الرئيسيةبحث

الفنون والآداب ( Art and the arts )



السيمفونية الشعبية. انسجام الأصوات والإيقاعات الموسيقية العذبة يشكِّل في مجموعه كيمياء سحرية غير ملموسة يمكن أن توصل إلى منتهى النشوة.
الفنون والآداب بمعناها الواسع، المهارة في الصنع أو الدقة في العمل. فقد نقول : إن فلانًا يمارس ويتقن فن صُنع السلال، أو ضبط الأجهزة، أو تسديد هدف في المرمى. وبهذا المعنى يوجد عدد من الفنون، يمثل أنواع النشاطات الإرادية المتخصصة التي يمارسها بنو البشر.

تستخدم كلمة فن بأساليب أخرى عديدة. فبعض الناس يتحدث عن الفنون المفيدة، أي تلك الفنون التي تنتج أشياء جميلة للاستعمال اليومي، والفنون التزيينية وهي التي تستهدف إنتاج أشياء جميلة لذاتها. وتوفر الجامعات والكليات دراسات لنيل درجة الإجازة في تخصصات كالتاريخ والفلسفة. أما كليات الفنون التطبيقية فتوفر دراسات في موضوعات مثل فن العمارة والرسم الميكانيكي. ويستخدم المعلمون تعبير فنون اللغة للإشارة إلى المهارات المتعلقة بفنون القراءة والكتابة والمحادثة والهجاء. ويشير بعض الناس إلى الفنون التخطيطية مثل تلك المستخدمة في فن الطباعة ونشر الكتب. وتستخدم كلمة فن عادة بشكل متخصص. ويعتقد بعض الناس أن الإيضاح الموسَّع يجعل من الفن حرفة. ويفضلون أن يطلقوا كلمة فن على الأنشطة التي تتصل برسم لوحة أو كتابة مسرحية درامية أو تأليف قطعة موسيقية. وقد أوجدت مثل هذه الأنشطة بحيث ينتج عنها عملٌ فنّيٌ.

دواعي الفن

رسوم تخطيطية يرسمها الأطفال في الشارع.
البشر صناع الكثير من الأشياء ولأغراض جمّة. وتخدم بعض الإبداعات متطلبات عملية واضحة. فالناس على سبيل المثال، في حاجة دائمة للأدوات لممارسة أعمال مثل القطع أو الحفر أو القتل أو الأكل، غير أن الناس بمختلف حضاراتهم وثقافاتهم يشعرون بحاجتهم الماسة لأشياء أخرى أقل وضوحًا من تلك الأشياء، فهم أولاً يرغبون فعل شيء يوحي إليهم بالرضى بطريقة خاصة، أي شيء يستحق التأمل أو الاستماع. وهم ثانيًا، يريدون صنع شيء يُذكِّر الآخرين بأشياء معيّنة تستحقُّ التذكّر، ويسمى هذان الدافعان الاهتمام بالشكل والاهتمام التذكاري.

الاهتمام بالشكل:

أبدى الناس ـ أينما عاشوا ـ اهتمامًا بالترتيب دومًا. فهم يستمتعون بأنماط معيّنة من التباين والتوازن. ولقد نحت الناس في عصور ما قبل التاريخ قبضات سكاكين الصيد بأشكال جميلة تبعث البهجة. كما عمدوا لترتيب الأشياء في بيوتهم بأنماط منتظمة، تمامًا كما نفعل الآن في بعض الأحيان. فنحن نسعد ونهتم بأشكال وطُرز الملابس التي نلبسها، أو المجوهرات التي ترتديها نساؤنا، أو بطريقة تشذيب العشب في حدائقنا، أو استخدام أدوات الزينة لتزيين سياراتنا. ولا يَنْصَبُّ اهتمامنا في هذه الحالة، أو لا ينصب بشكلٍ خاص، على تأمين أمور عملية، مثل تأمين الدفء، أو الحماية أو الفعالية، بل إنّ ما يهمنا بشكل أساسي هو أن نصنع الأشياء على أجمل وجه ممكن.

الاهتمام التذكاري:

تأخذ بعض الأحداث والأفكار مكان الصدارة في حياتنا. وقد استخدم بنو البشر منذ أقدم العصور رموزًا شكلية أو احتفالات لتخليد مثل تلك الأحداث، أو للإبقاء على مثل تلك الأفكار. فقد لجأ الوثنيون القدماء إلى استخدام الرقص والطقوس مثلاً، أملاً في تأكيد نجاح مواسم بذر البذور وحصاد المحصول، أو مواسم الصيد والحرب. وجسّد الإغريق القدماء سمات إنسانية معينة مثل الشجاعة والقوة والجمال في تمثيل آلهتهم. ونحن نلجأ إلى إلقاء الخُطب والغناء والمرح في حفلات الزواج في وقتنا الحاضر. وبتعبير آخر فإننا نعطي المناسبة شكلاً معينًا، كي نتذكرها، أي نحتفل بالمناسبة لكي نزيد من إحساسنا بأهميتها.

العمل الفني

الرسام الأمريكي فرانك ستيلا يعمل في مرسمه.

التجربة الجمالية:

تأتي الأعمال الفنية نتيجة التقاء الاهتمام بالشكل بالاهتمام التذكاري. فهذه الأعمال ترضي اهتمامنا بالشكل، وتذكرنا في الوقت نفسه بشيءٍ نعده قيمًا. ولكننا حين ندخل في تجربة العمل الفني، فإننا لا نشعر برغبتين منفصلتين، بل تلتحمان معًا، لتبدعا تجربة خاصة نخوض غمارها، اعتاد المختصون تسميتها التجربة الجمالية.

فالملحمة اليونانية الأوديسة تثير لدينا الرغبتين معًا. فهي ليست مجرد قصة تتناول المشاكل الأساسية للإنسان، ودراسة عن قدرة الإنسان على التكيف والابتكار، بل هي أيضًا قصة تروى بحذق وبطريقة مشوقة تصل بها إلى مستوى الذروة. أو بعبارة أخرى فإن الشكل يعزز ويدعم المعنى. ★ تَصَفح: الأوديسة. ولوحة فينسنت فان جوخ زهور دوَّار الشمس ليست مجرد تركيبة شكلية من الأشكال والألوان، بل فيها حيوية متألقة تظل باقية في أذهاننا رمزًا لتفجر الطبيعة بالحياة. وللحصول على أمثلة أخرى حول سبل التحام الاهتمامين أو الرغبتين، الشكلية والتذكارية، ★ تَصَفح: التصوير التشكيلي.

وقد تتباين الأعمال الفنية ـ إلى حد بعيد ـ في درجة جمعها بين الاهتمام بالشكل والاهتمام التذكاري. ففي الجانب الأقصى من المعادلة مثلاً تعالج مسرحيات شكسبير المأساوية مواقف إنسانية أساسية، وتحرك أعماقنا، وتشدنا مرة بعد أخرى ونحن نكتشف أدق المعاني وأكثرها تعقيدًا في هذه المسرحيات.

وفي الطرف الآخر من المعادلة، حيث يكون الاهتمام التذكاري في أدنى مستوياته، نجد لوحات ومنحوتات شديدة التجريد. ويشمل ذلك لوحات بيكاسو ولوحة كونستانتين برانكوسي التكعيبية طائر في الفضاء. ويسيطر عنصر الاهتمام بالشكل على الأنغام ومزج الألحان في موسيقى سباستيان باخ التي تحمل اسم المقدمات والفيوجات، وفي موسيقى الحجرة لهايدن.

وهذا ينطبق أيضًا على الأنماط الشكلية للباليه التقليدي، أو الأنماط الأكثر تحررًا من الرقص الحديث. فمثل هذه الأعمال لا تعد وسيلة للتعبير عن موضوعات ذات أهمية. غير أن بعض الخبراء يجادلون ويقولون إن هناك لمحات من عنصر التذكر في هذه الفنون. وقد نلمح بعض سمات الحيوية والرشاقة والقوة، حتى في الرسم التجريدي. فلوحة طائر في الفضاء لا تمثل طائرًا في الواقع بل تعبر بعض الشيء عن التحليق السريع للطائر. أما مقطوعة المقدمات والفيوجات والرقصات ففيها لمحات من القوة والسعادة والمرح التي نجدها في الحياة البشرية، وهي جديرة بالاعتبار.

