→ باب التواضع وخفض الجناح للمؤمنين | رياض الصالحين باب تحريم الكبر والإعجاب المؤلف: يحيى النووي |
باب حسن الخلق ← |
باب تحريم الكبر والإعجاب
قال اللَّه تعالى (القصص 83): {تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علواً في الأرض ولا فساداً، والعاقبة للمتقين}.
وقال تعالى (الإسراء 37): {ولا تمش في الأرض مرحاً}.
وقال تعالى (لقمان 18): {ولا تصعر خدك للناس ولا تمش في الأرض مرحاً، إن اللَّه لا يحب كل مختال فخور}.
ومعنى {تصعر خدك للناس}: أي تميله وتعرض به عن الناس تكبراً عليهم.
و{المرح}: التبختر.
وقال تعالى (القصص 76): {إن قارون كان من قوم موسى فبغى عليهم، وآتيناه من الكنوز ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوة، إذ قال له قومه لا تفرح إن اللَّه لا يحب الفرحين} إلى قوله تعالى: {فخسفنا به وبداره الأرض} الآيات.
612- وعن عبد اللَّه بن مسعود رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ عن النبي ﷺ قال: (لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر!) فقال رجل: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسناً ونعله حسنة قال: (إن اللَّه جميل يحب الجمال. الكبر بطر الحق، وغمط الناس) رَوَاهُ مُسلِمٌ.
(بطر الحق): دفعه ورده على قائله.
و (غمط الناس): احتقارهم.
613- وعن سلمة بن الأكوع رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن رجلاً أكل عند رَسُول اللَّهِ ﷺ بشماله فقال: (كل بيمينك) قال: لا أستطيع. قال: (لا استطعت!) ما منعه إلا الكبر. قال: فما رفعها إلى فيه. رَوَاهُ مُسلِمٌ.
614- وعن حارثة بن وهب رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: سمعت رَسُول اللَّهِ ﷺ يقول: (ألا أخبركم بأهل النار كل عتل جواظ مستكبر) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ. وتقدم شرحه في باب ضعفة المسلمين (انظر الحديث رقم 252).
615- وعن أبي سعيد الخدري رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ عن النبي ﷺ قال: (احتجت الجنة والنار؛ فقالت النار: في الجبارون والمتكبرون. وقالت الجنة: في ضعفاء الناس ومساكينهم. فقضى اللَّه بينهما: إنك الجنة رحمتي أرحم بك م أشاء، وإنك النار عذابي أعذب بك من أشاء، ولكليكما علي ملؤها) رَوَاهُ مُسلِمٌ.
616- وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن رَسُول اللَّهِ ﷺ قال: (لا ينظر اللَّه يوم القيامة إلى من جر إزاره بطرا) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
617- وعنه رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ ﷺ: (ثلاثة لا يكلمهم اللَّه يوم القيامة، ولا يزكيهم، ولا ينظر إليهم، ولهم عذاب أليم: شيخ زان، وملك كذاب، وعائل مستكبر) رَوَاهُ مُسلِمٌ.
(العائل): الفقير.
618- وعنه رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ ﷺ: (العز إزاري، والكبرياء ردائي، فمن ينازعني عذبته) رَوَاهُ مُسلِمٌ.
619-وعنه رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن رَسُول اللَّهِ ﷺ قال: (بينما رجل يمشي في حلة تعجبه نفسه، مرجل رأسه، يختال في مشيته إذ خسف اللَّه به فهو يتجلجل في الأرض إلى يوم القيامة) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
(مرجل رأسه): أي مشطه.
(يتجلجل) بالجيمين أي يغوص وينزل.
620- وعن سلمة بن الأكوع رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ ﷺ: (لا يزال الرجل يذهب بنفسه حتى يكتب في الجبارين فيصيبه ما أصابهم) رَوَاهُ التِّرمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيثٌ حَسَنٌ.
(يذهب بنفسه): أي يرتفع ويتكبر.