سورة القلم
أقول: لما ذكر سبحانه في آخر تبارك التهديد بتغوير الماء استظهر عليه في هذه السورة بإذهاب ثمر أصحاب البستان في ليلة بطاف عليه فيها وهم نائمون فأصبحوا لم يجدوا له أثراً حتى ظنوا أنهم ضلوا الطريق وإذا كان هذا في الثمار وهي أجرام كثيفة فالماء الذي هو لطيف رقيق أقرب إلى الإذهاب ولهذا قال: "وَهُم نائمون فأَصبحت كالصريم" وقال هناك: "إِن أَصبحَ ماؤكُم غوراً" إشارة إلى أنه يسرى عليه في ليلة كما سرى على الثمرة في ليلة.