→ فصل الاختلاف في فتح دمشق صلحا أو عنوة | البداية والنهاية – الجزء السابع بعث خالد بن الوليد إلى البقاع لفتحه ابن كثير |
وقعة فحل ← |
ثم إن أبا عبيدة بعث خالد بن الوليد إلى البقاع ففتحه بالسيف، وبعث سرية فالتقوا مع الروم بعين ميسنون، وعلى الروم رجل يقال له: سنان، تحدر على المسلمين من عقبة بيروت، فقتل من المسلمين يومئذ جماعة من الشهداء، فكانوا يسمون عين ميسنون عين الشهداء.
واستخلف أبو عبيدة على دمشق يزيد بن أبي سفيان كما وعده بها الصديق، وبعث يزيد دحية بن خليفة إلى تدمر في سرية ليمهدوا أمرها، وبعث أبا الزهراء القشيري إلى البثينة وحوران، فصالح أهلها.
قال أبو عبيدة القاسم بن سلام رحمه الله: افتتح خالد دمشق صلحا، وهكذا سائر مدن الشام كانت صلحا دون أراضيها.
فعلى يدي يزيد بن أبي سفيان، وشرحبيل بن حسنة، وأبي عبيدة.
وقال الوليد بن مسلم: أخبرني غير واحد من شيوخ دمشق بينما هم على حصار دمشق إذ أقبلت خيل من عقبة السلمية مخمرة بالحرير، فثار إليهم المسلمون فالتقوا فيما بين بيت لهيا والعقبة التي أقبلوا منها، فهزموهم وطردوهم إلى أبواب حمص، فلما رأى أهل حمص ذلك ظنوا أنهم قد فتحوا دمشق.
فقال لهم أهل حمص: إنا نصالحكم على ما صالحتم عليه أهل دمشق ففعلوا.
وقال خليفة بن خياط: حدثني عبد الله بن المغيرة، عن أبيه قال: افتتح شرحبيل بن حسنة الأردن كلها عنوة ما خلا طبرية، فإن أهلها صالحوه.
وهكذا قال ابن الكلبي.
وقالا بعث أبو عبيدة خالدا فغلب على أرض البقاع، وصالحه أهل بعلبك، وكتب لهم كتابا.
وقال ابن المغيرة، عن أبيه: وصالحهم على أنصاف منازلهم، وكنائسهم، ووضع الخراج.
وقال ابن إسحاق وغيره: وفي سنة أربع عشرة فتحت حمص وبعلبك صلحا على يدي أبي عبيدة في ذي القعدة.
قال خليفة: ويقال: في سنة خمس عشرة.