الرئيسيةبحث

المملكة المتحدة، تاريخ ( United Kingdom, History of the )



المملكة المتحدة، تاريخ. تاريخ المملكة المتَّحدة يمثل جزءًا من قصة الأقوام الذين عاشوا في إنجلترا، وأستكتلندا، وويلز، وشمالي أيرلندا، وكونوا في عام 1801م المملكة المتحدة. تركز هذه المقالة على تاريخ إنجلترا وويلز فقط. أما أيرلندا وأسكتلندا، ف★ تَصَفح: مقالتيهما التاريخيتين في الموسوعة، وهما : أيرلندا، تاريخ ؛ أسكتلندا، تاريخ.

تبلورت حضارة بريطانيا على مر القرون من تشكل ثقافات مختلفة، فقد ساعد أقوام كثيرون على تشكيل تاريخها، منهم من عاش في فترة ماقبل التاريخ، ومنهم السلتيون، وكذلك الرومان، والأنجلز، والسكسون، والفايكنج، وأخيرًا النورمنديون.

بدأت بريطانيا منذ القرن السادس عشر الميلادي تشهد تطورًا اقتصاديًا وثقافيًا وسياسيًا واجتماعيًا سريعًا، وصارت أمة ذات أهمية عالمية، استطاعت أن تطور النظم البرلمانية الديمقراطية، وتسهم في حركة النهضة التقنية إبان الثورة الصناعية، وصارت بريطانيا اليوم من ضمن القوى الصناعية الرائدة في العالم.

ولقد تمكنت بريطانيا أيضًا في الفترة من 1500إلى 1900م من بناء أكبر إمبراطورية وراء البحار في التاريخ، كما أنها أسهمت حضاريًا في تكوين أستراليا وكندا والهند ونيوزيلندا والولايات المتحدة الأمريكية وجزر الهند الغربية وكل دول الكومنولث.

بريطانيا في فترة ما قبل التاريخ

يبدأ التاريخ المدوّن لبريطانيا بحملة يوليوس قيصر عام 55 ق.م، ولكن قصة الحياة البشرية فيها أقدم من ذلك بكثير، ومصداق ذلك في البقايا الأثرية التي وجدها علماء الآثار، فمن المعروف الآن أن بريطانيا كانت متصلة بأوروبا، وأنها لم تنفصل عنها، إلا بعد ذوبان الجليد، وظهور الفواصل المائية بينهما، وأن جوها كان من البرودة بحيث لم يكن صالحًا لحياة البشر، وإنما لحياة الحيوانات المفترسة القوية. كأسود الكهوف، والذئاب، وفرسان البحر … إلخ.

يعتقد علماء الآثار أن أول من استوطن بريطانيا قوم من أوروبا، جاءوها في العصر الحجري القديم، قبل نصف مليون سنة، وأنهم كانوا قومًا صيادين يطاردون الحيوانات المتوحشة، واستخدموا الآلات والأدوات الحجرية، وعرفوا أيضًا النار. ويقرر أولئك العلماء أن أول مستوطنة عرفت كانت عام 250,000 ق.م، وأن الآثار التي وجدت في منطقة كنت وكلاكتون وغيرهما ـ مثل الجمجمة البشرية والأدوات الحجرية ـ تدل على ذلك.

بنهاية العهد الجليدي، وذوبان الجليد، وظهور بحر الشمال والقنال الإنجليزي نحو 5000 ق.م، جاء إلى بريطانيا مستوطنون جدد احترفوا صيد الحيوانات والأسماك، هم أهل العصر الحجري الوسيط، وقد جاء معظمهم من الدنمارك. وفي نحو عام 4000ق.م، جاءتها قبائل متفرقة من جهات غرب أوروبا، وجلبوا معهم حضارتهم المعروفة بحضارة العصر الحجري الحديث، وهم قوم عملوا بالزراعة في الريف، وبالتجارة في القرى والبلدان، فنظفوا الأرض وزرعوها، وربوا الحيوانات، كما أنهم كانوا أول من بنى المنازل من الحجر والخشب، وأول من بنى الطرق.

وفي العهد البرونزي (3000 ـ 2500 ق.م)، بدأ الناس في بريطانيا يستعملون المعادن، كما شهد ذلك العهد وصول مهاجرين جدد جاءوا من الراينلاند (أرض الراين)، والأراضي المنخفضة (هولندا وما جاورها)، وقد اختلط هؤلاء بآخرين جاءوا من أسبانيا والبرتغال، ومهدوا لاستعمال النحاس والذهب، وقد سماهم علماء الآثار قوم الكأس أو أهل الكأس لاستعمالهم قوارير فخارية على شكل كؤوس، وجدت مدفونة مع موتاهم. وهم قوم زراع، ربوا الماشية، واستأنسوا الخيول البرية، واستعملوا الفؤوس النحاسية والخناجر، والسيوف وكذلك الدروع، وعرفوا في أخريات أيامهم استعمال المحراث.

وبنهاية هذا العصر البرونزي قدم إلى بريطانيا مهاجرون جدد، من مجموعات مختلفة ولكنهم استعملوا لغة واحدة، هي اللغة السلتية، ومن ثم سموا وعرفوا بالسلتيين، وقد كانت لغتهم هذه سائدة في كل بريطانيا عندما غزاها الرومان في 55 ق.م.

وفي نحو عام 700 ق.م، وصل بريطانيا قوم جدد ـ سلتيون أيضًا ـ وفي عهدهم عرفوا استعمال الحديد، فاستعملوه في أوانيهم، وفي أسلحتهم، وهم قوم محاربون كانوا أول من ركب الخيول في تلك المنطقة، والعربات التي تجرها الخيول، وبنوا القلاع والحصون على رؤوس الجبال وحصنوها.

وفي نحو عام100 ق.م، وصلت أكثر مجموعات السلتيين تحضرًا إلى جنوبي بريطانيا قادمة من بلاد الغال (فرنسا)، وهم البلجيون. وكانوا قد عرفوا المحراث واستعملوه أيضًا، وصنعوا الفخار، وسكوا النقود المعدنية، وبنوا المستوطنات والمزارع والتي تطورت فيما بعد لتصبح المدن الأولى في بريطانيا.

ثم جاء غزو يوليوس قيصر لبريطانيا عام 55 ق.م، وكان ما كُتب عن ذلك الغزو أول سجل مكتوب للتاريخ البريطاني.

بريطانيا الرومانية (55 ق.م -410م)

كانت بريطانيا أثناء الغزو الروماني مجموعة من القبائل التي يحكمها ملوك أو ملكات، وكانت منطقة تجارية مهمة، احتفظت بأهميتها وزادت عليها بعد حملة يوليوس قيصر التي جعلتها (أي بريطانيا) إقليمًا تابعًا لروما، تقيم فيه وتحميه الجيوش الرومانية، ويديره الرومان من مدن بنوها. فقد كانت لندن هي العاصمة المدنية، كما كانت مدن أخرى مثل ـ كانتربري، ليستر، سان ألبانز ـ مراكز للإدارة الإقليمية الرومانية.

سيطر الرومان أولاً على جنوبي بريطانيا بعد سحقهم لبعض المقاومة هناك، ومن الجنوب امتد حكمهم إلى غربي البلاد وشمالها، ولكنهم واجهوا مقاومة عنيفة في الشمال أوقفتهم عند الخط الذي بنى عنده الإمبراطور هادريان سور أنطونين الشهير ليحمي بريطانيا الرومانية من هجمات قبائل الشمال، وقد بقي الرومان عاجزين عن مد حكمهم إلى تلك الأجزاء الشمالية أو إلى أيرلندا، وكذلك إلى الأجزاء الجبلية الوعرة من ويلز.

أما جنوب بريطانيا الذي خضع للحكم الروماني كلية فقد تأثر بالحضارة الرومانية في كل مناحي الحياة، نخص منها تخطيط المدن بطرقها المتقاطعة وهندسة المباني، والطرق العامة، ومن الناحية الدينية عبد الناس هناك المعبودات الرومانية ـ مثل فينوس ومارس وجوبيتر ـ وقدموا لها القرابين، كما عبدوا الأباطرة الرومان، وقام بعض الجنود بإدخال بعض المعبودات الشرقية مثل مثرا الفارسي، ودخلت النصرانية إلى بريطانيا عن طريق الجنود الرومان والتجار، ثم قويت الديانة النصرانية هناك في القرن الرابع الميلادي.

انتهى الحكم الروماني لبريطانيا عندما بدأت الإمبراطورية الرومانية في التدهور، حيث تقهقرت قواتها إلى فرنسا، تاركة بريطانيا فريسة لهجمات القبائل السكسونية الآتية من ألمانيا، وبعض القبائل الألمانية الأخرى، والتي سرعان ما سيطرت على بريطانيا الرومانية، وقضت على الحضارة الرومانية فيها.

خلف الحكم الروماني آثارًا قليلة في بريطانيا لم تتعد بناء الطرق، وبقاء الديانة النصرانية في ويلز وجهات كورنوول.

العصور المظلمة (410-1066م)

حصن مالدين شُيد في العصر الحديدي، وهو قرية محصنة، أقيم حولها حاجز خشبي لحماية السكان. يمكن رؤية الأكوام الترابية بالقرب من دورتشستر في دورسيت.
هي الفترة الفاصلة بين رحيل الرومان عن بريطانيا ومجيء النورمنديين إليها، وهي فترة مجهولة لا يعرف عنها الكثير، ولعل قلة المعلومات هي التي جعلتها فترة غامضة، تتسم بالوحشية وعدم التحضر، والواقع أنها لم تكن كذلك ـ كما أثبت البحث الحديث ؛ ففيها بدأت جذور النهضة السياسية والتجارية والاجتماعية التي شهدتها العصور اللاحقة، وفيها بدأت الأمة الإنجليزية في الظهور، وبدأ الأدب، كما بدأ التحول للنصرانية.

شهد القرن الخامس الميلادي غزو السكسون والجوت لبريطانيا الرومانية. وبحلول عام 613م كانت معظم إنجلترا تحت سيطرتهم، وذلك بعد أن دفعوا كل العناصر الرومانية ـ الإنجليزية إلى الشمال نحو أسكتلندا وويلز ـ وقد قامت في إنجلترا سبع ممالك أنجلو ـ سكسونية هي: أنجليا، وإسكس، وكنت، ومرسيا، وسسكس، ونورثمبريا، و وسكس ؛ كان حكامها قادة عسكريين، عُرفوا بنزاعهم وحروبهم المستمرة فيما بينهم، وكانت لهم دياناتهم الخاصة، فعبدوا الشمس والقمر وغيرهما، قبل أن يتحولوا إلى النصرانية في نهاية القرن السادس الميلادي، كما كانت لهم آدابهم وأشعارهم وفنونهم الخاصة، بل إن بعض الرهبان بدأوا آنذاك تسجيل الحوادث الواقعة في بريطانيا، بادئين بذلك كتابة التاريخ البريطاني، كما أن الأديرة كانت في تلك الفترة مراكز للعلم.

تعرضت إنجلترا وويلز في القرن الثامن الميلادي لغزو الفايكنج القادمين من البلاد الإسكندينافية، فقد غزا الفايكنج القادمون من النرويج أسكتلندا وأيرلندا، محدثين خرابًا ودمارًا في تلك الجهات، حيث حرقوا ونهبوا الأديرة، والقرى، وأسروا سكانها وأخذوهم عبيدًا، تاركين الناجين إلى الجوع والموت. ولكنهم وبحلول عام 851م استقروا بصفة مستديمة في إنجلترا، واستطاعوا عام 870م أن يبسطوا كل سلطاتهم على المملكة الإنجليزية ماعدا وسكس. واستطاع الملك ألفرد الأكبر عام 886م هزيمتهم وتوقيع اتفاقية معهم حدد فيها الأماكن التي يمكن أن يعيشوا فيها، وقَبِلَ الفايكنج الدانماركيون بموجبها الديانة النصرانية. كما ظلوا يمارسون نشاطهم التجاري، حيث أسسوا تجارة مزدهرة بين إنجلترا والدول الواقعة فيما وراء بحر الشمال.

الغزو النّورمنديّ (1066-1337م)

تلت الأحداث السابقة سيطرة النورمنديين عام 1066م على إنجلترا في أعقاب معركة هيستنجز، واتسمت الفترة النورمندية بتزايد نفوذ العوائل النبيلة (البارونات). وبتوطيد نظام الإقطاع، كما أن النورمنديين اشتهروا ببناء الكنائس، والقلاع والأبراج، فمثلاً بنوا حوالي مائة قلعة على عهد ملكهم وليم الأول، ولعل أشهر ملوكهم هو ريتشارد قلب الأسد (1189-1199م)، والذي أهدر موارد إنجلترا في حروبه الصليبية. في عام 1216م تذمر النبلاء من الضرائب التي فرضها الملك جون وأجبروه على احترام حقوقهم أولاً، ثم على توقيع الماجنا كرتا التي عادت بالنفع على عامة الناس والنبلاء أيضًا. وفي عام 1282م نجح النورمنديون في توحيد ويلز مع إنجلترا. واستطاع الملك إدوارد الأول ضم أسكتلندا ولكن لوقت قصير.

سنوات الصراع (1337 - 1485م)

كان الملك إدوارد الثالث قد حاول إرجاع أراضي إنجلترا في فرنسا بادئًا بذلك عام 1337م حربًا مع فرنسا، هي حرب المائة عام، والتي نتج عنها اشتعال الحروب الأهلية بين النبلاء (البارونات وغيرهم) بعد أن عادت الجيوش إلى إنجلترا، وتلك هي حرب الوردتين (1455- 1485م) والتي كانت أساسًا حروبًا بين نبلاء يورك، ونبلاء لانكستر، والتي انتهت بمجيء عائلة آل تيودور للحكم، وذلك عندما صار هنري السابع ملكًا على إنجلترا عام 1485م.

