→ ما ورد في منكبيه وساعديه وإبطيه وقدميه وكعبيه صلى الله عليه وسلم | البداية والنهاية – الجزء السادس قوامه عليه السلام وطيب رائحته ابن كثير |
صفة خاتم النبوة الذي بين كتفيه صلى الله عليه وسلم ← |
في صحيح البخاري من حديث ربيعة عن أنس قال: كان رسول الله ﷺ ربعة من القوم ليس بالطويل ولا بالقصير.
وقال أبو إسحاق: عن البراء كان رسول الله ﷺ أحسن الناس وجها وأحسنهم خلقا ليس بالطويل ولا بالقصير.
أخرجاه في الصحيحين.
وقال نافع بن جبير عن علي: كان رسول الله ﷺ ليس بالطويل ولا بالقصير، لم أر قبله ولا بعده مثله.
وقال سعيد بن منصور عن خالد بن عبد الله، عن عبيد الله بن محمد بن عمر بن علي ابن أبي طالب، عن أبيه، عن جده، عن علي قال: كان رسول الله ﷺ ليس بالطويل ولا بالقصير، وهو إلى الطول أقرب، وكان عرقه كاللؤلؤ، الحديث.
وقال سعيد عن روح بن قيس، عن خالد بن خالد التميمي، عن يوسف بن مازن الراسبي، عن علي قال: كان رسول الله ليس بالذاهب طولا وفوق الربعة، إذا جاء مع القوم غمرهم، وكان عرقه في وجهه كاللؤلؤ، الحديث.
وقال الزبيدي عن الزهري، عن سعيد، عن أبي هريرة قال: كان رسول الله ربعة وهو إلى الطول أقرب، وكان يقبل جميعا ويدبر جميعا، لم أر قبله ولا بعده مثله.
وثبت في البخاري من حديث حماد بن زيد عن ثابت، عن أنس قال: ما مسست بيدي ديباجا، ولا حريرا، ولا شيئا ألين من كف رسول الله، ولا شممت رائحة أطيب من ريح رسول الله ﷺ.
ورواه مسلم من حديث سليمان بن المغيرة: عن ثابت، عن أنس به.
ورواه مسلم أيضا من حديث حماد بن سلمة، وسليمان بن المغيرة عن ثابت، عن أنس قال: كان رسول الله أزهر اللون كأن عرقه اللؤلؤ، إذا مشى تكفأ، وما مسست حريرا ولا ديباجا ألين من كف رسول الله، ولا شممت مسكا ولا عنبرا، أطيب من رائحة رسول الله ﷺ.
وقال أحمد: ثنا ابن أبي عدي، ثنا حميد عن أنس قال: ما مسست شيئا قط خزا ولا حريرا ألين من كف رسول الله ﷺ، ولا شممت رائحة أطيب من ريح رسول الله ﷺ.
والإسناد ثلاثي على شرط الصحيحين، ولم يخرجه أحد من أصحاب الكتب الستة من هذا الوجه.
وقال يعقوب بن سفيان: أنا عمرو بن حماد بن طلحة الفناد.
وأخرجه البيهقي من حديث أحمد بن حازم ابن أبي عروة عنه قال: ثنا أسباط بن نصر عن سماك، عن جابر بن سمرة قال: صليت مع رسول الله ﷺ صلاة الأولى، ثم خرج إلى أهله وخرجت معه، فاستقبله ولدان فجعل يمسح خدي أحدهم واحدا، واحدا قال: وأما أنا فمسح خدي، فوجدت ليده بردا وريحا كأنما أخرجها من جونة عطار.
ورواه مسلم عن عمرة بن حماد به نحوه.
وقال الإمام أحمد: ثنا محمد بن جعفر، ثنا شعبة وحجاج، أخبرني شعبة عن الحكم سمعت أبا جحيفة قال: خرج رسول الله ﷺ بالهاجرة السلمي البطحاء، فتوضأ وصلى الظهر ركعتين، وبين يديه عنزة.
زاد فيه عون عن أبيه: يمر من ورائها الحمار والمرأة.
قال حجاج في الحديث: ثم قام الناس فجعلوا يأخذون يده فيمسحون بها وجوههم.
قال: فأخذت يده فوضعتها على وجهي، فإذا هي أبرد من الثلج وأطيب ريحا من المسك.
وهكذا رواه البخاري عن الحسن بن منصور، عن حجاج بن محمد الأعورعن شعبة فذكر مثله سواء، وأصل الحديث في الصحيحين أيضا.
وقال الإمام أحمد: حدثنا يزيد بن هارون، أنا هشام بن حسان وشعبة وشريك عن يعلى بن عطاء، عن جابر بن يزيد، عن أبيه - يعني: يزيد بن الأسود - قال: صلى رسول الله ﷺ بمنى فانحرف فرأى رجلين من وراء الناس، فدعا بهما فجيئا ترعد فرائصهما.
فقال: « ما منعكما أن تصليا مع الناس؟ ».
قالا: يا رسول الله إنا كنا قد صلينا في الرحال.
قال: « فلا تفعلا، إذا صلى أحدكم في رحله، ثم أدرك الصلاة مع الإمام فليصلها معه فإنها له نافلة ».
قال: فقال أحدهما: استغفر لي يا رسول الله فاستغفر له.
قال: ونهض الناس إلى رسول الله ﷺ ونهضت معهم وأنا يومئذ أشب الرجال وأجلده.
قال: فما زلت أزحم الناس حتى وصلت إلى رسول الله فأخذت بيده فوضعتها إما على وجهي أو صدري.
قال: فما وجدت شيئا أطيب ولا أبرد من يد رسول الله ﷺ.
قال: وهو يومئذ في مسجد الخيف.
ثم رواه أيضا عن أسود بن عامر وأبي النضر عن شعبة، عن يعلى بن عطاء سمعت جابر بن يزيد بن الأسود عن أبيه أنه صلى مع رسول الله ﷺ الصبح، فذكر الحديث.
قال: ثم ثار الناس يأخذون بيده يمسحون بها وجوههم.
قال: فأخذت بيده فمسحت بها وجهي، فوجدتها أبرد من الثلج، وأطيب ريحا من المسك.
وقد رواه أبو داود من حديث شعبة والترمذي، والنسائي، من حديث هشيم عن يعلى به.
وقال الترمذي: حسن صحيح.
وقال الإمام أحمد: حدثنا أبو نعيم، ثنا مسعر عن عبد الجبار بن وائل بن حجر قال: حدثني أهلي عن أبي قال: أتى رسول الله ﷺ بدلو من ماء فشرب منه، ثم مج في الدلو ثم صب في البئر، أو شرب من الدلو ثم مج في البئر، ففاح منها ريح المسك.
وهذا رواه البيهقي من طريق يعقوب بن سفيان عن أبي النعيم - وهو الفضل بن دكين -.
وقال الإمام أحمد: ثنا هاشم، ثنا سليمان عن ثابت، عن أنس قال: كان رسول الله ﷺ إذا صلى الغداة جاء خدم المدينة بآنيتهم فيها الماء، فما يؤتى بإناء إلا غمس يده فيها فربما جاءوه في الغداة الباردة، فيمس يده فيها.
ورواه مسلم من حديث أبي النضر هاشم بن القاسم به.
وقال الإمام أحمد: حدثنا حجين بن المثنى، ثنا عبد العزيز - يعني: ابن أبي سلمة الماجشون - عن إسحاق بن عبد الله ابن أبي طلحة، عن أنس قال: كان رسول الله ﷺ يدخل بيت أم سليم فينام على فراشها وليست فيه.
قال: فجاء ذات يوم فنام على فراشها، فأتت فقيل لها: هذا رسول الله نائم في بيتك على فراشك.
قال: فجاءت وقد عرق واستنقع عرقه على قطعة أديم على الفراش، ففتحت عبيرتها، فجعلت تنشف ذلك العرق فتصره في قواريرها، ففزع النبي ﷺ فقال: « ما تصنعين يا أم سليم؟ ».
فقالت: يا رسول الله نرجو بركته لصبياننا.
قال: « أصبت ».
ورواه مسلم عن محمد بن رافع، عن حجين به.
وقال أحمد: ثنا هاشم بن القاسم، ثنا سليمان عن ثابت، عن أنس قال: دخل علينا رسول الله ﷺ، فقال عندنا فعرق، وجاءت أمي بقارورة فجعلت تسلت العرق فيها، فاستيقظ رسول الله فقال: « يا أم سليم ما هذا الذي تصنعين؟ ».
قالت: عرقك نجعله في طيبنا، وهو من أطيب الطيب.
ورواه مسلم عن زهير بن حرب، عن أبي النضر هاشم بن القاسم به.
وقال أحمد: ثنا إسحاق بن منصور - يعني: السلولي - ثنا عمارة - يعني: ابن زاذان - عن ثابت، عن أنس قال: كان رسول الله يقيل عند أم سليم، وكان من أكثر الناس عرقا، فاتخذت له نطعا وكان يقيل عليه، وحطت بين رجليه حطا وكانت تنشف العرق فتأخذه.
فقال: « ما هذا يا أم سليم؟ ».
قالت: عرقك يا رسول الله أجعله في طيبي.
قال: فدعا لها بدعاء حسن.
تفرد به أحمد من هذا الوجه.
وقال أحمد: ثنا محمد بن عبد الله، ثنا حميد عن أنس قال: كان رسول الله ﷺ إذا نام ذا عرق، فتأخذ عرقه بقطنة في قارورة فتجعله في مسكها.
وهذا إسناد ثلاثي على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ولا أحد منهما.
وقال البيهقي: أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ، حدثنا أبو عمرو المغربي، أنا الحسن بن سفيان، ثنا أبو بكر ابن أبي شيبة.
وقال مسلم: ثنا أبو بكر ابن شيبة، ثنا عفان، ثنا وهيب، ثنا أيوب عن أبي قلابة، عن أنس، عن أم سليم أن رسول الله ﷺ كان يأتيها فيقيل عندها، فتبسط له نطعا فيقيل عليه، وكان كثير العرق، فكانت تجمع عرقه فتجعله في الطيب والقوارير.
فقال رسول الله ﷺ: « يا أم سليم ما هذا؟ ».
فقالت: عرقك أدوف به طيبي.
لفظ مسلم.
وقال أبو يعلى الموصلي في مسنده: ثنا بسر، ثنا حليس بن غالب، ثنا سفيان الثوري عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة قال: جاء رجل إلى رسول الله فقال: يا رسول الله إني زوجت ابنتي وأنا أحب أن تعينني بشيء قال: « ما عندي شيء ولكن إذا كان غد فأتني بقارورة واسعة الرأس، وعود شجرة وآية بيني وبينك أن تدق ناحية الباب ».
قال: فأتاه بقارورة واسعة الرأس، وعود شجرة.
قال: فجعل يسلت العرق من ذراعيه حتى امتلأت القارورة.
قال: « فخذها ومر ابنتك أن تغمس هذا العود في القارورة وتطيب به ».
قال: فكانت إذا تطيبت به شم أهل المدينة رائحة الطيب، فسموا بيوت المطيبين.
هذا حديث غريب جدا.
وقد قال الحافظ أبو بكر البزار: ثنا محمد بن هشام، ثنا موسى بن عبد الله، ثنا عمر بن سعيد عن سعيد، عن قتادة، عن أنس قال: كان رسول الله ﷺ إذا مر في طريق من طرق المدينة وجدوا منه رائحة الطيب.
وقالوا: مر رسول الله في هذا الطريق.
ثم قال: وهذا الحديث رواه أيضا معاذ بن هشام عن أبيه، عن قتادة، عن أنس أن رسول الله ﷺ كان يعرف بريح الطيب، كان رسول الله ﷺ طيبا وريحه طيب، وكان مع ذلك يحب الطيب أيضا.
قال الإمام أحمد: ثنا أبو عبيدة عن سلام أبي المنذر، عن ثابت، عن أنس أن النبي ﷺ قال: « حبب إلى النساء والطيب وجعل قرة عيني في الصلاة ».
ثنا أبو سعيد مولى بني هاشم، ثنا سلام أبو المنذر القاري عن ثابت، عن أنس قال: قال رسول الله ﷺ: « إنما حبب إلي من الدنيا النساء والطيب وجعل قرة عيني في الصلاة ».
وهكذا رواه النسائي بهذا اللفظ عن الحسين بن عيسى القرشي، عن عفان بن مسلم، عن سلام بن سليمان أبي المنذر القاري البصري، عن ثابت، عن أنس فذكره.
وقد روى من وجه آخر بلفظ: « حبب إلي من دنياكم ثلاث: الطيب والنساء وجعل قرة عيني في الصلاة ».
وليس بمحفوظ بهذا فإن الصلاة ليست من أمور الدنيا، وإنما هي من أهم شؤون الآخرة، والله أعلم.