كرومول، أوليفر ( Cromwell, Oliver )
أوليفر كرومول |
ولد كرومول في هنتنجتون في هنتنجتونشاير، وهي الآن كمبردجشاير بإنجلترا. وكان ينتمي إلى عائلة ثرية ذات نفوذ. ودرس في معهد سيدني سسكس في كمبردج، إلا أن وفاة والده اضطرته لترك الدراسة قبل أن يحصل على الشهادة الجامعية. وفي عام 1628م انتخب عضوًا في البرلمان.
في الثلاثينيات من القرن السابع عشر أصبح كرومول تطهيريا متشددًا. والتطهيريون هم من البروتستانت الذين كانوا يؤمنون بحق الناس في أداء العبادات البسيطة، وبتنظيم الكنيسة الإنجليزية. ★ تَصَفح: التطهريون.
تدرجه في السلطة:
في عام 1629م قام الملك تشارلز الأول بحل البرلمان اعتقادًا منه أن الملوك يستمدون حقهم في الحكم من الله لا من الشعب. ولم يكن الملك تشارلز يحترم البرلمان، ولم يدْعُه للانعقاد مرة أخرى إلا في عام 1640م حين وجد نفسه بحاجة إلى المال، واستمر الصراع على السلطة بين الملك والبرلمان. واندلعت الحرب الأهلية عام 1642م وكان كرومول قد فاز في الانتخابات البرلمانية عام 1640م. وأصبح قائد جيش البرلمان. ومع أنه لم يكن قائدًا عسكريًا محنكًا، لكنه أثبت براعة في قيادة فرقة الخيالة. ولم تخسر قواته التي كانت تسمى أيرونسايدز أية معركة رئيسية. في عام 1645م ربح كرومول معركة نازبي الحاسمة، واستسلم الملك عام 1646م.انقسم مؤيدو البرلمان إلى جماعتين متنافستين: المشيخيين والمستقلين. وقد أراد المشيخيون الذين كانوا يحتلون معظم مقاعد البرلمان أن يقتسم البرلمان والملك السلطة السياسية. لكن بعض المستقلين الذين كانوا يتمتعون بتأييد كبار ضباط جيش البرلمان فضلوا تشكيل جمهورية يحكمها البرلمان حكمًا مطلقًا.
اندلع القتال بين مؤيدي الملك والمستقلين عام 1648م. فأيد كرومول المستقلين وأخمد التمرد. وبعد ذلك بوقت قصير ألقى جيش البرلمان القبض على الملك تشارلز، وأطاح بأعضاء البرلمان المشيخيين. وكان كرومول من الزعماء في محاكمة الملك وإعدامه عام 1649م. وأصبحت إنجلترا بعد ذلك جمهورية تحت اسم جمهورية إنجلترا. وفي السنتين التاليتين سحق كرومول حركات تمرد قامت بها القوات الأسكتلندية والأيرلندية، وهزم جيشا من الموالين لتشارلز ستيوارت ابن الملك الذي أعدم.
حكومة الوصاية (الحماية):
استاء كرومول من إخفاق البرلمان في تبني عدد من الإصلاحات الرئيسة. وفي عام 1653م قام بحل البرلمان ووضع نهاية للجمهورية. وقد أعد ضباط جيش كرومول وثيقة أصبحت إنجلترا بموجبها تخضع لحكومة الوصاية، كما أصبح كرومول رئيسها التنفيذي، ويحمل لقب الوصي على العرش. كبت كرومول حرية الصحافة، وطالب بمعايير أخلاقية صارمة، كما تبنى إجراءات قاسية أخرى. وعزز من قدرة القوات البحرية الإنجليزية. وبالإضافة إلى ذلك ساعد كرومول في تطوير المستعمرات الإنجليزية في آسيا وأمريكا الشمالية. ففي عام 1657م عرض البرلمان على كرومول لقب الملك، لكنه رفضه.وبعد وفاة كرومول عام 1658م أصبح ولده ريتشارد الوصي على العرش. لكن ريتشارد لم يكن كفؤا للحكم. فقدم استقالته عام 1659م. وفي عام 1660م قام البرلمان بدعوة تشارلز ستيوارت لتولي الحكم تحت اسم الملك تشارلز الثاني.
★ تَصَفح أيضًا: تشارلز الأول ؛ البرلمان الطويل ؛ إنجلترا.