الرئيسيةبحث

الخطابة ( Public speaking )


☰ جدول المحتويات


الخطابة. هي القول المنطوق المخاطب به جمع من الناس بقصد التعليم أو الإقناع أو التسلية. والتدريب على مخاطبة الجماهير جزء أساسي من التدريب على القيادة في أي مجال للنشاط. فعلى سبيل المثال ينتمي معظم الأشخاص تقريبا إلى منظمة من نوع ما، وهناك الكثيرون الذين ينتمون إلى أكثر من منظمة، وتتوفر فرص عديدة لإلقاء الخطب في اجتماعات المجموعة أو النادي. ومن المحتمل أن يصبح أولئك الذين يتحدثون بشكل مؤثر زعماء لهذه المجموعة. ويبدو أنه من المحتمل لأولئك الذين يسمحون للآخرين أن يقوموا بعملية التحدث كاملة أن يصبحوا أتباعا لهم.

ويوصف الخطباء الذين يصنعون لأنفسهم هدفا جيدا وينجحون في تحقيقه بأنهم مؤثِّرون. ويتم ذلك إذا حاولوا أن يوضحوا بعض المعلومات الحقيقية، ونجحوا في جعل أفراد جمهورهم يفهمون هذه الحقائق. وإذا حاولوا أن يقنعوا أفراد جمهورهم بأن يوافقوا على عمل شيء ما أو أن يغيِّروا آراءهم نجحوا في تحريك جمهورهم للقيام بالعمل أو تغيير أفكارهم.

طريقة الخطاب:

على المتكلمين أن يأخذوا بعين الاعتبار أربع نقاط: 1ـ الموضوعات 2ـ الجماهير 3ـ المتكلمين أنفسهم 4ـ المناسبات التي يتكلمون فيها.

الموضوعات. إن المصدرين العامين لموضوعات الخطيب هما المباشر وغير المباشر من تجارب المتكلمين. التجربة المباشرة وهي معرفة تم الحصول عليها بالمشاركة الفعلية في الأحداث عن طريق الرؤية الشخصية، والسماع، والشعور، والذوق. أما التجربة غير المباشرة فهي معرفة تم الحصول عليها عن طريق الإصغاء إلى تجارب الآخرين. وعن طريق قراءة ماكتبه الآخرون. ويستطيع المتكلمون عادة أن يقوموا بعرض أكثر فعالية للموضوعات التي لهم فيها تجربة مباشرة، من الموضوعات التي يأخذونها من تجارب الآخرين. ويُشترط في الموضوعات أن تحفز المتكلمين ليقوموا بأقصى مجهود لهم. وعليهم في نفس الوقت أن يجدوا تقبلا من الجمهور وأن ينسجموا مع معرفة وتجربة المستمعين.

ويمكن تقسيم الموضوعات إلى ثلاثة أنماط: النمط الذي يُعلِّم والنمط الذي يُقْنِع والنمط الذي يُسلِّي. وفيما يلي بعض الأمثلة على الموضوعات التعليمية:

كيف تلعب الشطرنج.
عادات الأفاعي.
كيف يعقَّم الحليب.

ومن الأمثلة التي تقود إلى الإقناع:

ينبغي تبني التقويم ذي الثلاثة عشر شهرا.
ويجب على حكومة الأمة أن تؤمّن الموارد المالية والتسهيلات الكافية لضمان بقاء الآداب وغيرها من النشاطات الثقافية.

وفيما يلي بعض الأمثلة على الموضوعات المسلية:

الحياة الخاصة لمدرسينا.
الاختراعات التي لم تعمل قط.
الحيوانات الأليفة كأفراد في العائلة.

الجماهير. إن الخطباء الذين يتحدثون عن مواضيعهم بلغة معرفتهم الخاصة وبلغة حاجاتهم دون أي اعتبار لمعرفة وحاجات جماهيرهم سيفشلون بشكل مؤكد تقريبا.

وكخطوة أولى ينبغي على الخطباء أن يكتشفوا مايعرفه أفراد جمهورهم عن الموضوع. تختلف مشكلة تفسير طريقة عمل مدفأة كهربائية جديدة لا نار ولا حرارة فيها لمجموعة من المهندسين الكهربائيين اختلافا كبيرا عن تفسيرها لجمهور من الناس لا يعرفون سوى القليل عن الكهرباء.

وينبغي على الخطيب الذي يحاول إقناع جمهور من الطلاب بدراسة الاقتصاد أن يعرف مواقفهم وآراءهم حول دراسة الاقتصاد. وإذا كان الخطباء يعرفون منذ البداية أن جمهورهم معارض جدا لتصديق ما يقترحون، فهم يدركون أنهم يواجهون مشكلة مختلفة، وأكثر صعوبة من مشكلة إقناع جمهور حيادي أو إيجابي بعض الشيء.

