الرئيسيةبحث

آل علي

آل علي أسرة حاكمة في منطقة حائل (شمال وسط الجزيرة العربية) في الفترة من حوالي 1793 غير مؤكد! - 1834 م.

فهرس

الأصول وبداية الحكم

تنتمي أسرة آل علي إلى الجعفر من عبده من قبيلة شمر، وموطنهم الأصلي مدينة حائل، ولا يُعرف الكثير عن تفاصيل وصول الحكم إليهم، غير أن هناك دلائل تاريخية يمكن من خلالها معرفة واستنتاج بعض الأحداث.

ظهرت إمارة آل سعود الأولى في قرية الدرعية، وكان ذلك عام 1750. وبدأ السعوديون بمهاجمة المناطق المحيطة بهم : حائل في الشمال، والأحساء في الشرق، والحجاز في الغرب. وتحالفت قبيلة شمر في حائل مع شريف مكة ومع بني خالد لمواجهة السعوديين [1] وكانت المعارك سجال بينهم، غير أنه في العام 1791 استطاع السعوديون التغلب على شمر في معركة حاسمة [2].

وكانت عشائر شمر المقيمة حول مدينة حائل، تخضع بشكل جزئي أثناء الحرب لقيادة مطلق الجربا الذي كان ابنه مسلط قائداً للجيش، غير أن مسلط قتل في المعركة الأخيرة، وكان مقتله هو السبب الرئيسي في هزيمة شمر أمام السعوديين. ويقول جون ويليامسون [3] : "إن موت مسلط الجربا في هذه المعركة دفع أباه الحزين مطلق بن محمد الجربا إلى الهجرة مع فرع عشيرته الشمرية إلى الأنحاء الأكثر أماناً في جنوب العراق. وهكذا بدأ تاريخ شمر الجربا في جنوب العراق".

واستطاع السعوديون في تلك الأثناء مواصلة احتلال الحجاز والأحساء وكذلك احتلال الأراضي المحاذية لمدينة حائل والتي كان يقيم بها الشمريون، وذلك قرابة العام 1792. وذلك أدى إلى ثلاث نتائج:

  1. هجرة كبيرة لعشائر قبيلة شمر نحو العراق [4].
  2. إلغاء حكم الأشراف (مؤقتاً) في الحجاز.
  3. نشوء أسر حاكمة متحالفة مع السعوديين في المدن الكبيرة.

وبعد انتهاء سلطة آل جربا، من خلال هجرتهم مع عشائر شمر إلى العراق، استطاع محمد بن عيسى آل علي، وهو أحد الوجوه البارزة في أسرة آل علي، والتي كانت بدورها أحد الأسر الاستقراطية الثرية في حائل، استطاع أن يعقد اتفاقاً مع (الإمام السعودي) عبد العزيز بن محمد بن سعود، بحيث تتوقف قوات هذا الأخير عن دخول حائل وتكتفي بفرض نفوذها المعنوي والمالي عبر دفع الضريبة.

ولاقت هذه الخطوة استحساناً من قبل أهالي . ومن الأهالي اكتسب حكم آل علي شرعيته في حائل.

][ موقع قبيلة شمر الرسمي ][WwW.aLlShMr.CoM >

الحكام وأدوار الإمارة

يؤكد كثير من الرواة أن حكم أسرة آل علي كانت له أصول منذ مطلع القرن السابع عشر (1600 م وما بعد )، غير أنه لا توجد مراجع مكتوبة توثق ما يذهب إليه الرواة من كبار السن. ولا تُعرف معلومات كافية إلا عن الحكام التالين، والذين يفترض أن أولهم قد جدد الدولة ولم يؤسسها إن أخذنا بالرواية الآنفة الذكر.


محمد بن عيسى آل علي

أنظر مقالة خاصة.


يرجّح أن محمد بن عيسى آل علي هو مؤسس الإمارة، أي أنه هو من عقد الإتفاق مع السعوديين لحماية حائل، ولا يُعرف شيء عن تاريخ مولده أو وفاته بالضبط، غير أنه عُمّر لأكثر من مئة سنة [5]. وبالنظر إلى معاصريه من الشخصيات ذات البيانات المعروفة، فإنه من الراجح أن يكون قد ولد في أواخر القرن السابع عشر (1695 ؟)، وتوفي في أوائل القرن التاسع عشر (1800 ؟).

تولى عبدالمحسن الحكم بعد شبه إجماع من قبل بقية العوائل في المدينة، ولم يمانعوا من توريث الحكم لعائلته من بعده. ذلك لأن قريبه محمد العبدالمحسن تولى الحكم من بعده بالفعل.

يرد ذكر محمد العيسى آل علي في معظم الاشعار العامية التي تؤرخ لتلك الفترة التي عاش فيها، واشتهر بحفاوته بالشعراء والمادحين فسطرت به قصائد مطولة تمتدح كرمه ونبله. واكتسب عبدالمحسن ألقاباً شعبية أشهرها (السمن العرابي) و (أبو خذه) لأنه كان يقول (خذه) لكل من يطلب منه شيئاً. كذلك عُرف بـ (الأشمل) لأن نفوذه امتد من حائل حتى العراق شمالاً وحتى تيماء غرباً وبسط سلطته على كافة المناطق الواقعة بين هذه المدن [6].

محمد بن عبدالمحسن آل علي

أنظر مقالة خاصة.

وهو قريب محمد المؤسس. لا يعرف أيضاً تاريخ ولادته، ولا تاريخ توليه الحكم، غير أنه من المؤكد، أنه كان حاكماً لحائل عام 1818 [7]، ففي ذلك العام توجهت الحملة المصرية العثمانية بقيادة ابراهيم باشا إلى الدرعية، فدمرتها وأنهت حكم آل سعود في دوره الأول. ودبّر قائد الحملة عملية اغتيال للحاكم محمد العبدالمحسن لتحالفه مع السعوديين أثناء الحملة، فاغتيل في مقصورة الداحس وسط حائل وقد دفن جثمانه في مقبرة الزبارة في حائل أما رأسه فقد أرسل إلى مقر الخلافة العثمانية في أسطنبول بتركيا، وقد كتب على نصب قبره (محمد بن علي أمير المسلمين رحمه الله واسكنه دار السلم والسلام )[8].

صالح بن عبد المحسن آل علي

أنظر مقالة خاصة.

بعد إعدام أخيه محمد، تولى صالح الحكم في حائل عام 1818، وبعد عامين ظهرت أول حركة معارضة ضد حكم آل علي في حائل، وقاد الحركة كل من عبدالله العلي الرشيد وأخوه عبيد العلي الرشيد، وكان من جملة ما يطالب به المعارضون : حماية حائل من غارات البدو المستمرة عليها، وهو العنصر الذي اتخذه عبدالله الرشيد أساساً لمعارضته لحكم آل علي [9].

وفي أواخر عام 1820 تصاعدت حدة الخلاف بين الحاكم صالح العبدالمحسن وبين معارضيه أبناء الرشيد، فأصدر قراراً بنفيهم إلى العراق، التي كان لقبيلة شمر نفوذ فيها بعد ثلاثين عام من هجرتهم إليها.

اضطر عبدالله و عبيد الرشيد إلى تنفيذ قرار النفي - ومن المفارقات أن زوجة عبدالله بن رشيد آنذاك هي نورة بنت عبدالمحسن آل علي، أخت الحاكم، وقد رفضت كل دعوات أخيها بالبقاء وفضلت أن تكون إلى جوار زوجها، فسافرت معه إلى بغداد [10] - وظلوا في العراق حتى عام 1834. ففي ذلك العام استنجد فيصل بن تركي آل سعود بعبدالله العلي الرشيد من أجل استرداد حكم أبيه الذي اغتيل في الرياض، (وكان السعوديون قد أعادو تأسيس إمارتهم الثانية). وجد عبدالله بن رشيد الفرصة ليعود إلى نجد، فأجاب فيصل بن تركي وأعاد له حكم والده، وهنا أصبح عبدالله بن رشيد قوياً أمام منافسه في حائل صالح آل علي، فعاد عبدالله بن رشيد إلى حائل، ونفذ انقلابا أبيضا ضد آل علي ونفى صالح العبدالمحسن إلى المدينة المنورة، وذلك في عام 1834 م [11].

حاول صالح مراراً أن يعود إلى حائل ورتب اتفاقا مع أحد القادة العثمانيين، غير أنه قتل مع أتباعه على يد عبيد العلي الرشيد قبل أن يدخلوا حائل.

عيسى بن صالح آل علي

أنظر مقالة خاصة.


في عام 1836 (1252 هـ)، أرسل محمد علي باشا جيشاً بقيادة ابنه إسماعيل بك باشا ومعه خالد بن سعود، الذي أراد محمد علي باشا تعيينه أميراً على الدرعية بعد أن قتل آخر زعمائها في حملته عليها عام 1818. وعندما وصل الجيش إلى المدينة المنورة قادماً من مصر، استطاع عيسى بن صالح آل علي، الحصول على تأييد إسماعيل بك باشا قائد الجيش، وبالتالي الحصول على فرقة عسكرية عثمانية تساعده في انتزاع حكم أجداده من آل رشيد في حائل. وتم له ذلك واستطاع دخول حائل بعد أن انسحب عنها عبدالله بن رشيد نحو مدينة جبة شمال حائل، وكان ذلك في أبريل 1837. غير أن سيطرته على حائل لم تمتد طويلا إذ سرعان ما عاد عبدالله بن رشيد وانتزع الحكم من عيسى بعد عدة أشهر، وفرضت على عيسى الإقامة الجبرية في القصيم، وكان آخر مناضل لإسترداد حكم آل علي.

مراجع

  1. قبيلة شمر العربية.. مكانتها وتاريخها السياسي (1800 - 1958) جون ويليامسون John Frederick Williamson 1999.
  2. مدونة بعنوان (إيضاحات حول آل علي) كتبها الشيخ عبدالمحسن العتيق القنون.
  3. نشأة إمارة آل رشيد - د. عبدالله بن صالح العثيمين - الطبعة الأولى.
  4. أقوال ومسائل في أخبار منطقة حائل - عقيل الضيف الله القويعي - 1994.
  5. حائل.. عبقرية المكان - سعد العفنان - الطبعة الأولى.
  6. الأزهار النادية من أشعار البادية - محمد سعيد كمال - الجزء الثالث.

هوامش

  1. ^ يقول جون ويليامسون في كتابه تاريخ قبيلة شمر العربية، ص 46 : " خلال سنوات الـ 1780 كثيرا ما انضمت شمر إلى بني خالد والمنتفك وشريف مكة في مهاجمة السعوديون، عدوهم المشترك".
  2. ^ يقول ويليامسون هنا : "في سنة 1791 ثأر ابن سعود من شمر في معركتين فاصلتين قرب آبار (العدوة : على بعد نحو 70 ميلا جنوب شرقي حائل)".
  3. ^ المرجع السابق ص 46.
  4. ^ يذكر ويليامسون في ص 45 : "في نهاية القرن الثامن عشر كانت أكثرية اتحاد شمر القوي - المؤلف من الفروع أمثال عبده والأسلم وسنجارة وتومان - ما تزال تقيم في منطقة نجد شمال جزيرة العرب. وبدات مرحلة ثانية لهجرة شمر حوالي سنة 1790 حين شهدت العشيرة ضغطاً عسكريا متزايداً من جانب السعوديون ".
  5. ^ حائل.. عبقرية المكان - سعد العفنان - الطبعة الأولى : ص 218 - 222.
  6. ^ مدونة بعنوان (إيضاحات حول آل علي) كتبها الشيخ عبدالمحسن العتيق القنون، ويقول القنون ما نصه : " ...أوضح أن محمد بن عيسى بن علي آل علي هو أخو خنساء والسمن العرابي وهو الملقب بالأشمل وكلمه أشمل تعني امتداد نفوذه من حدود تيماء إلى حدود العراق شمالا. وهو الأمير البارز بوقته عرفه السكان في حائل وكان يطبق التشريع الإسلامي آن ذاك في جميع ما يتعلق في الأشياء الخاصة والعامة بين الناس وما يحدث لهم من خصومات، كما توجد الوثائق التي تثبت ذلك محفوظة إلى عهد قريب، مع العلم أن بعض القبائل المجاورة يتاحكمون فيما يحدث بينهم من خصومات لدى العوارف أو القانون المتعارف عليه في ذلك الزمان. وفي عهده أيضا أخذت بعض من قبيلة شمر بالنزوح إلى العراق في منتصف القرن الحادي عشر هجري. ويقولون أنه عاش أكثر من ماية عام".
  7. ^ نشأة إمارة آل رشيد - د. عبدالله بن صالح العثيمين - الطبعة الأولى.
  8. ^ كما جاء لدى الشيخ عبدالمحسن القنون.
  9. ^ أكّد ذلك الراوي عبدالرحمن المرشدي في سلسلته الصوتية "تاريخ وقصص الآباء والأجداد".
  10. ^ جاذ ذكر ذلك في الأزهار النادية الجزء 3 - ص : 18 -19 .
  11. ^ نشأة إمارة آل رشيد - د. عبدالله بن صالح العثيمين - الطبعة الأولى.