الفنون الشعبية العربية ( Arabic folk arts )
☰ جدول المحتويات
تتنوع الفنون الشعبية العربية من بلد عربي إلى آخر. فالمزمار البلدي ، على سبيل المثال، (إلى اليمين) أحد الآلات الموسيقية الشعبية في مصر. ومن أمثلة الرقصات الشعبية الشائعة في البلاد العربية الليوة (أعلى اليسار) في المملكة العربية السعودية، والرزيف (إلى اليسار) في دولة قطر. |
أنواع الفنون الشعبية العربية
تنقسم الفنون الشعبية العربية إلى قسمين رئيسيين: التعبيرات المعنوية، وتشمل فنون الأدب الشعبي والموسيقى والرقص، والتعبيرات المادية وتشمل الفنون التشكيلية، وفنون الصناعات الشعبية.
العرضة النجدية من الفنون الشعبية السعودية. |
الخبيتي رقصة شعبية سعودية. |
فنون التعبيرات المعنوية الشعبية:
تتضمن فنون الأدب الشعبي، وفنون الموسيقى والرقص الشعبي، ومنه الرقصات الفردية، والرقصات الجماعية، والرقصات باستخدام العصي، وتسمى التحطيب، والرقصات باستخدام السلاح مثل المدى والسيوف والبنادق، ورقصات الخيل، ورقصات النساء في الأفراح، ورقصات البدو وغيرهم من الجماعات الخاصة التي تجمعهم خصائص وسمات عرقية أو بيئية مشتركة.الأدب الشعبي. ويشمل النثر مثل الأمثال والحكايات والنوادر والألغاز ونداءات الباعة والأقوال المأثورة، والشعر مثل المواويل والأزجال والتواشيح وشعر الأغاني.
الأمثال الشعبية من أبرز فنون النثر، فهي تعبر عن تجارب العامة ومواقفهم من مشكلات الحياة في أسلوب بلاغي مكثف وموجز، يمثل حكمة أو قاعدة أخلاقية أو مبدأ سلوكيًا، وتشمل كل وجوه الحياة. وتعد قمة السليقة الشعبية ؛ لأنها تتميز بإيجاز اللفظ، وإصابة المعنى، وحُسن التشبيه، وجودة الكناية. وهي تمثل دستورًا غير مكتوب ترضاه العامة في لفظه ومعناه.
الحكايات الشعبية من أقدم فنون الأدب الشعبي التي عرفتها البشرية، وعاشت مراحل طويلة مع الإنسان، وهي تمثل التاريخ الشفهي لحياة الشعوب. ومن أنواع الحكايات الشعبية: الأساطير والخرافات الخارقة، والحكايات الأخلاقية، والحكايات النادرة، والحكايات التعليمية، وحكايات التسلية. وتتضمن الحكايات الشعبية حقائق وأحداثًا واقعية لكنها تتضمن أيضًا في الوقت نفسه خرافات أو خيالاً محضًا، ولعل مايهتم به واضعو هذه القصص هو مغزى القصة، وتأثيرها، وغايتها التعليمية أكثر من اهتمامهم بالتحقيق والتدقيق. ومن أهم الحكايات الشعبية المعروفة مجموعة حكايات ألف ليلة وليلة، وهي تعود إلى أصول آرية، فهي ترجمة عربية للكتاب الفارسي الهزار إفسان، وقد ذاعت في العالم الإسلامي بعد ترجمتها، وأضاف إليها الخيال الشعبي العربي، أجزاء في العراق وأجزاء في الشام، وسواها من الفن المصري في شكلها الأخير، وأضاف إليها إضافات مهمة.