وعلى الخطباء أن يعرفوا إن كان أفراد جمهورهم يرغبون في أن يستمعوا إلى موضوع ما، إذ يصغي الناس عادة عندما يعتقدون أن أفكار المتكلم ستكون ذات فائدة لهم، عن طريق تلبية واحدة أو أكثر من حاجاتهم جزئيا أو كليا.

المتكلمون. ربما كانت شخصية الخطباء أكثر العوامل أهمية للتأثير على الجماهير، وعلى الخطباء أن يعطوا دائما بعض القيمة لأنفسهم.

المناسبات. على الخطباء أن يفكروا بعناية في زمان إلقاء خطبهم ومكانه، وأن يتساءلوا إن كانت المناسبة مواتية للموضوع الذي اختاروه. فاجتماع ناد للقوارب الشراعية ليس مناسبا لحديث قصد منه بيع أدوات منزلية. غير أن مثل هذا الاجتماع يكون مناسبا لحديث يُقْصد منه جمع المال من أجل شراء قوارب شراعية جديدة.

تخطيط الخطبة:

عندما يفكر الخطباء بعناية في مواضيعهم وجمهورهم وشخصياتهم والمناسبة التي سيتكلمون فيها. فإنهم بذلك يُعدّون للحديث نفسه.

الهدف: على الخطباء أن يحددوا هدفهم العام. هل يرغبون في أن يعرضوا معلومات صحيحة أو أخبارًا؟ أي أن يعلموا هل يرغبون في تغيير معتقدات أو أفكار؟ أو هل يرغبون في أن يمتعوا أو يسلوا جمهورهم؟ عليهم أن يعدوا بيانا مختصرا بهدفهم المحدد في أذهانهم. فيما يلي أمثلة على الأهداف المحددة:

تعليمي: إخبار الفصل كيف يلعب الشطرنج.

إقناعي : إقناع الجمهور أن على الحكومات الوطنية أن تُؤَمِّن الموارد المالية الضرورية والتسهيلات لضمان استمرار الآداب والنشاطات الأخرى.

تسلية: تسلية تجمع مدرسة ما لنقاش عادات الأساتذة.

الأفكار الرئيسية. يجب أن تكون الخطوة التالية هي اختيار الأفكار الرئيسية أو التقسيمات الرئيسية للموضوع كما هو مقرر في الهدف المحدد. وفي الخطب الإعلامية، ينبغي أن تحدِّد الأفكار الرئيسية الهدف المحدد بالإجابة عن الأسئلة. (من؟، و ماذا؟، و أين؟، ومتى؟، ولماذا؟، وكيف؟). وفي الخطب الإقناعية، يجب أن تكون الأفكار الرئيسية هي الأسباب الرئيسية الداعية للاعتقاد المطلوب أو العمل المطلوب. وفي الخطب المسلِّية، يتحتم أن تكون الأفكار الرئيسية هي أقسام الموضوع الذي يمكن أن يكون مسليا للجمهور.

المادة المساندة: بعد اختيار الأفكار الرئيسية، ينبغي على الخطباء أن يختاروا المادة المساندة. وهذا يشمل أشياء مثل الوصف، والسَّرْد، والمقارنات، والأمثلة، والأدلَّة والإحصاءات، والمعينات البصرية، مثل: (الرسوم البيانية، والشروح والشرائح، والخرائط، والأفلام، والصور الضوئية، وعينات أو نماذج) والتكرار (إعادة بيان أفكار هامة لزيادة فرصة تذكُّرها).

إن اختيار الأفكار الرئيسية وإعادة المساندة يكمل الجزء الرئيسي من الخطاب.

المقدمة: يجب على الخطباء أن يضعوا بعد ذلك خطة للافتتاحية. ولهذه عادة جزءان، الافتتاحية وذكر الهدف المحدد. ففي الافتتاحية، يجذب الخطباء اهتمام جمهورهم ويثيرون الاهتمام بموضوعهم. ويخبر الخطباء الجمهور بما يريدون عمله في خطبهم بشكل دقيق في بيان هدفهم المحدَّد.

الخاتمة: يأتي الإعداد للخاتمة بعد ذلك. ففي الخطب الإعلامية، يجب أن يكون هذا الجزء ملخصا للأفكار الرئيسية والهدف الدقيق. وفي الخطب الإقناعية، ينبغي أن تجمع الخاتمة أمرين: أولهما ملخص والآخر توجُّه للجمهور لأن يتقبل أوجه النقاش المعروضة. وتنتهي الخطب المسلِّية عادة بنقطةٍ مسليةٍ جدا دون أي نمط من أنماط الخاتمات الرسمية.

★ تَصَفح أيضًا: المناظرة ؛ الخطابة، فن ؛ الكلام.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية