وكان للأديرة أثر كبير في الجزر البريطانية منذ غزو النورمنديين عام 1066م حتى القرن الرابع عشر الميلادي. وقد أُنشئ خلال هذه الفترة أكثر من 300 دير جديد. اهتمت طائفة الرهبان البنيدكتيون بتربية الأغنام وإعداد مزارع لذلك، مما أدى إلى انتعاش التجارة التي قامت على صناعة الصوف.
وخلال القرنين الخامس عشر والسادس عشر الميلاديين، ركدت حركة إنشاء الأديرة ولم تنشأ أديرة جديدة، بل أُغلقت الأديرة القديمة، ولم ينفق إلا القليل من أموالها على الفقراء. ويعود ذلك إلى انخفاض مستوى الأديرة، مما حدا بالملك هنري الثامن إلى إغلاقها إضافة إلى أن الملك كان يريد مالاً، وكانت الأديرة لديها ثروات عظيمة. وخلال القرن السادس عشر الميلادي أُغلقت الأديرة وتمَّت مصادرة ممتلكاتها وبيعت، وأصبح الرهبان رجال دين رسميين أُعْدِمَ منهم من عارض أمر الملك.
اختفت الأديرة في بريطانيا من القرن السابع عشر إلى القرن التاسع عشر الميلاديين. وخلال القرن التاسع عشر الميلادي، بدأت الطوائف الدينية في بناء أديرة جديدة في مواقع الأديرة القديمة. ومع نهايات القرن التاسع عشر الميلادي، أكد بعض الأنجليكان على أهمية الرهبنة في الحياة النصرانية. ونتيجة لذلك، أسسوا في أماكن عدة بعض الأديرة التي تقوم على القواعد التي وضعها البنيدكتيون والفرنسيسكان.
★ تَصَفح أيضًا: فراير ؛ الراهب ؛ الراهبة.