الرئيسيةبحث

الكنيسة المشيخية ( Presbyterians )



الكنيسة المشيخية تشكل مجموعة كبيرة من الطوائف البروتستانتية في البلدان النَّاطقة بالإنجليزية. وتُدعى هذه الكنائس في خارج هذه البلدان، الكنائس الإصلاحية مثل الكنيسة الإصلاحية الهولندية. وأحد شعارات هذه الكنائس الإصلاح الدَّائم. وتنتمي زهاء 100 طائفة نصرانية إلى الاتحاد العالمي للكنائس الإصلاحية.

وتشير كلمة مشيخي إلى نموذج مميَّز من أشكال إدارة الكنيسة. ويدير أعضاء الكنيسة المشيخية مجالس تسمى الجلسات أو المجامع الكنسية المؤلفة من قس وعدد من الشُّيوخ العلمانيين غير الكهنوتيين. وتبعث الجلسات ممثلين عنها إلى مجالس الكنيسة التي تُدعى مجامع أعضاء الكنيسة أو الشُعب التي تشرف على التجمعات في المنطقة. وتتمثل مجمعات أعضاء الكنيسة في المجامع الكنسية أو الجمعية. وتعمل الإدارة النيابية على جميع المستويات، بحيث يشارك شيوخ علمانيون في الإدارة مع القساوسة، ويكونون جميعهم على قدم المساواة. ويكون لجميع القساوسة مرتبة متساوية.

التعاليم والعبادة:

يرجع المشيخيون والإصلاحيون دائمًا إلى الإنجيل باعتباره السُّلطة الفاصلة في الأمور المتعلقة بالشؤون الدِّينية. وقد أصدرت الكنائس سلسلة من البيانات الرَّسميَّة التي تُعَبِّر عن تفهمها للحقيقة الإنجيلية. ومن بين الوثائق الرَّئيسية للاهوت الإصلاحي، وأكثرها شغفًا وتأثيرًا: كتاب هايدلبيرج للتَّعليم الدّيني بالسؤال والجواب (1563م)، وكتاب وستمنستر الوجيز في التَّعليم الدِّيني بالسؤال والجواب (1647م). والكتاب الأول هو الأكثر استخدامًا في أوروبا، أما الكتاب الثاني فهو أكثر شيوعًا في البلدان الناطقة بالإنجليزية. ويُعد كتاب العقيدة المعتمد من قبل الكنيسة المشيخية الأمريكية والصَّادر في 1967م إحدى الوثائق الرَّسمية الأخرى.

وكان جون كالفن أكثر اللاهوتيين تأثيرًا خلال سنوات تطور تعاليم حركة الإصلاح. وكان كالفن مفسرًا للإنجيل أكثر من كونه مفكرًا ذا أفكار مترابطة. ويدور جدل بين الدَّارسين، فيما إذا كان بالإمكان تلخيص أفكار كالفن في موضوع واحد. وتتمثَّل إحدى النِّقاط الرئيسية في تفكيره، في الإيمان بأن الله هو الحاكم الحقيقي الموجود الذي يحكم جميع المخلوقات. ويُعد هذا الاعتقاد أساسيًا بالنسبة للتعاليم الإصلاحية بشكل عام.

ويُعد الإيمان بالقضاء والقدر من الموضوعات المهمة الأخرى، ولا يركِّز كالفن عليه كثيرًا، إلا أنَّه يُعد أكثر أهمية في فكر اللاهوتيين الإصلاحيين اللاحقين. والإيمان بالقضاء والقدر هو الإيمان القائل بأن الله يقرر المصير الأزلي للبشرية. ولم يعد الإيمان بالقضاء والقدر موضوعًا مميزًا في التعاليم الإصلاحية.

وفيما يتعلق بالعبادة، فقد كانت الكنائس الإصلاحية تركز دائمًا على الوعظ، بالإضافة إلى المناسك الإنجيلية المقدسة المتعلقة بالعماد والعشاء الرباني. وقد أفرزت الكنائس الإصلاحية عددًا كبيرًا من الوعاظ. وتميَّزت العبادة الجماعية في الماضي، بإنشاد المزامير المترجمة إلى اللغات الدارجة (اللغات المحلية) والمقفاة. وخلال المائة أو المائتي عام الأخيرة، حلت التراتيل محل المزامير بصورة عامة. وتم التخلي ـ إلى حد كبير ـ عن صلاة القداس الرسمية المعمول بها خلال فترة الإصلاح في القرن السادس عشر، ليحل محلها الصلاة الحرة في بداية القرن السابع عشر. وقد عادت الكنائس الإصلاحية جزئيًا إلى وضع صيغ للعبادة.

نبذة تاريخية:

كانت تعاليم حركة الإصلاح على الدوام أكثر التعاليم انتشارًا في العالم، بالنسبة للهيئات البروتستانتية الرئيسية. وعلى خلاف الكنائس الأنجليكانية واللوثرية، كان يتم تنظيم الكنائس الإصلاحية، في غالب الأحيان، دون دعم حكومي، بل كان يتم ذلك في بعض الأحيان تحت ظروف الاضطهاد. وكان العديد من زعمائها ومن بينهم كالفن وجون نوكس، منفيين أو لاجئين من فرنسا أو إنجلترا، أو أسكتلندا، أو هولندا، أو ألمانيا، أو إيطاليا، أو بولندا، أو المجر.

وكانت جنيف بسويسرا مركزًا دوليًا مهمًا للاجئين. ومن جنيف انطلقت أفكار الحركة الإصلاحية وانطلق زعماؤها إلى أنحاء أوروبا. وأنشئت الكنائس الإصلاحية في جميع بلدان أوروبا تقريبًا، إلا أنَّه كان لكل منها معتقدها وصلواتها وشكل إدارتها.

وقد أدت الكنائس المشيخية والإصلاحية دورًا مهمًا في حركة التنصير الواسعة في القرن التاسع عشر. إذ إن ما يقرب من نصف الكنائس الأعضاء في اتحاد الكنائس المشيخية العالمي الحالي هي كنائس حديثة العهد، أُنشئت في آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية. وأدت الكنائس المشيخية والإصلاحية، في حالات عديدة، دورًا مهمًا في تشكيل الكنائس المتحدة مع طوائف أخرى. وهذا ما حدث في الصين واليابان وجنوبي الهند والفلبين. كما أسهمت الكنائس الإصلاحية إسهامات كبيرة في تقديم الأفراد والأموال إلى المنظمات القومية والدولية المكرسة للوحدة النصرانية.

★ تَصَفح أيضًا: الإصلاح الديني اللوثري ؛ كالفن، جون ؛ نوكس، جون.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية