→ فصل قتال علي رضي الله عنه لأهل النهروان سنة ثمان وثلاثين | البداية والنهاية – الجزء السابع ذكر من توفي في هذه السنة من الأعيان ابن كثير |
ثم دخلت سنة تسع وثلاثين ← |
سهل بن حُنيف
ابن واهب بن العليم بن ثعلبة الأنصاري الأوسي، شهد بدرا، وثبت يوم أُحُد، وحضر بقية المشاهد، وكان صاحبا لعلي بن أبي طالب، وقد شهد معه مشاهده كلها أيضا غير الجمل فإنه كان قد استخلفه على المدينة، ومات سهل بن حُنيف في سنة ثمان وثلاثين بالكوفة، وصلى عليه علي فكبر خمسا وقيل: ستا.
وقال: إنه من أهل بدر رضي الله عنه.
صنوان بن بيضاء أخو سهيل بن بيضاء
شهد المشاهد كلها وتوفي في هذه السنة في رمضانها وليس له عقب.
صهيب بن سنان بن مالك
الرومي وأصله من اليمن أبو يحيى بن قاسط، وكان أبوه أو عمه عاملا لكسرى على الأيلة، وكانت منازلهم على دجلة عند الموصل.
وقيل: على الفرات، فأغارت على بلادهم الروم فأسرته وهو صغير، فأقام عندهم حينا ثم اشترته بنو كلب فحملوه إلى مكة فابتاعه عبد الله بن جدعان فأعتقه وأقام بمكة حينا.
فلما بعث رسول الله ﷺ آمن به، وكان ممن أسلم قديما هو وعمار في يوم واحد بعد بضعة وثلاثين رجلا، وكان من المستضعفين الذين يعذبون في الله عز وجل.
ولما هاجر رسول الله ﷺ هاجر صهيب بعده بأيام فلحقه قوم من المشركين يريدون أن يصدوه عن الهجرة.
فلما أحس بهم نثل كنانته فوضعها بين يديه وقال: والله لقد علمتم أني مِنْ أرماكم، ووالله لا تصلون إليّ حتى أقتل بكل سهم من هذه رجلا منكم، ثم أقاتلكم بسيفي حتى أقتل.
وإن كنتم تريدون المال فأنا أدلكم على مالي هو مدفون في مكان كذا وكذا، فانصرفوا عنه فأخذوا ماله.
فلما قدم قال له رسول الله ﷺ: « ربح البيع أبا يحيى »، وأنزل الله: « ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله والله رؤوف بالعباد ».
ورواه حماد بن سلمة عن علي بن زيد، عن سعيد بن المسيب.
وشهد بدرا وأُحدا وما بعدهما، ولما جعل عمر الأمر شورى كان هو الذي يصلي بالناس حتى تعين عثمان، وهو الذي وليّ الصلاة على عمر - وكان له صاحبا - وكان أحمر شديد الحمرة ليس بالطويل ولا بالقصير، أقرن الحاجبين، كثير الشعر، وكان لسانه فيه عجمة شديدة.
وكان مع فضله ودينه فيه دعابة وفكاهة وانشراح، رُوي أن رسول الله ﷺ رآه يأكل بقثاء رطبا وهو أرمد إحدى العينين.
فقال: « أتأكل رطبا وأنت أرمد؟ »
فقال: إنما آكل من ناحية عيني الصحيحة، فضحك رسول الله ﷺ.
وكانت وفاته بالمدينة سنة ثمان وثلاثين، وقيل: سنة تسع وثلاثين، وقد نيف على السبعين.
محمد بن أبي بكر الصدّيق
ولد في حياة النبي ﷺ في حجة الوداع تحت الشجرة عند الحرم وأمه أسماء بنت عميس، ولما احتضر الصديق أوصى أن تغسله فغسلته، ثم لما انقضت عدتها تزوجها علي فنشأ في حجره.
فلما صارت إليه الخلافة استنابه على بلاد مصر بعد قيس بن سعد بن عُبادة كما قدمنا.
فلما كانت هذه السنة بعث معاوية عمر بن العاص فاستلب منه بلاد مصر وقتل محمد بن أبي بكركما تقدم، وله من العمر دون الثلاثين، رحمه الله ورضي الله عنه.
أسماء بنت عميس
ابن معبد بن الحارث الخثعمية، أسلمت بمكة وهاجرت مع زوجها جعفر بن أبي طالب إلى الحبشة وقدمت معه إلى خيبر، ولها منه عبد الله، ومحمد، وعون.
ولما قتل جعفر بمؤتة تزوجها بعده أبو بكر الصديق فولدت منه محمد بن أبي بكر أمير مصر، ثم لما مات الصديق تزوجها بعده علي بن أبي طالب فولدت له يحيى وعونا، وهي أخت ميمونة بنت الحارث أم المؤمنين لأمها.
وكذلك هي أخت أم الفضل امرأة العباس لأمها، وكان لها من الأخوات لأمها تسع أخوات، وهي أخت سلمى بنت عميس امرأة العباس التي له منها بنت اسمها عمارة.