→ بقية من خبر السد | البداية والنهاية – الجزء السابع قصة يزدجرد بن شهريار بن كسرى ابن كثير |
خراسان مع الأحنف بن قيس ← |
لما استلب سعد من يديه مدينة ملكه، ودار مقره، وإيوان سلطانه، وبساط مشورته وحواصله، تحول من هناك إلى حلوان، ثم جاء المسلمون ليحاصروا حلوان فتحول إلى الري، وأخذ المسلمون حلوان ثم أخذت الري فتحول منها إلى أصبهان فأخذت أصبهان.
فسار إلى كرمان فقصد المسلمون كرمان فافتتحوها، فانتقل إلى خراسان فنزلها.
هذا كله والنار التي يعبدها من دون الله يسير بها معه من بلد إلى بلد، ويبني لها في كل بيت توقد فيهم على عادتهم، وهو يحمل في الليل في مسيره إلى هذا البلدان على بعير عليه هودج ينام فيه.
فبينما هو ذات ليلة في هودجه وهو نائم فيه، إذا مروا به على مخاضة، فأرادوا أن ينبهوه قبلها لئلا ينزعج إذا استيقظ في المخاضة، فلما أيقظوه تغضب عليهم شديدا وشتمهم، وقال: حرمتموني أن أعلم مدة بقاء هؤلاء في هذه البلاد وغيرها، إني رأيت في منامي هذا أني ومحمدا عند الله، فقال له: ملككم مائة سنة.
فقال: زدني.
فقال: عشرا ومائة.
فقال: زدني.
فقال: عشرين ومائة سنة.
فقال: زدني.
فقال: لك، وأنبهتموني فلو تركتموني لعلمت مدة هذه الأمة.