الجمال والمغزى:

يحاول بعض المختصين وصف عنصري الاهتمام أحيانًا بأنهما عنصرا الجمال والمغزى، ويعرفون عنصر الشكل بأنه الرغبة في صُنع الأشياء الجميلة والاستمتاع بها.

إلا أن آخرين ممن يركزون على العنصر الفكري في الفن، يفضلون استعمال كلمة الجمال بمعناها الأوسع. وهم يقولون: إن التلبية المرضية لعنصر الشكل في طراز العمل الفني في حد ذاته، وشدة العنصر التذكاري، يسهمان كلاهما في تأكيد الناحية الجمالية فيه.

الجمال والمنفعة:

الجمال، حتى بمعناه الأوسع، منفصل عن الفائدة. فهناك أنواع معينة من الأعمال الفنية، مثل الرسم والموسيقى، لا تعتبر مجدية، أو هي قليلة الجدوى من الناحية العملية، باستثناء قيمتها بوصفها أعمالاً فنية فحسب. وعلى الرغم من أنه يمكننا أن نستخدم شكلاً منحوتًا لإسناد باب، إلا أن استخدامه الأساسي يأتي لكونه عملاً من أعمال النحت أولاً. وهناك قطع أخرى مثل المقاعد أو الأكواب تصمم لتحقيق مهمات معينة، غير أنها لا تعدو مجرد كونها قطعًا فنية، وقد تُعرض في المتاحف إذا كانت تثير انفعالاً جماليًا.

تصنيف الفنون

الفنون المفيدة تستهدف صُنع قطع للاستعمال اليومي، تتميز بطابع يجمع بين الأناقة والخيال. والمقاعد (الكراسي) التي تبدو في الصورة أعلاه تُعَدُّ أعمالاً فنية، وهي في الوقت نفسه قطع أثاث يستعملها الناس.
تجمع الأعمال الفنية ـ بصفة عامة ـ سمات مشتركة. فهي جميعًا تخاطب مداركنا الحسية، كالموسيقى التي نسمعها، أو مفاهيمنا الإدراكية، كالقصة التي نقوم بقراءتها ؛ فكل عمل من هذه الأعمال يعرض بطريقة ما. فالشكل المنحوت، مثلاً، يوضع فوق قاعدة خاصة، والمسرحية تُمثَّل على خشبة المسرح. وطريقة العرض هذه، تساعدنا في فهم ماهية هذا العمل، بوصفه عملاً مكتملاً. وتتفاوت درجة تعقيد مثل هذه الأعمال ؛ فالمسرحية تضم شخصيات عديدة، واللوحة تتشكل من ظلال وألوان، والمقطوعة الموسيقية تضم مجموعة متنوعة من الأصوات، وينتظم العمل في وحدة متكاملة إلى حد ما.

وتختلف الأعمال الفنية في الوقت نفسه في الكثير من الجوانب المهمة. فبعضها قد يروي قصة ما، مثل الأوبرا (المسرحية الغنائية) والروايات، بينما لا يمكن لأعمال أخرى أن تؤدّي مثل هذه المهمّة، كلوحات رسوم الطبيعة الصامتة أو معزوفات موسيقى الحجرة. ويلزم بعض الوقت لأنواع معينة من الفنون كالموسيقى والشعر، لكي يُفهم مغزاها، بينما تتكشف جوانب بعض الفنون الأخرى على الفور، مثل التصوير التشكيلي. إلا أن من الواجب علينا ألا نبالغ في التركيز على هذه النقطة، إذ يلزم مرور بعض الوقت لكي تفهم لوحة ما فهمًا تامًا، تمامًا شأن سماع سيمفونية (معزوفة موسيقية كبرى). وبعض الأعمال الفنية تصل إلينا على الهيئة التي خرجت بها من يد مبدعها، بينما تتطلب أعمال أخرى أن تعرض أو تشرح وتفسر من قبَل أشخاص آخرين. فالأوركسترا مثلاً تتولى عزف المقطوعة الموسيقية بينما يقوم المهندس المعماري بتنفيذ المخطط المعماري ليخرجه إلى حيز الوجود واقعًا ملموسًا.

