الرئيسيةبحث

الحلي ( Jewellery )



عقد يرجع عهده إلى العصر الحجري، مكون من حجر مصقول
الحُلِي كلمة تُطلق على الزينة التي يلبسها الناس. والشائع منها الأساور والبروشات والأقراط والعقود والخواتم. وقد استُعلمت الحلي بشكل رئيسي للزينة الشخصية، إلا أنها ارتُديت أحيانًا عند بعض الناس لغايات عقائدية أو سحرية أو رمزًا للثراء والمكانة الاجتماعية. تتكون أجمل الحلي من معادن نفيسة وأحجار كريمة، مصوغة في أشكال فنية. وأهم المعادن المستعملة هي الذهب، غير أن استعمال الفضة والبلاتين شائع كذلك.

الحُلي قديمًا:

كانت حُلي عهود ما قبل التاريخ في شكل قلائد وأساور بسيطة. وكانت تُصنع من الجلد أو من القصب المزين بالحصى أو الثمار المكورة أوالريش أوالأصداف أو عظام الحيوانات. وكان الناس يستعملون الشوك أو عظامًا حادة لشد الحلي بعضها ببعض. وكان الناس أخيرًا يثقبون آذانهم وأنوفهم لوضع الحلي ويلبسونها أثناء الطقوس الوثنية، أو ليظهروا مكانتهم الاجتماعية، كما كانوا يؤمنون أن بعض الحلي تحميهم من المرض.

سوار ذهبي روماني قديم مصوغ في هيئة ثعبان.
وتعلم الناس تدريجيًا صنع الحلي من العاج والخشب والمعادن. وفي حوالي عام 3500ق.م، اكتشف الحرفيون أنه يمكن طَرْق الذهب المحمي بالنار، وتحويله إلى صفائح رقيقة قبل تشكيله. واستعملت كذلك معادن أخرى كالفضة والنحاس والبرونز.

وفي أواخر القرن الحادي والعشرين ق.م، كان المصريون القدامى يستعملون أحجارًا كريمة في صنع الحلي كالأساور والبروشات وأغطية الرأس والقلائد والخواتم. كانوا يعتقدون أن للأحجار الكريمة سلطانًا سحريًا وكانوا يلبسونها لتجلب لهم الفأل الحسن.

وكان قدامى المصريين يصنعون الحلي من أحجار كريمة متنوعة، وكذلك من الزجاج والخزف المزخرف والزَّليج (فُخار مطلي بأكسيد القصدير) والمينا. وكانوا يلبسون قطعًا مكونة من حُبيبات مكورة تُغطي الكتفين والصدر، وزينة توضع على الصدر، وأكاليل تشبه التاج. كما كانوا يلبسون أساور وخلاخيل وقروطًا وخواتم، ويضعون الحلي في القبور لاعتقادهم أنها تُستخدم في الحياة الأخرى بعد الموت.

حُلي صينية زينة للشعر مصنوعة من الكهرمان والمعدن واللآلئ والريش.
وكان اليونانيون يهتمون بصياغة المعادن في حليهم، ونادرًا مايستعملون الترصيع بالأحجار الكريمة. وكانت الحُليّ اليونانية تتسم بتخريم جميل، في شكل شريط زيني مكون من أسلاك رقيقة ومفتوحة من الذهب والفضة، تُضفي عليها أشكالاً مختلفة.

وكان الرومان، بخلاف اليونان، يستعملون الأحجار الكريمة في حُليهم. وكانوا يستخدمون كذلك الذهب، غير أنهم كانوا يُحبذون الأحجار الكريمة التي يُرصعون بها خواتم يلبسونها، كما كانوا أول من استعمل الخواتم رمزًا للخطوبة.

الحُليّ الأوروبية:

في أوائل القرون الوسطى، وبالتحديد ابتداءً من القرن الثامن الميلادي، كان لبس الحلي يكاد يقتصر على الملوك وحاشياتهم. وفي الفترة التي تمتد بين 1200-1400م، تكونت طبقة متوسطة ثرية. وبدأت هذه الطبقة تمتلك الحلي وتلبسها رمزًا لمكانتها الاجتماعية. وكان الذهب أهم المعادن الثمينة المستعملة، وإن كان استعمال البرونز والفضة من الحلي الشائع إلى حد ما.

كان الهنود في بيرو يلبسون أقراطًا ذهبية وفيروزية
وكان استعمال الأحجار الكريمة (الجواهر) مطابقًا للذوق في القرن السادس عشر الميلادي. وغالبًا ما كان الصائغون يرصعون بعض الحلي بالأحجار الكريمة التي تُشد أو تربط بقلادة حول العنق. وكانت النساء يضعن شرائط من اللآلئ والأحجار الكريمة في شعورهن. وصُنعت الساعات الأولى في أوائل القرن السادس عشر الميلادي، وكان الناس يلبسونها في شكل مناجد (حبال متدلية) وفي عُلب صغيرة. وأصبح الماس محبوبًا وشائعًا في القرنين السابع عشر والثامن عشر الميلاديين نتيجة للتقدم الذي أُحرز في تقطيع الأحجار الكريمة.

امرأة من قبيلة كارينّي ببورما ترتدي قلادة مكونة من حلقات وتضغط الحلقات على الكتفين قصد إبراز العنق

الحلي الإفريقية:

كان الحرفيون الأفارقة يستعملون دائمًا مواد محلية كالعظام والريش الملون والعاج والخشب، وأحيانًا المعادن، لصنع حلي بديعة الألوان. ولاتزال القلائد من الأصداف والبذور، وقطع من العاج أو العظام، توضع في شحمة الأذن. والأساور والخلاخل البرونزية منتشرة الاستعمال ومفضلة عند بعض الأفارقة.

الحلي الآسيوية:

اشتهر صانعو الجواهر الهنود بمهارتهم في التزيين لما يقارب من 4,000 سنة. ويستعمل هؤلاء الجواهريون الذهب مادة رئيسية لصنع الجواهر. وكان الهنود الأثرياء يشترون ما استطاعوا من الذهب، ثم يصنعون منه حليًا لزوجاتهم. وكانت هذه الحلي تشكل القسط الأكبر من ممتلكات العائلة، ولاتزال الخلاخيل والأساور وخواتم الأصابع وحلقات الأنف منتشرة الاستعمال ومفضلة في الهند وباكستان. وفي بلدان جنوب شرقي آسيا، استخدم الجواهريون الأحجار الكريمة بكثرة.

امرأة ترتدي حلقة أنف رمزًا للزواج.

حلي شرقي آسيا:

اشتهر لبس الحلي في الصين في عهد أسرة سونج (960 - 1279م)، وكان الصينيون يفضلون الفضة والمينا والريش واليَشَم. وغالبًا ماكان اليشم يُنحت أو يُصقل ويُمزج بالمعادن. وكانت الحلي الصينية رهيفة، محكمة الصنع، وغالبًا ما كانت في شكل أغطية مزخرفة للرأس.

وكانت الحلي اليابانية تُشبه الحلي الصينية، إلا أن اليابانيين استعملوا الحلي لتزيين السيوف والأشياء التي تُستعمل أثناء الطقوس الدينية والمراسيم الرسمية. وبدأ اليابانيون في فترة لاحقة لبس الحلي للزينة الشخصية. وكانت هذه الحلي اليابانية في شكل قروط وزينة للشعر، وقلائد، ومناجد (حبال متدلِّية) وخواتم.

تمثل أساليب مختلفة في تصميم الحلي. صُنعت القلادة المعقدة الزخرفة من الذهب المطلي بالمينا والجواهر أثناء القرن السادس عشر.

الحلي الأمريكية قبل كولمبوس:

يُطلق على فن الهنود الحمر الذي وجد في أمريكا قبل عام 1500م ما قبل كولمبوس ؛ لأنه أنتج قبل وصول كريستوفر كولمبوس إلى العالم الجديد سنة 1492م. وفي عهد ماقبل كولمبوس، كان الهنود الحمر الذين أسسوا إمبراطورية الإنكا يقطنون مساحات كبيرة من أمريكا الجنوبية. وكانت حضارات الإنكا ماهرة جدًا في صناعة المعادن، وبالأخص الذهب والفضة. ومعظم حلي الإنكا استولى عليها الغازون الأسبان في القرن السادس عشر الميلادي، غير أن بعض النماذج منها بقي موجودًا إلى يومنا هذا. ومن بين هذه النماذج خواتم كبيرة مستديرة، وشرائط ذراعية، وأغطية للرأس، وأقنعة وقلائد مزخرفة وقروط. وكان هنود المايا في المكسيك وفي شرقها، وفي أمريكا الوسطى يصنعون الحلي من الذهب واليشم ومواد محلية أخرى. وكان المايا يضعون الأساور وقلائد كبيرة وأقنعة تُستعمل أثناء الطقوس الدينية مزخرفة بتصميمات هندسية.

أما القلادة الفضية الحديثة فتعكس التصميم ذا الخطوط الدقيقة الذي ساد أوائل القرن العشرين.

الحلي الحديثة:

معظم الحلي اليوم صناعية، غير أن الكثير من الحلي الغالية السعر يُصنع يدويًا. أما الحلي الصناعية والرخيصة السعر فأصبحت شائعة.


المصدر: الموسوعة العربية العالمية