→ (التاسع والسبعون) باب ما جاء في التنزيل وذكر الفعل وكنى عن مصدره | إعراب القرآن للسيوطي
المتم الثمانين باب ما جاء في التنزيل عبر عن غير العقلاء بلفظ العقلاء |
الحادي والثمانون باب ما جاء في التنزيل وظاهره يخالف ما في كتاب سيبويه وربما يشكل على البزل الحذاق فيغفلون عنه ← |
المتم الثمانين باب ما جاء في التنزيل عبر عن غير العقلاء بلفظ العقلاء
وقد تقدم بعض ذلك في عرض كلامنا.
فمن ذلك قوله تعالى: " إن الذين تدعون من دون الله عبادٌ أمثالكم ".
يعني ب " الذين ": الأصنام.
والتقدير: إن الذين تدعونهم فحذف العائد.
وقال: " ولا تسبوا الذين تدعون من دون الله ".
يعني: الأصنام.
أي: لا تسبوا الذين تدعونهم أي: يدعوهم المشركون ف الواو ضمير المشركين فحذف العائد.
وقال: " والذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشيء ".
يعني: الأصنام يدعونهم المشركون وهكذا: " أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة " أي: الذين يدعوهم المشركون يبتغون إلى ربهم الوسيلة إلا أنهم ها هنا اختلطوا بالملائكة فغلب جانبهم وجرى الفعل في هذه الأشياء صلةً على غير من هوله ولم يبرز الضمير خلاف اسم الفاعل الجاري على غير من هوله حيث يجب إبراز الضمير فقد صح قوله: إن الفعل لما كان على صيغ مختلفة وله علامات لم يحتج إلى إبراز الضمير بخلاف الفاعل ولما عدوهم معبودين جرى عليهم ما جرى على العقلاء كما قال الله تعالى: " والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين " وقوله: " أتينا طائعين ".
لما وصفوا بالسجود والطاعة جاز جمعهم بالواو والنون وقوله: " فانكحوا ما طاب لكم " وقوله: " فما استمتعتم به منهن " وقوله: " والسماء وما بناها " وقوله: " لا أعبد ما تعبدون ولا أنتم عابدون ما أعبد ".
فقد تقدم في هذا الكتاب.
ومثل ما تقدم قوله: " والذين تدعون من دونه لا يستطيعون نصركم ".
وقال: " وإن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ".
وقال: " هل يسمعونكم إذ تدعون أو ينفعونكم أو يضرون ".
فهذا بخلاف قوله: " ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغنى عنك شيئاً ".
فجاء في وصفهم مرة بلفظ العقلاء ومرة بلفظ غير العقلاء.
وقال: " ألهم أرجلٌ يمشون بها " إلى آخر الآية.