→ باب التنافس فى أمور الآخرة | رياض الصالحين باب فضل الغني الشاكر المؤلف: يحيى النووي |
باب ذكر الموت وقصر الأمل ← |
باب فضل الغني الشاكر وهو من أخذ المال من وجهه وصرفه فى وجوهه المأمور بها
قال اللَّه تعالى (الليل 5-7): {فأما من أعطى واتقى، وصدق بالحسنى، فسنيسره لليسرى}.
وقال تعالى (الليل 17-21): {وسيجنبها الأتقى، الذي يؤتي ماله يتزكى، وما لأحد عنده من نعمة تجزى، إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى، ولسوف يرضى}.
وقال تعالى (البقرة 272): {إن تبدوا الصدقات فنعما هي، وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم، ويكفر عنكم من سيئاتكم، والله بما تعملون خبير}.
وقال تعالى (آل عمران 92): {لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون، وما تنفقوا من شيء فإن اللَّه به عليم}. والآيات في فضل الإنفاق في الطاعات كثيرة معلومة.
571- وعن عبد اللَّه بن مسعود رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ ﷺ: (لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه اللَّه مالاً فسلطه على هلكته في الحق، ورجل آتاه اللَّه حكمة فهو يقضي بها ويعلمها) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ. وتقدم شرحه قريباً (انظر الحديث رقم 544).
572- وعن ابن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنهُما عن النبي ﷺ قال: (لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه اللَّه القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار، ورجل آتاه اللَّه مالاً فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
(الآناء): الساعات.
573- وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن فقراء المهاجرين أتوا رَسُول اللَّهِ ﷺ فقالوا: ذهب أهل الدثور بالدرجات العلى والنعيم المقيم. فقال: (وما ذاك ) فقالوا: يصلون كما نصلي، ويصومون كما نصوم، ويتصدقون ولا نتصدق، ويعتقون ولا نعتق. فقال رَسُول اللَّهِ ﷺ: (أفلا أعلمكم شيئاً تدركون به من سبقكم، وتسبقون به من بعدكم، ولا يكون أحد أفضل منكم إلا من صنع مثل ما صنعتم ) قالوا: بلى يا رَسُول اللَّهِ. قال: (تسبحون، وتحمدون وتكبرون، دبر كل صلاة ثلاثاً وثلاثين مرة) فرجع فقراء المهاجرين إلى رَسُول اللَّهِ ﷺ فقالوا: سمع إخواننا أهل الأموال بما فعلنا ففعلوا مثله. فقال رَسُول اللَّهِ ﷺ: (ذلك فضل اللَّه يؤتيه من يشاء) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ. وهذا لفظ مسلم.
(الدثور): الأموال الكثيرة، والله أعلم.