ولكن السبيل الأساسي لتصنيف الأعمال الفنية يتمُّ بناء على أنماط العناصر التي تتكوّن منها كلٌ من هذه الفنون. فالفنون التي تستخدم الكلمات تختلف عن تلك التي لا تستخدمها، حيث تُعطي الكلمات مفهومًا معينًا للفنون.

الفنون اللفظية:

هي فنون الأدب والخطابة. ويمكن تقسيم فنون الأدب إلى الشعر والقصة والمقالة، ويقدِّم نُقاد الأدب معايير معينة، لتمييز الأعمال الأدبية عن الأعمال المكتوبة الأخرى، مثل العلوم والتاريخ. ★ تَصَفح: الخطابة.

الفنون غير اللفظية:

وتشمل نوعين أساسين: 1ـ التأليف الموسيقي. 2ـ التصاميم البصرية.

فالأعمال التي تتألف من أنماط صوتية وطبقات صوتية أو إيقاعات، تعد مؤلفات موسيقية. ويمكن اعتبار أي نغم ـ مهما كان بسيطًا، حتى وإن كان عزفًا منفردًا على الدف الذي لا نغم فيه ـ قطعة موسيقية. أما الأعمال التي تتكون من أنماط من الخطوط والأشكال والألوان فهي تصاميم بصرية.

ويمكن تصنيف الفنون على أُسس أخرى كذلك. فالتصاميم البصرية مثلاً، يمكن تصنيفها على أساس المواد المستخدمة فيها، أو طريقة إنتاج هذه التصاميم. وعلى هذا الأساس يمكن التفريق بين التصوير والطبع من جهة، والتصوير التشكيلي من جهة أخرى. وفي مجال فنون الطبع، يمكن فصل أعمال حفر الكليشيه عن الطباعة الحجرية، كما يمكن للوحة أن ترسم بالألوان الزيتية أو الألوان المائية.

هناك مجموعة ثالثة من الفنون غير اللفظية يعدها بعض النقاد جزءًا من المجموعة الثانية، وهي مواد ثلاثية الأبعاد يمكن رؤيتها من مناظير مختلفة، كما يمكننا أن نلمسها ؛ وتشمل فنون النحت والعمارة وصناعة الأواني الزجاجية الرائعة والمجوهرات والأثاث.

الفنون المختلطة:

مزيج من الفنون الأساسية ؛ فالأغاني مثلاً تتألف من الموسيقى والشعر، والرقص مزيج من الموسيقى والحركة، والمسرحية تشمل الحركة والكلمات والمشاهد المسرحية.

ويتساءل بعض المفكرين ـ أحيانًا ـ عما إذا كانت حواس أخرى، إلى جانب حاستي البصر والسمع، تستخدم أحيانًا في الأعمال الفنية. فهل يعد طعام عشاء صنعه خبراء في فن الطبخ، ويحتوي أطباقًا تتدرج من الحساء إلى المكسرات عملاً فنيًا؟ وهل يمكن اعتبار سلسلة من العطور المختلفة عملاً فنيًا أيضًا؟.

الاستمتاع بالفن

يدرك كل من يحب سماع الموسيقى، أو يستغرق استغراقًا كليًا في كتاب يتصفحه، أو من يقضي الساعات الطوال بكل سعادة، وهو يرسم لوحة فنية، عمق السعادة التي يجدها الإنسان في الفن. وعلى الرغم من أن التعبير بالكلمات عن ماهية هذه السعادة ليس بالأمر السهل، فإنّه يمكن القول إن الأْعمال الفنية من الأشياء التي توفر لنا أعمق التجارب.

