→ باب فضل الغني الشاكر | رياض الصالحين باب ذكر الموت وقصر الأمل المؤلف: يحيى النووي |
باب استحباب زيارة القبور للرجال ← |
باب ذكر الموت وقصر الأمل
قال اللَّه تعالى (آل عمران 185): {كل نفس ذائقة الموت، وإنما توفون أجوركم يوم القيامة، فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز، وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور}.
وقال تعالى (لقمان 34): {وما تدري نفس ماذا تكسب غداً، وما تدري نفس بأي أرض تموت}.
وقال تعالى (النحل 61): {فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة، ولا يستقدمون}.
وقال تعالى (المنافقون 9-11): {يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر اللَّه، ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون، وأنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت فيقول: رب لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصدق وأكن من الصالحين، ولن يؤخر اللَّه نفساً إذا جاء أجلها، والله خبير بما تعملون}.
وقال تعالى (المؤمنون 99- 115): {حتى إذا جاء أحدهم الموت قال: رب ارجعون لعلي أعمل صالحاً فيما تركت. كلا إنها كلمة هو قائلها، ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون، فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون. فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون، ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم في جهنم خالدون، تلفح وجوههم النار، وهم فيها كالِحُون. ألم تكن آياتي تتلى عليكم فكنتم بها تكذبون!}
إلى قوله تعالى {قال كم لبثتم في الأرض عدد سنين قالوا: لبثنا يوماً أو بعض يوم فاسأل العادين. قال: إن لبثتم إلا قليلاً لو أنكم كنتم تعلمون، أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً وأنكم إلينا لا ترجعون !}.
وقال تعالى (الحديد 16): {ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر اللَّه وما نزل من الحق، ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم، وكثير منهم فاسقون}.
والآيات في الباب كثيرة معلومة.
574- وعن ابن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: أخذ رَسُول اللَّهِ ﷺ بمنكبي فقال: (كن في الدنيا كأنك غريب، أو عابر سبيل) وكان ابن عمر يقول: إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وخذ من صحتك لمرضك، ومن حياتك لموتك. رَوَاهُ البُخَارِيُّ.
575- وعنه رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن رَسُول اللَّهِ ﷺ قال: (ما حق امرئ مسلم له شيء يوصي فيه يبيت ليلتين إلا ووصيته مكتوبة عنده) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ. هذا لفظ البخاري.
وفي رواية لمسلم (يبيت ثلاث ليال) قال ابن عمر: ما مرب علي ليلة منذ سمعت رَسُول اللَّهِ ﷺ قال ذلك إلا وعندي وصيتي.
576- وعن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: خط النبي ﷺ خطوطاً فقال: (هذه الأمل وهذا أجله، فبينما هو كذلك إذ جاء الخط الأقرب) رَوَاهُ البُخَارِيُّ.
577- وعن ابن مسعود رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: خط النبي ﷺ خطاً مربعاً، وخط خطاً في الوسط خارجاً منه، وخط خططاً صغاراً إلى هذا الذي في الوسط من جانبه الذي في الوسط فقال: (هذا الإنسان، وهذا أجله محيطاً به، أو قد أحاط به، وهذا الذي هو خارج أمله، وهذه الخطط الصغار الأعراض؛ فإن أخطأه هذا نهشه هذا، وإن أخطأه هذا نهشه هذا) رَوَاهُ البُخَارِيُّ.
578- وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن رَسُول اللَّهِ ﷺ قال: (بادروا بالأعمال، سبعاً: هل تنتظرون إلا فقراً منسياً، أو غنىً مطغياً، أو مرضاً مفسداً، أو هرماً مفنداً، أو موتاً مجهزاً، أو الدجال فشر غائب ينتظر، أو الساعة فالساعة أدهى وأمر !) رَوَاهُ التِّرمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيثٌ حَسَنٌ.
579- وعنه رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ ﷺ: (أكثروا ذكر هاذم اللذات) يعني الموت. رَوَاهُ التِّرمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيثٌ حَسَنٌ.
580- وعن أبي بن كعب رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال كان رَسُول اللَّهِ ﷺ إذا ذهب ثلث الليل قام فقال: (يا أيها الناس اذكروا اللَّه، جاءت الراجفة تتبعها الرادفة، جاء الموت بما فيه، جاء الموت بما فيه!) قلت: يا رَسُول اللَّهِ إني أكثر الصلاة عليك فكم أجعل لك من صلاتي فقال: (ما شئت) قلت: الربع قال: (ما شئت فإن زدت فهو خير لك) قلت: فالنصف قال: (ما شئت فإن زدت فهو خير لك) قلت: فالثلثين قال: (ما شئت فإن زدت فهو خير لك) قلت: أجعل لك صلاتي كلها قال: (إذاً تكفى همك، ويغفر لك ذنبك) رَوَاهُ التِّرمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيثٌ حَسَنٌ.