السِّيَر قصص طويلة تجمع بين النثر والشعر، وتدور حول البطولات والفروسية، وتشتمل على أشعار ملحمية. ومن أبطال السير الظاهر بيبرس، وعنترة، وأبطال تغريبات بني هلال. وهي شخصيات تم تصويرها على هيئة فرسان، وأضاف الخيال الشعبي من خلال ملاحم هذه الشخصيات عواطف الفلاحين المحليين. وقد اندثر كثير من هذه السير، إلا أن ملحمة السيرة الهلالية مازالت تروى وتنشد على الرباب في بعض المقاهي البلدية في مصر. وقد تأخذ هذه السير شكل الأشعار الشفاهية، ومن أمثلتها الأشعار التي تستخدم أسماء أبي زيد وخليفة والعلام والسلطان حسن وغيرهم من أمراء الهلالية. وهي تتحدث عن التغريبات من الحجاز إلى تونس الخضراء، وما هذه الأسماء وهذه الأماكن إلا إطار خارجي مليء بالحديث عن مجتمع الفلاحين المحليين. وبذلك تُعد السير والحكايات وسائر فنون الأدب الشعبي وعاءً خاصًا للتاريخ يضع فيه العامة عواطفهم، وموروث تاريخهم، وخليط رؤاهم وحقائق حياتهم.
اللعب بالدمى أحد فنون الأدب الشعبي الذي يتألف من القول والحركة والموسيقى والتشكيل، ومنه خيال الظل و القرا قوز و العرائس. وينتشر هذا الفن في العراق وتركيا وسوريا ومصر وفي شمالي إفريقيا. ومن أظهر موضوعاته التأريخ للأحداث التاريخية الخطيرة والعادات الاجتماعية.
الموال والزجل والموشح من أنواع فنون الشعر الشعبية التي نشأت، وانتشرت في العراق ومصر، وارتبط بعضها بالموسيقى والغناء. ويغلب انتشار الموال في الريف، بينما ينتشر الزجل في المدن. والزجل قصيدة منظومة بكلام العامة، تتضمن عددًا من القطع المكونة من ثلاثة إلى أربعة أبيات. ويدل مطلع القصيدة عادة على موضوع الزجل بشكل عام، والذي قد يكون وصفًا أو غزلاً أو غيره. وتستخدم القصيدة بحرًا واحدًا في كل أبياتها. وارتبط الزجل بالموسيقى والغناء، وكانت قصائده تغنى بمصاحبة فرقة موسيقية مكونة من عازفين على آلات وترية، ومزامير، وطبول صغيرة، وصاجات. أما الموشحات فهي شعر غالبه فصيح. ويتكون الموشح من مطلع وأقفال، ويسمى آخر قفل في الموشح الخرجة. وكانت الموشحات في بداية عهدها تقال في أغراض رفيعة، وتنظم بالعربية الفصحى، لكن بعض الشعراء استخدمها بعد ذلك في الهجاء، وظهر منها ماهو منظوم باللهجات العامية، ودخلت فيها بعض التعابير التُّركية والمفردات غير العربية. وظهرت الأزجال والموشحات أول ماظهرت في الأندلس، ثم انتشرت في شرقي العالم الإسلامي.
الفريسني والهجيني من أنواع فنون الشعر الشعبي الغنائي التي تنتشر في دول الخليج العربي. يتميز شعر الفريسني بأنه لون من الغناء والأداء الشعبي، يؤدى بصورة جماعية أو فردية في الأعياد والأعراس والمناسبات العامة، وله لحن خاص يشترك في التنغيم به أهل البادية والحضر. أما شعر الهجيني فيتميز بأن صدره ينظم على قافية وآخره على قافية أخرى. ويؤدى في شكل غناء جماعي، حيث يغنيه البدو وهم على ظهور إبلهم يقطعون الصحراء الصامتة، فيبعث في نفوسهم الشعور بالأنس والطمأنينة.
العرضة والمجرور من أنواع الرقصات الشعبية الغنائية التي تنتشر في دول الخليج العربي. تؤدى العرضة بحمل الأسلحة كالسيوف والخناجر والبنادق ورفعها لأعلى مع التراقص على نغمة إيقاعات الطبول والطارات. ويشكل المشاركون في العرضة مجموعتين، تقول إحداهما بيتًا من الشعر الشعبي فترد الأخرى عليها. وتختلف قصائد شعر العرضة باختلاف مناسبتها، فقد تكون قصائد حماسة وفخر في مناسبات الحرب والتباهي بالقبيلة والوطن، أو مديح في مناسبات الزواج، أو حكم ومواعظ في مناسبات الأعياد. وتؤدى رقصة المجرور على إيقاع الدفوف في مناسبات عديدة كالأعياد وحفلات الزواج والمناسبات الأخرى. وينقسم المشاركون فيها صفين، يبدأ أحدهما بغناء شطر البيت الأول، فيجيب عليه الصف الآخر بغناء البيت الثاني، ويخرج من كل صف واحد أو اثنان إلى المنتصف لتأدية حركات رشيقة، تتضمن الجلوس والقيام مع إيقاع الدفوف.
الحفر على الخشب من سلطنة عُمان. دقة النجارة تبرز مهارة الصانع العُماني. |
صناعة الخوص بالأحساء في السعودية. |
فنون التعبيرات المادية الشعبية:
تتضمن فنون التعبيرات المادية الشعبية الفنون التشكيلية ومنها التصوير التشكيلي والزخرفة والنقش والرسوم الحائطية وأشغال الفخار والخزف والمعادن والزجاج والجلد والحجر والصناعات الشعبية وفنون العمارة والأثاث والتطريز والأزياء الشعبية.التصوير التشكيلي والزخرفة والنقش والرسوم الحائطية. يعتمد التصوير التشكيلي على توظيف الألوان المتنوعة، الزيتية والمائية،على أسطح مختلفة، مثل الورق والقماش والخشب، للتعبير عن الأشياء. ويغلب على التصوير التشكيلي العربي صفة التجريد، وهي التعبير عن أشياء من خلال أشكال هندسية وخطوط واضحة المعالم. وتدور كثير من موضوعاته حول البيئة والمناظر الطبيعية، ومن بينها التفريعات النباتية وأشكال الطيور. واستخدم العرب طرقاً متعددة في تزيين وزخرفة جدران الأبنية، من أهمها الرسوم بالألوان المائية، حيث يتم بسط طبقة ناعمة من الجص على الحائط المراد زخرفته وتصويره، ويقوم المصور بتصوير النقوش المطلوبة بالألوان المائية قبل جفاف الجص حتى يتشرب أثناء جفافه، ويستخدم الفنان الترقين للحصول على التجسيم، فتكون الخطوط البيضاء مثلاً للأضواء والخطوط القاتمة للظلال.
أشغال الفخار والخزف. ابتدع الفنانون العرب أنواعًا عديدة من أشغال الفخار والخزف، منها الخزف الأزرق والأبيض، وهو خزف ذو أرضية بيضاء عليها زخارف أو كتابات متباعدة زرقاء. وكذلك الخزف المبقع، وهو خزف ذو أرضية بيضاء تعلوها بقع باللون الأزرق والأخضر والأصفر أو بلونين مجتمعين من تلك الألوان،. وهناك الخزف المحزز تحت الدهان أو التزجيج، ويتميز بوجود تحزيزات زخرفية متنوعة في هيكل الإناء قبل أن يزجج. ومن أرقى ما توصل إليه العرب في صناعة الخزف، الخزف ذو البريق المعدني أو مايسمى بالغضار، وفيه يتم إكساب الأواني المزججة بريقًا معدنيًا لمَّاعًا، يختلف لونه من اللون الذهبي إلى اللون الأحمر النحاسي أو الأصفر الضارب إلى الخضرة.
صناعة شعبية من سعف النخيل ـ دولة قطر. |
حياكة المشالح بالأحساء في السعودية. |
صناعة الأقمشة ونسجها. من أهم ما أضافه العرب إلى صناعة المنسوجات عنايتهم بالتطريز، أي تعليم الثوب وتزيينه. واشتهر العرب بصنع نسيج الخز، وتكون فيه السّداة من الحرير واللحمة من الصوف. وبرعوا كذلك في صنع نسيج الديباج، وهو من المنسوجات الحريرية. وتكون سداته ولحمته من الحرير. ومن الأنسجة الأخرى التي اشتهر بها العرب النسيج المبطن من اللحمة، والذي يمتاز باحتوائه على زخارف عكسية من الوجهين. واستخدم العرب النول اليدوي الذي مازال يستخدم حتى الآن في صنع الأنسجة.