إذ يمكن لقطعة موسيقية جميلة، أو لوحة فنيّة رائعة، أو مسرحية راقية أن تستحوذ على أحاسيسنا، حين نستغرق فيها كل الاستغراق، بحيث تقودنا في الاتجّاه الذي تستهدفه. وتصل القطعة الموسيقية إلى نهايتها في اللحظة المناسبة، وبالأسلوب المناسب. والمسرحية تنتهي بالطريقة التي تبدو ملائمة وحتمية، وإن كانت ليست نهاية سعيدة بالضرورة. وحين نتمعن أكثر فأكثر بلوحة رسم، فإننّا ندرك أن أجزاءها إنما يستكمل بعضها بعضًا، وأنها رسمت لكي يكمل بعضها بعضًا، وبذلك نشعر بمدى التناسق في العمل الفني، ونحس بالانسجام والتواؤم في دخيلتنا أيضًا.

وبذا يتميز هذا النوع من الفن عن التسلية البسيطة. فالعمل الذي يمكن فهمه وإدراك كنهه بسهولة، لا يتطلب منا الكثير من الجهد، وقد يعطينا السعادة، ولكنه لا يأسر جوارحنا وعواطفنا حتى الأعماق. وقد يصرف انتباهنا عن متاعبنا اليومية لبعض الوقت، إلا أنه لا يمنحنا التجربة الروحية الفنية التي يثيرها فينا الفن المليء بالحيوية والتناغم.

دراسة الفنون

لا بد لنا من بذل الكثير من الجهد لفهم الأعمال الفنية، لكي نستمتع بقيمتها الحقيقية. فالأعمال الموسيقية والشعرية المبدعة، تثير غالبًا صعوبة كبيرة، وليس لنا أن نتوقع إدراك خفاياها على الفور. كما أننا لا نستطيع دائمًا أن ندرك قيمتها الحقيقية بلمحة واحدة. وقد نستمتع بالاستماع لقطعة موسيقية، ونحن نقرأ الصحيفة أو نقشر حبات البطاطس، إلاّ أنّ علينا أن نستمع إلى القطع الموسيقية الراقية بانتباه كامل، لكي نكتشف كل ما فيها من إبداع.

وقد يجد بعضنا أنه لا يستمتع بنوع أو آخر من أنواع الفنون، إلا أن معظمنا يجد متعةً جمالية في بعض الفنون، إذا عرفنا كيف نتعامل معها. ويجد كثير منا معينًا لا ينضب على مدى الحياة في الموسيقى والرسم والشعر.

وقد نكتشف أيضًا، ما إذا كانت لدينا القدرة على صُنع أعمال فنية. فإذا تسنى لنا ذلك فإن هذا سيكون مصدر سعادة لا نود لأنفسنا أن نخسره. فبعض الأطفال يتلقون دروسًا في الموسيقى، ويتعلّمون ترديد الأناشيد معًا، ويدرسون الرسم أيضًا، وقد يجرب بعضهم فن التمثيل هواية، أو يكتبون القصص والشعر. وقد يملك بعضهم مواهب عظيمة ويصبحون فنانين محترفين، بينما يبقى آخرون مجرد هواة. وحتى أولئك الذين يقتنعون بأنهم لا يمتلكون مَلَكات إبداعية كبيرة، فإنه يتبين لهم أن محاولة الرسم أو الكتابة إنما تعزز حدة مداركهم، وتزيد من استمتاعهم بالفنون.

وهناك منطلق نظري يمكن النظر للفنون من خلاله. فقد نشرع في التمعن في بعض المشكلات الأعمق، التي تعبر عنها هذه الأعمال، وهذا مايسمى علم الجمال. وهذا العلم يحاول تقصي أسباب تفضيل عمل فني على آخر، وفيما إذا كانت هناك مقاييس موضوعية للنقد. ★ تَصَفح: الجمال، علم. كما يتقصَّى علم الجمال ما إذا كان اهتمامنا بالفن يرتبط باهتمامات فلسفية أخرى. ولقد درس النقاد والفلاسفة مثل هذه القضايا، وحين نطرح مثل هذه الأسئلة فإننّا نصبح فلاسفة أيضًا. ★ تَصَفح: الفنون الإسلامية.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية