سورة العنكبوت
أقول ظهر لي في وجه اتصالها بما قبلها: أنه تعالى لما أخبر في أول السورة السابقة عن فرعون أنه: "علا في الأَرضِ وجعلَ أَهلِها شيعاً يستضعف طائفة مِنهُم يذبح أَبناءهم ويستحي نساءهم" افتتح هذه السورة بذكر المؤمنين الذين فتنهم الكفار وعذبوهم على الإيمان بعذاب دون ما عذب به قوم فرعون بني إسرائيل تسلية لهم بما وقع لمن قبلهم وحثا لهم على الصبر ولذلك وأيضاً فلما كان في خاتمة القصص الإشارة إلى هجرة النبي ﷺ وفي خاتمة هذه الإشارة إلى هجرة المؤمنين بقوله: "يا عبادي إِن أَرضي واسعة" ناسب تتاليهما.