الرئيسيةبحث

الطباعة ( Printing )



مجموعة مدهشة من الأشياء المطبوعة ـ من كتب ومجلات وصحف إلى مغلفات ومنسوجات وورق حائط ـ تتدفق من المطابع كل يوم. أغلب هذه الأشياء مطبوع بواحدة من الطرق الثلاث المبينة (أدناه).
الطباعة وسيلة من أهم وسائل الاتصال الجماهيري التي تشمل كذلك البث الإذاعي والتلفازي، والسينما. والطباعة هي الأساس في العديد من أنظمتنا التعليمية. وتعتمد الأنظمة التجارية الحديثة على الطباعة في كثير من مداولاتها بدءًا من إيصالات البيع، إلى أوراق النقد، وشهادات الاستثمار. كما تعتمد الدعاية والإعلان جزئيًا على الطباعة لترويج السلع والخدمات.

تُعدُّ الطباعة والنشر في كثير من البلدان مجالين من مجالات النشاط التجاري الكبرى. فبالإضافة إلى الكتب والصحف والمجلات، تتدفق آلاف المطبوعات من المطابع الحديثة كل يوم، مشتملة على الملصقات وأوراق تغليف الحلوى، وعلب المشروبات، ومفكرات التقويم، وأوراق المعاملات المكتبية المسطّرة، وورق الحائط، والبطاقات البريدية، وكتيبات الرسوم الفكاهية، والأعمال الفنية.

بدأت الطباعة كما نعرفها اليوم، منذ حوالي 500 عام. قبل ذلك كان كل شيء مقروء ينسخ بخط اليد، أو يحفر ويطبع باليد من قوالب خشبية. ثم حدث أهم إنجاز في التاريخ عندما طوّر جوهانس جوتنبرج ومعاونوه في ألمانيا، حوالي عام 1440م الطباعة بالحروف المتحركة. وقد سبق للصينيين ابتكار هذا النوع من الحروف في القرن الثاني عشر الميلادي، ولكن كثرة حروف الهجاء في اللغة الصينية جعلت استعمالها للطباعة أمرًا غير عملي. وقد عمد جوتنبرج إلى صنع حروف معدنية منفصلة، وبهذه الطريقة استطاع الطبّاع أن يحصل في وقت قصير على عدد وفير من النسخ المطبوعة لكتاب، بعد أن أصبح استعمال هذه الحروف أمرًا سهلاً مرات ومرات لطباعة كتب عديدة ومتنوعة.

وسرعان ما صارت الطباعة وسيلة رئيسية من وسائل الاتصال العامة، إذ يسّرت أكبر قدر من المعارف لأكثر عدد من الناس في أقصر وقت وبأيسر السبل، وهذا ما لم يحدث من قبل. ومن ثم اتسع انتشار القراءة والكتابة بسرعة فائقة.

يتم الآن الكثير من أعمال الطباعة التجارية عن طريق واحدة من ثلاث وسائل طباعية:1- طباعة السطح البارز 2- طباعة السطح المستوي (أوفست) 3- طباعة السطح الغائر. ولكل واحدة من هذه الوسائل سماتها الخاصة، ففيما يتعلق بالسطح البارز، الذي يراد طبعه، فإنه يُجهز ويترك الفراغ حوله في مستوى منخفض. وفي طباعة السطح المستوي تجهّز الأشكال التي يُراد طبعها في مستوى الفراغ غير المطبوع نفسه. وفي الطباعة الغائرة يُجهّز الشكل الذي يراد طبعه في مستوى منخفض عن الفراغ المحيط ليكون قابلاً للطباعة.

تناقش هذه المقالة تجهيز الحروف والرسوم التوضيحية للطباعة، وتصف الوسائل الرئيسية للطباعة التجارية. كما تعرض كذلك وسائل عديدة أخرى للطباعة وتتتبع تاريخ تطورها.

توجد مقالات منفصلة في الموسوعة مثل تجليد الكتب والحفر الضوئي والطباعة الضوئية تعطي تفاصيل عن الخطوات المتبعة في الطباعة والنشر. كما تعطي مقالات أخرى مثل الحفر وحفر الكليشيه والطباعة بالشاشة الحريرية معلومات عن صناعة الطباعة في مجال الفنون الجميلة.

تحضير المادة الطباعية

عند تحضير المتن والرسوم التوضيحية للطباعة، هناك خطوات معروفة ومشتركة بين الوسائل الطباعية المختلفة، وتشمل: 1- تنضيد الحروف. 2- المراجعة والتصحيح (البروفات). 3- تجهيز الرسوم التوضيحية. 4- تبويب الصفحات.

تنضيد الحروف:

هو صفّ الحروف المعدنية لتشكيل كلمات مطبوعة. ويعرف كذلك بالجمع كما يمكن أن يصنف إلى 1- التنضيد بالسبك الحراري 2- التصفيف (التجميع) الضوئي.

التنضيد بالسبك الحراري. يتم في عصرنا هذا بالآلات بعد أن كان يجهّز يدويًا إلى أواسط القرن التاسع عشر الميلادي. ويُسمّى العمال الذين كانوا يقومون بعملية الجمع المُصَفِّفين، وكانوا يلتقطون قطع الأحرف المعدنية من فراغات بحواجز في أدراج عديدة، كل منها عبارة عن صندوق أحرف. وتتم عملية التنضيد بتصفيف الأحرف يدويًا في شكل كلمات وسطور داخل المصف، وهو محفظة معدنية مستطيلة، وكلما امتلأت يتم تفريغها في صينية حروف. وهذه الطريقة مازالت تمارس لطباعة أنواع خاصة من التصميمات الفريدة ذات الأحجام الكبيرة التي يصعب سبكها بالطرق الآلية الحديثة.

يوجد نوعان رئيسيان من آلات الصف الآلي، وهما: السطرية، والحروفية (المونوتيب). وتقوم آلات التصفيف السطري بسبك كل سطر من الحروف قطعة واحدة متصلة. فعند الضغط على مفاتيح الآلة يتم إنزال الحرف في شكل قالب يأخذ مكانه في السطر. ويتم بذلك تجهيز السبيكة الحروفية. ★ تَصَفح: اللينوتيب.

في الطريقة الحروفية تقوم الآلة بتجهيز الحروف قطعًا منفصلة. فعند الضغط على المفاتيح تقوم شفرة خاصة بتثقيب شريط ورقي. وعند تمرير الشريط من خلال آلة السبك تترجم الثقوب لكل حرف تم إدخاله. وفي الحال تتشكل القوالب، ويتم صب الحروف المطلوبة كوحدات منفصلة. ★ تَصَفح: المونوتيب.

التصفيف الضوئي. يُسمى كذلك التنضيد الضوئي، أو الصف الفيلمي، ويشتمل على كل أساليب التنضيد بغير الاعتماد على الحروف المعدنية. وتعتمد هذه الطريقة على خصائص التصوير الضوئي، فتقوم بنقل صور الحروف على سطح الأفلام والأوراق الفوتوغرافية الحساسة. ويتم صف غالبية الحروف بهذه الطريقة بدلاً من طرائق السبك الحراري لأغلب عمليات الطباعة.

وأغلب آلات التنضيد الضوئي بها خازن نماذج رئيسي لإمداد الطراز الحروفي المطلوب أثناء عملية الصف. وهو شريط من شريحة فيلمية سالبة، مصور بها كل أشكال الحروف لطراز من الطرز. وعند إسقاط شعاع ضوئي على الحرف المطلوب من خلال عدسة، يتأثر السطح الفيلمي أو الورقي الفوتوغرافي. وبعد إتمام عملية التظهير (التحميض) تنطبع الصورة الموجبة لأشكال الحروف المصفوفة. وتقوم العدسات التي في الجهاز بالتحكم في أحجام الحروف بنسب مختلفة. أما في التنضيد بالسبك الحراري، فيجب علينا الحصول على قالب أو حرف قائم بذاته إذا أردنا الحصول على أحجام مختلفة لطرز متنوعة.

تنتج بعض آلات التنضيد الضوئي حروفًا بالضغط على أزرار مفاتيح الطابعة، وبعضها ينتج شرائط برموز شفرة خاصة شبيهة بنمط المونوتيب. يتم إدخال هذه الشرائط في جهاز للجمع متصل بحاسوب فتتم عملية الجمع. وبالإضافة إلى ذلك يقوم الحاسوب بعملية ملء السطر، وهي التحكم في الفراغات بين الكلمات بالتقصير والتمديد بإضافة الشرطات لتسوية نهايات السطور على الهوامش.

وهناك نوع آخر من آلات التنضيد لايعتمد على خازن نماذج رئيسي، لكنه يخزن معلومات عن تصاميم الأحرف في ذاكرة حاسوبية. وعند استدعاء طراز خاص من الحروف، يتم بثه على شاشة من أنابيب للأشعة الكاثودية، كشاشة التلفاز. ثم تسلط الصور على سطح فوتوغرافي حساس بتركيزه من خلال عدسة. وبعد التظهير الفوتوغرافي يتم الحصول على النسخ الموجبة. ويستطيع هذا النوع من آلات التصفيف الضوئي تجهيز صفحة كاملة من جريدة يومية في ثوان قليلة. ★ تَصَفح: التصفيف الضوئي.

يستعين بعض كتاب الصحف والمجلات في كتابة مقالاتهم بجهاز به طابعة وشاشة عرض شبيهة بشاشة التلفاز، تسمى شاشة العرض الطرفية. هذا الجهاز موصل بحاسوب لتخزين المادة حين كتابتها. وبعد ذلك يقوم المحررون باستقبال المادة المكتوبة، ومراجعتها وإدخال التعديلات اللازمة عليها. ثم تدخل المادة في صورتها النهائية ـ بعملية إلكترونية  إلى جهاز التصفيف الضوئي فيتم صف الحروف والتجهيز الطباعي. وفي ذلك توفير للوقت والمال، إذ لايتعين على أحد تكرار عملية الطباعة على آلة جمع الحروف. وتحتوي بعض أجهزة التنضيد الأخرى على وحدات فرز الطرز الحروفية. وتستطيع هذه الوحدات التعرف ـ بطريقة إلكترونية ـ على الحروف حين طباعتها، ومن ثم إدخالها جهاز الجمع.

المراجعة والتصحيح :

(البروفات). يقوم الطبّاع بطبع نسخة تصحيح، لغرض إصلاح الأخطاء. ويتم وضع المواد المصفوفة على سطح آلة صغيرة للطباعة، وتحبر. يوضع الورق، وتدحرج أسطوانة ضاغطة، ثم تُسْحَب الورقة المطبوعة. أما في حالة التصفيف الضوئي، فيتم طبع نسخة فوتوغرافية موجبة للتصحيح.

ويقوم المصحح بإجراء التصحيح في كل نسخ المراجعة، ثم يقوم بإرجاع الصفحات إلى مصففي الحروف لإصلاح الأخطاء.

التنضيد الإلكتروني يتم بوساطة الحواسيب الشخصية بنوعيها: حواسيب النشر المكتبي والحواسيب المحمولة. وقد صممت الحواسيب الشخصية للقيام بالأعمال العامة. وتتيح برامج هذه الحواسيب لمستخدميها القيام بأعمال معالجة الكلمات وتصميم الصفحات وخيارات الطباعة المتعددة. وتستطيع الحواسيب الشخصية، أيضاً، إنتاج صفحات تتضمن النصوص والصور إلكترونياً. وتمكن بعض البرامج الحاسوبية من تكبير الحروف وزيادة كثافتها وتغييرها بطرق عديدة. وتظهر على شاشة الحاسوب نماذج للخطوط يمكن تغييرها بدفعة على المفتاح أو نقرة على نبيطة تسمى الفأرة (الماوس).

وبعد تصميم الصفحة وتنضيد حروفها يتحول ملفها الإلكتروني للطابعة لإجراء البروفة (التجربة) الطباعية السريعة. وتوصل معظم الحواسيب الشخصية بطابعات ليزر تستخدم الليزر لتكوين الصور والنصوص على الورق. ويمكن تخزين الملف الإلكتروني على قرص حاسوبي، أو إرساله خلال الهاتف بوساطة جهاز يعرف باسم المودم إلى صفاف صور ضوئية (طابعة فائقة التقنية). ويسمى استخدام الحواسيب الشخصية لتنضيد وطباعة مواد مثل الأخبار والتقارير وغيرها النشر المكتبي. ★ تَصَفح: النشر المكتبي.

تجهيز الرسوم التوضيحية للطباعة:

يستعمل الطباعون الوسائل الفوتوغرافية لتجهيز الرسوم التوضيحية للطباعة. وبناء على الخصائص الفنية لهذه الرسوم، تُعتمد إحدى الطريقتين التاليتين: 1- طريقة الاستنساخ الموحد الكثافة (الاستنساخ الخطي) 2- طريقة الاستنساخ المدرج الكثافة (الاستنساخ المظلل).

الاستنساخ الموحد الكثافة. يناسب الرسوم التي تعتمد على خطوط ومساحات مُصْمَته، دون تفاوت في درجات التظليل. ويشمل الرسوم ذات الخطوط البسيطة والخرائط والرسوم البيانية. تصوَّر الأشكال بآلات تصوير آلية خاصة، على أوراق تصوير بها ميزة الإظهار شديدة التباين، وتجهيز نسخ سالبة بالحجم المطلوب.

الاستنساخ المدرج الكثافة. يناسب الرسوم التي نُفِّذت بدرجات متفاوتة بين التظليل الداكن والتظليل الفاتح. وتسمى المواد التوضيحية المجهزة بهذه الطريقة المواد ذات التدرج المتصل، وتشمل اللوحات الفنية، والصور الفوتوغرافية، والرسوم المنفّذة بأقلام الفحم. وتستطيع المطبعة طباعة اللون بكثافة واحدة، وليس بدرجات متفاوتة. أما الإيهام بالتدرج الظلي المتصل فيحدث من تأثير طباعة مساحات من الرسوم في شكل نقاط متناهية الصغر. وتصوّر الرسوم التوضيحية من خلال مرشح أو شبكية تكسير للظلال. وتقوم الفتحات الدقيقة لهذه الشبكية المنتظمة عند إسقاطها بالإضاءة على سطح المادة التوضيحية بتقطيع المساحات الظلية المتصلة إلى وحدات نقطية وفراغات متناهية الصغر. وتتفاوت أحجام هذه النقاط والفراغات رغم صغرها، اعتمادًا على درجة الكثافة الظلية في النسخة الأصلية للرسم. وتبدو هذه المساحات المنقطة لعين المشاهد وكأنها نسخة طبق الأصل من النسخة الأصلية للرسم.

تبويب الصفحات:

يشمل التبويب تجميع المواد المصفوفة والتوضيحية الخاصة بالعملية الطباعية، وترتيبها في صفحات.

في الطباعة البارزة التي تعتمد على أحرف مسبوكة، يجب تجهيز المواد التوضيحية في شكل قوالب حفر ضوئي (كليشيه). وتتم هذه العملية بوضع الفيلم السالب على لوح معدني معالج بمادة حساسة للضوء. وعند تسليط الضوء على اللوح المعدني من خلال النسخة السالبة يتم نقل الشكل. ويقوم فني الحفر بعد ذلك بعملية الحفر الكيميائي داخل حوض تظهير بأحماض كيميائية. وفي هذه العملية تتآكل المساحات التي تعرضت للضوء، وتبقى المساحات الأخرى بارزة. وبعد ذلك توضع الحروف المصفوفة مع هذه القوالب المحفورة جنبًا إلى جنب في طوق حديدي. وتُعرف هذه التركيبة بإطار الحروف، وهي المرحلة الأخيرة في التجهيز لبدء الطباعة. ★ تَصَفح: الحفر الضوئي والطباعة الضوئية.

تُنقل صور الحروف والرسوم التوضيحية إلى ألواح الطباعة المعدنية بالوسائل الفوتوغرافية في أغلب ماتبقى من أساليب الطباعة. ويتم تجميع المادة المصورة بطريقتين هما: 1- طريقة اللصق 2- طريقة التوليف.

اللصق. في هذه الطريقة، يتم تجميع نسخ موجبة للمواد على لوحة ذات تقسيم شبكي. والمواد قد تشتمل على نسخ موجبة من أصول بطباعة خطية موحدة، أو مدرجة الكثافة، وحروف مصفوفة بالجمع التصويري، أو نموذج مطبوع من حروف معدنية. ويتم تصوير هذه المجموعة المتنوعة في سالبة واحدة تعرف باسم نسخة التجميع.

التوليف. هي طريقة تجميع نسخ سالبة للحروف المصفوفة والرسوم التوضيحية. وفي هذه الطريقة تُلصق النسخ السالبة على مساحات مرتبة على قطعة ورق تُنزع منها مساحات محددة لتمرير الإضاءة على الأجزاء المطلوب تصويرها. تُعرف هذه العملية بتجهيز نسخة التوليف وتكون سابقة لتجهيز الألواح المعدنية.

الطباعة البارزة

الطباعة من السطح البارز تنفذ من سطح بارز.
تتم الطباعة البارزة بأن تقوم الأجزاء البارزة من السطح بنقل الحبر، وهو أقدم أسلوب للطباعة. وقبل أكثر من ألف عام عرف الصينيون الطباعة من القوالب الخشبية. فكانوا يخرطون الأجزاء التي يُراد طبعها من سطح قطعة خشبية تاركين الحروف والتصميمات بارزة. ويتم تحبير هذه الأجزاء، وبعد ذلك يضعون قطعة من الورق عليها ويقومون بضغطها من الخلف فينتقل الحبر إلى الورق. ★ تَصَفح: الطباعة بالقوالب.

والنوع الآخر من طباعة الأسطح البارزة هو ما يعرف بالطباعة الحروفية، وفيه تقوم المطبعة بنسْخ أشكال الحروف المصفوفة داخل إطار معدني، أو من ألواح معدنية محفورة.

ألواح الطباعة البارزة:

كانت الطباعة الحروفية تتم بوساطة الحروف المعدنية المصفوفة والقوالب المحفورة يدويًا أو فوتوغرافيًا، وهي مطوقة بإطارات معدنية. أما الآن فقد كثر الاعتماد على الألواح المعدنية المجهّزة بالوسائل الفوتوغرافية. ولهذه الألواح مميزات عديدة تجعلها تفوق طريقة الإطارات المعدنية. فأولاً تعتمد الألواح في تجهيزها على طرق الصف العادية، كما تعتمد على السبك الحراري. وثانيًا أصبح بالإمكان تجهيز نسخ عديدة متطابقة في الوقت نفسه بالوسائل الفوتوغرافية. والثالث يتعلق بإمكانات التشغيل على المطابع الدوّارة حيث نجد أن الإطارات المعدنية باستوائها لايمكن تحميلها على أسطوانات هذه المطابع وهو الشيء الذي تتفوق به الألواح ، إذ إن مرونتها تجعل ثنيها، ومن ثم تحميلها على السطح الأسطواني ممكنًا.

تُصنع الغالبية العظمى من ألواح الطباعة البارزة الآن من البلاستيك المعالَج بمادة حساسة للضوء، على قاعدة معدنية. وعند تعريض السطح الحساس للضوء من خلال نسخة مصورة سالبة تتصلب المساحات المرسومة، وتصبح المساحات المحيطة بالرسم رخوة، تتم إزالتها بالماء، أو بمحاليل كاوية، أو بنفخ هواء ساخن. وبزوال الأجزاء الرخوة، يعالج الجزء المتبقي مرة أخرى ليزداد صلابة ويصير جاهزًا للطباعة.

أيقونة تكبير المطبعة الأسطوانية ذات القاعدة المستوية

مطابع السطح البارز:

تُرْسل الألواح أو الإطارات المصفوفة إلى غرفة الطباعة داخل المطبعة، حيث الضوضاء، والأزيز ورائحة الحبر، وتتم عملية الطباعة. وهي في الأساس انتقال التحبير من سطح المادة المصفوفة إلى الورق. وقد تطورت هذه العملية الآن، بعد أن أصبحت معظم الآلات قادرة على التقاط الورق فارغًا، ونقله من خلال أجزائها وطبعه على جانبيه بلون واحد أو أكثر، ثم تقطيعه وطيه في صفحات.

تتنوع أحجام وتصاميم آلات طباعة السطح البارز. وتنقسم هذه الآلات عادة إلى ثلاث مجموعات 1- المطابع ذات البرميل. 2- المطابع ذات الأسطوانة والحوض المسطح. 3- المطابع الدوارة.

المطابع ذات البرميل. لها سطحان مستويان للطباعة، يسمى أحدهما القاعدة، وتوضع عليه الألواح أو الإطارات المعدنية للمصفوفات المجهزة للطباعة. والسطح الآخر لوح معدني مستو يسمى البرميل، وهو لتثبيت الورق أو أي سطح يُراد طباعته. وتعمل أغلب هذه المطابع آليًا. وبينما تقوم أسطوانات دوارة بتحبير الألواح على القاعدة، يتلقف السطح الآخر ـ وهو سطح البرميل ـ الورق، فيتم طبعه عند التقاء السطحين بحركة ارتدادية. وفي هذه اللحظة تنسحب الأسطوانات لإعادة التحبير. وفي كل مرة يرتد فيها سطح البرميل تنفلت الورقة مكتملة الطبع.

ويكثر استعمال المطابع ذات البرميل في طبع النشرات الإعلانية والبرامج وماشابهها. ويُعرف هذا النوع من الطباعة بطباعة الخدمات.

المطابع ذات الأسطوانة والحوض المسطح. وتُعرف كذلك بالمطابع الأسطوانية. ولها قاعدة مستوية لوضع الألواح أو إطارات القوالب والحروف المصفوفة. يقوم الجزء الأسطواني الضخم بإحداث الضغط الطباعي أثناء دورانه، بينما تنزلق القاعدة المستوية بحركة ارتدادية أسفل الأسطوانة. وفي هذه اللحظة تلتقط الأسطوانة قطعة الورق وتبسطها فوق إطار المصفوفات أو اللوح الطباعي المثبت على القاعدة المتحركة. وبارتداد هذه القاعدة إلى نقطة البداية، ترتفع الأسطوانة، وتقوم أسطوانات تحبير صغيرة بعملها في اللحظة نفسها التي يتم فيها اندفاع الورقة المطبوعة إلى خارج الآلة. وكثيرًا ما تكون هذه المطابع رأسية أو أفقية ؛ أي تكون حركة انزلاق القاعدة عمودية على الأسطوانة، أو أفقية تحت الأسطوانة. وتعرف إحدى هذه المطابع بالمطبعة الأسطوانية المتكاملة، وتقوم بطباعة كلا جانبي الورق في اللحظة نفسها. ولها قاعدتان مستويتان وأسطوانتان. ويستعمل هذا النوع من المطابع لطباعة الكتب، وحاويات الورق المقوى، والكتيِّبات، وأشياء عديدة أخرى.

