الرئيسيةبحث

ألفونسو دي ألبوكيرك

أفونسو (ألفونسو) دي ألبوكيرك

الإسم الكامل أفونسو (ألفونسو) دي ألبوكيرك
الجنسية برتغالي
المهنة سياسي و بحار
تاريخ الميلاد 1462
مكان الميلاد أليخاندرا قرب لشبونة، البرتغال
تاريخ الوفاة 16 ديسمبر / كانون الأول 1515 م
مكان الوفاة غوا ، الهند

ألفونسو دي ألبوكيرك (البرتغالية:Afonso de Albuquerque) حيث يلفظها البرتغاليون أفونسو دي ألبوكيرك بحذف حرف اللام لفظا. هو قائد بحري وسياسي برتغالي (1462 - 1515). [1]

بالرغم من أصوله غير الأرستقراطية كان يعامل معاملة النبلاء. منح اللقب البرتغالي (فيدالغو) ومعناها النبيل. فقد كان جنرالا بحريا مكنته حنكته العسكرية وأسلوب قيادته من غزو وإخضاع منطقة المحيط الهندي تحت راية الإمبراطورية البرتغالية. وقد منحه ملك البرتغال (مانيويل الأول) لقب دوق غوا ليكون أول دوق لا ينتمي إلى الأسرة المالكة، وأول الألقاب الممنوحة خارج البرتغال.

فهرس

نشأته

ولد في مدينة أليخاندرا (بالإنجليزية: Alexandria) عام 1453 [2] بالقرب من لشبونة عاصمة البرتغال. أبوه (جونزالو دي ألبوكيرك لورد فيلاّفيردي ) (بالإنجليزية: Gonzallo de Albuquerque, lord of Villaverde) الذي كان يعمل في البلاط الملكي في وظيفة هامة حيث أنه كان يمت بصلة بعيدة وغير شرعية للأسرة المالكة البرتغالية. كان متزوجا من (الدونا ليونور دي مينيزيس) أم "ألفونسو" الأمر الذي هيأ له فرصة العيش في القصر. [3] درس الرياضيات واللغة اللاتينية في قصر ملك البرتغال الفونسو الخامس إلى أن مات الملك. انتقل ليعمل في مدينة أزيلال في المغرب لبعض الوقت. عند عودته عينه ملك البرتغال الجديد جون الثاني كبير ياورات القصر الملكي. هذه العلاقة مكنته من الوصول إلى البحرية البرتغالية.

حملاته العسكرية

قلعة برتغالية في جزيرة هرمز على مضيق هرمز في إيران
قلعة برتغالية في جزيرة هرمز على مضيق هرمز في إيران

برز الفونسو دي ألبوكيرك كمبعوث قوي في ترسيخ سلطة البرتغاليين في أفريقيا وآسيا. وكان في رأيه أن الوسيلة الوحيدة لدرء خطر العرب على نفوذه هو إخضاعهم بالقوة ليضمن تثبيت سيطرته على المنطقة وتحقيق أهداف البرتغال. ولهذا وجد ضرورة إنشاء قلاع في مواقع استرتيجة يضمن من خلالها حماية طرق التجارة البحرية والمصالح البرتغالية على البر. وقد قتل الكثير من العرب في منطقة الخليج وعمان. [4] واستطاع عام 1510م احتلال مدينة غوا الهندية الأمر الذي مكنه تدريجيا من إحكام السيطرة على معظم الطرق البحرية بين أوروبا وآسيا وكذلك بين الهند ومنطقة الشرق الأقصى.

حاول ألبوكيرك إغلاق جميع المنافذ إلى المحيط الهندي لتثبيت ملكية البرتغال له أو باللاتينية (البحر لنا Mare Nostrum) ومنع النفوذ العثماني والإسلامي والحيلولة دون تحالف الهندوس معهم.

الحملة الأولى (1503 – 1504)

بدأت حملته الأولى عام 1503م، نحو الشرق برفقة صاحبه وقريبه (فرانسيسكو) حيث أبحر حول رأس الرجاء الصالح إلى الهند، ونجح هناك في تثبيت ملك (كوتشين) على عرشه وسُمح له بالمقابل ببناء أولى قلاع البرتغاليين فيها، واضعاً بذلك حجر الأساس للإمبراطورية البرتغالية في الشرق.

