سورة الرحمن
أقول: لما قال سبحانه وتعالى في آخر القمر: "بل الساعةِ موعدهم والساعة أَدهى وأَمر" ثم وصف حال المجرمين في سقر وحال المتقين في جنات ونهر فصل هذا الإجمال في هذه السورة أتم تفصيل على الترتيب الوارد في الإجمال فبدأ بوصف مرارة الساعة والإشارة إلى إدهائها ثم وصف النار وأهلها والجنة وأهلها ولذا قال فيهم "ولِمن خافَ مقام ربهِ جنتان" وذلك هو عين التقوى ولم يقل: لمن آمن وأطاع أو نحوه لتتوافق الألفاظ في التفصيل والمفصل وعرف بذلك أن هذه السورة بأسرها شرح لآخر السورة التي قبلها فلله الحمد على ما ألهم وفهم.