الرئيسيةبحث

الطائر ( Bird )


☰ جدول المحتويات


أيقونة تكبير بعض أنواع الطيور
الطَّائِر حيوان له ريش. وتعتبر الطيور الحيوانات الوحيدة التي تتميز بوجود الريش. ومن الغريب في الأمر أن تفكير الإنسان واعتقاده في الطيور لا يتعدى كونها مخلوقات لها القدرة على الطيران. وكل الطيور لها أجنحة، وتزيد سرعة أسرع الطيور على 160كم/ساعة. ولايوجد أي حيوان آخر يفوق الطيور في سرعتها. ولكن بعض الطيور لا تستطيع أن تطير. فمثلا النعام وطائر البطريق لا يقدران على الطيران، وبدلاً عن ذلك، يلجأ النعام للمشي أو الجري.وتستخدم النعامة أجنحتها للحفاظ على توازنها فقط. ويسبح طائر البطريق مستخدماً جناحيه كزعانف.

ومن قديم الزمان والإنسان مولع بالطيور. فمقدرة الطيور المدهشة على الطيران جعلتها تبدو وكأنها أكثر الحيوانات حرية. وللعديد من أنواع الطيور ألوان بديعة كما أنها تشدو بألحان عذبة. ولقد ألهم جمال الطيور الشعراء والرسامين ومؤلفي الموسيقى. وتُستخدم بعض الطيور أيضًا رموزًا ؛ فبعض الناس يعتبرون البومة رمزًا للحكمة، بينما يتشاءم منها آخرون. كما ترمز الحمامة عند بعض الأمم للسلام. ومنذ القدم كان العقاب رمزاً للقوة السياسية أو العسكرية. وأدت الطيور أيضا دورًا في تطوير الطائرة ؛ حيث تمكن المخترعون من بناء طائرات ناجحة لأول مرة، بعد أن قاموا بتصميم أجنحتها على شكل جناحي طائر. وهناك حوالي 9,300 نوع من الطيور. وأصغر هذه الطيور هو طائر النحل الطنان الذي يصل طوله إلى حوالي خمسة سنتيمترات فقط. وأكبر الطيور هو النعام، الذي يصل ارتفاعه إلى حوالي 2,5م.

حقائق مهمة عن الطيور
تعيش الطيور في جميع أرجاء العالم من الأقاليم القطبية إلى المدارية. ونجد الطيور في الغابات وفي الصحارى وفي المدن وفي السهول العشبية والأراضي الزراعية، وعلى قمم الجبال وفي الجزر وحتى داخل الكهوف. ويعيش البط والنَّوْرَس وبعض الطيور الأخرى دائما بالقرب من الماء. وتستطيع معظم هذه الطيور السباحة. كما تقيم بعض الطيور، خاصة الموجودة في المناطق المدارية في مكان واحد طوال فترة حياتها. وحتى في القطب الشمالي والقطب الجنوبي تعيش بعض الطيور شديدة التحمل هناك طوال العام. ولكن يُهاجر العديد من طيور المناطق الباردة أو شبه الباردة كل عام للمناطق الدافئة، لتجنب فصل الشتاء، حيث يصعب العثور على الطعام. وتعود هذه الطيور مرة أخرى لمواطنها في الربيع، حيث تبني أعشاشها لكي تتكاثر.

تُفقس جميع الطيور من البيض. وتضع الأنثى في معظم أنواع الطيور بيضها على عش تبنيه بنفسها أو يبنيه شريكها أو كلاهما معاً. ولمعظم الطيور شريك واحد في كل مرة يقوم معه برعاية مجموعة أو مجموعتين من الصغار سنويا. كما تحتفظ بعض الطيور بشريك واحد طوال حياتها، بينما يختار البعض شريكاً جديدًا كل عام. وتمكث معظم صغار الطيور بعد فقسها داخل أعشاشها لعدة أسابيع أو شهور، بينما يقوم الوالدان بإطعامها وحمايتها، حتى تستطيع أن تدبر أمرها بنفسها. كما تترك أغلب الطيور والديها حينما يبلغ عمرها بضعة شهور.

تنتمي الطيور لمجموعة كبيرة من الحيوانات تُسمى الفقاريات. والفقاريات حيوانات لها عمود فقري، وتشمل هذه المجموعة أيضا الأسماك والزواحف والثدييات. ولدى الطيور اثنان من الأطراف الأمامية واثنان من الأطراف الخلفية، تماما مثل القطط والكلاب والقرود ومعظم الثدييات الأخرى. ولكن بدلا عن الأذرع والأرجل الأمامية تمتلك الطيور أجنحة. ومثلها مثل الثدييات، وخلافا للأسماك والزواحف، فإن الطيور من ذوات الدم الحار، أي أن حرارة جسمها ثابتة حتى إذا تغيرت درجة الحرارة من حولها. وخلافا لمعظم الفقاريات فإن الطيور لا تمتلك أسنانا، وبدلاً عن ذلك فإن لها منقاراً صلبًا تستخدمه في البحث عن الطعام، وفي الدفاع عن النفس.

وللكثير من الطيور فوائد للإنسان، حيث تُقدم بعض الطيور مثل البط والدجاج اللحم والبيض للطعام. كما تساعد الطيور المزارعين بأكلها الحشرات التي تهاجم محاصيلهم. وهناك بعض الطيور التي تسبب الأضرار للمزارعين، بأكلها المحاصيل والفواكه، ولكن ـ عمومًا ـ فإن نفع الطيور، يفوق ما يمكن أن تسببه من ضرر.

وقد انقرض منذ القرن الخامس عشر الميلادي حوالي 100 نوع من الطيور. وقتل الإنسان معظمها عن طريق الصيد المكثف، أو عن طريق تدمير بيئتها الفطرية لتوفير الأراضي الزراعية ولإنشاء المدن. واليوم يوجد حوالي 1,000 نوع من الطيور المهددة بالانقراض، أي أكثر من .1% من مجموع الطيور، ولذلك سَنَّتْ معظم البلدان قوانين لحماية الطيور المهددة بالانقراض.

تناقش هذه المقالة أهمية الطيور، وانتشارها في كل أنحاء المعمورة وهجرتها، وطريقة معيشتها، وكيف تربي صغارها. كما تصف المقالة أيضًا أجزاء جسم الطائر. ودراسة الطيور وحمايتها، ونموّها.

أهمية الطيور

بعض الطيور المفيدة تساعد العديد من الطيور المزارعين بصيدها للآفات الزراعية أو بتغذِّيها ببذور الأعشاب الضارة. وتساعد الطيور الكنَّاسة (القمامة) على نظافة البيئة من القُمامة.

الطيور في الطبيعة:

يعتمد كل نوع من الحيوانات في الغابات أو في السهول العشبية أو في أي منطقة أخرى للحياة الفطرية على الكائنات الحية الأخرى للحصول على غذائه. ففي الغابات، مثلاً، تحصل بعض الطيور على غذائها من النباتات، بينما يأكل البعض الآخر الحيوانات الصغيرة مثل الحشرات وديدان الأرض. وتمثل الطيور وبيضها طعاماً لحيوانات أخرى مثل الثعلب والنمس والثعابين. وتساعد العلاقات الغذائية بين كل الحيوانات في إحدى البيئات في الحد من الزيادة في أعداد أي نوع منها. وتؤدي الطيور دورًا حيوياًّ في الحفاظ على هذا التوازن في الحياة الفطرية. ★ تَصَفح: توازن الطبيعة.

تؤدي الطيور أدوارًا أخرى في الحياة الفطرية، فالطيور آكلة الفواكه تساعد على نشر البذور، حيث تأكل وتهضم لب ثمار التوت وغيره من الفواكه، وتفرز البذور في فضلاتها، حيث يمكن للبذور أن تنمو في أي مكان تقع فيه الفضلات. ويقوم الطائر الطنان بتلقيح أنواعٍ معينة من الأزهار التي تنتج الرحيق. فالطائر الطنان يتغذى بالرحيق. وحينما يحطُّ على الأزهار بحثًا عن الرحيق فإنه ينقل حبوب اللقاح من زهرة إلى أخرى.

يساعد العديد من الطيور المزارعين بأكل حبوب الأعشاب والحشرات الضارة وغيرها من الآفات الزراعية الأخرى. وبخلاف الطيور آكلة الفواكه فإن الطيور آكلة البذور تهضم البذور التي تأكلها. فمثلا يمكن لطائر السمَّان الأمريكي أن يخلص الحقول من حوالي 15,000 من بذور الأعشاب الضارة في اليوم الواحد. ويأكل العديد من الطيور الحشرات التي تتلف المحاصيل الزراعية. كما أن بعض الطيور ذات فائدة خاصة عند التحكم في أعداد أنواع معينة من الحشرات. ويمكن أن تسبب الفئران والأرانب خسائر كبيرة للزراعة وذلك بأكلها للحبوب المخزونة. ولكن لحسن حظ المزارع فإن الطيور الجوارح مثل الصقر والبومة تتغذى بهذه الحيوانات، وبهذا تحدّ من فداحة هذه الخسائر.

يمكن أن تعتبر بعض الطيور من الآفات الزراعية ؛ فمثلا يأكل طائر الكوليا الإفريقي والشحرور الأسود الأمريكي الشمالي بذور محاصيل الغلال والحبوب الأخرى. وآفة أخرى هي طائر الزرزور الذي يوجد بأعداد كبيرة في العديد من المدن، حيث يعتبر مصدراً للإزعاج نتيجة لصياحه وفضلاته. كما يعتبر الحمام أيضًا مصدرًا للإزعاج في المدن بسبب فضلاته، وتخلف أسراب الزرازير والحمام أكوامًا من الفضلات على المباني حيث تجثم الطيور. ويمكن أيضا أن ينمو فطر النّوْسَجَة المغمدة على هذه الفضلات. ويمكن أن يحمل الهواء أبواغ هذا الفطر مسببا داء النّوْسَجات المعدي (الهستوبلازمين) لدى الأشخاص الذين يستنشقونه. عندما تصيب تلك الأبواغ الرئتين بالعدوى، فإن المرض يكون عموماً خفيفا. ولكن قد يُسبب الوفاة إذا ما انتشر المرض في أجزاء أخرى من الجسم. ★ تَصَفح: الهستوبلازمين.

سرب البط تتم تربيته في حقل مغمور بالمياه في جزيرة بالي في إندونيسيا. بالرغم من أن البط يُرَبَّى في جميع أنحاء العالم إلا أن له شعبية خاصة في دول شرقي آسيا.

الطيور مصدر للغذاء والمواد الخام:

اعتاد الإنسان على اصطياد الطيور لغذائه. ومن أوائل الطيور التي استخدمت غذاء تلك التي تتغذى على الأرض مثل طيور السماني والديكة الرومية التي يتم اصطيادها بوساطة الشراك. وقد تمكن الصيادون من اصطياد الحمام والبط والطيور الأخرى، بوضع شباك في الأماكن التي ترتادها تلك الطيور. وبعد اختراع السلاح الناري اصطاد معظم الناس الطيور الكبيرة. ولقد كان بيض الطيور البرية يمثل مصدرا غذائيا للناس في عصور ما قبل التاريخ. وما زال البيض يؤكل في معظم أنحاء العالم حتى الآن. ولأنه من الصعب العثور على معظم أعشاش الطيور، فقد جاء معظم البيض المستخدم غذاءً، من الطيور البحرية التي تعشش في الأماكن المكشوفة.


الإوز يتم تسمينه بالغلال في مزرعة بفرنسا، إحدى الدول الرائدة في إنتاج الإوز في العالم.
ولقد اكتشف الناس أنه بالإمكان استئناس أنواعٍ معينة من الدجاج البري. وقد أدى هذا الاكتشاف إلى ظهور الطيور الداجنة (الدواجن)، أي الطيور المستأنسة التي يربيها المزارع للّحم والبيض. وربما يكون الدجاج ؛ أقدم أنواع الدواجن ؛ حيث تم استئناسه في قارة آسيا قبل 3,000 عام على الأقل. ومنذ ذلك الحين تمكن المزارعون من تربية أنواعٍ أخرى من الدواجن تشمل البط والإوز، والغرغر (الدجاج الحبشي) والديكة الرومية. وتم استئناس البط والإوز والتدرج في آسيا والدجاج الحبشي في إفريقيا والديكة الرومية في المكسيك.

يعتبر الدجاج أكثر أنواع الدواجن انتشارًا ؛ حيث ينتج المزارعون في جميع أنحاء العالم مئات الملايين من الدجاج سنويا للّحم والبيض. ويأتي إنتاج البط والديكة الرومية في المرتبتين الثانية والثالثة في جميع أنحاء العالم. ويُربى البط للحمه وبيضه، بينما يُربى الدجاج الرومي في الغالب للحمه.

يستخدم ريش بعض الطيور لحشو الوسائد والمراتب وحقائب النوم والأغطية. ويفضل ريش الإوز للنعومة والمرونة التي يتميز بهما. وعادة ما يخلط المصنعون ريش الإوز مع الزغب لتوفير ليونة أكثر. والزغب ريش صغير منفوش يوجد في بعض الطيور، خاصة الطيور المائية، تحت الريش الخارجي القوي. ويأتي معظم الزغب الذي يستخدم في الحشو من البط والإوز الذي يربى في المزارع. وبالعودة إلى الماضي نجد أن فضلات طيور البحر تسببت على مر القرون في تكوين تلال ضخمة من الفضلات في أجزاء معينة من العالم، حيث أصبحت هذه الفضلات، التي تسمى ذرق الطيور سماداً ممتازاً. إن حفر ذرق الطيور يُعد صناعة مهمة في بيرو ولمواطني جزيرة نارو الصغيرة في المحيط الهادئ.

الطيور حيوانات أليفة احتفظ الناس بالطيور كحيوانات أليفة منذ القدم. لبعض الطيور قيمة ويرجع ذلك لتغريدها وجمالها. كما يمكن تعليم بعض أنواع الطيور الأخرى ترديد بعض الكلمات وتأدية حيل عديدة.

الطيور حيوانات أليفة:

احتفظ الناس منذ زمن بعيد بأنواع معينة من الطيور كحيوانات أليفة. ومن بين الطيور الأليفة المفضلة، العصفور المغرد والكناري والببغاء الأسترالية (الحسون) والعصافير المغردة. وللعصفور المغرد والببغاء شعبية أكثر، لأنه بالإمكان تدريبهما لتقليد كلام الإنسان، أو لإصدار صفير. معظم الطيور التي تباع على أنها حيوانات أليفة تتم تربيتها وإكثارها بطرق علمية، حيث يتم تفقيسها في الأسر وتباع للجمهور في محال بيع الحيوانات الأليفة. وقد تبدو بعض هذه الطيور مختلفة جدًّا عن أسلافها البرية. مثال ذلك أن الببغاوات الأسترالية البرية لونها أخضر، ولكن تمكن مربو الطيور من إنتاج أنواع منها ذات لون أبيض، أو أصفر، أو أزرق وحتى بنفسجي.في الماضي، كان يتم اصطياد معظم الببغاوات الأسترالية والببغاوات البرية ثم تُباع في محال بيع الحيوانات الأليفة. ولقد أدى هذا السلوك على مدى السنين إلى القضاء تماماً على بعض أنواع هذه الطيور. وللمساعدة على حماية هذه الطيور مستقبلا، فقد سنت العديد من البلدان قوانين تحرم الاحتفاظ بالطيور البرية داخل أقفاص ووضعها بدلاً عن ذلك في حدائق الحيوان. ولكن مازال العديد من الببغاوات الأسترالية والببغاوات الأخرى، يتم اصطيادها وبيعها بطرق غير شرعية.

توزيع الطيور

لكل نوع من الطيور موطن خاص في جزء معين من العالم يعيش فيه أفراد النوع الواحد. ولكن بعض الطيور توجد في أماكن كثيرة. فمثلا تعيش البومة المعروفة ببومة مخزن المزرعة الشائعة في جميع القارات عدا القارة المتجمدة الجنوبية. وبالطبع لا يمكن أن يوجد نوع واحد من الطيور في جميع أنحاء العالم. وبعض الطيور تعيش في مناطق محدودة جدا.كما أن للمحيطات تأثيرًا قويًا في توزيع الأنواع المختلفة من الطيور. فمعظم الطيور تعجز عن الطيران لمدة طويلة عبر المحيط، لذلك فإن القارات التي تفصلها مسافات شاسعة مثل أوروبا وأمريكا الشمالية لها أنواع مختلفة من الطيور. ولكن الإنسان قام بنقل العديد من الأنواع عبر البحار، حيث تتكيَّف بعض هذه الطيور مع بيئاتها الجديدة.

يؤثر المناخ أيضا في مدى انتشار الطيور، وذلك لأن معظم الطيور تموت جوعا إذا تعرضت لبرد قارس لفترة طويلة. لهذا السبب يمكث عدد قليل من الطيور طوال العام في المناطق ذات الشتاء القارس، ولكن العديد من الطيور في هذه المناطق تعشش صيفًا، وتهاجر شتاءً إلى مناطق ذات طقس أكثر دفئاً. وعليه فإن للطيور المهاجرة فصلين، أحدهما صيفي والآخر شتوي. ويوصف الطائر بأنه مقيم صيفي في المدى الصيفي، ومقيم شتوي في المدى الشتوي، بينما يوصف الطائر بأنه عابر على طول طريق الهجرة أو زائر وقتي. والطائر الذي لا يهاجر يوصف بأنه دائم الإقامة.

تعيش أكثر أنواع الطيور في المناطق المدارية بشكل أكثر منه في أي مكان آخر من العالم. ومعظم هذه الطيور دائمة الإقامة. ولكن لبعض الأقاليم المدارية فصل جفاف سنوي، ولتجنب هذا الجفاف، تلجأ الطيور للهجرة إلى الأجزاء المدارية الأكثر رطوبة. كما توجد في المناطق المدارية، أيضا العديد من الطيور المقيمة شتوياً، والتي تهاجر إليها من المناطق الباردة. وفي المناطق الباردة التي تقع بين المناطق المدارية والأقاليم القطبية يوجد القليل من الطيور المقيمة مقارنة بالأجزاء المدارية. أما في الأجزاء القريبة من المناطق القطبية، فتكون معظم الطيور مقيمة في الصيف فقط. وتمكث طيور قليلة في المناطق القطبية طوال العام. وعلى الرغم من ذلك فإن لكل من القطبين الشمالي والجنوبي العديد من الطيور المقيمة صيفا فقط.

ومن العوامل التي تحد كذلك من انتشار الطيور، نوع الغذاء وأماكن الحياة المتاحة. فعلى سبيل المثال،ً يتحتم على الطيور آكلة الأسماك أن تعيش بالقرب من المياه، بينما تعيش الطيور التي تعشش فوق الأشجار في المناطق التي تكثر بها الأشجار. لذلك فإن الطيور لا تعيش فقط في منطقة أو إقليم معين من العالم، ولكنها تعيش في نوع معين من البيئة، أو البيئة الفطرية الخاصة ضمن تلك المنطقة أو الإقليم.

قسم العلماء العالم إلى ستة أجزاء رئيسية، أو ستة أقاليم جغرافية حيوية، لكل واحد منها مجموعة من أنواع الحيوانات الخاصة به. وتعادل هذه الأقاليم تقريبا القارات. فغالبًا ما تستخدم القارات نفسها لوصف المصادر التي جاءت منها الحيوانات. وينطبق هذا التقسيم كذلك على الطيور بالرغم من مقدرتها على الطيران أو حرية حركتها. وهذه الأقاليم هي: 1- الإقليم القطبي الحديث الذي يشمل قارة أمريكا الشمالية وجزيرة جرينلاند والمكسيك. 2- الإقليم القطبي القديم ويشمل قارة أوروبا وشمالي آسيا وشمالي إفريقيا. 3- الإقليم الشرقي، ويشمل شبه القارة الهندية، وجنوب شرقي آسيا 4- الإقليم الإفريقي المداري (الإقليم الإثيوبي ـ سابقًا)، ويشمل إفريقيا جنوبي الصحراء الكبرى، وجزيرة مدغشقر، وجنوبي الجزيرة العربية 5- الإقليم المداري الحديث، ويشمل أمريكا الجنوبية، وأمريكا الوسطى، وجزر البحر الكاريبي. 6-إقليم أستراليسيا، ويشمل أستراليا، ونيوزيلندا، وبابوا غينيا الجديدة، وإندونيسيا حتى سولاويسي غربًا.

الإقليمان القطبيان الحديث والقديم:

ويعرفان معًا بالإقليم القطبي الكامل، وهو فقير نسبيًا من أنواع الطيور، وذلك نتيجة لتعاقب العصور الجليدية عليه على مدى 3ملايين سنة مضت. وقد تراجعت الثلوج فقط في العشرة الآلاف سنة الماضية إلى الشمال بالقدر الذي سمح بانتشار النباتات والحيوانات في الجنوب. وتشمل الطيور المعروفة هنا طيور الأوك والغرنوق (الكركي) والعصفور المغرد والطيهوج ونقار الخشب. أما طيور الغطّاس وشمعي الجناح، فهي مستوطنة في هذه المنطقة. ويحتوي كل من الإقليمين الجغرافيين الحيويين على التندرا والغابات الصنوبرية والنفضية والسهول العشبية والأشجار الخفيضة والصحارى، وكذلك على العديد من السلاسل الجبلية.

الإقليم الشرقي:

يقع أساسًا في المناطق المدارية ويتميز في الغالب بأمطار غزيرة، وهو غني بالطيور، إلا أن هناك فصيلتين فقط من الطيور المستوطنة هما، العصفور الأزرق الساحر وطائر أوراق النباتات. وتشمل الطيور المعهودة طيور الباربيت، والطيور عريضة المنقار وطيور التّدْرُج والحمام، وطيور البيتا، وطيور التمير. ويحتوي الإقليم على الغابات الصنوبرية والوردية ـ التي توجد عند سفوح جبال الهملايا ـ والمناطق الغابية الجافة، والصحارى والغابات المدارية الموسمية ومستنقعات المانجروف.

الإقليم الإفريقي المداري:

وهو أيضًا غنيٌّ بالطيور، وهناك العديد من فصائل الطيور المستوطنة التي تشمل طيور أبو مطرقة واللقلق والنعام والطائر الكاتب والطورق وهدهد الغابة. ويحتوي الإقليم على مساحات شاسعة من الصحارى وأقاليم الشجيرات الخفيضة والسهول العشبية وغابات السافانا والغابات المدارية. وتمثل السهول العشبية موطنا للعديد من الطيور آكلة الحبوب بما في ذلك طائر الكواليا الذي يكوّن أحيانًا أسرابًا ضخمة يصل عدد الطيور فيها إلى المليون. وتقطن مستنقعات أعالي نهر النيل أنواعٌ أخرى من الطيور آكلة الأسماك مثل: مالك الحزين (البلشون) والبلشون الأبيض. أما غابات الجبال دائمة الخضرة في الكاميرون وإثيوبيا وكينيا، والتي هي بقايا مبعثرة لما كان في السابق غابة متصلة، لها طيورها الخاصة التي تشمل أنواعًا من طيور التمير الزاهية الألوان.

الإقليم المداري الحديث:

هو أغنى المجالات الجغرافية الحيوية بالأنواع المتباينة من الطيور، كما يوجد به أكثر من ثلث أنواع الطيور في العالم. إن غنى هذا الإقليم بالطيور وبالحيوانات الأخرى، يرجع عموما لمناخه الدافئ الرطب وللمساحات الشاسعة من الغابات، وإلى أنه لم يرتبط بالإقليم القطبي الحديث إلا في الثلاثة ملايين سنة الأخيرة فقط، وذلك عبر مضيق بنما. فهناك على الأقل 30 من فصائل الطيور المستوطنة وهي تشمل: فصائل طيور النمل، وطيور الفران، وطيور بوتو، والطيور متسلقة الأشجار. والعديد من طيور الغابات مثل الببغاوات وطيور التناجر والطوقان، وكلها طيور ذات ألوان زاهية. وتشمل أنواع طيور السافانا: طيور الرية، والطيور الصياحة، والسريما. أما سلسلة جبال الأنديز العالية، فهي موطن للكندور الإنديزي أكبر الجوارح على الإطلاق.

الإقليم الأستراليسي:

هناك مجموعات من الطيور المشتركة بين هذا الإقليم وأمريكا الجنوبية مثل الببغاوات. ويوجد في هذا الإقليم 15 فصيلة من فصائل الطيور المستوطنة وتشمل طيور الفردوس وطيور البوربيرد وطيور الإمو وطيور الصعوة الساحرة والطيور القيثارية وطيور الصعوة النيوزيلندية. وتوجد داخل أستراليا نفسها مساحات شاسعة من الأراضي الداخلية الجافة، تتكون من الصحارى والشجيرات الخفيضة والسهول العشبية الجافة والجبال. أما الشمال فتحفه الغابات المدارية ومستنقعات المانجروف. وتأوي جبال غينيا الجديدة وغاباتها ما يربو على 650 نوعًا من الطيور، وهو يعادل ما يوجد في أستراليا كلها. ولقد انفصلت نيوزيلندا عن أستراليا في المائة مليون سنة الماضية كما يقول الجيولوجيون. ولذلك توجد نسبة عالية من الطيور المستوطنة تشمل العديد من الأنواع التي لا تستطيع الطيران مثل: الكاكابو، والكيوي، والتاكاهي، والويكة.

طيور العالم

أيقونة تكبير طيور القطب الشمالي

طيور القطب الشمالي:

تقع الأجزاء الشمالية من قارات أمريكا الشمالية وآسيا وأوروبا في القطب الشمالي. ومعظم هذه الأراضي عبارة عن تندرا، أي إقليم بارد وجاف عديم الأشجار وسبخي، كما تكون التندرا القطبية متجمدة معظم السنة، ولكنها تعود للحياة لفترة قصيرة في الربيع والصيف، وفي ذلك الوقت تأتي الطيور التي تقضي فصل الشتاء في مناطق أخرى إلى التندرا لكي تتكاثر. فمعظم هذه الطيور من الطيور المائية وتشمل الزقزاق الذهبي والخرشنة القطبية الشمالية والإوزة الكندية والمقبقب الرمادي، والكركر القطبي الشمالي وأنواعاً عديدة من البط وزمار الرمل. وتشمل طيور اليابسة التي تهاجر إلى التندرة: القبّرة القرناء ودرسة الجليد.

وقليل من الطيور فقط يمكث في القطب الشمالي طوال العام، وأشهرها طائر الترمجان. وهو طائر شديد الاحتمال وشبيه بالدجاج ويكاد يعتمد في غذائه كليًا على أكل الأغصان فقط خلال فصل الشتاء القطبي الطويل.


أيقونة تكبير طيور قارة أوروبا

طيور قارة أوروبا:

تشترك أوروبا في بعض طيورها مع الأجزاء المجاورة لها من آسيا وإفريقيا.وتحتوي المنطقة على مدى واسع من البيئات الفطرية التي تمتد من الإقليم القطبي في أقصى الشمال، مروراً بمناطق الغابات الصنوبرية الشمالية، إلى مناطق الغابات المختلفة الأشجار ذات الأوراق العريضة، إلى مناطق شجيرات البحر الأبيض المتوسط الجافة.

تهاجر معظم طيور أوروبا جنوبًا، وفي الغالب إلى قارة إفريقيا لتهرب من الشتاء القارس ؛ حيث يندر الغذاء. وتشمل الأنواع المهاجرة: الباز الصغير والشقراق الشائع وآكل النحل الأوروبي واللقلق الأبيض والسنونو، والوقواق والخرشنة الشائعة. إن الباز الصغير طائر قدير يفترس الطيور الأصغر حجماً السريعة الطيران مثل السمامة والسنونو، كما يفترس أيضًا الحشرات مثل اليعسوب. ولقد اكتسب العديد من الطيور الجواثم الأصغر حجماً شهرة بسبب تغريدها الرائع، مثل الشادي والعندليب (الهزار) وقبّرة السماء. ويوجد العصفور الدوري المنزلي، أكثر الطيور الأوروبية الشائعة، في كل إقليم. ويطارد نقار الخشب الأخضر الحشرات أو الدويدة الموجودة في الأشجار، ولكن يمكن أن يشاهد أيضا على الأرض، وعلى جنبات التلال وهو يتغذى بالنمل.

أيقونة تكبير طيور قارة أوروبا

طيور قارة آسيا:

لقد بقي بعض نباتات جنوبي آسيا، كما هو دون أن يتغير لملايين السنين ومما شجع على نمو العديد من الأنواع الخاصة بالمنطقة.وتشمل طيور الغابة طيور أبوقرن ويمام الفاكهة وطيور أوراق النباتات والعصافير الزرقاء الساحرة والطيور عريضة المنقار. إن ذكر أبوقرن الكركدني ـ مثل باقي طيور أبو قرن الأخرى التي تعشش في جذوع الأشجار ـ يحجز شريكته في تجويف داخل جذع الشجرة، وذلك خلال فترة موسم التكاثر. ويعيش طائر الورق ذهبي الوجه في الغابات الموسمية النفضية، ويتغذى بالفواكه والحشرات. أما الطيور قريبة الصلة بها مثل الطائر الأزرق، (أزرق الظهر الساحر) والطائر عريض المنقار الأخضر الأصغر، فهي أساسًا آكلة فواكه.

أيقونة تكبير طيور قارة آسيا.
سلسلة جبال الهملايا الضخمة التي تحد الهند من الشمال، تزخر بالحياة الفطرية، وبها العديد من أنواع الطيور. وسفوح تلك الجبال موطن للعديد من الطيور زاهية الألوان من فصيلة التدرج وتشمل مونال الهملايا، وتدرج الليدي أمهرست. يعيش مونال الهملايا في غابات الرودوندرون، على ارتفاع 3,000م، ويصدر ذكر هذا الطائر نداءً عاليًا رنانًا. تقطن المينة الشائعة في جنبات التلال الجافة في الهند. ومينة التلال الآسيوية طائر لونه أسود لامع. وقد اشتهر بسبب مقدرته على تعلم ومحاكاة كلام الإنسان.

لقد اجتذبت بعض الأراضي المزروعة في آسيا أنواعًا من الطيور، مثل الباربيت قرمزي الصدر، وعصفور جاوه الدوري. يعيش طائر الباربيت قُرمزي الصدر في الغابات المكشوفة، بما في ذلك مزارع الفاكهة والحدائق، ويعرف بندائه الرتيب الذي يكرره على فترات زمنية متباعدة. أما عصفور جاوه الدوري فقد كان مستوطنًا في الأصل لجزر بالي وجاوه ولكن توطينه تم بتوسع في مناطق أخرى. وهو يعيش في الأماكن المكشوفة بما في ذلك حقول الأرز، وهو من طيور الأقفاص الشائعة.

أيقونة تكبير طيور قارة إفريقيا.

طيور قارة إفريقيا:

يقسم الامتداد الشاسع للصحراء الكبرى وجود الطيور في قارة إفريقيا. ففي الشمال يشترك إقليم ساحل البحر الأبيض المتوسط في العديد من أنواع الطيور مع جنوبي أوروبا. أما جنوبي الصحراء، فهو، كمعظم إفريقيا، له مناخ مداري غني بالطيور. فالغابات المدارية موطن للطيور مثل الوقواق الزمردي والشقراق الوقواقي من مدغشقر. وطائر الكاتب طائر غريب يجوب السهول الإفريقية باحثا عن طرائده من الزواحف. وتشتمل طيور السهول العشبية الأخرى على الغرغر (الدجاج الحبشي) وطائر الكركي المتوج، كما تشتمل طيور إفريقيا المائية على أبو مركوب واليقنة ورفراف الملكيت ذي اللون الأزرق الرائع، ويستطيع أبو مركوب أن يغرف الأسماك الرئوية الكبيرة بوساطة منقاره العريض. وفي أوقات الجفاف تجد طيور العقاب السمَّاكة طرائد سهلة في السمك الذي يظل محبوسًا في المياه الضحلة.

أيقونة تكبير طيور قارة أمريكا الشمالية.

طيور قارة أمريكا الشمالية:

يهاجر العديد من طيور أمريكا الشمالية للمناطق الأكثر دفئًا هربًا من جو الشتاء القارس، وتشمل هذه الطيور: أبوالحنّاء الأمريكي وطائر الطنان الياقوتي النحر. وبطة الويْجُون الأمريكية، بط اجتماعي شائع يتجمع في أسراب شتوية تصل أحياناً إلى عشرات الألوف من الطيور. وينتشر طائر الكاردينال ذو الألوان الزاهية بكثرة في الحدائق، ويغِّرد محدثًا صفيراً ممتعاً. ولقد تخصص كل من الطائر النقار الشائع وفاتح الجوز أبيض الصدر في التغذية بالحشرات التي توجد في قلف الأشجار وفروعها. ويستطيع الطائر الجوَّاب العدو بسرعة 20 كم/الساعة، وغالباً مايصطاد السحالي والثعابين، في المناطق الصحراوية، وبإمكانه أن يقتل طريدة بحجم الأفعى الجرسية. وهناك نوع آخر من طيور الصحارى هو البومة القزمة، أصغر البوم على الإطلاق، والتي تتغذى في الغالب بالعُثات والحشرات الليلية الأخرى. وأحياناً تعشش داخل جذوع صبار جرانت ساجوارا. وينسج طائر الصافر الشمالي عُشًا بالغ التعقيد، يتدلى من أطراف فروع الأشجار.

أيقونة تكبير طيور أمريكا الوسطى وأمريكا الجنوبية.

طيور أمريكا الوسطى وأمريكا الجنوبية:

تُعَدُّ أمريكا الوسطى والجنوبية من أغنى مناطق الطيور في العالم، إذ يوجد بهما حوالي ثلث طيور العالم، معظمها في الغابات المطرية المدارية الكثيفة. وينتمي العديد من تلك الطيور إلى فصائل لا توجد في أي مكان آخر في العالم. مثال ذلك: الواق الشمسي وطائر الهوتزن وصُرَّد النمل وطائر البوق المثقب. وللعديد من طيور المنطقة، ريش رائع ملون، مثل ريش الكتزل اللامع وببغاء الماكاو وأبومنجل القرمزي. أما النسور فتشمل: النسر الملك غير المتناسق الذي يحلق على حواف الأنهار والغابات بحثاً عن الجيف، ويستخدم الطوقان منقار قاع المركب منقاره الكبير، لقطف الفواكه وثمار التوت، كما أنه يأكل الحشرات أيضا وأحيانا الزواحف، ولدى كل من ذكر الكتزل اللامع وديك الصخور الإنديزي ألوان زاهية. ويقوم هذان الطائران باستعراضات ورقصات معقدة، ربما لجذب انتباه الأنثى.

أيقونة تكبير طيور قارة أستراليا ونيوزيلندا.
أيقونة تكبير  طيور قارة أستراليا ونيوزيلندا

طيور قارة أستراليا ونيوزيلندا:

إن العديد من أنواع طيور أستراليا ونيوزيلندا لا توجد في أي مكان آخر من العالم. وتشمل هذه الطيور: الطيور العاجزة عن الطيران مثل طائر الشبنم في أستراليا وغينيا الجديدة، وطائر الإمو في أستراليا والكيوي في نيوزيلندا. وأستراليا موطن للعديد من الطيور الجميلة، وتشمل الطائر القيثاري الرائع بريش ذيله ذي التصميم الدقيق البالغ الروعة، والعديد من ببغاء الباراكيت والكُكَتوه. إن العقاب الإسفيني الذيل هو أحد أكبر عقبان العالم ويتغذى بالثدييات والطيور الأخرى والزواحف. ويمكنه أن يهاجم طرائد في حجم صغار حيوان الكنغر. أما القرلي الضحاك فما هو إلا نوع من طيور الرفراف التي تتغذى أحياناً بالأسماك، ولكنها تتغذى أساسًا بالزواحف الصغيرة والثدييات والطيور واللافقريات، كما أنه لا يوجد في أستراليا أو نيوزيلندا كثير من الطيور المألوفة في الأماكن الأخرى من العالم.

أيقونة تكبير طيور الجزر الأقيانوسية

طيور الجزر الأقيانوسية:

تحتوي الجزر الأقيانوسية عادة على أنواع قليلة نسبيًّا من الطيور على الرغم من أن لكل جزيرة منها طيورها الخاصة. ولقد تم إنقاذ النن، أو إوزة هاواي من الانقراض، ثم أعيد توطينها بنجاح في جزر هاواي. ويعيش الكاردينال آكل العسل في الأراضي التي تكثر بها الشجيرات الخفيضة وفي الغابات، وذلك في جزر فانواتو وساموا وسانتاكروز وجزر سليمان. أما العصافير المغردة الأرضية الكبيرة التي تعيش في جزر جلاباجوس، فهي واحدة من مجموعة تتكون من 13 نوعًا من العصافير المغردة التي قام تشارلز داروين بدراستها عندما كان يضع معالم نظريته النشوء والارتقاء. أما طائر الكاغو النيوكاليدوني الذي لايكاد يقوى على الطيران، فإنه الآن مهدد بالانقراض بسبب الخطر الذي يتهدده من الحيوانات المفترسة التي تم توطينها بالجزيرة. وتقطن الأنواع الفرعية العشرة من العصفور المغرد الببغاوي أزرق الوجه أساسًا في الجزر مثل جزر نيوكاليدونيا الجديدة والهبريدز الجديدة.


أيقونة تكبير الطيور البحرية وطيور القطب الجنوبي.

الطيور البحرية وطيور القطب الجنوبي (أنتاركتيكا):

تقضي بعض الطيور معظم وقتها بعيدًا في البحر، ويندر أن تعود إلى اليابسة للتكاثر. وتشمل هذه الطيور: طائر البطرس والبطريق وطائر النَّوء وقصاص الماء وطائر النَّوء العاصفي. كل هذه الطيور متمرسة على الطيران مسافات طويلة فيما عدا البطريق. فالبطريق لا يستطيع الطيران، ولكنه يسبح مسافات طويلة، ويمكث في البحر شهورًا متتالية في المرة الواحدة. تُطارد بعض الطيور الأخرى أحياناً، الأسماك مسافات بعيدة داخل البحر، ولكنها تعود إلى اليابسة بانتظام. وتشمل هذه الطيور طائر الأطيش أحمر القدمين وطائر الفرقاط والفلروب والطائر المداري وطائر كركر القطب الجنوبي.

يعشش العديد من الطيور البحرية على الجزر القطبية الجنوبية خلال فصل الصيف، بينما تعشش طيور قليلة على القارة القطبية الجنوبية المتجمدة نفسها، والتي تكون مغطاة بالثلوج، وتشمل هذه الأنواع شديدة التحمل: البطريق الإمبراطور وطائر النَّوء الجليدي وكركر القطب الجنوبي ونوء ولسون العاصفي.


هجرة الطيور

الإوز الثلجي يهاجر في أسراب ضخمة من موطنه الصيفي في أقصى الشمال في الساحل القطبي لقارة أمريكا الشمالية إلى موطنه الشتوي جنوباً في المكسيك.
هجرة الطيور ظاهرة من أكثر الظواهر الطبيعية إثارة وأكثرها استعصاءً على فهم الإنسان. والطيور ليست قوية على وجه الخصوص، ومع ذلك تهاجر أنواع كثيرة منها مسافات طويلة محلقة أحياناً عدة ساعات، بل أيامًا دون أن تتوقف. مثال ذلك الشادي (الهازج) الأوروبي الأبيض النحر، وهو واحد من طيور عديدة تتكاثر في أوروبا وتقضي فصل الشتاء في إفريقيا أو آسيا. يسافر ذلك الطائر حوالي 4,000كم إلى موطنه الشتوي في السنغال في غربي إفريقيا. ويطير الشادي أسود الرأس، وهو عصفور من أمريكا الشمالية ولا يزيد حجمه على حجم العصفور الدوري، مسافة 4,000كم دون توقف إلى موطنه الشتوي في أمريكا الجنوبية. أما الطائر الذي له أولوية السبق في الهجرة مسافات طويلة، فهو طائر الخطاف القطبي الذي يطير حوالي 18,000كم من مناطق تكاثره في القطب الشمالي إلى موطنه الشتوي في القطب الجنوبي، ويعود ثانية للقطب الشمالي بعد مُضي بضعة أشهر. وبذلك فهو يقطع حوالي 36,000كم في أقل من سنة. ويهاجر العديد من الطيور قاطعة مسافات طويلة ولكنها في كل سنة، تعود بالضبط إلى نفس أماكن تكاثرها.

لقد قام العلماء بالعديد من الاكتشافات عن: لماذا تهاجر الطيور؟ وأين؟ وكيف؟ ولكن يبقى العديد من الأسئلة دون إجابات، ومن المحتمل أن بعضًا منها لن نجد له إجابة.

أيقونة تكبير هجرة الطيور

لماذا تهاجر الطيور:

يندر الطعام الذي تتناوله الطيور في أماكن كثيرة من العالم خلال فصول معينة من السنة، خاصة في المناطق ذات الشتاء الجليدي القارس، وعليه سوف تموت معظم الطيور جوعًا إذا بقيت في تلك الأماكن خلال الشتاء. ولذا، فإن معظم الطيور التي تعشش في تلك الأماكن تهاجر في فصل الخريف إلى المناطق الأكثر دفئًا، وتعود في فصل الربيع عندما يدفأ الطقس مرة أخرى، أما في معظم المناطق المدارية، فهناك فصل حار جاف وفصل ممطر كل عام، وقد يندر الطعام والماء خلال فصل الجفاف، لذلك يهاجر العديد من الطيور عند بداية كل صيف إلى الأجزاء الأكثر رطوبة في تلك المناطق، وذلك تجنبًا لهذا الجفاف، ثم تعود راجعة بعد انتهائه، بينما تهاجر الطيور التي تفضل التكاثر في المناطق الجافة إلى الأجزاء الأكثر جفافًا في المناطق المدارية خلال فصل الأمطار.

