات الملتبسة بالشرك المنتشرة في الأوساط المسلمه وتنقية العقيدة الإسلامية المبنية على التوحيد الكامل له، أما في مجال الفقه فقد سلكت كما سلك ابن تيمية مذهب الإمام أحمد بن حنبل في الفقه. ومن يخالف المدهب الوهابي كافر