صناعة السجاد. كان للعرب فضل كبير في ازدهار صناعة السجاجيد ؛ إذ عملوا على تنميتها وتشجيعها حتى صار إنتاج السجاجيد من أهم مميزات الفنون العربية. ويستخدم العرب عادة الصوف الطويل الشعرات أو الحرير في صنع النسيج الفوقاني للسجادة الذي يسمى الخميلة. أما الرقعة، وهي النسيج التحتاني، فتتكون من القطن وخيوط الكتان. ويوجد نوعان من السجاجيد: يدوي شرقي، وفيه تستقل رقعة السجاد عن خميلتها، وآلي غربي وفيه تكون خميلته من رقعته. ويستخدم النول اليدوي في صنع السجاجيد، وهو نول يشبه إلى حد كبير النول المستخدم في صناعة النسيج. وتأخذ تصميمات زخرفة السجاجيد أشكالاً متنوعة مثل الأشكال الهندسية والنجوم والأزهار.
الخزف يمثل الصناعات الشعبية من الفخار والفخار المطلي في تونس. |
بعض المصنوعات اليدوية الشعبية الدقيقة في دولة قطر. |
الزخرفة المعمارية. تميزت الفنون الزخرفية المعمارية العربية بالثراء الزخرفي ؛ من حيث تعدد العناصر الزخرفية وتنوعها، وتعدد الألوان وتباينها، فشملت العناصر النباتية والهندسية والحيوانية والآدمية، وشملت الألوان التي يصل عددها إلى ثمانية عشر لونًا منسجمة. واستخدم العرب في تزيين العمارة اللولبيات الزهرية والتفريعات النباتية الموضوعة داخل مثلثات ومثمنات وفصوص من الأشكال السداسية، والأشكال النجمية التي تظهر في شكل زهور وردية أو شكل الشمس بأشعتها المشرقة، كما استخدموا في زخرفة الأماكن الداخلية القرميد المرسوم بسبعة ألوان مختلفة وباستعمال أسلوب التزجيج لإظهار أنواع مختلفة من أزهار الشجرة بطريقة طبيعية.
صناعة الفسيفساء. تميز العرب في فن صناعة الفسيفساء، وهو فن زخرفي يتمثل في قطع صغيرة الحجم تصاغ ضمن قوالب معينة، قد تكون من الزجاج الملون ومن الصدف أو البلور الملون بألوان مختلفة، ثم تجمع القطع التي يتكون منها الشكل، بعضها إلى بعض، وتثبت بوساطة الجص. ويرتبط هذا الفن ارتباطًا وثيقًا بالعمارة، حيث يستخدم في كسوة أرضيات البناية وجدرانها، وفي تزيين وتجميل المساجد والقصور وغيرها. ومن أبرز الأمثلة على استخدام الفسيفساء في العمارة قبة الصخرة المشرّفة في فلسطين والجامع الأموي في دمشق.
أعمال التطريز اليدوي للملابس الشعبية في الإمارات العربية المتحدة. | الصناعات الجلدية (الخرازة ) بعنيزة في السعودية. |
صناعة دلال القهوة بحائل في السعودية. | أشهر صانعي المباخر والأعمال الخشبية القديمة بحائل في السعودية. |
إختبر معلوماتك :
- ما الفنون الشعبية؟ وما الأسماء المختلفة التي تطلق عليها؟
- ما أنواع الفنون الشعبية العربية؟
- مم يتألّف اللعب بالدمى؟ اذكر مثالين عليه.
- اذكر إحدى الرقصات الشعبية وطريقة أدائها.
- مم يتكون البيت العربي؟ صِف أحد أجزائه الرئيسية.
- اذكر مثالين يوضحان استخدام الفسيفساء في العمارة العربية.