آفاق متسعة (1485 - 1603م)

ساعدت الطباعة على توسيع آفاق المعرفة. وقد أقام وليم كاكستون أول مطبعة في إنجلترا في سنة 1476م. أما الرسم الموضح هنا فإنه نقل من الكتاب الملكي الذي طبع في سنة 1484م.
اتسم عهد عائلة تيودور بظهور أفكار وتطورات جديدة ؛ ففيه بدأت حركة النهضة الأوروبية تؤثر على الفنون والآداب في بريطانيا، وفيه بدأت حركة الإصلاح الديني الإنجليزية والتي بدأها الملك هنري الثامن، والتي كان لها أيضًا آثار ظاهرة على مختلف مناحي الحياة في بريطانيا. كما أن ملوك آل تيودور استطاعوا تقوية سلطان العرش، وتأسيس حكومة قوية استطاعت أن تبسط الأمن والنظام في البلاد، وحدث في عصرهم أيضًا تطور واضح في التجارة، وتوسعها، وشهد هذا العصر أيضًا بدايات الحركة الاستعمارية ـ أي إنشاء المستعمرات وإقامتها خارج الأراضي البريطانية. ولقد أعان أولئك الملوك ـ خاصة في فترتهم الأولى ـ الطبقات الوسطى التي كانت تحرص على استتباب الأمن واستمرار التجارة، ومن ثم وقفت إلى جانبهم وحمتهم من طغيان النبلاء، الذين كانت حرب الوردتين قد أضعفتهم.

ويعد هنري الثامن أشهر ملوكهم، وهو الذي ثار ضد سلطان البابا (قصة طلاقه من زوجته كاترين أراغون)، بادئًا بذلك حركة الإصلاح الديني اللوثري التي انتهت بفصل الكنيسة في إنجلترا عن سلطان روما، وإقامة الكنيسة البروتستانتية فيها. وقد صار هنري الثامن ـ بموجب قرار من البرلمان ـ رئيسًا لتلك الكنيسة، ومنذ ذلك التاريخ إلى اليوم يعد ملك بريطانيا (أو ملكتها) رئيسًا للكنيسة فيها بدلاً من البابا. كما حل هنري الثاني الأديرة وصادر أراضيها وثرواتها معززًا بذلك سلطانه في الداخل والذي امتد ليشمل أيرلندا، وذلك عندما صادق البرلمان الأيرلندي عام 1541م على منحه لقب ملك أيرلندا.

ضحايا من أجل البروتستانتية وقد حدث ذلك خلال حكم ماري تيودور التي أعادت سلطة البابا على كنيسة إنجلترا. وكان كل من الأسقف لاتيمر وريدلي قد أحرقا في أكسفورد سنة 1555م.
كان أمر العلاقة بين الكنيسة في إنجلترا وبين روما يشغل الملوك والملكات الذين جاءوا بعد هنري الثامن، وقد اختلفت سياساتهم حول هذا الأمر ؛ فمنهم من أقر الوضع الجديد، ومنهم من حاول إرجاع سلطان روما مرة ثانية. فمن أولئك الملكة ماري التي حاولت إرجاع سلطة البابا وحرقت البروتستانت بالنار، ولكنها كانت محاولة لم يكتب لها النجاح على المدى الطويل، إذ جاء من غيَّرها وبدلها.

حكمت بعد الملكة ماري الملكة إليزابيث الأولى، وكان عهدها عهدًا مزدهرًا اقتصاديًا وثقافيًا وسياسيًا ؛ ففيه أُدخلت الطباعة لأول مرة في بريطانيا (1476م)، وعلا شأن الثقافة ؛ فقد كان عهد الشاعر الروائي وليم شكسبير، وهو عهد الاكتشافات البحرية حيث كان البحارة الإنجليز في أثنائه يحاولون إيجاد طريق للهند، وعهد الشركات التجارية التي بدأت حركة إقامة المستعمرات، قبل شركة الهند الشرقية التي أنشئت عام 1600م، وسيطرت على الهند، ثم تنازلت عنها للحكومة البريطانية. ★ تَصَفح: الهند، تاريخ . فكانت درة التاج البريطاني، وأعظم مستعمرات الإمبراطورية البريطانية، كما أن ذلك العهد شهد التنافس بين إنجلترا وأسبانيا، فهو عهد حرب الأرمادا في 1588م، وهزيمة أسبانيا.

التغييرات الدستورية (1603 - 1714م)

شهدت فترة آل تيودور ضم مملكة أسكتلندا للعرش البريطاني، وشهدت أيضًا النزاع بين الملك والبرلمان، وعددًا من التغييرات الدستورية المترتبة عليه التي زادت من سلطة البرلمان، والحرب الأهلية التي تلت ذلك عام 1640م، بين أنصار البرلمان وأنصار الملكية، وإعدام الملك تشارلز الأول عام 1649م، وقد تلا هذه الحادثة حكم أوليفر كرومويل، الذي استطاع بمساندة الجيش إقامة حكم عسكري ُسمي بالمحمية، واستمر هذا الحكم العسكري حتى عام 1660م، حيث أعيد الحكم الملكي لبريطانيا ثانية تحت حكم الملك تشارلز الثاني. ازدهرت في عصر الملك تشارلز الثاني الثقافة والفنون والحياة الاجتماعية. وزاد فيه التعصب ـ من جهة الدولة والبرلمان ـ ضد الكاثوليك، وكان التعصب يزداد وينقص بحسب عقيدة الملك الدينية.

فترة التَّحوُّل (1714 - 1837م)

الإمبراطورية البريطانية أقيمت الإمبراطورية البريطانية الاستعمارية خلال عهدين. فقد احتلت إنجلترا المستعمرات الأمريكية منذ أوائل القرن السابع عشر حتى السبعينيات من القرن الثامن عشر. وكان التوسع الاستعماري الكبير الثاني قد حدث في القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين. وتظهر الخريطة أيضًا المناطق التي مازالت تحت الملكية البريطانية هذه الأيام.
ظلت إنجلترا حتى بداية القرن الثامن عشر بلدًا ريفيًا، وظل أهلها يسكنون في قراها وبلدانها الريفية، ولكن بحلول منتصف القرن الثامن عشر الميلادي كانت الثورة الصناعية قد بدأت، وتمكَّنت في وقت وجيز أن تكتسح أمامها كثيرًا من مظاهر تلك الحياة الريفية ؛ إذ كانت التجارة البريطانية وراء البحار في ازدهار واضح وتوسع مستمر، حيث وجدت لها أسواقًا جديدة في المستعمرات البريطانية، وكانت تلك المستعمرات تمد المصانع في بريطانيا بالمواد الخام مثل السكر والقطن والتبغ. اكتسبت تجارة المستعمرات أهمية فائقة، وصارت مجالاً للتنافس بين إنجلترا وفرنسا. وفي عام 1756م اندلعت حرب السنوات السبع بينهما بهدف السيطرة على تلك التجارة. وخاضت الدولتان معارك تلك الحرب في الهند وأمريكا وكندا، وانتهت بنجاح بريطانيا في السيطرة على الهند ثم كندا.

تحولت بريطانيا من بلد زراعي إلى بلد صناعي بقيام الثورة الصناعية، وشهدت نموًا صناعيًا متزايدًا جعلها من الدول القوية. إلا أن الثورة الصناعية كانت لها تأثيراتها السلبية وبخاصة في الجوانب الاجتماعية المتمثلة في حالة الفقر والبؤس التي عاشتها الغالبية من الناس، وقد عانى العمال السكن السيئ وأحوال العمل القاسية، كما عانوا انتشار البطالة الناتج عن إدخال الآلات في المصانع فيما بعد، وغيرها من الآثار السلبية.

وإلى جانب الاختراعات، والتطور الاقتصادي والصناعي الهائل الذي شهدته هذه الفترة، فقد شهدت أيضًا أحداثًا سياسية مهمة أثرت على مستقبل الإمبراطورية البريطانية، منها فقدان المستعمرات الأمريكية عام 1783م، وحروب بريطانيا ضد نابليون التي استمرت حتى عام 1815م. وكانت معركة الطرف الأغر بقيادة نلسون عام 1805م من أشهر معاركها. ومن تلك الأحداث أيضًا أن بريطانيا استطاعت أن تضيف إلى ممتلكاتها أجزاءً من أستراليا ونيوزيلندا على يد الكابتن جيمس كوك، وبدأت في إرسال السجناء إلى تلك الجهات عام 1788م لاستيطانها وتعميرها، كما أنها (أي بريطانيا) استعمرت غيانا في جنوبي أمريكا ـ مستعمرة جديدة لها بنص معاهدة سلام فيينا عام 1815م، واستعمرت جزيرة ترينيداد في جزر الهند الغربية أيضًا، وسيلان وموريشيوس، ومالطا، ورأس الرجاء الصالح، كما أن تجار الرقيق البريطانيين مارسوا في هذه الفترة تجارة الرقيق من غرب إفريقيا إلى جزر الهند الغربية، وكانت ركنًا من أركان تجارة بريطانيا مع أمريكا، إلى أن أُلغيت عام 1833م.

سنوات التقدُّم (1837 - 1906م)

دُشِّن أول قطار بخاري في العالم في شمالي إنجلترا في يوم 27 سبتمبر 1825م. وقد سحبت قاطرة جورج ستيفنسون قطارًا من عربات فحم حجري ودقيق وعربة ركاب بصفة تجريبية، وذلك من دارلينجتون إلى ستوكتون.
تعاظم أثر الثورة الصناعية في بريطانيا، وتطورت في عهد الملكة فكتوريا الطويل (1837- 1901م)، وانعكس ذلك على التغير الذي طرأ على أطر المجتمع البريطاني، وفي التحسن الذي حدث في التعليم، وكذلك في توسع الإمبراطورية البريطانية توسعًا أوصلها إلى أقصى حدودها، ثم في الدور العالمي المتعاظم الذي بدأت تؤديه بريطانيا. ومن التطورات التي شهدتها في هذه الفترة، طرق النَّقل، من طرق برية، وحديدية، وسيارات فقد تطورت تطورًا كبيرًا، وكذلك كان الحال في وسائل الاتصالات ـ البريد والهاتف بصفة خاصة ـ كما أن بريطانيا أصبحت تتَّبع في مجال الاقتصاد والتجارة، أسلوب السُّوق الحر، وعملت في المجال السياسي على تعديل وتوسيع حق الانتخاب ليشمل معظم ساكني المدن، كما عمل بعض مصلحيها الاجتماعيين من أمثال لورد شافتسبري، على تحسين الأحوال الاجتماعية والاقتصادية للعمال الصناعيين وغيرهم ـ ولعل هذا هو السبب في أن هذه الفترة شهدت أيضًا ظهور اتحادات (نقابات) العمال، وبعض قوانين العمل، حماية للعمال، واعترافًا بحقوقهم.

لم تتسم فترة الملكة فكتوريا بالهدوء في العلاقات الخارجية، فقد خاضت الإمبراطورية البريطانية العديد من الحروب، أهمها حرب القرم (1854-1856م) التي خاضتها إلى جانب فرنسا ضد روسيا التي كانت تخشى منافستها لها في الإمبراطورية العثمانية، وتهديدها لطريق الهند. وكذلك شهدت هذه الفترة الثورة الهندية عام 1857م، وضم الهند إلى التاج البريطاني، وحكمها حكمًا مباشرًا، وذلك عندما أصبحت الملكة فكتوريا ملكة عليها. ثم كانت حربا البوير في جنوب إفريقيا. ★ تَصَفح: حرب البوير والإنجليز. الحرب الأولى في عامي 1880 و1881م، والثانية في 1899 و 1902م، واستطاعت بريطانيا هزيمة البوير، وإنشاء اتحاد جنوب إفريقيا. كما أن مشكلة أيرلندا ومطالبة قادتها بالحكم الذاتي، والمجاعة الكبرى التي شهدتها كانت أمرًا يشغل حكومات هذه الفترة، مثل حكومة غلادستون التي حاولت إصلاح أحوال أيرلندا.

تميزت هذه الفترة بازدهار الآداب والفنون ؛ فقد كان فريدريك لايتون، والسير إدوين أندسير من أشهر رسامي العصر الفكتوري، كما عرفت هذه الفترة الموسيقيين الكبار من أمثال السير إدوارد إلغار وهيوبرت باري، وعددًا من كبار الكتاب من أمثال شارلوت وإميلي برونتي، ولز، وديكنز، وجورج إليوت، وتشارلز كينجزلي، ووليم ثاكاري، وأنتوني ترولوب، وتوماس هاردي، ورديارد كيبلينغ، والشعراء أمثال ماثيو أرنولد وروبرت براونينغ وألجرنون تشارلز سوينبرن ولورد تنيسون وآخرين، وفيها وضع داروين نظرية النشوء والارتقاء. وقد ساعد ازدهار التعليم وتطوره على هذه الحركة الثقافية والأدبية.

المملكة المتحدة في القرن العشرين

تركت الحربان العالميتان ـ الأولى والثانية ـ أثرهما على بريطانيا وعلى إمبراطوريتها الواسعة. فقد تقلص نفوذها ووضعها العالمي باستقلال كثير من مستعمراتها في أعقاب الحرب العالمية الثانية، وتحولت الإمبراطورية لتصبح رابطة دول الكومنولث. ورغم أن بريطانيا آنذاك كانت ما تزال أغنى وأقوى شعوب العالم، فإن الاتحاد السوفييتي، والولايات المتحدة الأمريكية أخذا ينافسانها، ويحلان محلها في تقرير السياسة الدولية، وذلك بما لهما من موارد بشرية ومادية هائلة.

وإلى جانب كل هذا كانت للحربين آثار مدمرة على بريطانيا ؛ فقد خسرت في الحرب العالمية الأولى حوالي 750 ألف جندي، قتلوا أو فقدوا، ولم يكن دمار الحرب الثانية بأقل من دمار الأولى.

شهدت بداية هذه الفترة تعاقب الحزبين ـ حزب الأحرار وحزب المحافظين ـ على الحكم، ثم ظهور حزب العمال عام 1924م، وتسلُّمه الحكم بقيادة زعيمه رامزي ماكدونالد، وهو حزب اشتراكي قام وتوسع على حساب حزب الأحرار. وكانت المسألة الأيرلندية وتفاقمها من أهم الأمور التي شغلت الحكومات البريطانية، وكان من نتائج محاولة معالجتها، استقلال جنوب أيرلندا، والاعتراف بها جمهورية مستقلة عاصمتها دبلن، وفصل أيرلندا الشمالية عنها، ثم جعلها إقليمًا تابعًا للمملكة المتحدة، يتمتع ببرلمانه الخاص وبشيء من الاستقلال الذاتي. إلا أن ذلك لم يحل مشاكل أيرلندا الشمالية، بل عمل على تفاقم أمرها وأدى في النهاية إلى حدوث الاضطرابات والعنف.

تعاقب الحزبان ـ المحافظون والعمال ـ على حكم بريطانيا في فترة ما بين الحربين العالميتين، وتأثرت بريطانيا بالأزمة الاقتصادية العالمية عام 1929م. كما شهدت هذه الفترة ظهور النازية في ألمانيا، واجتماع ميونيخ عام 1938م بين رئيس الوزراء البريطاني تشمبرلين وهتلر، الذي حاول فيه الأول إزاحة خطر الحرب عن أوروبا، ولكنه لم يفلح، واعتبر البعض ـ مثل تشرتشل ـ الاجتماع كارثة على أوروبا. ولم ينحسر خطر الحرب، إنما الذي انحسر هو النفوذ البريطاني على أثر قيام الحرب وتدمير الاقتصاد الأوروبي وظهور روسيا وأمريكا قوتين بديلتين لها.

جاءت حكومة العمال بقيادة كلمنت أتلي عام 1945م إلى الحكم، وهي تحظى بأغلبية ساحقة، مكنتها من الاستمرار في الحكم حتى عام 1951م. ولعل أهم أعمالها أنها أرست دولة الرفاه الاجتماعي، فعممت نظام الضمان الاجتماعي ليشمل كل المواطنين، ونظام الرعاية الصحية. كما أنها اتبعت سياسة التأميم، فأممت مناجم الفحم، ومصانع الحديد والصلب، والسكك الحديدية، وشبكة الطرق، وأسست بنك إنجلترا المركزي. ولكن كل هذه الإجراءات لم تنعش الاقتصاد كلية وظلت الحكومة تحاول إصلاح الأحوال الاقتصادية، فاستدانت الكثير من الأموال من الولايات المتحدة، ومع هذا فقد ظل الحال كما كان.

الإضراب العام في 1926م قضى عليه الجيش إلى حدٍّ ما. قامت السيارات المسلحة بحماية الشاحنات الحاملة للمواد الغذائية من ميناء لندن إلى الهايد بارك لتوزيعها على الناس.

بداية أفول نجم الإمبراطورية:

كانت الحرب العالمية الثانية بمثابة بداية النهاية للإمبراطورية البريطانية، والتي بدأت معالم الضعف تظهر عليها قبل بداية الحرب ؛ فقد منحت بعض مستعمراتها الاستقلال في تلك الفترة ـ مثل كندا وأيرلندا (الجنوبية) ونيوزيلندا وجنوب إفريقيا. وبدأت حركة المطالبة بالاستقلال تستشري في أوساط مستعمراتها الآسيوية والإفريقية، فاستقلت الهند والباكستان في 1947م، واستقلت سيلان (سريلانكا الآن) عام 1948م، ثم استقل كثير من المستعمرات في فترة الخمسينيات، خاصة في إفريقيا وغيرها ـ مثل، بروناي، قبرص، غانا، كينيا، مالطة، نيجيريا، السودان، ترينيداد، يوغندا ـ وتبعتها دول أخرى في الستينيات مثل زيمبابوي (روديسيا سابقًا)... إلخ. وفي عام 1961م، انسحبت جنوب إفريقيا من رابطة دول الكومنولث، بسبب معارضة بريطانيا لسياساتها العنصرية.

وعلى صعيد السياسة الخارجية، تحالفت بريطانيا مع الولايات المتحدة الأمريكية وعارضتا الانضمام إلى عدة منظمات دولية وإقليمية ؛ فمثلاً عارضتا الانضمام إلى المنظمة الأوروبية للطاقة الذرية، وإلى المنظمة الاقتصادية الأوروبية، وإلى السوق الأوروبية المشتركة ـ وظل هذا الأمر موقفًا ثابتًا للحكومات البريطانية، خاصة المحافظة منها، وقد تلاشت هذه المعارضة في النهاية، وانضمت بريطانيا للسوق الأوروبية المشتركة عام 1973م.

خلف المحافظون حزب العمال في الحكم عام 1951م، حينما فاز حزبهم بقيادة، ونستون تشرتشل الذي اكتسب شعبية هائلة أثناء فترة الحرب وبعدها. وظل الحزبان يتعاقبان على الحكم كما توضح القائمة في الصفحة التالية.

ولعل أهم أحداث النصف الثاني من القرن العشرين اشتراك بريطانيا مع فرنسا وإسرائيل في العدوان على مصر عام 1956م، واشتراكها في قوى التحالف في حرب الخليج الثانية ضد العراق بعد غزوه للكويت في عام 1990م. وكان التحالف يضمها وفرنسا والولايات المتحدة، بقيادة الأخيرة، كما ضم دولاً عربية هي المملكة العربية السعودية والكويت وقطر وعمان والإمارات العربية المتحدة ومصر وسوريا والمغرب إلى جانب دول إفريقية وآسيوية.

المملكة المتحدة اليوم:

تمر المملكة المتحدة اليوم بحالة من التغيرات الاجتماعية والسياسية، وتبحث عن دور لها في هذا العالم.

انضمت المملكة المتحدة للسوق الأوروبية المشتركة عام 1973م، في عهد حكومة المحافظين بقيادة إدوارد هيث، وكانت طلبات انضمامها تجد معارضة أحيانًا من البرلمان، وأحيانًا أخرى من فرنسا.

ظلت مشكلة أيرلندا والحرب فيها تؤرق الحكومات البريطانية حتى يومنا هذا، ثم جاء دور أسكتلندا وويلز للمطالبة بشيء من الاستقلال، مثل إعطائهما مجلسًا تشريعيًا خاصًا بهما، وقد جرى استفتاء عام حول الأمر، ولكنه فشل.

كانت مارجريت تاتشر عام 1979م أول امرأة تصبح رئيسة وزراء لبريطانيا وشهد عهدها محاولات لإصلاح الاقتصاد البريطاني المتردي، كما شهد خارجيًا حرب جزر الفوكلاند الشهيرة، وكذلك الشروع في حفر نفق تحت القنال الإنجليزي يربط إنجلترا بفرنسا.

خلف تاتشر جون ميجر رئيسًا للوزراء عام 1990م. وفي عام 1991م، شاركت قوات من المملكة المتحدة في تحرير الكويت. وفي ديسمبر 1993م، وقع جون ميجر ورئيس الوزراء الأيرلندي ألبرت رينولدز اتفاقية أيرلندا الشمالية، أعلن على إثرها الجيش الجمهوري الأيرلندي وقف أعمال العنف. وفي عام 1994م، افتتح نفق القنال بين المملكة المتحدة وفرنسا واستمرت المملكة في توطيد علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي. وفي الأول من مايو 1997م، ألحق حزب العمال بقيادة توني بلير هزيمة كبيرة بحزب المحافظين الذي احتكر السلطة لأكثر من 18 عامًا. يذكر أن عدد الأصوات التي حصل عليها حزب المحافظين كانت الأقل منذ عام 1832م.

وفي سبتمبر عام 1997م، بدأت مباحثات السلام لتسوية مسألة أيرلندا الشمالية شارك فيها جميع الأحزاب ذات العلاقة بهذا الصراع. أثمرت المباحثات عن اتفاقية للسلام في أبريل 1998م، طرحت في استفتاء على شعبي أيرلندا وأيرلندا الشمالية وتمت الموافقة عليها. نادت الاتفاقية بإضافة ثلاثة أجهزة جديدة هي: 1- المجلس التشريعي لأيرلندا الشمالية، 2- المجلس الوزاري للشمال والجنوب وسيضم نواباً من أيرلندا الشمالية وأيرلندا، 3- مجلس الجزر وسيضم أعضاء من البرلمان الأيرلندي وبرلمانات الدول المكونة للمملكة المتحدة.

وفي عام 1999م، تأجل تنفيذ اتفاقية السلام لاختلاف القادة السياسيين حول موعد نزع سلاح الجيش الجمهوري الأيرلندي.


قائمة بأسماء رؤساء الوزارات خلال القرن العشرين

الاسمالحزبالفترة
ماركيز أوف سالزبريمحافظ1895-1902
آرثر جيمس بلفور محافظ1902-1905
السير هنري كامبل بانرمان أحرار1905- 1908
هربرت ـ آسكويث أحرار1908-1916
ديفيد لويد جورج أحرار1916-1922
أندرو بونار لو محافظ1922-1923
ستانلي بولدوين محافظ1923-1924
جيمس رامزي ماكدونالد عمال1924
ستانلي بولدوين محافظ1924-1929
جيمس رامزي ماكدونالد عمال1929- 1935
ستانلي بولدوين محافظ1935-1937
نيفيل تشامبرلين محافظ1937-1940
ونستون تشرتشل محافظ1940-1945
كلمنت أتلي عمال1945-1951
ونستون تشرتشل محافظ1951-1955
السير أنتوني إيدن محافظ1955-1957
هارولد ماكميلان محافظ1957-1963
السير ألكسندر دوجلاس هيوممحافظ1963-1964
هارولد ويلسون عمال1964-1970
إدوارد هيث محافظ1970-1974
هارولد ويلسون عمال1974-1976
جيمس كالاهان عمال1976-1979
مارجريت ثاتشر محافظ1979-1990
جون ميجر محافظ1990-1997
توني بلير عمال1997-

مقالات ذات صلة

المصدر: الموسوعة العربية العالمية