أقول وجه اتصالها بما قبلها أنها شرحت مفاتح الغيب الخمسة التي ذكرت في خاتمة لقمان فقوله هنا: "ثُمَ يعرج إِليهِ في يومٍ كانَ مقداره أَلف سنة مما تعدون" شرح لقوله هناك: "إِنَّ اللَهَ عِندهُ عِلمَ الساعة" ولذلك عقب هنا بقوله: "عالمِ الغيبَ والشِهادة" وقوله: "أَولَم يروا أَنّا نسوق الماء إِلى الأَرض الجرز" شرح لقوله: "ويُنزلُ الغيث" وقوله: "الذي أَحسنَ كل شيء خلقه" شرح لقوله: "ويعلَم ما في الأَرحام" وقوله: "يدبر الأَمر من السماء إِلى الأرض" و "ولو شئنا لآتينا كل نفسٍ هُداها" شرح لقوله: "وما تَدري نفسٌ ماذا تكسِبُ غداً" وقوله: "أَئذا ضللنا في الأرض" إلى قوله: "قُل يتوفاكُم ملك الموت الذي وكل بكم ثم إلى ربكم مرجعكُم" شرح لقوله: "وما تَدري نفسٌ بأَي أَرض تموت" فللهِ الحمد على ما ألهم أقول: وجه اتصالها بما قبلها: تشابه مطلع هذه ومقطع تلك فإن تلك ختمت بأمر النبي ﷺ بالإعراض عن الكافرين وانتظار عذابهم ومطلع هذه الأمر بتقوى الله وعدم طاعة الكافرين والمنافقين فصارت كالتتمة لما ختمت به تلك حتى كأنهما سورة واحدة.
أسرار ترتيب القرآن/سورة السجدة
سورة السجدة