طائر الممراح يُعشش في قارة أمريكا الشمالية ويطير إلى أمريكا الجنوبية في الشتاء، وتهاجر تلك الطيور على طول جبهة عريضة بدلا من اتباعها مسارات واضحة التحديد.
الذعرة الصفراء تعشش في إنجلترا وتقضي فترة الشتاء في إفريقيا حيث تتبع تلك الطيور مساراً ساحليا في طريقها إلى الجنوب ومساراً داخليا حينما تطير إلى الشمال.
زمار الرمل الحاد الذيل يتكاثر في سيبريا ويهاجر عبر مسارات عديدة إلى أماكن بعيدة جدا مثل أستراليا والجزء الغربي من قارة أمريكا الشمالية.
أما الطيور التي لا تهاجر خلال الفصول التي يندر فيها الطعام، فهي تلك الأنواع التي يمكنها الاعتماد على الطعام المتوافر في مناطق وجودها، فعلى سبيل المثال، تعيش معظم الطيور التي تقضي فصل الشتاء في المناطق الشمالية، في الغالب، على الحبوب وبراعم الأشجار وثمار التوت الجافة، وتشمل تلك الطيور: طائر الكاردينال والطائر أبومنقار متصالب وطيور العصافير المغردة الأخرى والطيهوج وكسار الجوز والعصفور الدوري. هذا وتندر الحشرات في فصل الشتاء في المناطق الشمالية، لذلك تهاجر معظم الطيور آكلة الحشرات، بينما تبقى أغلب الطيور التي هي طيور صغيرة تعيش عادة على بيض الحشرات ويرقاتها. وتشمل تلك الطيور فاتح الجوز والقرقف ومتسلق الأشجار ونقار الخشب.

بالرغم من أن الطيور تُهاجر من أجل البقاء، إلا أن هناك صعوبة كبيرة في تفسير العوامل التي تُسبِّب تلك الهجرة. مثلاً تغادر أنواع عديدة من الطيور الشمالية مساكنها، بينما لا يزال الطقس دافئًا وكمية الطعام مُتوفرة، ولا يمكن للطيور أن تعلم أن الطقس سوف يتغير، أو أن الطعام سوف يشح.

هناك احتمال أن هجرة الطيور تنظَّم بوساطة جهاز الغدد الصماء التي تفرز مواد كيميائية تدعى الهورمونات، وربما يؤثر التباين في إنتاج تلك الهورمونات على الطيور فتهاجر، حيث من المعروف أن طول النهار يؤثر في إنتاج الهورمونات في بعض أنواع طيور المناطق الشمالية من العالم. وحينما يبدأ النهار في القصر تحدث تغيرات هورمونية تجعل الطيور تتأهب لرحلة الهجرة إلى الجنوب، ولكن التغيّر في طول النهار لايفسر توقيت الهجرة إلا جزئيا، وذلك لأن الأنواع المختلفة ترحل في أزمنة مختلفة من المكان نفسه كل عام. ولا يعتمد التوقيت الدقيق للهجرة على طول النهار وقصره فحسب، بل وعلى حالات أخرى مثل حالة الطقس ووفرة الغذاء.

إلى أين تهاجر الطيور:

تهاجر الغالبية العظمى من الطيور المهاجرة عادة في اتجاه شمالي ـ جنوبي، وذلك يرجع إلى أن فصول السنة في نصف الكرة الشمالي هي عكسها في نصف الكرة الجنوبي. لهذا فإن العديد من أنواع الطيور الشمالية التي تهاجر في فصل الخريف تصل إلى نصف الكرة الجنوبي في صيف تلك المناطق، والعديد من أنواع طيور نصف الكرة الجنوبي تهاجر إلى الشمال حينما يحل الخريف في الجنوب وتصل إلى مقاصدها في الشمال في زمن الصيف هناك. كما تختتم بعض الطيور رحلاتها في المناطق المدارية حيث تكون معظم الأماكن دافئة أو حارة طوال العام.

يهاجر العديد من أنواع الطيور على نفس المسارات الجوية التي تتبع عادة الظواهر الطبيعية مثل سواحل البحار وحواف الجبال وأودية الأنهار. ويسمى الطريق الجوي الذي تسلكه أعداد كبيرة من الطيور بمجاز الطيران، وهناك مجازان للطيران بالنسبة للطيور التي تهاجر من وإلى قارة أوروبا. يقطع أحدهما مضيق جبل طارق، بينما يمر المجاز الآخر فوق مضيق الدردنيل، وهو جزء من الممر المائي الذي يربط البحر الأسود بالبحر الأبيض المتوسط. وتوجد أربعة مجازات للطيران في قارة أمريكا الشمالية 1- مجاز المحيط الهادئ، على امتداد ساحل المحيط الهادئ، 2- مجاز الطيران الأوسط، ويتبع سلسلة جبال الروكي 3- مجاز طيران المسيسيبي 4- مجاز طيران الأطلسي، على امتداد ساحل المحيط الأطلسي. يتجمع هواة مراقبة الطيور عند نقاط مُعينة على طول مجازات الطيران لمشاهدة المنظر المثير لعبور أسراب الطيور المهاجرة الضخمة خلال فصلي الشتاء والربيع. ولكن في الوقت الذي تتبع فيه معظم أنواع الطيور مجازات الطيران، نجد أن العديد من الطيور يهاجر خارج تلك المجازات أيضاً.

بالإضافة إلى مجازات الطيران الرئيسية، هناك مسارات جوية للهجرة تتبعها مجموعات مختلفة من الطيور أوحتى نوع واحد من الطيور. فمثلا يهاجر جلم الماء الأوروبي العظيم إلى جزيرة تريستان داكونها في جنوبي المحيط الأطلسي، بينما لا تهاجر أنواع أخرى من الطيور مثل الطائر أبو منقار متصالب من شمالي أوروبا وروسيا كل عام ولكنها تهاجر فقط، حينما يتضاءل المحصول الذي تتغذى به، فيتحتم عليها أن تجد أراضي جديدة توفر لها الغذاء.

كيف تهاجر الطيور:

تُهاجر بعض أنواع الطيور في مجموعات صغيرة، بينما تهاجر أنواع أخرى في أسراب تتكون من ملايين الطيور. وتسافر معظم الطيور صغيرة الحجم أثناء الليل لتأكل وترتاح أثناء النهار، بينما تفعل غالبية الطيور الكبيرة عكس ذلك. وتطير غالبية الطيور المهاجرة على علو يصل إلى حوالي 900 -1,800م. ولكن تم اكتشاف بعض الأنواع، وتشمل العديد من طيور السواحل والإوز، وهي تطير على علو يزيد على 6,000 م.

لقد كشفت الأبحاث العلمية أن الطيور التي تهاجر بالنهار تتبع معالم مختلفة على اليابسة مثل وديان الأنهار وسلاسل الجبال، كما يمكنها أيضا أن تعدِّل من مسارها مستعينة باتجاه الشمس، بينما تهاجر بعض الطيور، بما في ذلك الطيور المائية، أثناء الليل. وقد أوضحت التجارب أن العديد من تلك الطيور تهتدي بالنجوم. ولكن، بما أن الطيور تستطيع أن تجد طريقها حتى حينما تكون السماء ملبدة بالغيوم، فلابد من أنها تستخدم وسائل أخرى. ويعتقد أن لبعض أنواع الطيور إحساسًا بالمجال المغنطيسي للأرض، وأنها تستخدم ذلك المجال للملاحة، كما تستخدم بعض الطيور البحرية ـ مثل طائر النَّوء ـ حاسة الشم للوصول إلى أعشاشها.

كيف تعيش الطيور

حجل الثلوج الألبي يختفي من أعدائه باندماجه مع البيئة المحيطة به. في الشتاء يصير لون الطائر كلون الثلوج من حوله وبهذا يتعذر تمييزه منها (الصورة العليا). في الصيف يصبح ريش حجل الثلوج الألبي مرقطا، وبهذا ينسجم مع العشب على الأرض حيث يبني الطائر عشه (الصورة السفلى).
تعيش معظم الطيور الصغيرة عامًا واحدًا أو اثنين فقط على أكثر تقدير، ويموت العديد من الطيور نتيجة للجوع أو المرض أو الإصابة أو التعرض للطقس الرديء، بينما تقتل الحيوانات المفترسة العديد من الطيور الأخرى. وعلى الرغم من جميع المخاطر التي تواجهها الطيور، فأن بعضًا منها يستطيع أن يعيش حتى آخر عمره الطبيعي. عمومًا، تعيش الطيور الكبيرة الحجم مدة أطول من الطيور صغيرة الحجم. فمثلا، قد يعيش طائر البطرس 40عاما أو أكثر، ولكن طائر الصعوة لا يعيش ليبلغ 15عاما. للطيور في الأسر عمومًا، فرصة أفضل للبقاء منها في الحياة البرية. ونتيجة لذلك نجد الأعمار القياسية لمعظم أنواع الطيور قد حققتها طيور تربت في حدائق الحيوانات أو كحيوانات أليفة، وتشمل الطيور التي سجلت أعمارًا قياسية بومًا عقابيًًّا عاش في إحدى حدائق الحيوان حتى بلغ عمره 68 عامًا، وببغاءً أليفًا عاش حتى بلغ عمره 70 عاماً.

يتصل كل ما تفعله الطيور تقريبا ببقائها أفرادًا أو أنواعًا، ولكي تحافظ الطيور على بقائها أفرادًا عليها أن تحصل على الطعام والماء الكافيين، وأن تقدر على حماية نفسها من الحيوانات المفترسة. وتتطلب هذه النشاطات قدرات مختلفة من الحركة مثل الطيران أو السباحة وبعض قدرات الاتصال. ولبقاء أي نوع من أنواع الطيور، يجب على كل فرد في ذلك النوع أن يتكاثر ويرعى فراخه.

يناقش هذا الجزء من المقالة نشاطات الطيور اللازمة لبقائها من يوم لآخر. أما بند الحياة العائلية للطيور فيتناول نشاطات الطيور التي لها أهمية لبقائها جيلاً بعد جيل.

أيقونة تكبير كيف تتغذى الطيور

كيف تحصل الطيور على الغذاء:

إن درجة حرارة الجسم عند الطيور أعلى منها عند الثدييات، لذلك فهي تحتاج إلى طعام أكثر من الثدييات بالنسبة إلى حجمها، وذلك لتحافظ على درجة حرارتها العالية. إضافة إلى ذلك يتحتم على الطيور الصغيرة الحجم أن تأكل أكثر نسبيًا من الطيور الكبيرة، وذلك لأن أجسامها تستخدم طاقة الغذاء أسرع. وقد يأكل أحد الطيور الصغيرة مثل الطائر ذهبي العرف ثلث وزنه من الطعام يوميًا، بينما يأكل أحد الطيور الأكبر حجما منه مثل الزرزور حوالي ثمن وزنه من الطعام يوميا. وتحدّد كمية الطعام التي تأكلها الطيور أيضا بناءً على نوعية الطعام. مثلا توفر كمية معينة من الرحيق طاقة أكثر من الكمية نفسها من الحبوب. لذلك تحتاج الطيور التي تتغذى بالرحيق إلى كمية أقل من الطعام من تلك التي تتغذى بالحبوب من الحجم نفسه. وتحتاج الطيور الصغيرة الحجم إلى كميات كبيرة من الطعام، حتى إنها تقضي معظم وقتها في الأكل. بينما تستطيع الطيور كبيرة الحجم أن تقضي عدة أيام من غير طعام.

تحتاج الطيور إلى أن تعوض الماء الذي تفقده من أجسامها مثل بقية الحيوانات الأخرى. لكن الطيور لا تخرج الفضلات السائلة مثل العرق والبول. وهي تفقد كمية قليلة فقط من الماء مع الفضلات وعند الزفير. لذلك تحتاج الطيور إلى ماء أقل من العديد من الحيوانات الأخرى، كما تحصل الطيور التي تأكل الأطعمة الرطبة، مثل الرحيق والحشرات، على كل الماء الذي تحتاج إليه أو معظمه من طعامها ونادراً ما تلجأ إلى الشرب. تشرب كل الطيور تقريبًا الماء بغرفه بمناقيرها، ثم تميل برأسها للخلف تاركة قطرات الماء تنساب داخل حلقها.

أنواع الطعام. تتغذى الطيور في الغالب بالحشرات والأسماك واللحم والبذور والفواكه. ويفضل كل واحد من هذه الأنواع من الطعام لدى نوع معين من الطيور.

يعيش العديد من الطيور في الغالب على الحشرات. وتشمل الطيور آكلة الحشرات: آكل النحل والتشيكادي وصائد الذباب والبوم والجوارح الصغيرة مثل السنونو والسَّمامة والأخيضر ونقار الخشب. تتغذى بعض الطيور آكلة الحشرات بالعناكب والديدان أيضًا. وتشمل الطيور آكلة الأسماك: طيور الغاق والغواص والغطاس والبلشون والرفراف وصقر البحر والبجع والخرشنة.أيضًا تقتات العديد من الطيور آكلة الأسماك بالحيوانات المائية الأخرى مثل السرطانات والقواقع. وتقتات الطيور اللواحم بالزواحف والطيور الأخرى والثدييات الصغيرة.وأهم الجوارح هي طائر الكركار والعقاب والصقر الحر والصقر والبوم والنسور، وتطارد معظم هذه الطيور فريستها وتقتلها بنفسها، بينما يتغذى القليل من تلك الطيور أساسًا بالجيف. وأهم الطيور التي تأكل الجيفة طيور الكركار والنسور.

