→ باب الورع وترك الشبهات | رياض الصالحين باب استحباب العزلة عند فساد الناس المؤلف: يحيى النووي |
باب فضل الاختلاط بالناس حضور جمعهم وجماعاتهم ← |
باب استحباب العزلة عند فساد الناس والزمان أو الخوف من فتنة فى الدين ووقوع فى حرام وشبهات ونحوها
قال اللَّه تعالى (الذاريات 50): {ففروا إلى اللَّه إن لكم منه نذير مبين}.
597- وعن سعد بن أبي وقاص رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال سمعت رَسُول اللَّهِ ﷺ يقول: (إن اللَّه يحب العبد التقي الغني الخفي) رَوَاهُ مُسلِمٌ. والمراد بـ (الغني): غني النفس. كما سبق في الحديث الصحيح (انظر الحديث رقم 522).
598- وعن أبي سعيد الخدري رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال رجل: أي الناس أفضل يا رَسُول اللَّه قال: (مؤمن مجاهد بنفسه وماله في سبيل اللَّه) قال: ثم من قال: (ثم رجل معتزل في شعب من الشعاب يعبد ربه) وفي رواية (يتقي اللَّه ويدع الناس من شره) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
599- وعنه رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ ﷺ: (يوشك أن يكون خير مال المسلم غنم يتبع بها شعف الجبال، ومواقع القطر يفر بدينه من الفتن) رَوَاهُ البُخَارِيُّ.
و (شعف الجبال): أعلاها.
600- وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ عن النبي ﷺ قال: (ما بعث اللَّه نبياً إلا رعى الغنم) فقال أصحابه: وأنت قال: (نعم كنت أرعاها على قراريط لأهل مكة) رَوَاهُ البُخَارِيُّ.
601- وعنه رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ عن رَسُول اللَّهِ ﷺ أنه قال: (من خير معاش الناس رجل ممسك عنان فرسه في سبيل اللَّه يطير على متنه، كلما سمع هيعة أو فزعة طار عليه يبتغي القتل أو الموت مظانه، أو رجل في غنيمة في رأس شعفة من هذه الشعف، أو بطن واد من هذه الأودية يقيم الصلاة، ويؤتي الزكاة، ويعبد ربه حتى يأتيه اليقين ليس من الناس إلا في خير) رَوَاهُ مُسلِمٌ.
(يطير): أي يسرع.
و (متنه): ظهره.
و (الهيعة): الصوت للحرب.
و (الفزعة): نحوه.
و (مظان الشيء): المواضع آلتي يظن وجوده فيها.
و (الغنيمة) بضم الغين: تصغير الغنم.
و (الشعفة) بفتح الشين والعين: هي أعلى الجبل.