الحملة الثانية (1504 - 1508)

الإمبراطورية البرتغالية
الإمبراطورية البرتغالية

بعد عودته إلى بلاده في يوليو/تموز 1504م، أولاه الملك مانيويل الأول قيادة خمس سفن حربية وأسطول من 16 سفينة بقيادة تريستاو. وفي طريقهم إلى الهند شن الأسطول غارات دمر فيها جميع الموانئ العربية وأخضعها تحت سيطرته وشيد القلاع في الكثير من سواحل خليج عمان والخليج العربي. فقد بنوا في مسقط على سبيل المثال على أنقاض قلاع قديمة قلعتي الجلالي والميراني[5].

ثم انفصل عن تريستاو الذي استمر في رحلته إلى الهند ليهاجم جزيرة هرمز على مضيق هرمز مدخل الخليج الوحيد في 25 سبتمبر /أيلول 1507م. وكانت الجزيرة محطة تجارية هامة وتشرف على موقع استراتيجي هام. فأخضعها لسيطرته وبنى فيها قلعة ضمن استراتيجيته العسكرية التي أنتهجها.

كان ألبوكيرك عنيفاً وشرساً في التعامل مع أهالي المنطقة، فلم تخل مدينة احتلها من بطشه فقد قيل عنه أنه قتل العُّزَّل أيضا من النساء والأطفال والشيوخ. وبعدها فرض الضرائب الباهظة. [6].

واتجه بعدها إلى سواحل المليبار وقد زادت قطع أسطوله إلى ثمانية سفن حربية. وصلها عام 1508م. وعند إظهاره أوامر الملك بمنحه سلطات أعلى من سلطات الحاكم هناك الدون فرانسيسكو دي ألميديا. رفض هذا الأخير الانصياع لها وألقى بألبوكيرك في السجن. وفك سجنه عند وصول مبعوث الملك وأمير البحر البرتغالي بأسطول كبير وعين ألفونسو دي ألبوكيرك مندوباً عن ملك البرتغال وحاكماً للهند. بينما عاد دي ألميديا إلى البرتغال. بقي البوكيرك في هذا المنصب حتى مماته.

الحملة الثالثة (1511 - 1510)

ألفونسو دي ألبوكيرك
ألفونسو دي ألبوكيرك

أراد البوكيرك السيطرة على العالم الإسلامي والسيطرة على شبكة تجارة التوابل بالكامل التي كانت وطوال قرون من الزمن للتجار العرب والمسلمين. وخلال هجوم فاشل في (كانون الثاني/يناير) من عام 1510م، على مدينة كاليكوت الهندية على سواحل ولاية كيرلا أصيب خلاله قائد الهجوم بجراح بليغة، انتقم ألبوكيرك بمهاجمة غوا واحتلالها. ولكنه وجد أنه من الصعب السيطرة عليها هذه المرة فهجرها في (أغسطس/آب) ليعود في (نوفمبر/تشرين الثاني) بقوة مكنته من السيطرة التامة عليها.

وفي (أبريل/نيسان) من عام 1511م، أبحر من غوا في الهند إلى مالاكا أولى ولايات ماليزيا التي دخل سكانها في الإسلام، بقوة من 1200 رجل وسبعة عشر سفينة. واحتلها بتاريخ 24 أغسطس/آب من عام 1511م، بعد صراع مرير طوال شهر (يوليو/تموز) من ذلك العام. وبقي ألبوكيرك في المدينة حتى (نوفمبر/تشرين الثاني) من عام1511م؛ ليؤمنها ويحصن دفاعاتها تحسباً لأي هجوم من الماليزيين. وأمر بذبح جميع السكان المسلمين في المنطقة إرهابا للجميع وأملاً بأن يتحول المسلمون والهندوس في المنطقة إلى المسيحية. وكما أمر السفن البرتغالية بالإبحار شرقاً بحثاً عن جزيرة التوابل مالوكو بإندونيسيا.

الحملة الرابعة (1512 - 1515)

في عام 1512 وخلال إبحار البوكيرك من سواحل ماليبار، تعرض لعاصفة هوجاء كادت أن تودي بحياته. ولكنها أغرقت سفينته (زهرة البحار Flor Do Mar) بما تحمل من ثروته التي جمعها في غزواته. وصل في شهر سبتمبر من العام نفس إلى غوا حيث قمع ثورة بقيادة إضال خان. واتخذ بعدها إجراءات لسلامة وأمان المنطقة ساهمت في انتعاشها وإزدهار التجارة فيها.

كان ألبوكيرك قد تلقى أوامر من حكومته للإبحار نحو البحر الأحمر؛ للسيطرة عليه أيضاً وإخضاعه للمواصلات البرتغالية فقط. كما تشير بعض المراجع أنه كان ينوي لو أتيحت له الفرصة أن ينهب قبر النبي محمد في المدينة ويأخذ جسده رهينة حتى يخرج المسلمون من جميع الأراضي التي كانت تعتبرها مقدسة.[7] كما كان يرى أنه إذا قام بتحويل مياه النيل إلى البحر الأحمر سيتمكن من إخضاع مصر أيضاً.[8]

وفي عام 1513 حاصر عدن ولكنه فشل في احتلالها. إلا أنه توغل في البحر الأحمر ليكون أول الأوروبيين الذين يبحرون فيه، ولكن دون أي نتائج تستحق الذكر وفشل في تحقيق ما ينويه. وعاد لمهاجمة جزيرة هرمز عام 1515 واحتلها دون مقاومة وبقيت تحت السيطرة البرتغالية حتى العام 1622.

كان للبرتغاليين أطماع في سواحل الخليج العربي وأستطاعوا الأستيلاء على مدن مسقط و هرمز و البحرين القطيف وقطر كما تسمى اليوم وكثير من الإمارات كالفجيرة وخور فكان وجلفار(رأس الخيمة اليوم) وجميع موانئ عمان على ساحل خليج عمان وبحر العرب. [9]

لكنهم لم يتمكنوا من الأستيلاء على البصرة لوجود العثمانيين فيها لكنهم أستطاعوا الأستيلاء على فيلكا القريبة من البصرة و أقاموا قلعة عليها

نهايته

تمثال لألفونسو دي ألبوكيرك في لشبونة عاصمة البرتغال
تمثال لألفونسو دي ألبوكيرك في لشبونة عاصمة البرتغال

نهاية البوكيرك كانت مريرة إذ كان له العديد من العداوات داخل القصر من الذين لم يدخروا سببا لإثارة غيرة الملك منه وتقليبه عليه. وقد ساعدت بعض تصرفات البوكيرك في وصولهم إلى مسعاهم. وفي طريق عودته من هرمز إلى غوا تلاقى مدخل ميناء غوا مع سفينة آتية من أوروبا تحمل رسائل وأوامر تضعه تحت إمرة عدوه الشخصي اللدود (لوبو سواريز دي ألبيرغاريا). .[10] لم يتحمل الصدمة فمات متأثرا بها. كان ذلك في 16 ديسمبر 1515. وقد دفن في مدينة غوا في الهند.

تكريم الملك

كتاب أقوال ألفونسو دي البوكيرك العظيم جمعه ابنه وأصدره في أربعة أجزاء عام 1557
كتاب أقوال ألفونسو دي البوكيرك العظيم جمعه ابنه وأصدره في أربعة أجزاء عام 1557

ولكن قبل وفاته تمكن من كتابة رسالة للملك يشير فيها بأدب مقنع إلى أعماله من أجل الإمبراطورية طالباً منه منح جميع الألقاب والتكريم الذي يستحقه لإبنه من بعده. تأثر الملك وفعلا منح ابن ألبوكيرك ما طلبه أبوه بالكامل. وكرم بشخص ابنه (براس دي ألبوكيرك 1500 - 1580). وقد جمع ابنه مختارات من كتابات ومذكرات أبيه في كتاب أسماه (أقوال ألفونسو دي البوكيرك العظيم Commentarios do Grande Affonso d'Alboquerque) ونشره عام 1557م. [11]

عرف "ألفونسو" بحبه لفاكهة المانجو وكان يعرف بحرصه على تضمين كميات كبيرة من نوع معين ضمن مؤونته في رحلاته البحرية. وقد زرعت بكثرة في عهده، ومانجو الهند من هذا النوع المعروفة باسم ألفونسو سميت كذلك تبعا له. [12]

مواقع خارجية

مصادر

  1. ^ Afonso de Albuquerque
  2. ^ الموسوعة البريطانية إصدار 1911 م
  3. ^ الموسوعة الكلاسيكية
  4. ^ مقال بعنوان ثورة الجمارك ضد الاحتلال البرتغالي كتبها الباحث السعودي الأستاذ علي الدرورة
  5. ^ موقع لوزارة الإعلام العُمانية
  6. ^ موقع مركز العهد الثقافي
  7. ^ صحيفة الرياض، مقال حول المسيحيين الذين دخلوا مكة
  8. ^ Afonso de Albuquerque, governor of India: His life, conquests and administration by Edgar Prestage
  9. ^ من تاريخ التواجد الأجنبي في شبه الجزيرة العربية
  10. ^ Rinehart، Robert (January 1, 1991). Portugal: Chapter 2B. The Expansion of Portugal (in English). Bureau Development, Inc.. 
  11. ^ The Commentaries of the Great Afonso Dalboquerque, Second Viceroy of India: Volume 1, 2, 3 and 4
  12. ^ Mango: Varieties