الرئيسيةبحث

القوطي، الفن ( Gothic art )



القوطي، الفن. الفن القوطي كلمة أطلقت على الفن في أواخر القرون الوسطى وبخاصة من منتصف القرن الثاني عشر الميلادي إلى نحو عام 1400م. نشأ اسم قوطي مع مثقفي النهضة الإيطالية المعروفين بالانسانيين ويُنسب إلى قبائل القوط الجرمانية التي اجتاحت إيطاليا في القرن الخامس الميلادي. ويعتبر الإنسانيون فن القرون الوسطى من إنتاج القوط الهمج.

فن المعمار القوطي المبكر:

يُعتبر الفن القوطي من الأساليب الفنية القليلة التي لا يُعرف تاريخ ظهورها بالتحديد. فقد أُدخل لأول مرة في دير القديس دينيس، وهي مقبرة ملوك فرنسا شمال مدينة باريس، وأشرف رئيس الدير، سوغر على إعادة بناء الجزء الغربي والشرقي من الكنيسة بهذا الأسلوب الجديد وتم إنجازه عام 1144م. ونجح الطراز القوطي نجاحًا سريعًا. وبحلول عام 1250م انتشر في أنحاء أوروبا وقامت كثير من المناطق في أوروبا بإدخال تعديلاتها المميزة الخاصة أثناء القرنين الثالث عشر والرابع عشر الميلاديين.

يقترن الطراز القوطي بعصر إنشاء الكنيسة في أوروبا الشمالية. ويتسم هذا الطراز غالبًا بطرق إنشائية معينة كالأقواس البارزة والعقود المعمارية المضلّعة والدعائم الطائرة (الأكتاف)، إلا أن كلاً من الأقواس البارزة والقناطر المضلّعة كانت موجودة في الطراز الرومانسكي الذي كان منتشرًا خلال القرن الحادي عشر وبداية القرن الثاني عشر الميلادي. والفرق بين الطراز الرومانسكي والطراز القوطي هو طريقة توفير المساحة. ففي الطراز الرومانسكي تتحقق المساحة بوساطة جميع الفسحات بين الأعمدة وحدة وحدة لتكوين المساحة الكلية، بينما تتحقق المساحة في الطراز القوطيّ كمساحة إجمالية مقسمة إلى وحدات.

ومن الملاحظ أنّ البناء الهندسيّ القوطيّ كبير الحجم عظيم الارتفاع. وقد جمع بين هذين العاملين لأول مرة في كاتدرائية نوتردام في باريس، حيث خُفّض استعمال الدعائم الطائرة من المساحة الضرورية للجدران المطلوبة للدعم مما أمكن معه استعمال النوافذ ذات الزجاج الملوَّن.

الفن المعماري القوطي المتأخر:

نشأ طراز يُعرف بالقوطي المتأخر في نهاية القرن الثاني عشر الميلادي. وتمثل بعض الكاتدرائيات في فرنسا أجمل الأمثلة لهذا الطراز.

وفي منتصف القرن الثالث عشر الميلادي تغيّر الذوق ولم تعد ضخامة المنشآت مرغوبة، وفي الوقت نفسه أدّت مهارة المصممين، ومقدرة النقاشين الفنية، إلى ظهور مقاييس جديدة للأناقة وإلى رغبة في الإكثار من الزينة، خاصة في زخرفة النوافذ.

هناك أسلوب جديد يُعرف بالرايوننت اشتهر أيضًا خلال الفترة القوطية المتأخرة. وأخذ اسمه من الأشكال الهندسية المشعة للنوافذ الوردية الكبيرة. وأحسن مثال لأسلوب الرايوننت هو سينت شابلي في باريس، التي بناها الملك لويس التاسع. وساعد الرايوننت في نشر الطراز القوطي في أنحاء أوروبا. ومن الأسباب التي أدت إلى ذلك اهتمام الملوك بمحاكاة أسلوب لويس التاسع.

الفن المعماري القوطي في إنجلترا:

بدأ مع إعادة بناء الجزء المخصص للكهنة أو المرتلين في كنيسة كانتربري عام 1174م بوساطة البناء الفرنسي وليم السيني. وطور الإنجليز طرازًا قوطيًا محليًا متميزًا في كاتدرائية لنكولن أولاً، ثم في كاتدرائيات أُخرى مثل كاتدرائيات ويلز وسالزبري. وظهر الطراز الإنجليزي المزين، وهو المقابل للرايوننت، ويتميز بتعرجاته الزاخرة، في كاتدرائيات بورك وإكستر وويلز. واستمر هذا الطراز حتى القرن الرابع عشر الميلادي حيث سبق وتزامن مع طراز إنجليزي آخر، وهو ما يُعرف بالعمودي نسبة لطريقة الزخرفة التشجيرية العمودية المعقدة على الحيطان والسقف. ويوجد مثال لهذا الطراز في كنيسة كلية الملك في كمبردج.

فن النحت والتصوير التشكيلي القوطي:

ظهر النحت القوطي لأول مرة في كنيسة القديس دينيس وكنيسة شارتر. وكان النحت الرومانسكي عنيفًا ودراميًا وتجريديًا، مقارنًا بالنحت القوطي، الذي كان أكثر هدوءًا وروعةً وإنسانيةً. وكان الهدف من معظم النحت القوطي الأول هو تزيين مداخل الكنائس. ومن أروع الأمثلة على ذلك التماثيل التي تزيّن الواجهة الغربية لكاتدرائية شارتر. ثم اتّبع النحت بعد ذلك أسلوبًا أكثر حرية مستوحى من الفن الإغريقي القديم والفن الروماني، ويمكن ملاحظة هذا في الواجهة الغربية لكاتدرائية ريمس.

اشتهر التصوير التشكيلي القوطي في نهاية القرن الخامس عشر الميلادي بتطوير استعمال الألوان الزيتية في الفلاندر. ويرجع الفضل في ذلك لجان فان إيك وروبيرت كامبين وروجز فان دير ويدن.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية