→ تزويجه فاطمة الزهراء رضي الله عنهما | البداية والنهاية – الجزء السابع حديث غدير خم ابن كثير |
حديث الطير ← |
قال الإمام أحمد: حدثنا حسين بن محمد وأبو نعيم المعنى قالا: ثنا فطّر، عن أبي الطفيل قال: جمع علي الناس في الرحبة.
ثم قال لهم: أنشد الله كل امرئ مسلم سمع رسول الله يقول: يوم غدير خم ما سمع لما قام فقام كثير من الناس.
قال أبو نعيم: - فقام ناس كثير - فشهدوا حين أخذ بيده، فقال للناس: « أتعلمون إني أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ ».
قالوا: نعم يا رسول الله.
قال: « من كنت مولاه فهذا مولاه، اللهم والِ من والاه وعادِ من عاداه ».
قال: فخرجت كأن في نفسي شيئا، فلقيت زيد بن أرقم.
فقلت له: إني سمعت عليا يقول: كذا وكذا.
قال: فما تنكر؟ وقد سمعت رسول الله ﷺ، يقول ذلك له.
ورواه النسائي من حديث حبيب بن أبي ثابت، عن أبي الطفيل عنه أتم من ذلك.
وقال أبو بكر الشافعي: ثنا محمد بن سليمان بن الحارث، حدثنا عبيد الله بن موسى، ثنا أبو إسرائيل الملائي، عن الحكم، عن أبي سليمان المؤذن، عن زيد بن أرقم أن عليا انتشد الناس:
من سمع رسول الله يقول: « من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم والِ من والاه، وعادِ من عاداه ».
فقام ستة عشر رجلا فشهدوا بذلك وكنت فيهم.
وقال أبو يعلى، وعبد الله بن أحمد في مسند أبيه: حدثنا القواريري، ثنا يونس بن أرقم، ثنا يزيد بن أبي زياد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: شهدت عليا في الرحبة يناشد الناس:
أنشد بالله من سمع رسول الله، يقول: يوم غدير خم: « من كنت مولاه فعلي مولاه » لما قام فشهد قال عبد الرحمن: فقام اثنا عشر بدريا كأني أنظر إلى أحدهم عليه سراويل.
فقالوا: نشهد أنا سمعنا رسول الله ﷺ يقول يوم غدير خم: « ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجي أمهاتهم؟ ».
قلنا: بلى يا رسول الله.
قال: « فمن كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم والِ من والاه، وعادِ من عاداه ».
ثم رواه عبد الله بن أحمد، عن أحمد بن عمر الوكيعي، عن زيد بن الحباب، عن الوليد بن عقبة بن نيار، عن سماك بن عبيد بن الوليد العبسي، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى فذكره.
قال: فقام اثنا عشر رجلا.
فقالوا: قد رأيناه وسمعناه حين أخذ بيدك، يقول: « اللهم والِ من والاه، وعادِ من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله ».
وهكذا رواه أبو داود الطهوي - واسمه عيسى بن مسلم - عن عمرو بن عبد الله بن هند الجملي، وعبد الأعلى بن عامر التغلبي كلاهما، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى فذكره بنحوه.
قال الدار قطني: غريب تفرد به عنهما أبو داود الطهوي.
وقال الطبراني: ثنا أحمد بن إبراهيم بن عبد الله بن كيسان المديني سنة تسعين ومائتين.
حدثنا إسماعيل بن عمرو البجلي، ثنا مسعر، عن طلحة بن مصرف، عن عميرة بن سعد قال: شهدت عليا على المنبر يناشد أصحاب رسول الله ﷺ.
من سمع رسول الله يوم غدير خم يقول: ما قال فقام اثنا عشر رجلا منهم أبو هريرة، وأبو سعيد، وأنس بن مالك فشهدوا أنهم سمعوا رسول الله يقول: « من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم والِ من والاه وعادِ من عاداه ».
ورواه أبو العباس بن عقدة الحافظي الشيعي، عن الحسن بن علي بن عفان العامري، عن عبد الله بن موسى، عن قطن، عن عمرو بن مرة، وسعيد بن وهب، وعن زيد بن نتيع قالوا: سمعنا عليا يقول في الرحبة:
فذكر نحوه فقام ثلاثة عشر رجلا، فشهدوا أن رسول الله قال: « من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم والِ من والاه، وعادِ من عاداه، وأحب من أحبه، وأبغض من أبغضه، وانصر من نصره، واخذل من خذله ».
قال أبو إسحاق: حين فرغ من هذا الحديث يا أبا بكر أي أشياخ هم؟.
وكذلك رواه عبد الله بن أحمد، عن علي بن حكيم الأودي، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق فذكر نحوه.
وقال عبد الرزاق: عن أبي إسحاق، عن سعيد بن وهب، وعبد خير قالا: سمعنا عليا برحبة الكوفة يقول: أنشد الله رجلا سمع رسول الله ﷺ يقول: « من كنت مولاه فعلي مولاه »، فقام عدة من أصحاب رسول الله فشهدوا أنهم سمعوا رسول الله ﷺ يقول ذلك.
وقال الإمام أحمد: حدثنا محمد بن جعفر، ثنا شعبة، عن أبي إسحاق سمعت سعيد بن وهب قال: نشد علي الناس فقام خمسة أو ستة من أصحاب رسول الله، فشهدوا أن رسول الله ﷺ قال: « من كنت مولاه فعلي مولاه ».
وقال أحمد: حدثنا يحيى بن آدم، حدثنا حسين بن الحرث بن لقيط الأشجعي، عن رباح بن الحرث قال: جاء رهط إلى علي بالرحبة فقالوا: السلام عليكم يا مولانا.
فقال: كيف أكون مولاكم وأنتم قوم عرب؟.
قالوا: سمعنا رسول الله ﷺ يوم غدير خم يقول: « من كنت مولاه فإن هذا علي مولاه ».
قال رباح: فلما مضوا اتبعتهم، فسألت من هؤلاء؟
قالوا: نفر من الأنصار فيهم أبو أيوب الأنصاري.
وقال أبو بكر بن أبي شيبة: حدثنا شريك، عن حنش عن رباح بن الحرث قال: بينا نحن جلوس في الرحبة مع علي إذ جاء رجل عليه أثر السفر.
فقال: السلام عليك يا مولاي.
قالوا: من هذا؟
فقال أبو أيوب: سمعت رسول الله يقول: « من كنت مولاه فعلي مولاه ».
وقال أحمد: حدثنا محمد بن عبد الله، ثنا الربيع - يعني: ابن أبي صالح الأسلمي - حدثني زياد بن أبي زياد الأسلمي، سمعت علي بن أبي طالب ينشد الناس فقال: أنشد الله رجلا مسلما سمع رسول الله ﷺ يقول: يوم غدير خم ما قال، فقام اثنا عشر رجلا بدريا فشهدوا.
وقال أحمد: حدثنا ابن نمير، ثنا عبد الملك، عن أبي عبد الرحمن الكندي، عن زاذان، أن ابن عمر قال: سمعت عليا في الرحبة وهو ينشد الناس: من شهد رسول الله يوم غدير خم وهو يقول ما قال؟
فقام ثلاثة عشر رجلا، فشهدوا أنهم سمعوا رسول الله يقول: « من كنت مولاه فعلي مولاه ».
وقال أحمد: ثنا الحجاج بن الشاعر، ثنا شبابة، ثنا نعيم بن حكيم، حدثني أبو مريم ورجل من جلساء علي عن علي أن رسول الله ﷺ قال يوم غدير خم: « من كنت مولاه فعلي مولاه ».
قال: فزاد الناس بعد اللهم والِ من والاه، وعادِ من عاداه.
وقد روي هذا من طرق متعددة، عن علي رضي الله عنه، وله طرق متعددة عن زيد بن أرقم.
وقال غندر: عن شعبة، عن سلمة بن كهيل، سمعت أبا الطفيل يحدث عن أبي مريم أو زيد بن أرقم - شعبة الشاك - قال: قال رسول الله ﷺ: « من كنت مولاه فعلي مولاه ».
قال سعيد بن جبير: وأنا قد سمعته قبل هذا من ابن عباس.
رواه الترمذي، عن بندار، عن غندر، وقال حسن غريب.
وقال الإمام أحمد: حدثنا عفان، حدثنا أبو عوانة، عن المغيرة، عن أبي عبيد، عن ميمون بن أبي عبد الله قال: قال زيد بن أرقم وأنا أسمع: نزلنا مع رسول الله بوادٍ يقال له واد خُم، فأمر بالصلاة فصلاها بهجير.
قال: فخطبنا وظلل لرسول الله ﷺ بثوب على شجرة سمر من الشمس فقال: « ألستم تعلمون - أو لستم تشهدون - إني أولى بكل مؤمن من نفسه؟ ».
قالوا: بلى!
قال: « فمن كنت مولاه، فإن عليا مولاه، اللهم عاد من عاداه ووالِ من والاه ».
وكذا رواه أحمد: عن غندر، عن شعبة، عن ميمون بن أبي عبد الله، عن زيد بن أرقم.
وقد رواه عن زيد بن أرقم جماعة منهم أبو إسحاق السبيعي، و حبيب الأساف و عطية العوفي و أبو عبد الله الشامي، و أبو الطفيل عامر بن واثلة.
وقد رواه معروف بن حربوذ، عن أبي الطفيل، عن حذيفة بن أسيد قال: لما قفل رسول الله من حجة الوداع نهى أصحابه عن شجرات بالبطحاء متقاربات أن ينزلوا حولهن، ثم بعث إليهن فصلى تحتهن.
ثم قام فقال: « أيها الناس قد نبأني اللطيف الخبير أنه لم يعمر نبي إلا مثل نصف عمر الذي قبله، وإني لأظن أن يوشك أن ادعى فأجيب، وإني مسؤول وأنتم مسؤلون، فماذا أنتم قائلون؟ ».
قالوا: نشهد أنك قد بلّغت ونصحت وجهدت فجزاك الله خيرا.
قال: « ألستم تشهدون أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله، وأن جنته حق، وأن ناره حق، وأن الموت حق، وأن الساعة آتية لا ريب فيها، وأن الله يبعث من في القبور؟ ».
قالوا: بلى نشهد بذلك.
قال: « اللهم أشهد ».
ثم قال: « يا أيها الناس، إن الله مولاي، وأنا مولى المؤمنين، وأنا أولى بهم من أنفسهم من كنت مولاه فهذا مولاه، اللهم والِ من والاه، وعادِ من عاداه ».
ثم قال: « أيها الناس إني فرطكم وإنكم واردون عليّ الحوض، حوض أعرض مما بين بصرى وصنعاء فيه آنية عدد النجوم قدحان من فضة، وإني سائلكم حين تردون عليّ عن الثقلين فانظروا كيف تخلفوني فيهما؟ الثقل الأكبر كتاب الله سبب طرفه بيد الله، وطرف بأيديكم فاستمسكوا به لا تضلوا ولا تبدلوا، وعترتي أهل بيتي فإنه قد نبأني اللطيف الخبير إنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض ».
رواه ابن عساكر بطوله من طريق معروف كما ذكرنا.
وقال عبد الرزاق: أنا معمر، عن علي بن زيد بن جدعان، عن عدي بن ثابت، عن البراء بن عازب قال: خرجنا مع رسول الله حتى نزلنا غدير خم بعث مناديا ينادي.
فلما اجتمعنا قال: « ألست أولى بكم من أنفسكم؟ »
قلنا: بلى يا رسول الله!.
قال: « ألست أولى بكم من أمهاتكم؟ ».
قلنا: بلى يا رسول الله.
قال: « ألست أولى بكم من آبائكم؟ ».
قلنا: بلى يا رسول الله!.
قال: « ألست ألست ألست؟ ».
قلنا: بلى يا رسول الله.
قال: « من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم والِ من والاه، وعادِ من عاداه ».
فقال عمر بن الخطاب: هنيئا لك يا ابن أبي طالب أصبحت اليوم ولي كل مؤمن.
وكذا رواه ابن ماجه من حديث حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، وأبي هارون العبدي، عن عدي بن ثابت، عن البراء به.
وهكذا رواه موسى بن عثمان الحضرمي، عن أبي إسحاق، عن البراء به.
وقد روي هذا الحديث عن سعد، وطلحة بن عبيد الله، وجابر بن عبد الله وله طرق عنه، وأبي سعيد الخدري، وحبشي بن جنادة، وجرير بن عبد الله، وعمر بن الخطاب، وأبي هريرة.
وله عنه طرق منها - وهي: أغربها - الطريق الذي قال الحافظ أبو بكر الخطيب البغدادي: ثنا عبد الله بن علي بن محمد بن بشران، أنا علي بن عمر الحافظ، أنا أبو نصر حبشون بن موسى بن أيوب الخلال، ثنا علي بن سعيد الرملي، حدثنا ضمرة بن ربيعة القرشي.
عن ابن شوذب، عن مطر الوراق، عن شهر بن حوشب، عن أبي هريرة قال: من صام يوم ثماني عشرة ذي الحجة كتب له صيام ستين شهرا، وهو يوم غدير خم، لما أخذ النبي ﷺ بيد علي بن أبي طالب.
فقال: « ألست ولي المؤمنين؟ ».
قالوا: بلى يا رسول الله!
قال: « من كنت مولاه فعلي مولاه ».
فقال عمر بن الخطاب: بخ بخ لك يا ابن أبي طالب، أصبحت مولاي، ومولى كل مسلم، فأنزل الله عز وجل: « اليوم أكملت لكم دينكم ».
ومن صام يوم سبعة وعشرين من رجب كتب له صيام ستين شهرا، وهو أول يوم نزل جبريل في الرسالة.
قال الخطيب: اشتهر هذا الحديث برواية حبشون، وكان يقال: إنه تفرد به.
وقد تابعه عليه أحمد بن عبيد الله بن العباس بن سالم بن مهران، المعروف: بابن النبري، عن علي بن سعيد الشامي.
قلت: وفيه نكارة من وجوه منها، قوله نزل فيه: « اليوم أكملت لك دينكم ».
وقد ورد مثله من طريق ابن هارون العبدي، عن أبي سعيد الخدري ولا يصح أيضا، وإنما نزل يوم عرفة كما ثبت في (الصحيحين) عن عمر بن الخطاب وقد تقدم.
وقد رُوي عن جماعة من الصحابة غير من ذكرنا في قوله عليه السلام « من كنت مولاه » والأسانيد إليهم ضعيفة.