البرلمان الطويل ( Long Parliament )
البرلمان الطَّوِيل تسمية تشير إلى فترة انعقاد البرلمان الإنجليزى التي استمرت دون انقطاع من عام 1640م إلى عام 1653م. ولم يُحل رسميًا حتى عام 1660م، ولقد افتُتح البرلمان الطويل بخلاف مباشر مع الملك تشارلز الأول ثم انعقد خلال الحرب الأهلية وحكم على الملك بالإعدام، تبعها محاولته حكم البلاد خلال السنوات الصعبة بعد الحرب، وانتهت بحله لإفساح الطريق أمام البرلمان الجديد في عهد الملك تشارلز الثاني.
تمكن البرلمان الطويل خلال جلساته الأولى من عمل العديد من الإصلاحات السياسية التي دامت بعده، حيث ألغى محكمة قاعة النجوم الكريهة التي كانت تعذب المتهمين لتحصل على اعترافاتهم، ثم تحاكمهم دون هيئة محلفين.كما نص البرلمان على عدم جواز قيام الملك بجمع الأموال أو إصدار أمر دون موافقته. كذلك أمر نفس البرلمان بإعدام اثنين من كبار مستشاري الملك تشارلز وهما الإيرل إسترافورد والمطران وليم لاود.
انقسم البرلمان الطويل انقسامًا حادًا حول المسائل الدينية ؛ حيث عارض المتشددون في الدين الشيوخ ولم يذعن أي من الجانبين للآخر. ثم بدأت الحرب الأهلية بانسحاب مؤيدي الملك من البرلمان مما أدى إلى انقسام المجلس إلى شيوخ ـ وكانوا من المعتدلين الملكيين ـ والمستقلين وكانوا يؤيدون الحزب الجمهوري، وساند الجيش تحت قيادة أوليفر كرومول المستقلين. ولكن حدث انقسام تحت قيادة العقيد توماس برايد عام 1648م منع أغلبية من الشيوخ من دخول المجلس، ونتج عن تطهير برايد أو حركة برايد ما أطلق عليه برلمان الأقلية الذي كان به ربع العدد المعتاد من الأعضاء. وهذا الجزء المتبقي من البرلمان الطويل هو الذى أصدر الحكم بإعدام تشارلز الأول وحوَّل إنجلترا إلى ما عرف باسم الكومنولث.
عندما شعر كرومول، وهو القوة الحقيقية في الكومنولث، بأن برلمان الأقلية مصمِّم على الاحتفاظ بسلطته، أوقفه عام 1653م تاركًا إنجلترا دون مجلس تشريعي، ولكن الناس كانت قد ضجت من استبداد المتشددين. وفي عام 1660م اجتمع البرلمان الطويل مرة أخرى ودعا للانتخابات ثم اعتلى تشارلز الثاني العرش بعد ذلك.