المطابع الدوارة. وتستعمل لطباعة الصحف والمجلات والكتب على النطاق الواسع. وتتميز هذه المطابع باستخدامها الأسطوانات لأغراض طباعية مزدوجة، وهي إحداث الضغط الطباعي، وحمل الألواح المجهزة للطباعة. ويتم طبع الورق أثناء مروره بين الأسطوانتين.

تعمل هذه المطابع بأحد نظامين : نظام الوحدات المستقلة، أو نظام الطبعة المشتركة. في نظام الوحدات المستقلة، تتكون الوحدة من أسطوانة حاملة للوح الطباعة وأسطوانة ضغط، وجهاز منفصل للتحبير. ويحدِّد عدد الوحدات عدد الطبعات اللونية، إذ تقوم كل وحدة بطبع لون واحد منفصل. وهكذا تقوم المطبعة ذات الوحدتين بتنفيذ طبعة بلونين، وتقوم المطبعة ذات الوحدات الأربع بتنفيذ طبعة بأربعة ألوان. أما نظام الطبعة المشتركة فله أسطوانة ضغط واحدة، بينما له عدد من الأسطوانات الحاملة لألواح الطباعة تحيط بأسطوانة الضغط، وقد يبلغ عددها خمسًا. كما أن لكل واحدة من هذه الأسطوانات جهاز تحبيرها الخاص.

ولهذه المطابع الدوارة نظامان للإمداد بالورق ؛ الإمداد المنفصل أو الإمداد المتصل. ففي المطابع التي تعمل بنظام الإمداد المنفصل تتم الطباعة على فروخ منفصلة من الورق. وفي نظام الإمداد المتصل، تتم عملية الطباعة على الورق الذي يُسحَب آليا من لفة ضخمة. ويقوم جهاز في الآلة نفسها بقص الأجزاء التي يتم طبعها إلى قطع أصغر، كما يقوم بطيها في شكل صفحات لصحيفة أو مجلة أو كتاب. وينتمي هذا النوع الدوار من الآلات إلى فصيلة المطابع المتكاملة.

وبعد أن يكمل الطبّاعون تهيئة الآلة للعمل، يقومون بطبع بعض النماذج. وبعدها يبدأ التجهيز للطباعة، ويُعرف بالتحضير النهائي، وفيه يقومون بعمل التعديلات اللازمة للحصول على أجود نتيجة، فيعمدون إلى لصق قطع من الورق لرفع المناسيب في بعض أجزاء أسطوانة الضغط، أو تحت بعض أجزاء الألواح الطباعية، وذلك لتكثيف الأثر الطباعي عندما يكون باهتا. كما يخفضون المناسيب على المساحات الداكنة بإزالة أجزاء الحشوة الورقية التي تبطن أسطح الضغط الطباعي.

طباعة الأوفست الحجرية

طباعة الأوفست تنفذ من سطح مستو.
تتم الطباعة الحجرية من سطح مستو. وهي قائمة على حقيقة عدم امتزاج المواد الدهنية بالماء. قام بهذا الاكتشاف كاتب ألماني يُدعى ألُويْ سينفلدر عام 1798م، حين كان يحاول طبع أعماله. قام بالرسم على حجر مُستعملاً قلمًا من مادة دهنية، ثم بلّل السطح بالماء في الأجزاء غير المرسومة. بعد ذلك قام بتحبير الحجر بحبر دهني، فلاحظ أن الحبر يبقى فقط على الشكل المرسوم. بعد ذلك أتى بورقة وضغطها على الحجر فانتقل الشكل المرسوم إلى الورق. ولا تزال هذه الطريقة متبَّعة في إنتاج أعمال فنية يقوم بها الفنانون الذين يسمون الحفارين. وتخرج نسخ محدودة مرقّمة يعتبر كل منها أصلاً يوقعه الفنان، ويقبل الناس على اقتنائه.

وتطبق اليوم القاعدة نفسها في مجال الطباعة التجارية، حيث يستبدل السطح الحجري بألواح معدنية رقيقة تنفّذ عليها الأشكال بوسائل التصوير الضوئي. ولا تنقل المطبعة الأشكال المحبّرة من الألواح إلى الورق مباشرة، بل تسقطها فوق غطاء مطاطي على سطح أسطوانة فتنقلها الأسطوانة على الورق، أو أي سطح آخر مخصص للطباعة.

وطباعة الأوفست الحجرية هي الطريقة الأكثر انتشارًا وتُستعمل لطباعة الكتب، والمجلات، والمواد المكتبية، والحاويات المعدنية، وصناديق الورق المقوى، والبطاقات وغيرها. وتُعرف هذه الطباعة باسمها المختصر ليثو كما تعرف بطباعة السطح المستوي نسبة إلى السطح الطباعي المستوي.

ألواح طباعة الأوفْست:

يتم تجهيزها بعملية تعرف باسم الطباعة الضوئية من التصميم النهائي وسطح الطباعة. وتثبت النسخ السالبة للتصميمات النهائية وسطوح الطباعة، بالتفريغ الهوائي، على لوح معدني حساس للضوء. وتعرض للإضاءة الساطعة من مصابيح قوية، فتتأثر الأجزاء الأكثر تعرضًا للضوء، وهي الأشكال المرسومة، فتصبح صلبة عند تظهيرها. تُغطّى بعد ذلك بطلاء اللك فتزداد صلابة ويزال بالماء ما تبقى من طلاء اللك في الفراغات المحيطة بالرسم. وتعالج هذه الفراغات بالصمغ لتزداد قابليتها للاحتفاظ بالماء. وأثناء عملية الطباعة تكون الأجزاء الأخرى المعالجة بطلاء اللك هي القابلة للتحبير. ★ تَصَفح: الحفر الضوئي والطباعة الضوئية.

أيقونة تكبير مطبعة الإبدال بالأغطية المزدوجة

مطابع الأوفست:

وهي مطابع دوّارة، تثبت ألواح الطباعة فيها على أسطوانات تنضغط أثناء دورانها على وسائد أسطوانية مبللة بالماء. يقوم الماء بحماية الفراغات المحيطة بالخطوط المرسومة من التقاط الحبر الذي تبسطه أسطوانات تحبير صغيرة، فيقوم الحبر، وهو من مادة دهنية، بالالتصاق بالأشكال المرسومة فقط. وتقوم الأسطوانة بعد ذلك بإسقاط الأشكال المحبّرة على أسطوانة ذات غطاء مطاطي، فتقوم هذه الأسطوانة أثناء دورانها بنقل الأشكال على الورق المحمول على الأسطوانة الأخرى التي تحدث الضغط الطباعي.

تعمل أغلب مطابع الأوفست بنظام الوحدات المستقلة. ويطبع بعضها لونًا واحدًا ـ الأسود ـ أو أي لون آخر، وأخرى تطبع لونين أو أربعة ألوان فأكثر. وبعض المطابع التي تعمل بنظام الورق جاهز القطع من نوعية المطابع المتكاملة التي تطبع وجهين في وقت واحد.

تعمل مثل هذه المطابع بطريقة الإمداد الورقي المتصل والطباعة المتعددة الألوان، وهي من النوعية المتكاملة. وأكثر أنواعها انتشارًا هي التي يتم فيها الطبع بطريقة تبادل الضغط بين أسطوانات المطاط. وليس لهذه الآلة أسطوانة منفصلة لإحداث الضغط الطباعي، ويتم ذلك أثناء مرور الورق المتصل بين أسطوانتين لوحدتين منفصلتين، لكل منها غطاء مطاطي حامل للوجه الآخر من المطبوعة. فتقوم كل أسطوانة بنقل المادة المثبتة عليها وإحداث الضغط اللازم في الوقت نفسه. ويتم طبع الورق على جانبيه أثناء مروره بين الأغطية المختلفة. وعند انتهاء العملية يشكل الورق المطبوع لفافة مرة أخرى، أو رصه في أكوام منتظمة بعد قصه. وقد يتم طيه في شكل صفحات مجمعة في ملازم أو أجزاء.