تشمل الطيور التي تتغذى بالحبوب: الدَّرْسة، والعصفور المغرد، والشرشور، والحمام، والعصفور الدوري. وتعيش معظم الطيور التي تتغذى بالفاكهة في المناطق المدارية، حيث تتوافر الفاكهة طوال العام، وتشمل تلك الطيور أبو قرن والببغاء والتناجر والطوقان. أما في المناطق الباردة، فتتغذى معظم الطيور بالفاكهة حينما تكون متوافرة، وبالحشرات والحبوب في باقي العام. وتشمل تلك الطيور: أبا الحناء الأمريكي، وطائر الكاتبيرد، والشحرور الأوروبي، والطائر الحاكي، والصافر، وشمعيّ الجناح، ويستطيع البلبل الزيتوني كسر نواة الكرز وفتحها بمنقاره الثقيل المخروطي الشكل، ولكنه يتغذى أيضًا بالحبوب الطرية وكذلك بالحشرات، وبجانب الفواكه والحبوب تحصل الطيور أيضا على أطعمة أخرى من النباتات، فمثلا يعيش آكل العسل والطائر الطنان على رحيق الزهور، بينما يتغذى مصاص النسغ عادة بنسغ الأشجار. بينما يتغذى البط والإوز والتَّمُّ بالعديد من المواد النباتية بما في ذلك العشب والأعشاب المائية.

وعلى الرغم من أن معظم أنواع الطيور تفضِّل أصنافًا معينة من الطعام، فإن الطيور آكلة الأسماك والطيور اللواحم هي من بين الطيور القليلة التي تعيش على نوعٍ واحد من الطعام. إذ إن معظم الطيور التي تتغذى بالحشرات، تأكل الحبوب أو الفاكهة أيضا، ومعظم الطيور التي تتغذى بالحبوب أو الفاكهة تأكل كذلك بعض الحشرات. وقليل من الطيور يتغذى بأي نوع يجده من الطعام بما في ذلك المخلفات، وتشمل هذه الطيور الغُراب والنورس والغراب الأسحم والزرزور.

طريقة الغذاء. يتواءم في معظم الحالات شكل منقار الطائر أو شكل قدمه أو منقاره وقدمه مع طريقة غذائه. فعلى سبيل المثال، للطيور الجوارح مخالب حادة تستخدمها للإمساك بالحيوانات الصغيرة ومنقار معقوف حاد كالموسى تستخدمه لتمزيق اللحم. يناقش بند أجسام الطيور مثل هذه التكيفات.

لقد اكتسبت بعض الطيور طرقًا في التغذية مُتخصصة جدًّا ؛ فالسنونو والسمّامة يصطادان الحشرات أثناء طيرانهما، وذلك باستخدام أجنحتهما الطويلة الرفيعة في القيام بمناورات هوائية سريعة يستخدمان فيها منقاريهما شديدي الاتساع في اصطياد الحشرات، كما يستطيع الطائر الطنان أن يضرب بجناحيه بطريقة دائرية تمكنه من أن يرفرف في الهواء في مكانه مثل الطائرة المروحية أمام الأزهار لكي يجمع الرحيق، ويمكنه أيضا أن يطير للخلف فيخرج في الاتجاه المعاكس من الزهرة التي فرغ من زيارتها، ويتحرك مسرعًا للزهرة التي تليها.

كما تعتمد بعض الطيور على الحيوانات الأخرى في غذائها، حيث يتبع بلشون البقر الأبيض وطائر البقر قطعان الحيوانات التي ترعى الكلأ، ويتغذىان بالحشرات التي تثيرها حوافر تلك الحيوانات. ويسرق طائر الفرقاط والكركر ـ عادة ـ الأسماك من الطيور الأخرى. ويعيش دليل العسل الذي يوجد عادة في إفريقيا أساسا على شمع النحل، ولكنه لا يستطيع أن يصل بنفسه إلى الشمع، لذلك يحط بالقرب من المنحل وينادي بانفعال، وبذلك يجذب الثدييات التي تأكل العسل، والتي تقوم بدورها بكسر المنحل وأكل العسل، وبعدها يستطيع الطائر أن يأكل وليمته من الشمع ويرقات النحل.

كيف يطير الطائر أثناء الطيران بواسطة رفرفة الجناحين يقوم جناحا الطائر بنوعين من الحركات. يتحرك الجزء الداخلي لكل جناح إلى أعلى وإلى أسفل، بينما يتحرك الجزء الخارجي في شكل دائرة. تبدأ الحركة الدائرية عند ضربة الجناح العليا الكاملة (1) وتستمر عكس عقارب الساعة أثناء بداية الضربة السفلى للجناح (2)، الضربة السفلى الكاملة (3) وبداية الضربة العليا (4).

كيف تتحرك الطيور:

تتحرك الطيور من مكان لآخر في الغالب عن طريق الطيران، وهناك أنواع قليلة من الطيور لا تقدر على الطيران مثل: طائر الشَّبْنَم والإمو والكيوي والنعام والرية والبطريق. وتستطيع معظم الطيور، بالإضافة لمقدرتها على الطيران، أن تتجول على اليابسة. وأهم استثناء لذلك هو كل من طائر الغواص والغطاس والطائر الطنان والرفراف والسمامة. وتقع أرجل الغطاس بعيداً في مؤخرة الجسم، بحيث لا يستطيع الطائر المشي أو حتى الوقوف. ولكن وضع رجليه هذا مثالي للسباحة تحت الماء. أما أرجل وأقدام الطائر الطنان والرفراف والسمامة، فصالحة للتشبث أو الجثوم عليها ولكنها غير صالحة للمشي. وتستطيع هذه الطيور أن تتحرك من مكان لآخر عن طريق الطيران فقط.

ريش الجناح يترادف أثناء الضربة السفلى وبذلك لايمكن للهواء أن ينفذ من خلاله. ويلتوي الريش مفتوحًا أثناء الضربة العليا، سامحًا للهواء بأن يمر من خلاله وبذلك يصبح رفع الجناح سهلاً.
تستطيع كثير من الطيور السِّباحة كما تستطيع الطيران والتحرك على اليابسة، ولكن أفضل الطيور في السباحة، مثل البطريق والغواص، عاجزة عن طرق التحرك الأخرى. فالبطريق لا يستطيع الطيران، كما لا يستطيع الغطاس المشي.

في الهواء. تستطيع الطائرات أن تحلق في الهواء ؛ لأنه قد تم تشكيل جناحيها ليشبها جناحي الطائر. فجناح الطائر منحنٍ من أعلى ومسطح أو منحنٍ قليلاً من أسفل، وحينما يتحرك جناح بهذا الشكل سريعًا للأمام، فسوف يمر الهواء أسرع فوق السطح العلوي المنحني منه فوق السطح السفلي المستوي. إن مرور الهواء سريعاً يقلل من ضغط الهواء فوق الجناح. ويتحرك الهواء دائما من منطقة الضغط المرتفع إلى منطقة الضغط المنخفض، ولذلك فإن الهواء أسفل الجناح يتحرك نحو منطقة الضغط المنخفض أعلى الجناح رافعًا الجناح إلى أعلى. تساعد هذه القوة الدافعة إلى أعلى والتي تسمى قوة الرفع الطيور والطائرات في التغلب على الجاذبية الأرضية ثم الصعود في الهواء والبقاء محمولة فيه.

الطائر يستمر محمولاً في الهواء وذلك نتيجة لانخفاض ضغط الهواء أعلى الجناح، بينما يبقى ضغط الهواء أسفل الجناح كما هو. يتحرك الضغط العالي باتجاه الضغط المنخفض وبذا يرتفع الطائر إلى أعلى.
تقلع الطيور في الهواء باستخدام عضلات رجليها لتدفع بنفسها من مجثمها أولتقفز، وتبدأ في الوقت نفسه برفرفة أطراف جناحيها ليس إلى أعلى وإلى أسفل فحسب، بل تلتوي إلى الأمام أيضًا أثناء الضربة السفلى، وهذه الحركة الالتوائية تدفع الطائر للأمام، بينما يظل باقي الجناح مستويا بالنسبة لمرور الهواء، وبذلك يوفر قوة الرفع.

تستمر بعض الطيور، بعد الإقلاع، في الطيران في الغالب برفرفة جناحيها، بينما تجمع بعض الطيور الأخرى بين الطيران برفرفة الجناحين مع الانحدار أو التحليق. وأثناء الانحدار يترك الطائر جناحيه مبسوطين، ويهبط إلى أسفل في الهواء مستخدمًا الجاذبية وقدرا ضئيلا من الطاقة. وأثناء التحليق يستخدم الطائر الطاقة الموجودة في حركة الهواء لدفع جسمه إلى أعلى، دون أن يحتاج إلى أن يرفرف بجناحيه. قد تستخدم الطيور الرياح والهواء الساخن الصاعد إلى أعلى التيارات الساخنة أو قوة رفع الهواء على طول الجبهات الباردة.

كيف يؤثر شكل الجناح في المقدرة على الطيران يحدد شكل جناحي الطائر نوع الطيران الذي يجيده أكثر. للتدرج مطوق الرقبة «أسفل يسار» ولمعظم الطيور الأخرى التي تشبهه جناحان قصيران مستديران وتستطيع هذه الطيور أن تقلع سريعًا في الهواء ولكن إلى مسافة قصيرة فقط. ومعظم الطيور سريعة الطيران مثل السمامة «وسط» لها جناحان ضيقان ومسحوبان. طائر النورس، «يمين»، وبعض الطيور الأخرى، التي لها جناحان طويلان حادان، تجيد التحليق والانحدار.
تعتمد أغلبية الطيور الصغيرة الحجم على الطيران برفرفة الجناحين، وفي معظم الحالات، يبلغ متوسط سرعة طيرانها مابين 30 إلى 55كم/الساعة. ومعظم الطيور السريعة الطيران هي طيور كبيرة الحجم ذات جناحين طويلين مدببين. ولقد تم قياس سرعة الصقر الشاهين من إحدى الطائرات فبلغت 290كم/الساعة في حالة الانقضاض. أما معظم الطيور المحلِّقة، فهي من الطيور البحرية الكبيرة ذات الأجنحة الطويلة المدببة وتشمل: البطرس وطائر الفرقاط والنورس وصقر البحر وقصاص الماء والطائر المداري. ولقد تم قياس سرعة صقر البحر عند التحليق فبلغت 129كم/الساعة. كما تشمل طيور اليابسة التي تستطيع التحليق: الصقر الجراح أو الحوام والنسر. وبخلاف طيور البحر التي تستطيع التحليق، فطيور اليابسة هذه لها أجنحة عريضة نسبيًا وأطرافها مستديرة. وللعديد من الدجاج البري مثل التَدْرُج مطوق الرقبة والسمّان أيضًا أجنحة عريضة ومستديرة. ولكن ريش أجنحتها على وجه الخصوص، متيبس أو متصلب، وتستطيع الطيور التي لها مثل هذه الأجنحة الإقلاع فجأة والطيران بسرعة عالية مسافة قصيرة، ولكنها نادراً ما تطير مسافات طويلة. أما الطائر الطنّان والعاسوق والخَرْشَنة، فهي من بين الطيور القليلة، التي تستطيع أن ترفرف في مكانها في الهواء أثناء الطيران. بالإضافة لذلك، فإن الطائر الطنان هو الطائر الوحيد الذي يستطيع أن يطير إلى الخلف.

على اليابسة. تتحرك الطيور على اليابسة بالجري والمشي والقفز والتسلق. إن طيور اليابسة الكبيرة الحجم التي لا تستطيع الطيران هي أسرع الطيور في الجري، وتتميز جميعها تقريباً بأرجلها الطويلة جداً، حيث تستطيع النعامة، أسرع الطيور على اليابسة، أن تجري بسرعة 65كم/الساعة. وهناك بعض الطيور التي تستطيع الطيران يمكنها الجري بسرعة أيضًا، وتشمل الحُبَارى والسريما والطائر الكاتب، بينما تتحرك معظم الطيور الأخرى ببطء أكثر على اليابسة.

معظم الطيور التي تعيش أو تأكل على الأرض تمشي أو تجري بتحريك قدم واحدة للأمام ليس إلا، كما يفعل الإنسان. ومعظم الطيور التي تعشش أو تأكل في الأشجار تقفز على رجليها الاثنتين معاً، حينما تكون على الأرض، بينما تستطيع بعض أنواع الطيور الجري، والقفز. فمثلاً تجري الطيور من فصيلة الدُّج (السُّمْنَة) مسافات قصيرة، ومن ثم تقفز الخطوات القليلة الأخيرة قبل أن تتوقف. وبعض الطيور خبيرة في التسلق خاصة تلك الأنواع التي تتسلق الأشجار بحثا عن الحشرات، وتشمل فاتح الجوز ومتسلق الأشجار ونقّار الخشب، وكل هذه الطيور لها أرجل قصيرة ومخالب حادة معقوفة تساعدها على أن تتعلق بإحكام بالأشجار أثناء تسلقها.

في الماء. يقضي العديد من أنواع الطيور الكثير من وقته أومعظمه في الماء، حيث يجد طعامه أو يهرب من الأعداء بالسباحة أو الغطس، وتسبح بعض هذه الطيور غالبا على سطح الماء، وهي تشمل: البطرس والنَّوْرَس وطائر النوء والمقبقب وقصاص الماء. وتستخدم الطيور أرجلها مثل المجاديف لتدفع نفسها خلال الماء.