طباعة السطح الغائر

طباعة السطح الغائر «جرافيور» تنفذ من سطح غائر.
طريقة طباعة السطح الغائر، هي إحدى طرق النقش الغائر وتعني أن الكلمات والصور والتصميمات التي يُراد طبعها تكون غائرة تحت سطح اللوح أو سطح أسطوانة الطبع. ولمئات السنين استعمل الفنانون هذه الطريقة لتنفيذ لوحات الحفر. فقد كانوا يستعملون أدوات حادة لنقش الرسوم على اللوح المعدني. ثم يغطون سطح اللوح بالحبر وبعد ذلك يزيلون الحبر، من على السطح المعدني بمسحه مسحًا نظيفًا. ويبقى الحبر داخل الخطوط الغائرة للنقش فقط. وعندما يُضغط الورق على سطح اللوح وداخل الأجزاء الغائرة، ينتقل الشكل المحبر على سطح الورق.

يتم الاستعمال التجاري لهذ النوع من الحفر بطريقة مشابهة، وإن كان الأسلوب الذي ينفذ به الحفر على الألواح أو الأسطوانات يتم بمعالجة فوتوغرافية، تليها المعالجة بالأحماض لحفر الأشكال داخل اللوح.

تُستعمل طريقة الحفر الغائر لطباعة المجلات المصورة الملحقة بالصحف اليومية، وكذلك دعوات الزفاف وبطاقات الزيارة، وقوائم الشراء البريدية، وأوراق النقد، وطوابع البريد، وشهادات الاستثمار، وصكوك التأمين، وورق الحائط، وأشياء كثيرة أخرى.

ألواح وأسطوانات الطباعة الغائرة:

تُنفّذ الطباعة الغائرة من ألواح وأسطوانات تم حفرها بطريقة أشبه بطريقة تجهيز ألواح الحفر الضوئي. وتُصوّر كل المواد التي يراد حفرها ضوئيًا. ولكن المواد ذات المساحات المظللة كالصور الفوتوغرافية والأعمال الفنية، لايتم تصويرها من خلال مرشحات شبكية، كما يحدث في الطباعات البارزة والمستوية. فبعد تظهير النسخ السالبة، تطبع لها نسخة موجبة ثم تُلصق هذه الصور الموجبة بترتيبها النهائي. ويتم نقل هذه الصور على ألواح الطباعة بالاستعانة بنوع من الورق الكربوني، وهو ورق معالج بمحلول جيلاتيني حسّاس للضوء، تم تعريضه لإضاءة ساطعة من خلال مرشح شبكي في البداية، يتم تعريضه للإضاءة مرة ثانية من خلال الصور الموجبة في ترتيبها النهائي. وتتصلب المادة الجيلاتينية في الورق الكربوني بمقدار كمية الضوء النافذة إليها من الأجزاء المختلفة من النسخ الموجبة. ويقل ذلك الأثر تحت المساحات الداكنة في الأشكال التي يراد حفرها.

يوضع الورق الكربوني بعد ذلك على لوح رقيق من النحاس بجانبه المغطى بالجيلاتين ملاصقًا لسطح اللوح، أو السطح المطلي بالنحاس من الأسطوانة الضخمة للمطبعة. بعد ذلك يعالَج الورق الكربوني في الماء، ويتم نزع الجانب الورقي مُخَلِّفًا المادة الجيلاتينية على سطح اللوح أو الأسطوانة، وبها المادة الجيلاتينية في شكل آلاف من الحبيبات المربعة الصغيرة، متفاوتة السُمك عالقة بالسطح النحاسي. بعد ذلك يُعالَج اللوح أو الأسطوانة داخل محلول من حموض كاوية، تنفذ إلى داخل المربعات الصغيرة، فيحدث التآكل الحمضي مخلفا آلاف الخلايا في السطح النحاسي. ويكون نفاذ الحموض داخل المربعات أسرع وأعمق كلما رق سُمكها. وتكوّن هذه الخلايا العميقة، المساحات الظلية الداكنة في الطباعة، إذ إنها الأكثر احتفاظًا بالحبر، بينما تبقى الخلايا الضحلة أقل احتفاظًا بالحبر، وينحصر تأثيرها في طباعة المساحات الفاتحة.

هناك أيضًا أساليب أخرى للحفر الغائر، بعضها لايلجأ لاستعمال الورق الكربوني، بل تتم فيه تغطية أسطح الألواح والأسطوانات بمواد حساسة للضوء بشكل مباشر. وتوجد معالجات أخرى تساعد على تشكيل خلايا متنوعة المساحة والعمق، مما يتيح الحصول على درجات تظليل شديدة الوضوح، حادة التباين. وللحصول على معلومات إضافية عن تجهيز ألواح الحفر الغائر. ★ تَصَفح: الحفر الضوئي والطباعة الضوئية.

أيقونة تكبير مطبعة السطح الغائر (الفوتغرافيور)

مطابع الحفر الغائر:

مطابع دوّارة تعمل بنظام الإمداد الورقي المتصل أو الإمداد المنفصل. وتعتمد المطابع التي تعمل بنظام إمداد الورق بالطريقة المنفصلة على الطباعة من ألواح نحاسية مثبتة على أسطوانة طابعة. أما التي تقوم بالطباعة على وجهي الأطوال الورقية المتصلة فتعتمد على الطبقة النحاسية التي يتم حفرها على الجسم الأسطواني. ويعرف هذا النوع من الآلات باسم مطابع الحفر الضوئي الغائر، التي بمقدورها الدوران بأكثر من 300م في الدقيقة.

هناك طرق عديدة لتحبير أسطوانات الطباعة الغائرة. وأغلب المطابع تستعمل مستودعًا للحبر. فأثناء دوران الأسطوانة يلامس سطحها الحبر، فتمتلئ خلاياها الدقيقة به. وعندئذ يقوم نصل آلي معين بمسح الحبر من على السطح المحفور للأسطوانة مخلفًا الحبر في الخلايا المحفورة. ثم تقوم أسطوانة صغيرة بضغط سطح الورق داخل الخلايا بجسم الأسطوانة المحفورة، فيتم انتقال الحبر من كل الخلايا إلى سطح الورق.

الطباعة بالألوان

تستطيع الطباعة بأنواعها: البارز والأوفست الحجري والسطح الغائر طبع أي شيء بالألوان، سواء كان ذلك سلسلة من الرسوم الفكاهية أو إحدى لوحات الفن الشهيرة. هناك نوعان رئيسيان من الطباعة الملونة: 1- الطباعة اللونية النسقية. 2- الطباعة اللونية المبسطة.

الطباعة اللونية النسقية لنسخ صورة طباعية ملونة، يلزم تجهيز أربعة ألواح ـ لوح لكل لون على حدة. تتكون الأحبار الملونة من الأصفر والأحمر والأزرق والأسود. ولنقل صورة التفاحة، تم طبع الأصفر أولاً ثم الأحمر فتشكلت صورة من درجات اللونين. وطُبع الأزرق بعد ذلك فتشكلت صورة من الأصفر والأحمر والأزرق. وأضفت طباعة اللون الأسود الحدة والتباين على الصورة المكتملة. المساحة المكبرة تبين الكيفية التي تتجمع بها العناصر اللونية المختلفة مكونة التدرج الظلي في الصورة.

الطباعة اللونية النسقية:

وتستعمل لاستنساخ النسخ الملونة ذات التدرج الظلي كاللوحات الزيتية والمائية والصور الفوتوغرافية الملونة. وباستخدام النقط الصغيرة الشفافة من الأحبار الصفراء والحمراء والزرقاء، تستطيع الطِّباعة اللونية النسقية الحصول على مادة مطبوعة تشمل كل التدرجات اللونية لقوس قزح تقريبًا.

وللطباعة بهذه الطريقة يجب تجهيز ثلاثة ألواح للطباعة، ويخصّص لوح لكل لون على حدة: الأصفر والأحمر والأزرق. وعادة ما يُخصص لوح رابع للون الأسود، إذ إنه يضفي الوضوح والتباين على الرسوم التوضيحية المطبوعة.

والخطوة الأولى في تحضير ألواح الطباعة اللونية، هي فصل الألوان في المادة المعدة للطباعة بالأساليب الفوتوغرافية. تقوم آلة التصوير بتصوير المادة المعدة للطباعة أربع مرات، وذلك للحصول على سالب فصل ألوان لكل من الأصفر والأحمر والأزرق والأسود. ومن خلال مرشّحات لونية خاصة، يتم تجهيز سالب لكل لون على حدة، إذ يقوم المرشّح بامتصاص لونين فقط وعزل بقية الألوان الأخرى. تستعمل كذلك ماسحات ضبط إلكترونية للألوان تقوم بعمل مسح شامل للمادة المجهزة للطباعة بواسطة شعاع ضوئي، ويتم تحضير النسخ السالبة لفصل الألوان في سرعة وأتوماتية. يقوم المصور الفوتوغرافي بتصوير المواد المجهزة للطباعة البارزة، والطباعة المسطّحة (الأوفست) بالاستعانة بمرشّح شبكي للحصول على مساحات نقطية. وتعدّل محاور المرشح الشبكي بزاوية مختلفة لكل لون. وفي الطباعة تتجمع هذه النقاط قريبة بعضها من بعض، ويغطي بعضها بعضًا جزئيًا، بينما يغطي بعضها البعض الآخر تمامًا. وعند المشاهدة تقوم العين بمزج ألوان النقط الملونة على الصفحة المطبوعة بدرجاتها المختلفة كما تبدو في مصدرها الأصلي. وعلى سبيل المثال، ما يبدو أخضر للعين هو في حقيقته مساحة من نقط صغيرة زرقاء وصفراء.

هناك أيضًا أسلوب الفصل غير المباشر للألوان وفيه تصور المواد بوساطة المرشّحات اللونية المختلفة دون استعمال المرشّح الشبكي. ويتم تصوير النسخ السالبة لتحويلها إلى صور موجبة. بعد ذلك تصور النسخ الموجبة من خلال المرشّح الشبكي فتتحول إلى نسخ سالبة. يستعمل المرشِّح الشبكي في الطباعة التسلسلية الملونة بأسلوب الحفر الغائر، ولكن ذلك يتم من خلال طبعه على الورق الكربوني.

بعد الحصول على النسخ السالبة المفصولة لكل لون، تُتّبع الخطوات نفسها المعتادة في تجهيز الألواح أو الأسطوانات لطباعة السطح البارز، أو الأوفست الحجري أو السطح الغائر. تجهّز الأحبار الصفراء والحمراء والزرقاء والسوداء، لكل لوح على حدة، على مطبعة ألوان دوّارة. وتكتمل الطباعة عند مرور أطوال الورق المتصل بين مجموعات الأسطوانات في الوحدات المختلفة للمطبعة. وتعتمد هذه الطريقة على الألوان الأربعة فقط، ولكن قد يحدث أحيانًا استعمال ألوان غيرها إذا اقتضت الحاجة الحصول على نتائج خاصة.

الطباعة اللونية المبسطة:

تُستعمل خصيصًا لطباعة المادة المجهزة للطباعة موحدة التظليل، بدرجة لونية واحدة. وتشتمل هذه المواد على الرسوم البيانية، وعناوين المقالات الصحفية وماشابهها من المواد المطبوعة، والكاريكاتير، ومسلسل الرسوم الفكاهية، والشعارات على المواد المكتبية. والطباعة اللونية المبسطة أبسط من الطباعة اللونية النسقية. ويتم التجهيز لها بإعداد لوح لكل لون بأحبار غير شفافة، فلا تُستعمل المساحات النقطية للتظليل أو الاشتقاقات اللونية.

طرق أخرى للطباعة

بالإضافة إلى طباعة السطح البارز، والأوفست الحجري، والسطح الغائر، هناك طرق عديدة أخرى للطباعة. وتشمل أهم هذه الطرق الطباعة بالشاشة الحريرية، و الطباعة بالغراء و الطباعة باللدائن المطاطية.

الطباعة بالشاشة الحريرية:

تعتمد على رَوْسَم (إستنسل) وشبكة من قماش ناعم أو أسلاك معدنية رفيعة. يُرسم التصميم على الرّوْسَم الورقي. ثم تُقطع فتحات تحاكي الشكل المرسوم ويثبّت الروسم على الشبكة. بعد ذلك يُضغط الحبر من خلال فتحات الروسم فينتقل إلى السطح المجهز للطباعة. يمكن أيضًا نقل الرسم على الشبكة مباشرة، وطلاء المسام لسدها في المساحات المحيطة بالرسم. كما يمكن معالجة سطح الشبكة بمحلول حساس للضوء، والقيام بنقل الرسم عليها بالأساليب الفوتوغرافية.

تُستعمل طريقة الطباعة بالشاشة الحريرية على الورق والزجاج والقماش والخشب أو أي مواد أخرى تقريبًا. وتستعمل للطباعة على الأشياء مهما كان حجمها أو شكلها كالأعلام، والقوارير الزجاجية، والدمى، وقطع الأثاث. ★ تَصَفح: الطباعة بالشاشة الحريرية.

الطباعة بالغراء:

(الجيلاتين). وهي شبيهة بطباعة الأوفست الحجرية. يتم طلاء لوح معدني أو زجاجي بطبقة جيلاتينية حساسة للضوء. ثم يُعرض للإضاءة من خلال النسخة السالبة للرسم دون الاستعانة بمرشِّح شبكي. وعند مرور الضوء من أجزاء النسخة السالبة، يتم تصلب الغراء بدرجات متفاوتة. بعد ذلك يُغمر اللوح في محلول من ماء وجلسرين فتقوم الأجزاء الأقل تصلبًا بامتصاص المحلول بكميات أكبر، وكلما كانت أكثر تصلبًا قَلَّت قابليتها لامتصاص المحلول. وأثناء عملية الطباعة تصير الأجزاء الصلبة أكثر جفافًا وأكثر قدرة على التقاط الحبر، وطباعة مساحات داكنة. أما الأجزاء الأقل جفافًا وصلابة فتكون أقل قابلية للاحتفاظ بالحبر، ومن ثم تطبع الأجزاء الفاتحة. ويغلب استعمال هذه الطريقة في مجالات الطباعة الفاخرة لنسخ اللوحات الفنية. ويُطلق عليها أحيانًا اسم طباعة الجيلاتين الضوئية.

الطباعة باللدائن المطاطية:

وُتعَرف كذلك بالفليكسوغرافيا، وهي نوع متخصص من الطباعة البارزة تعتمد على ألواح من المطاط. وتتميز أحبارها بسرعة الجفاف، وقد عُمِّم استعمالها في طباعة أنواع متعددة من المواد التي ليس لها قابلية لامتصاص حبر الطباعة، كالبلاستيك والقصدير. والألواح المطاطية، بطبيعتها الرخوة، أكثر توافقًا في الطباعة على الأسطح السميكة كالورق المقوّى. وتُستعمل طباعة الفليكسوغرافيا في صناعة التغليف لطباعة أكياس البلاستيك وصناديق الورق المقوى.

يمكن تجهيز ألواح الطباعة المطاطية بالاستعانة بإطارات الحروف المعدنية المصفوفة، أو الألواح البلاستيكية المحفورة المجهزة من أصول فوتوغرافية للجمع التصويري. يتم ضغط المصفوفات البارزة من الإطارات المعدنية أو ألواح الطباعة فوق سطح مجهز من ورق مقوى رخو أو بلاستيك، فتنغرس الأشكال البارزة في سطح الورق المقوى أو البلاستيك الرخو، مخلفة سطحًا سالبًا من الحروف والرسومات الغائرة. يُستعمل هذا السطح السالب أرضيَّة لتشكيل لوح الطباعة المطاطي. يتم ذلك بضغط قطعة من المطاط فوق القالب، وعن طريق التسخين الحراري تتشكل نسخة موجبة بارزة للوح الطباعي. تثبت الألواح المطاطية بعد ذلك فوق أسطوانات حاملة للألواح في نوع خاص من المطابع الدوارة. وتتميز هذه الألواح المطاطية بقدرتها الفائقة على التحمل وملاءمتها للطباعة ذات السرعة العالية، والفترات الممتدة للتشغيل.

الطباعة الإلكترونية. تشمل الطباعة التي تتم بوساطة طابعات الليزر وبعض آلات النسخ الأخرى. وتستخدم طابعات الليزر على نطاق واسع مع الحواسيب الشخصية. وتتحول الصورة من الحاسوب إلى أسطوانة فائقة الحساسية بالطابعة بوساطة رأس ليزري دقيق. ويولد الليزر شحنة كهربائية أينما سطع على سطح الأسطوانة. وتجذب كل بقعة مشحونة على الأسطوانة بوساطة جسيمات التونر الدقيقة (حبر مسحوق أو سائل). ويفقد التونر شحنته على الورقة عند ملامستها لسطح الأسطوانة. وتمر الورقة خلال بكرات الدمج التي تجعل جسيمات التونر تندمج بالورقة، ومن ثم تتكون الصورة الثابتة الدائمة.

وتستخدم آلات النسخ في طباعة نسخ متعددة من الوثائق. وتعتمد آلات النسخ الكهروستاتية على الضوء والشحنات الكهربائية في تكوين صور تماماً كما تفعل طابعات الليزر.

نبذة تاريخية

بالإمكان تقصي تاريخ الطباعة عبر آلاف السنين، منذ أن درج البشر على حفر الأشكال ثم ضغطها على الطين الليّن. ففي حوالي عام 105م قام كاي لن، وتكتب أيضًا تساي لن، باختراع الورق. ومن المحتمل أيضًا أن يكون الصينيون قد قاموا باختراع الطباعة بالقوالب. فقد كانوا يخرطون الحروف والتصاوير على قوالب خشبية، ثم يقومون بتحبير أجزائها البارزة، ثم ينقلون الحبر على الورق. أما الطباعة كما نعرفها اليوم، فلها تاريخ قصير. إذ بدأت الطباعة الحديثة منذ حوالي خمسة قرون ونصف القرن، بأولى المحاولات العملية لجوهانس جوتنبرج وأعوانه في ألمانيا بحروف متحركة.

اختراع الحروف المتحركة:

في حوالي عام 1045م قام طبّاع صيني يدعى بي شنغ، بصنع أول حروف متحركة. فقد قام بتشكيل كل حرف من قطعة منفصلة من الصلصال. ولم يتطور استعمال هذا النوع من الحروف لأن اللغة الصينية بها الآلاف من حروف الهجاء. فكان لزامًا على الطباعين أن يصنعوا أعدادًا كبيرة من القطع، لذلك فضلوا الطباعة من القوالب الخشبية.

وبينما كان أهل الشرق يقومون بالطباعة من هذه القوالب، كان الناس في أوروبا ما زالوا ينسخون كتبهم يدويًا. وأفنى أفراد كثيرون حياتهم في دأب شاق، وهم ينسخون الكتب بالرِّيَش والأقلام التي يبرونها من سيقان النباتات. واكتشف الأوروبيون الطباعة بالقوالب الخشبية، وأقدم نسخة مطبوعة من قالب خشبي كانت صورة سانت كريستوفر، وطُبعت في عام 1423م. وفي حوالي ذلك الوقت بدأ الأوروبيون في إنتاج الكتب المطبوعة بطريقة القوالب، وهي مجلدات تضم رسومًا مطبوعة.

وفي تلك الأثناء بدأ عصر النهضة يجتاح أوروبا. وبازدياد الرغبة في المعرفة ازدادت الحاجة إلى الكتب. ولم يكن بمقدور النسخ اليدوي وطباعة القوالب الخشبية أن يفيا بالطلب المتزايد على الكتب. ثم جاء حل المشكلة عن طريق الحروف المتحركة.

بدأ جوهانس جوتنبرج ومعاونوه باستعمال حروف معدنية منفصلة للطباعة البارزة حوالي عام 1440م. وطوَّر جوتنبرج مطبعة من آلة كانت في الأصل معصرة للكروم أو الجبن. وأعد حروفه المعدنية داخل إطار ثم قام بتحبيرها، ووضع عليها لوحًا من الورق. بعد ذلك أدار عمودًا لولبيًا ضخمًا من الخشب دافعًا به لوحًا خشبيًا على الورق. واستطاعت مطبعة جوتنبرج إنتاج حوالي 300 نسخة يوميًا. وفي عام 1456م تم طبع نسخة جوتنبرج الشهيرة من الإنجيل، ورُتِّبت متونها في أعمدة كل منها يتكون من 42 سطرًا من الأحرف المصفوفة. ★ تَصَفح: جوتنبرج، جوهانس.

ارتاب كثير من الناس في أن الفن الطباعي الجديد كان من أعمال السحر الأسود الشيطانية. فلم يكن بمقدورهم أن يتصوروا إمكانية إصدار الكتب بتلك السرعة، وأن تتشابه نسخها بذلك القدر. ولكن بالرغم من خوفهم فقد انتشرت الطباعة بسرعة مذهلة. وبحلول عام 1500م كان بأوروبا مايربو على الألف مكان للطباعة، وعدة ملايين من الكتب.

أيقونة تكبير مطبعة جوتنبرج

مطابع وآلات مستحدثة لسبك الحروف:

لم تتغير آلة الطباعة كثيرًا عما كانت عليه منذ عهد جوتنبرج وحتى القرن التاسع عشر. وفي حوالي عام 1800م قام أيرل أوف ستانهوب الإنجليزي بصنع أول مطبعة كل أجزائها من الحديد. وقام فريدريتش كوينج باختراع مطبعة ذات أسطوانة تُدار بالبخار في عام 1811م بألمانيا. وكانت الأسطوانة الدوارة تقوم بضغط الورق على الحروف المصفوفة على سطح الآلة المستوي. واستعملت صحيفة التايمز اللندنية مطبعة ذات أسطوانتين دوارتين تعمل بالبخار لأول مرة عام 1814م وتنتج 1,100 نسخة في الساعة.

وفي عام 1846م اخترع الأمريكي ريتشارد هو المطبعة الدوارة. فكانت حروف الطباعة تثبَّت في أسطوانة دوارة بينما تقوم أسطوانة أخرى بإتمام الطبع. واستطاعت النماذج الأولى من مطابع هو إنتاج 8,000 صفحة في الساعة. ثم أنتجت نماذج لاحقة من هذه المطابع 20,000 نسخة في الساعة. وتمكن الأمريكي وليم بولوك في عام 1865م من الطباعة على أطوال ورقية متصلة مخترعًا بذلك المطبعة الدوارة فائقة السرعة، التي تعمل بنظام الإمداد الورقي المتصل.

استمر الطبّاعون يمارسون التصفيف اليدوي للحروف كما فعل جوتنبرج منذ ما يزيد على أربعة قرون حتى أواخر القرن التاسع عشر الميلادي، كما تمكن أوتمار مرجنتيلر، وهو ألماني استوطن الولايات المتحدة، من تسجيل براءة اختراع مطبعة اللينوتيب. تميزت تلك الآلة بسبك سطر كامل من الحروف المصفوفة، في قطعة واحدة من المعدن، مما أضفى تحسنًا كبيرًا على عملية جمع حروف الطباعة، تمكن الأمريكي تولبيرت لانستون في عام 1887م من اختراع مطبعة المونوتيب التي تسبك وتُصف الحروف في قطع منفصلة.

تطورات تجهيز ألواح الطباعة:

في عام 1826م قام عالم الطبيعة الفرنسي جوزيف نيسفور نيبس بعمل أول صورة فوتوغرافية في العالم. وأتاح هذا الإنجاز وما تبعه من تطور في التصوير الضوئي، تحقيق الكثير في مجالات الحفر الضوئي بوسائل التصوير الضوئي، كاستعمال المرشّحات الشبكية لتكسير الظلال إلى مساحات نقطية، والتصوير الليثوغرافي والأساليب الحديثة في طباعـة الأسطـح المستويـة الأوفْست.

وفي عام 1852م سجل الإنجليزي و. هـ. فوكس تولبوت، براءة اختراع الحفر الضوئي. كما قام الأمريكيان ماكس ولويس ليفي بتحسين المرشِّح الشبكي للظلال في الثمانينيات من القرن التاسع عشر. كما اخترع الفرنسي ألفونس لويس بواتيفن التصوير الليثوغرافي عام 1855م، وفي آخر الثمانينيات من القرن التاسع عشر ظهرت مطابع الأوفست في أوروبا. واستُعملت هذه النماذج المبكرة من المطابع، لطباعة رقائق من معدن الصفيح اللازمة لصناعة العلب والصناديق.

وفي حوالي عام 1905م اكتشف صانع ورق وطبّاع أمريكي يُدعى آيرا روبل، بمحض الصدفة، الطباعة بطريقة الأوفست. ففي أثناء عمله، نقل عن غير قصد الأشكال المحبرة من سطح لوح الطباعة المستوية إلى الغطاء المطاطي لأسطوانة الضغط الطباعي بدلاً من نقلها على الورق. وعندما تحرك الورق تحت الأسطوانة طُبع الشكل العالق بالغشاء المطاطي على الورق. ولاحظ روبل الوضوح غير العادي للشكل المنقول على الورق. وأعقب ذلك تحسينات على طباعة الأوفست ومالبث هذا النمط الطباعي أن عم وانتشر.

ومنذ الثلاثينيات من القرن العشرين أجري من التحسينات على الطباعة ما لم يتم في كل السنين التي أعقبت جوتنبرج. ولحق بصناعة الطباعة الكثير من التغيير والتطوير كالجمع التصويري والصف بوساطة الحاسوب والمسح الإلكتروني للألوان.

الطباعة في العالم العربي والإسلامي:

عرف العرب الطباعة بالقوالب الخشبية التي انتقلت إليهم عن طريق الصينيين، وذلك بعد ظهور الإسلام بثلاثة قرون تقريبًا. وكان العرب قد أقبلوا على نسخ الكتب بالخط العربي الذي تفننوا فيه حتى غدا تصميما جماليا لا غناء عنه. ولما ظهرت الطباعة في أوروبا لم يتحمس لها بعض العرب حرصًا على دوام الكتابة بالخطوط العربية التي ألفتها العين، ولخشيتهم أن تمحو الآلات هذا الخط، فضلاً عن رفض بعض المسلمين طباعة القرآن الكريم في الآلات الجديدة.

لم تكن هناك طباعة في العالم العربي غير الطباعة بالقوالب الخشبية التي ظهرت واستخدمت في الفترة من عام 288هـ إلى 751هـ، 900م إلى 1350م. وتحتفظ المكتبة الوطنية في فيينا وبعض المكتبات في أوروبا ببعض ما طبع بهذه الطريقة في مصر وانتقلت هذه القوالب الخشبية التي كانت الطباعة تتم بها في مصر إلى أوروبا، حيث دام العمل بها نحو أكثر من قرن حتى ظهرت مطبعة جوتنبرج.

ظهرت أول حروف طباعة عربية على يد مارتن روث عام 892هـ، 1486م الذي طبع ترجمة لكتاب برنارد برايدنباخ عن رحلته إلى الأماكن المقدسة، وكانت المحاولة الثانية في أسبانيا عام 911هـ، 1505م بصدور كتاب وسائل تعلم قراءة اللغة العربية ومعرفتها، وفي عــام 922هـ، 1516م نشر كتاب المزامير بخمس لغات هي العربية والكلدانية واللاتينية واليونانية والعبرانية في جنوه بإيطاليا. والمحاولة الثالثة كانت طبع الإنجيل عام 1000هـ، 1591م. وفي لبنان طبعت المزامير بالعربية عام 1019هـ، 1610م، وأول مطبعة أنشئت بها عام 1165هـ، 1751م ولم تستمر. وظهرت أول مطبعة في تركيا عام 1140هـ، 1727م شريطة ألا يُطبع عليها القرآن الكريم، وأول كتاب طُبع فيها هو ترجمة قاموس وانقولي عام 1141هـ، 1728م. وكانت حلب أول مدينة سورية تدخلها الطباعة، ثم انتقلت مطبعتها إلى دمشق.

وعرفت مصر المطابع مع قدوم الحملة الفرنسية عام 1213هـ، 1798م لكنها توقفت بعد رحيل الحملة عام 1216هـ، 1801م، وأسس محمد علي أول مطبعة، لازالت باقية حتى الآن، وهي مطبعة بولاق عام 1235هـ، 1819م وكان أول ماطبعته قاموس عربي إيطالي واستمرت تطبع كل المطبوعات بما فيها الوقائع المصرية. وعُرفت أول مطبعة حجرية بالعراق عام 1246هـ، 1830م ولم تستمر طويلا، ثم ترسخت الطباعة واستقرت بها عام 1856م. وعُرفت الطباعة بفلسطين عام 1246هـ، 1830م وفي اليمن عام 1294هـ، 1877م وفي الحجاز 1299هـ، 1882م، وفي السودان في بداية العقد الثامن من القرن التاسع عشر الميلادي وبالأردن عام 1341هـ، 1922م وبالكويت عام 1366هـ، 1947، وكانت معظمها من أجل طباعة الكتب والصحف.

واليوم تستخدم المطابع العربية أحدث أجهزة الطباعة في العالم في الجمع والطبع والإخراج والمونتاج والقص والتجليد والتطبيق وغيرها واستوعبت عددا كبيرًا من العمال الفنيين وأصبح لها دور بارز في تطوير الأعمال التجارية والسياحية والثقافية.

إختبر معلوماتك :

  1. لماذا كان اختراع حروف الطباعة المتحركة أحد أهم الأحداث في التاريخ؟
  2. ما الطرق الثلاث الرئيسية للطباعة؟ وكيف تختلف هذه الطرق بعضها عن بعض؟
  3. لماذا لم يتحمس بعض العرب للطباعة في بادئ الأمر؟
  4. ما الفرق بين اللينوتيب و المونوتيب؟
  5. كيف يتم تجهيز النسخ السالبة لفصل الألوان للطباعة اللونية؟
  6. كيف تمكن آيرا روبل من اكتشاف طريقة إسقاط الشكل طباعيًا على الورق في طباعة الأوفست؟
  7. متى عرفت الطباعة في الأقطار العربية؟

المصدر: الموسوعة العربية العالمية