تسبح طيور معينة أخرى تحت الماء كما على السطح، وتغطس معظم الطيور التي تسبح تحت الماء مثل الغاق من وضعها الطافي على السطح بأن ترفس للوراء بشدة، وتتوجه برأسها إلى أسفل، ثم تغطس بسرعة فائقة. وتغطس بعض الطيور آكلة الأسماك، وتشمل: الرفراف والخرشنة، في الماء من علو كبير في الهواء، وهي لاتسبح، ولكنها تبرز فجأة للسطح، ثم تطير في الهواء مرة أخرى. تستخدم معظم الطيور أرجلها فقط لتسبح تحت الماء، بينما يستخدم البطريق جناحيه أيضا. ويستطيع طائر الغواص أن يتحكم في العمق الذي يسبح فيه، وذلك بتنظيم كمية الهواء المحبوس في رئتيه أو في ريشه. كما يستطيع، بتسريب الهواء تدريجيًا، أن يغطس تدريجيًا حتى يبقى الرأس فقط ظاهراً فوق الماء مثل مئفاق الغواصات (منظار الأفق) وبذلك يسبح في خفاء، ويرقب أعداءه في الوقت نفسه.

أسرع الطيور على الأرض النعامة وهي لا تستطيع الطيران. تجري النعامة بسرعة 65 كم في الساعة. مثل معظم الطيور التي تعيش أو تتغذى على الأرض، تمشي النعامة وتجري بتحريك قدم واحدة للأمام في كل مرة. بينما تقفز معظم الطيور التي تعيش في الأشجار على كلتا قدميها حينما تكون على الأرض.

الاتصالات بين الطيور:

تتصل الطيور بعضها مع بعض بعدة طرق مختلفة، أهمها الاتصال الصوتي من الحنجرة بوساطة النداء والتغريد.

النداء والتغريد. لكل الطيور تقريبًا أصوات تستخدمها للنداء أو التغريد. ويتكون النداء عادة من صوت واحد مثل الصرخة أو الصيء (الصوت الضعيف للطائر) الذي عادة ما يردده، بينما يتكون التغريد من سلسلة من النُّوَت الموسيقية التي تتبع نمطا محددًا تمامًا. تُصْدِر نصف أنواع الطيور المعروفة تقريبا، وتشمل كل أنواع الطيور الجواثم، كلاًّ من النداء والتغريد. ومعظم الطيور الأخرى، وتشمل معظم الطيور المائية والجوارح، تطلق نداءً ولكنها لا تغرد. أما البَجَع وبعض أنواع اللقلق فهي من الطيورالقليلة التي لا تصدر أصواتًا من حنجرتها إطلاقًا.

تستخدم الطيور في الغالب نداءها كإشارات لطيور أخرى. وتنادي صغار الطيور بإحدى الطرق لتخبر والديها أنها جائعة وبطريقة أخرى لتخبرهما بأنها جريحة أو خائفة. بينما يستخدم الطائر كامل النضج نداءً محددا ليميِّز به شريكه ونداءات أخرى ليميِّز بها كلَّ مجموعته من الطيور. وقد تحذر النداءات المجموعة من الخطر. ومثل هذا النداء عادة ما ينبه أو يحذر أكثر من نوع واحد من الطيور.

حينما يفكر الناس في الطيور المغردة، فهم عادة ما يفكرون في الكناري والعنادل والطيور الأخرى ذات الأصوات الجميلة. ومع ذلك، فإن تغريد بعض الطيور ليس ممتعًا، على الأقل بالنسبة لأذن الإنسان. مثلاً يكرر الغُداف وشَمْعِي الجناح النغمة الموسيقية نفسها مرة بعد أخرى. ويقوم الذكر فقط في معظم أنواع الطيور بالتغريد، ويفعل ذلك في الغالب أثناء موسم التكاثر، حيث يغرد من على مجموعة من المجاثم التي تحيط بمجاله الذي يدافع عنه. وللتغريد الذي يسمى تغريدًا إعلاميًّا هدفان رئيسيان: 1- أنه يحذر بقية الذكور من النوع نفسه حتى تبقى خارج المجال 2- يقوم التغريد بجذب الأنثى. وبالنسبة للأذن الإنسانية يبدو أنّ تغريد كل الطيور من أحد الأنواع له الصوت نفسه، ولكن في الواقع يختلف صوت كل طائر عن صوت الطيور الأخرى من النوع نفسه، وحتى في المستعمرات المزدحمة يستطيع الوالدان أن يتعرفا على صوت فراخهما، كما تستطيع الفراخ التعرف على أصوات والديها.

لبعض الطيور موهبة في تقليد الأصوات، فهي لا تقلد نداء وتغريد الطيور الأخرى فحسب، ولكنها تقلد أيضا الأصوات الأخرى في بيئتها مثل نباح الكلاب أو ضجيج المصانع. ومن بين أمهر الطيور التي تقلد الأصوات الزرزور والطائر الحاكي. تلجأ طيور معينة مثل الببغاء والمينة لتقليد الأصوات حينما توضع في الأسر فقط، حيث يمكن تدريبها لتقليد كلام الإنسان وحتى الصفير.

طرق الاتصال الأخرى. تتصل بعض الطيور بعضها ببعض عن طريق أصوات تختلف عن الأصوات التي تصدر من الحنجرة، حيث يصدر نقار الخشب صوتًا عاليًا يشبه النقر على الطبل، على جذوع الأشجار بمنقاره، ويختلف هذا الصوت عن ذلك الذي يصدره حينما يثقب الخشب بحثًا عن الحشرات أو حينما يحفر حفرة ليعشش داخلها. ويقابل صوت نقر الطبل لديه التغريد الإعلاني عند غيره. لكل نوع من أنواع نقار الخشب إيقاع نَقْر خاص به. ويصدر ذكر الطيهوج صوت نقر منخفضًا بضرب جناحيه سريعا. ويعمل هذا الصوت الذي ينتقل عبر مسافات طويلة كتغريد إعلاني، ويقعقع ذكر وأنثى اللقلق بمنقارهما أثناء عملية التكاثر.

يكون الاتصال بين الطيور كليًا بوساطة الأصوات في البيئة التي تصعب فيها رؤية بعضها بعضًا. وتشمل هذه البيئات الأحراش والغابات. وفي الأماكن الأكثر انفتاحا تتصل الطيور أيضا عن طريق أنواع عديدة من الاستعراضات المرئية. مثلاً يُبْدي الطائر ريش ذيله سريعًا، أو يرفع ريش عرفه على رأسه، ويستخدم الاتصال المرئي مثل الاتصال الصوتي أثناء عملية التكاثر، وفي الدفاع عن المجال والتنبيه للمخاطر.

النشاطات اليومية الأخرى:

تقضي الطيور بعض الوقت يوميًا في العناية بريشها والاحتفاظ به في حالة جيدة. كما تخلد للنوم والراحة كل يوم. وبالإضافة إلى ذلك، يجب أن تكون كل الطيور، ماعدا أكبرها حجمًا، متيقظة أو منتبهة دائمًا لكي تتجنب الأعداء.

العناية بالريش. تسمى هذه العملية بالتسوية، حيث يستخدم الطائر قدميه لتسوية ريش رأسه والأماكن التي يصعب الوصول إليها بمنقاره. وتدهن معظم الطيور ريشها بالزيت أثناء تسويته، ويتم إفراز هذا الزيت من غدة التسوية. ويستخدم الطائر منقاره لتنشيط هذه الغدة ولوضع الزيت ونشره. يساعد الزيت على جعل الريش غير قابل للبلل ومرنًا.

بالإضافة لتسوية الريش، تستحم معظم الطيور من آن لآخر، وتستحم الطيور المائية أثناء السباحة. وتكون غدد التسوية عند طيور اليابسة أقل منها كفاءة من تلك التي عند معظم الطيور المائية. لذلك فإن ريشها يبتل بسهولة أكثر. تبل معظم طيور اليابسة ريشها فترة وجيزة أثناء استحمامها، ثم تنفض عنه الماء، وتجعله يجف بأسرع ما يمكن ؛ بينما تمارس طيور أخرى نوعًا من الاستحمام، يسمى التغبير حيث يجلس الطائر في أرض بها غبار، ويحرك الغبار بعنف بقدميه وجناحيه حتى يغطي الغبار جميع ريشه المنتفش، بعد ذلك يقف على رجليه، وينفض عنه الغبار. ولم تُعرف حتى الآن أسباب التغبير تماما ولكن من المحتمل أنه يساعد في تخليص الريش والجلد من القمل والطفيليات الأخرى.

تلتقط بعض الطيور النمل بمنقارها وتدعكه على ريشها وتسمى هذه العملية بالتنميل. حيث تخرج من النمل عادة مادة كيميائية تعرف بحمض النمليك، ومن المحتمل أن يساعد هذا الحمض في القضاء على عثّة (حلم) الريش، وهي طفيلي مألوف في الطيور. كذلك شوهدت الطيور وهي تستخدم حركات التنميل حينما تدلك ريشها بأشياء أخرى مثل أعقاب السجائر أو الحبوب أو ثمار التوت أو الجراد.

التلوين الوقائي. تطابق ألوان العديد من الطيور البيئة المحيطة بها. وبذلك تساعد الطائر في تجنب ملاحظة أعدائه له. فمثلا تشبه الخطوط التي على عنق الواق وصدره الحشائش من حوله حينما يشير الطائر بمنقاره لأعلى (الصورة اليمنى). ويمتزج ريش القبرة القرناء في عشها مع شكل الأوراق الموجودة على الأرض (الصورة اليسرى).
النوم والراحة. تبحث معظم الطيور عن طعامها في النهار، وتنام أثناء الليل. وهي أيضا ترتاح وتنام وقتًا قصيرا أثناء النهار. أما الطيور التي تتغذى أثناء الليل مثل البومة والسُبد فإنها تنام طوال النهار. وتنام معظم الطيور أثناء موسم التزاوج داخل أعشاشها أو بالقرب منها، وتنام في الأوقات الأخرى على أغصان الأشجار أو الشجيرات الخفيضة أو على الصخور أو في الأوكار أو في العراء.

ينام العديد من أنواع الطيور وهو جاثم على قدم واحدة أو على قدمين، وتلك الطيور لها نظام قفل في قدميها، يجعل أصابع قدميها تمسك بشدة على المجثم، وبذلك تمنع الطائر من السقوط. بعد انقضاء فصل التزاوج، ينام العديد من أنواع الطيور معًا في مجموعات كبيرة، تسمى المجاثِم. ومعظم المجاثم تكون في الأشجار ولكن بعضها يوجد في المستنقعات. وقد تتكون مجاثم الغربان والسوادية والزرزور من آلاف الطيور.

تخفض بعض الطيور مثل السَّمامة، والطائر الطنان، والسُبد، من درجة حرارة جسمها قبل أن تنام وذلك حينما يكون الطقس باردًا. وبهذا تحافظ على طاقة جسمها أثناء النوم بنفس طريقة البيات الشتوي عند الثدييات.

الكلدير الأمريكي (السقسقان) أحد أنواع الزقزاق في أمريكا الشمالية يجر جناحه متظاهرا بأنه مكسور حينما يقترب عدو من عشه. ولأن الطائر الكسيح فريسة سهلة، لذلك فإن العدو أو الدخيل سيطارده هو بدلا من مهاجمة صغاره، وبذلك يستطيع إبعاده عن العش.
الحماية ضد الأعداء. تحتاج الطيور في الكثير من الأحيان أن تحمي نفسها أو صغارها ضد الأعداء، والعديد من الطيور مُلون أو به علامات تجعل من الصعب تمييزه من البيئة المحيطة به. وتستطيع تلك الطيور أن تحمي نفسها من الحيوانات المفترسة، بأن تبقى ببساطة دون حراك، ويعرف هذا النوع من التخفي بالتلوين الوقائي. ★ تَصَفح: التلوين الوقائي. وفي حالات أخرى، يلجأ الطائر إلى الهرب أو الاختفاء أو ربما يهرب أولاً ثم يختفي بعد ذلك. وإذا ما فشلت كل هذه الطرق، فربما يتحتم على الطائر أن يقف للدفاع عن نفسه.

يدافع الطائر عن نفسه بمنقاره أو رجليه أو جناحيه أو جميعها معًا ـ اعتماداً على نوع الطائر. وإذا كان الطائر يدافع عن عشه فهو عادة ما يطير نحو رأس المهاجم ويصيح بصوت عال. ولكن نادرًا ما تكسب الطيور القتال، إذا كان ضد مفترس أكبر منها حجما. كما تقوم بعض أنواع الطيور بتمثيل دور الكسيح عند الخطر. وذلك بأن يجر الطائر جناحه متظاهرًا بالعجز ليستدرج عدوه بعيدًا عن عشه، لاعتقاد العدو أن الطائر الكسيح فريسة سهلة، ولكن بعد أن يستدرج العدو إلى مسافة آمنة، يطير الطائر الكسيح مبتعداً.

الحياة العائلية للطيور

تصل معظم الطيور مرحلة النضج الجنسي حينما تبلغ عامًا من العمر، وبعد ذلك يمكنها التزاوج والقيام برعاية عائلة. تبدأ عملية التكاثر في فصل الربيع، وفي ذلك الوقت يختار الذكر في معظم الأنواع مجالاً له ويحاول أن يجذب إليه أنثاه. وتتواصل العملية ببناء العش ووضع البيض وتفقيسه. وتكتمل الدورة ويكبر الصغار، ويكتمل نموها، وتصبح مُستعدة لإنشاء عائلاتها الخاصة بها. قد ترعى الطيور كاملة النضج عائلة جديدة مرة أو مرتين كل عام طوال فترة حياتها.

اختيار المجال:

قد يكون مجال الطائر كبيراً أو صغيراً. يعلن بعض الذكور ملكيته للمساحة القريبة من عشه فقط، بينما تعلن ذكور أخرى ملكية مساحة تغذية كبيرة تُحيط بعشها. بعد أن يختار الذكر المجال، يعلن ملكيته بإنشاده للتغريد الإعلامي الخاص به. وتعشش طيور النورس والبطريق والعديد من الطيور المائية الأخرى في مستعمرات كبيرة. ولكن، حتى في أكبر المستعمرات، يكون لكل ذكر و شريكته مجالهما الصغير الخاص بهما حول عشهما. وتعود بعض الطيور إلى موقع التعشيش نفسه كل عام.

يحمي الذكر، في الغالب، مجاله ضد الذكور الأخرى من نفس نوعه. وفي بعض الأحيان، يكفي أن يصدر الذكر نداء تحذيرياً أو أن يقف بطريقة تهديدية ليحمي عشه. ولكن في العديد من الحالات، لا يرحل الذكر المقتحم بدون قتال.

عروض التودد يقوم الذكر في معظم أنواع الطيور بتأدية بعض رقصات التودد ليجذب إليه الأنثى. قد يحتوي العرض على حركات لافتة للانتباه مثل الحركات البهلوانية التي يؤديها البط الذهبيُّ العين الأمريكيُّ (يمين). ويقدم الطائر القيثاري الأسترالي الرائع عرضا فنيا مبدعا لريشات ذيله الطوال (يسار).

التودد (المغازلة) والتزاوج:

تعرف العلاقة بين ذكور الطيور وإناثها بأنها رباط تزاوج. وينشأ ذلك الرباط بين الذكر والأنثى بعد سلسلة من عروض التودد التي يقوم بها الذكر وتقبّلها من جانب الأنثى التي عادة ما تكون في شكل عروض أخرى. ولكل نوع من الطيور عروضه الخاصة به.

إن تغريد الذكر الإعلاني هو أحد أهم عروض التودد عند الطيور المغردة، بينما تعتمد ذكور الأنواع الأخرى على الألوان الزاهية أو الرقصات والوقفات التي تجذب الانتباه. وينشر ذكر الطاووس وطائر الفردوس ريشهما الفائق الجمال في أسفل ظهريهما. لذكر طائر الفرقاط كيس عنقي لونه أحمر فاقع يستطيع أن ينفخه مثل البالون، بينما تتكون عروض التودد للعديد من أنواع الطيور من تحريك الرأس أو الجناحين أو أجزاء أخرى من الجسم. وتقوم طيور البطرس والكركي والغواص والبلشون بحركات معقدة. وقد تشبه استجابة الأنثى إلى حدٍ كبير عروض الذكر، وهكذا يظهر الاثنان عادة وكأنهما يشتركان في رقصة واحدة.

على الرغم من أن الذكر هو الذي يجذب الأنثى في معظم أنواع الطيور إلا أن العكس موجود كذلك كما في الفلروب وعدد قليل من أنواع الطيور الأخرى. وعليه فإن ألوان الأنثى في هذه الطيور أكثر إشراقا من ألوان الذكر، ولذلك تقوم الأنثى بعرض ريشها أمام الذكر إلى أن يستجيب بدوره.

تتزاوج معظم الطيور لموسم واحد فقط، ولكن قد يستمر بعضها مع نفس الشريك لأكثر من عام أو مدى الحياة. وتشمل تلك الطيور العديد من أنواع البطرس والبطريق والغراب الأسحم واللقلق والخرشنة. وقد يكون للذكر أكثر من شريكة في بعض الأنواع مثل درسة القمح والصقر الهارُّ، ويكون لكل أنثى عشها الخاص بها في حدود مجال الذكر.

أيقونة تكبير أعشاش الطــــيـور

بناء العش:

كثير من الطيور لا تبني أعشاشًا. فطيور الباز والسُبد تضع معظم بيضها في العراء، بينما تعشش بعض الطيور الأخرى في تجاويف الأشجار أو في أجحار داخل الأرض أو في أعشاش مهجورة لطيور أخرى. وتشمل مثل هذه الطيور العصفور الدوري المنزلي والببغاء والخطاف بنفسجي اللون والصَّعْوة ولواء الرأس وبعض أنواع البوم. وأحيانًا يطرد الزرزور طائراً آخر من عشه ويقوم بالتعشيش بداخله. ولكن معظم الطيور تبني أعشاشها، حيث يبني البعض منها أعشاشًا بالغة التعقيد في هيكلها. وتقوم الأنثى في معظم الحالات بكل العمل، وإذا قام الذكر بمساعدتها فإن مثل هذه المساعدة تكون في الغالب بتوفير مواد البناء فقط.

معظم أنواع أعشاش الطيور تشبه القدْر أو الطبق في شكلها. وتُصنع من مواد مثل: الأغصان والأعشاب والأوراق. وتبني الطيور مثل هذه الأعشاش على الأشجار أو الأشجار الخفيضة أو على الصخور أو في الأجحار. ويبلغ ارتفاع عش أصغر الطيور الطنانة 2,5سم. ويبني صقر البحر أعشاشًا ضخمة من فروع الأشجار وأغصانها، قد يصل ارتفاعها إلى 1,8م. ويقوم العديد من أنواع الطيور بتثبيت مواد البناء معًا بمادة صمغية، حيث يستخدم السمنة والقيق الأزرق الطين لذلك الغرض. بينما يستخدم الطائر الطنان وصائد البرغشة الخيوط اللزجة من شباك العناكب. ويستخدم طائر السمَّامة لعابه الغليظ اللزج. ولا يقوم اللعاب الجاف بربط أجزاء العش بعضها مع بعض فحسب، ولكنه أيضًا يثبته في مكانه على حائط كهف أو داخل مدخنة. ويصنع حساء عش الطيور من أعشاش طيور السمامة الآسيوية.

بعض أنواع الطيور لا يبني أعشاشًا له على شكل القدر أو الطبق، فمعظم طيور نقار الخشب والرفراف تعشش داخل حفر تحفرها بمناقيرها. يحفر نقار الخشب الحفرة في جذوع الأشجار الميتة، بينما يحفر الرفراف حفرة على الشواطئ الرملية أو الطينية. ويصنع العديد من الطيور أعشاشا مغلقة تمامًا إلا من مدخل صغير. تستخدم طيور الحباك الإفريقية المدارية مناقيرها وأرجلها لنسج مثل تلك الأعشاش من الأعشاب والألياف النباتية، ويتدلى العش من أغصان الأشجار أو من عيدان البوص. وتصنع بعض أنواع طيور السنونو أعشاشاً مغلقة من الطين مثبتة على جنبات الجروف الصخرية أو الكهوف أو الأشجار المجوفة أو حتى البيوت وبنايات المكاتب.

كما تتعاون بعض الطيور في بناء عش ضخم للمجموعة كلها، يكون فيه لكل زوج جناحه الخاص به. وتشمل هذه الطيور أنواعًا عديدة من طائر الحبّاك الإفريقي والباراكيت الراهب من أمريكا الجنوبية وأبلق النخيل من جزر الهند الغربية.

أيقونة تكبير بيض الطيور

وضع البيض وتفقيسه:

تتكاثر الطيور تكاثرًا جنسيًا ؛ حيث يتحد الحيوان المنوي (الخلية الجنسية للذكر) مع البيضة (الخلية الجنسية للأنثى) في عملية تسمى التلقيح أو الإخصاب. تنمو البيضة الملقحة لتعطي فرخًا جديدًا. والخطوة الأولى لهذا النمو هي تكوين الجنين. ينمو الجنين في كل الثدييات تقريباً، داخل جسم الأنثى. أما في الطيور، فإن الأنثى تضع البيضة الملقحة قبل أن يبدأ الجنين في التكوين. وبعد أن توضع البيضة، يجب أن تُحْضَن لكي ينمو الجنين بداخلها، ويتحول إلى فرخ.

يُسمى كل البيض الذي تضعه الأنثى في مرة واحدة حَضْنة بَيْض. ويتفاوت حجم الحضنة كثيراً بين الأنواع المختلفة ؛ حيث تضع بعض الأنواع بيضة واحدة في الوقت الواحد، وتشمل هذه الأنواع طائر البطرس والنوء والعديد من أنواع الأوك والبطريق والحمام. ويضع القليل من الطيور مثل التدرج والطيهوج حضنة بيض بها 15بيضة أو أكثر. ولكن معظم الطيور تضع عددًا يتراوح بين بيضتين وثماني بيضات.

تضع النعامة أكبر البيض حجماً (يصل وزن بيضة النعامة 1,8كجم)، بينما يضع طائر النحل الطنان أصغر البيض حجماً (يصل وزن البيضة 0,25جم) وتضع بعض الطيور الصغيرة مثل القطقاط المطوق والكيوي الصغير المرقط بيضًا كبيراً بالنسبة لحجمها. وكقاعدة عامة، فإن الطيور التي تضع بيضا أكبر نسبيًّا هي تلك التي تكون فراخها قد تقدمت في النمو عند الفقس.

كيف يفقس الفرخ يبدأ فرخ نورس الرنجة (كالموضَّح أدناه) في الفقس بعد ثلاثة أو أربعة أسابيع من الحضانة . ويستخدم الفرخ داخل البيضة سن البيضة الموجود في طرف منقاره ليثقب قشرة البيضة ( اليمين) ثم يقوم بتكسير القشرة قطعة قطعة حتى يصبح الثقب كبيراً بحيث يستطيع أن يتخلص من قشرة البيضة (الوسط). حينما يفقس الفرخ يكون ضعيفا جداً بحيث لايستطيع الوقوف (اليسار) ولكنه يستطيع المشي خلال ساعات قليلة. وحينما يكبر الفرخ تقع أو تختفي سن البيضة.
تضع الطيور التي لها أعشاش مغلقة أو تلك التي تعشش في الأوكار، مثل الرفراف والبوم بيضا أبيض اللون. بينما تضع معظم الطيور التي تُعشش في الأماكن المكشوفة مثل القبرة وصائد المحار والقطقاط المطوق بيضاً مزيناً بالبقع والعلامات الأخرى. وتعمل هذه العلامات على تمويه البيض بحيث يصُعب على الحيوانات المفترسة أن تلاحظه. ويضع العديد من الطيور المائية مثل الغواص بيضاً باهت اللون، ثم يتغير لونه بسبب تلطخه بالطين، ليشبه الطين من حوله وتصعب بعد ذلك رؤيته.

يكون هناك تباين كبير في لون البيض والأشكال الموجودة عليه من طائر لآخر. فمثلاً، يستطيع طائر الأوك تمييز بيضه من بيض جيرانه.

يكون شكل البيض عند معظم أنواع الطيور مثل شكل بيض الدجاج المنزلي. ولكن شكل بعض البيض، مثل بيض البوم، يكون مستديرًا تقريباً، وبيض آخر، مثل بيض الغلموت ونوع من النورس يُعرف بزمج الماء وبعض أنواع الطيور الأخرى التي تعشش في الجروف الصخرية، له طرف حاد يُقلل من فرص تدحرجه من تلك الجروف. وإذا تم تحريك بيضة لها هذا الشكل من موضعها، فإنها تدور حول محورها بدلا من أن تتدحرج بعيداً. وللطيور المخوِّضة (تخوض في الماء)، مثل الطيطوي أحمر الساق والقطقاط الذهبي أيضًا بيض حاد الطرف، والسبب في ذلك غير واضح فربما ساعد شكل ذلك البيض الوالدين في حضنه بكفاءة أعلى ؛ وذلك لأن البيض يُكَوِّن دائرة أكثر إحكاماً حينما يجمع وطرفه الحاد في الوسط.

إن معظم بيض الطيور يكون عادة ناعماً ومعتمًا نوعًا ما.وتضع بعض الطيور، مثل نقار الخشب بيضاً لامع السطح، بينما يضع طائر الأوك والإوز والتَّمّ والعديد من الصقور وبعض طيور النورس بيضًا ناعمًا وحُبَيْبيّ الملمس، وفي العادة يكون مكسوًّا بطبقة شمعية تجعله مقاومًا للماء. ويضع طائر الغاق والبشروش والأطيش والبجع بيضاً مكسوا بطبقة جيرية تتآكل تدريجيا أثناء فترة الحضن.

تحضن جميع الطيور تقريباً البيض بالجلوس عليه وتقوم الأنثى وحدها ـ بالنسبة لمعظم الأنواع ـ بحضن البيض، بينما يتناوب الوالدان على حضانة البيض في بعض الأنواع مثل الحمام والزرزور. وفي أنواع قليلة منها المقبقب، يقوم الذكر بحضن البيض وحده. وتتراوح فترة الحضانة بين عشرة أيام في بعض الطيور المغردة الصغيرة و80 يوما في طائر البطرس الكبير الحجم. وفي هذه المدة يكون الجنين قد نما ليصبح فرخا مستعدا للفقس. للفرخ نتوء صلب وحاد في طرف منقاره يُدعى سن البيضة يستخدمه ليثقب به القشرة. وتسقط تلك السن أو تختفي تدريجياً بعد الفقس. ولبعض الفراخ سن بيضة في طرفي شقي المنقار كليهما.

أبو الحناء الأمريكي يطعم صغاره. وفرخ أبي الحناء حديث الفقس يكون أعمى وبدون ريش، وأرجله ضعيفة بحيث لايستطيع الوقوف . وهو يحتاج إلى رعاية متواصلة من والديه لمدة 15 يومًا.

العناية بالصغار:

في معظم أنواع الطيور تكون الفراخ حديثة الولادة عمياء، وليس لها ريش وضعيفة الرجلين، حتى أنها لا تقوى على الوقوف. وهذا النوع من الطيور يسمى طيورًا ناقصة النمو، ويشمل هذا النوع صغار الطائر الطنان والرفراف والبجع والسَّمامة ونقّار الخشب وكل الطيور المغردة، أما في الأنواع الأخرى من الطيور، فإن الفراخ حديثة الفقس تستطيع أن ترى ويكون لها غطاء من الزغب الناعم وأرجل قوية. وهذه الطيور تسمى طيورًا مكتملة النمو، وتشمل كل صغار الدجاج والبط والإوز والطيهوج والنعام والتدرج والتَّم والديك الرومي. تستطيع الصغار المكتملة النمو أن تمشي خارج العش، وتبدأ في اصطياد طعامها بعد مضي ساعات أو أيام من الفقس. بينما تبقى الصغار الناقصة النمو لمدة أطول تحت رعاية والديها.

في معظم الحالات يغذي الوالدان الفراخ الناقصة النمو بالحشرات الندية أو الأطعمة الأخرى التي تحتوي على كمية كبيرة من الماء. وتدريجيًا، ينبت للصغار ريش وتُصبح قوية. حين ذلك تبدأ بالوقوف خارج العش وبسط جناحيها. ثم تبدأ بمحاولة الطيران. تبدأ جميع الطيور التي تستطيع الطيران محاولاتها الأولى في الطيران دون أن تتعلم ذلك من غيرها. ولكنها في العديد من الحالات تحتاج إلى شهور من التدريب حتى تبرع في الطيران.

الوالدان بالتبني:

تعتمد بعض الطيور على أنواع أخرى من الطيور لرعاية صغارها. وتُعرف مثل هذه الطيور بأنها طفيلية الحضانة ويسمى الوالدان المتبنيان عائليْن. وأشهر الطيور طفيلية الحضانة طائر الوقواق الأوروبي وطائر البقر من أمريكا الشمالية وطائر الهويدا من إفريقيا،.وتضع أنثى هذه الطيور بيضها في أعشاش الطيور المغردة، ويقوم الطائر المضيف بحضن بيض طفيلي، ويرعى الفراخ ويربيها كذلك.

أجسام الطيور

لقد تكيفت أجسام الطيور لتمكنها من الطيران ؛ فالهيكل العظمي والريش والأعضاء الداخلية كلها خفيفة جدًّا، والجسم انسيابي الخطوط. وتختلف أجسام الطيور في الغالب في الحجم وفي التكيفات الخاصة بالحصول على الطعام، وتجنب الأعداء أو التودد للشريك عند التزاوج.

أيقونة تكبير السمات الخارجية للطائر

السمات الخارجية:

أكثر السمات الخارجية للطائر لفتًا للنظر هي ريشه الذي يغطي جميع الأجزاء الرئيسية من الجسم تقريبًا فيما عدا عينيه ومنقاره وسيقانه وأقدامه. وفي بعض الطيور ومنها بعض طيور البوم والطيهوج يغطي الريش حتى ساقي الطائر وقدميه.

الريش. لدى الطيور مابين 950 و25,000 ريشة وذلك حسب نوع الطائر. ومعظم الريش يتوسطه قلم أو سهم قوي على جانبيه نصل الريشة أو صفحة الريشة. يتكون نصل الريش من مئات الفروع الرفيعة المتوازية المتفرعة من القلم تسمى الأسلات. وأكبر الريش حجمًا هو ريش الطيران الطويل الموجود في الجناحين والذيل.

ويُسمى ريش الطيران في الطرف الخارجي للجناح الرئيسيات أو القوادم. ويُسمى الريش في الطرف الداخلي للجناح قريباً من الجسم الثانويات أو الخوافي. وتُغطي قاعدة ريش الطيران طبقة من الريش صغير الحجم وتُعرف بالكواسي.

بالإضافة للريش ذي النصل، يوجد لدى بعض الطيور ريش زغب أو ريشات كبار أو كلاهما. ولمعظم الريش الزغب قلم قصير وطري وأسلات وَبَريَّة ناعمة زغِبة متصلة ولاتكوِّن نصلاً، ويُغطي معظم الطيور المائية كساء كثيف من الريش الزغب الناعم تحت الريش ذي النصل. أما الريشات الكبار، فهي عمومًا، ريش طويل له قلم وأسلات مرنة، ويمكن أن ينمو في أماكن مختلفة من الجسم، وتُستخدم في عروض التودد.

في معظم أنواع الطيور يكون الكساء الريشي في الذكور أزهى وأبهى منه في الإناث. وفي القليل من الأنواع، تكون الإناث أزهى ألواناً من الذكور، وفي أنواع أخرى تتشابه الإناث والذكور.

ويستبدل الطائر بريشه القديم ريشًا جديدًا مرة كل عام على الأقل. وتعرف هذه العملية بطرح الريش. وهي تحدث غالبًا بعد موسم التزاوج. ولمعظم الطيور التي تستبدل ريشها مرتين في العام مظهر مختلف في فصول السنة المختلفة، ومعظم هذه الطيور التي تشمل الطائر الغواص والغطاس، والطيور المخوضة لها علامات واضحة، وذلك أثناء فصل التزاوج في الربيع والصيف، ولكن لها ألوانًا باهتة خلال فصلي الخريف والشتاء. في معظم أنواع البط، الذكر وحده هو الذي يتحول بين المظهر الزاهي والمظهر الباهت.

أيقونة تكبير أنواع المناقيــر
المناقير. تختلف مناقير الطيور كثيراً وذلك حسب اختلاف طريقة غذائها. فالطيور التي تتغذى بالحبوب مثل العصفور المغرد والشرشور لها مناقير قوية مخروطية الشكل تستخدمها ككسارة الجوز. معظم الطيور التي تتغذى بالفواكه لها أيضا منقار مخروطي الشكل ولكنها تستخدم الطرف الحاد للمنقار لتثقب قشر البرتقال أو الفواكه الأخرى ذات القشر السميك. ولنقار الخشب منقار يشبه الإزميل يحفر به جذوع الأشجار بحثا عن الحشرات.

يتغذى العديد من طيور البط بالنباتات الطافية فوق سطح الماء. وللبط منقار عريض جدًّا به آلاف من المرشحات الدقيقة على حوافه. يساعد المنقار الطائر على اغتراف كميات كبيرة من الماء وتُساعد المرشحات بجوانب المنقار على تصفية حبيبات الطعام وحبسها داخل الفم بينما تنساب المياه إلى الخارج. ولمعظم الطيور التي تأكل الأسماك مثل البلشون والخرشنة، منقار طويل حاد يستخدمه الطائر كالحربة في صيد الأسماك، ويستخدم طائر البجع والقليل من الطيور آكلة الأسماك الأخرى مناقيرها العريضة جدا لغرف الأسماك من الماء. بعض طيور اليابسة مثل أبو قرن والطوقان لها مناقير كبيرة زاهية الألوان. ولكن معظم طيور أبو قرن والطوقان تتغذى بالفواكه. ومن الواضح أن الحجم الكبير والألوان الزاهية للمنقار ليست لها صلة بطريقة التغذية. ومن المحتمل أنها تؤدي دوراً في رقصات أو عروض التودد.

أيقونة تكبير أنواع الأقــدام
الأرجل والأقدام. على الرغم من أن لكل طائر رجلين وقدمين، فإن شكل هذه الأعضاء وحجمها يختلفان كثيرًا بين أنواع الطيور المختلفة. فالطيور التي تقضي معظم وقتها في الهواء لها أرجل قصيرة جداً. وأرجل معظم الطيور التي تتسلق الأشجار هي أيضاً أقصر من المتوسط، بينما نجد أن معظم الطيور المخوِّضة أو الطيور سريعة الجريان لها أرجل طويلة على وجه الخصوص.

والغالبية العظمى من الطيور لها أربع أصابع في كل قدم. وفي معظم الأنواع، التي تشمل كل الطيور المغردة، تتجه ثلاث أصابع للأمام وإصبع واحد للخلف. وتثبّت الطيور الجواثم أنفسها بأن تقبض بأصابعها الخلفية حول الأغصان أو الفروع التي تجثم عليها. أما بعض الطيور البارعة في التسلق، وتشمل الببغاء ونقار الخشب، فللقدم إصبعان أماميتان وإصبعان خلفيتان. تساعد الإصبعان الخلفيتان الطائر في الإمساك بشدة أثناء التسلق. للإمو، ولمعظم الطيور التي لاتستطيع الطيران ولكنها سريعة الجريان، ثلاث أصابع في كل قدم باستثناء النعام، فهو الطائر الوحيد الذي له إصبعان فقط في كل قدم.

ولمعظم الطيور التي تسبح وترات غشائية بين أصابع القدم، تمكنها من استخدام أقدامها مثل المجاديف. وفي بعض الطيور مثل البط والنورس تصل الوترات الغشائية بين أصابع القدم الثلاث الأمامية، بينما يصل الغشاء عند طيور الغاق والبجع والطيور الشبيهة بها، بين أصابع القدم الأربع. أما الدجاجة المائية والغواص والمقبقب فتعوزها الوترات الغشائية، وبدلاً من ذلك تكون أصابع أقدامها عريضة وتشبه المجداف. وطائر السحنون والصياح سباحان ماهران ولكن أقدامهما تختلف قليلاً عن أقدام طيور اليابسة ذات الأصابع الأربع.

ولكل الطيور مخالب في أطراف أصابع قدميها ولكن أهمية المخالب تختلف باختلاف أنواع الطيور. فالطيور التي لها مخالب كبيرة حادة ومعقوفة تشمل الطيور الجوارح والطيور المتسلقة وفاتح الجوز والسمامة ونقار الخشب. ولمعظم الطيور التي تجري على اليابسة مخالب قصيرة وغير حادة.

الهيكل العظمي. إن الهيكل العظمي للطائر خفيف الوزن وقوي في ذات الوقت. وهو خفيف لأن معظم العظام مجوف، وقوي لأن العديد من العظام ملتحم (موصل ببعضه). يوضح هذا الرسم الهيكل العظمي للحمام المنزلي.

الهيكل العظمي والعضلات:

الهيكل العظمي للطيور خفيف ولكنه قوي. والكثير من العظام المنفصلة في الثدييات تجدها ملتحمة عند الطيور. تُعطي العظام الملتحمة الهيكل العظمي قوة غير عادية. والهيكل العظمي خفيف أساساً لأن الكثير من عظام الطيور مجوف.

تقابل الأجنحة عند الطيور الأذرع عند الإنسان. ولكل جناح ثلاثة أجزاء رئيسية:1- الجزء الخارجي أو اليد 2- الجزء الأوسط أو الذراع الأمامية 3- الجزء القريب من الجسم أو الذراع العليا. وتتصل ريشات الطيران الرئيسيات أو القوادم باليد. وتتصل ريشات الطيران الثانويات أو الخوافي بالذراع الأمامية. وتحمل الذراع العليا العضلات التي تحرك جناح الطائر.

وفي الطيور التي تستطيع الطيران تكون أكبر العضلات تلك التي تحرك الجناحين. ولمعظم الطيور عضلات قوية في أرجلها. أما في الطيور سريعة الجري، فقد نمت عضلات الرجلين وتطورت بصفة خاصة. ولقاعدة كل ريشة عضلة صغيرة تساعد الطائر في تحريك ريشه أو نفشه أو استعراضه.

أيقونة تكبير كيف ترى الطيور

الحواس:

للطيور حاستا بصر وسمع حادتان. أما حاسة الشم وحاسة الذوق وحاسة اللمس فهي أقل تطوراً.

البصر. للطيور أعين كبيرة نسبياً وتستطيع بوساطتها أن تميز الألوان مثل مايفعل الإنسان. ولكن أعين الطيور تختلف عن أعين الإنسان، فأعين الطيور تقع على جنبات الرأس وذلك في جميع الطيور تقريباً. ولأن عيني الإنسان تتَّجهان للأمام لذلك فإن لدينا رؤية ثنائية، أي ترى كل عين المشهد نفسه الذي تراه الأخرى. ولمعظم الطيور رؤية ثنائية فقط عندما يتطابق مجالا الرؤية لكلتا العينين أمام الطائر مباشرة. ولها رؤية أحادية في كل جانب ؛ أي ترى العين في كل جانب مشهدا منفصلا عن المشهد الذي تراه العين الأخرى. ويستثنى من ذلك البوم ودجاج الأرض والبطريق. فالبوم من بين الطيور القليلة التي تقع كلتا عينيها أمام الوجه. لذلك فللبوم رؤية ثنائية في كل الأوقات. أما عينا دجاج الأرض فهما موجودتان في مؤخرة الرأس بحيث يستطيع الطائر أن يرى رؤية ثنائية من الخلف ومن الأمام. أما عينا البطريق فهما موضوعتان في الرأس بطريقة تمكن الطائر من الرؤية الأحادية فقط.

وتستطيع بعض الطيور أن ترى أفضل من الإنسان في حالة معينة. فالطيور التي يكون معظم نشاطها في المساء أو الليل لها أعين حساسة جدا للضوء الخافت، تفوق بكثير قدرة الإنسان على الإبصار. وتستطيع الطيور الغطاسة أن تركز عينيها في الهواء مثلما تفعل تحت الماء. وتستطيع هذه الطيور أيضًا تعديل تركيز إبصارها أسرع من الإنسان.

السمع. للطائر أذن في كل ناحية، وإن كانت غير ظاهرة للعيان. فالأذن الخارجية ببساطة تؤدي للأذن الداخلية، ويغطيها الريش. ومن المحتمل أن معظم الطيور تستطيع أن تسمع كما يفعل الإنسان. ولبعض أنواع الطيور حاسة سمع مرهفة جداً. وقليل من الطيور تعتمد على حاسة السمع أكثر من حاسة النظر، وتشمل تلك الطيور: طائر الزيت من أمريكا الجنوبية، والعديد من أنواع السُمَيمَة التي تعيش في جزر الهند الشرقية. وتسكن تلك الطيور في كهوف مُظلمة، وتستخدم في الملاحة نظامًا يعرف بتحديد موقع الصدى حينما تطير في الظلام. وهي تصدر أصوات قرقعة أو طقطقة في حنجرتها. وترتد تلك الأصوات في جنبات الكهف محدثة صدى، تستطيع الطيور أن تحدد بوساطته بُعدها عن جدران الكهف، وبذلك تتجنب الارتطام بها.

الشم والذوق واللمس. على الرغم من أنه من المحتمل أن تكون لمعظم الطيور حاسة شم، إلا أن أنواعا قليلة فقط قد عُرف عنها اعتمادها الكبير على تلك الحاسة، حيث تستخدم طيور الكيوي، وهي تقريبا عمياء، حاسة الشم لتحديد موضع طعامها. وطائر الكيوي هو الطائر الوحيد الذي تقع فتحات منخاريه على طرف منقاره. ويتعرف الطائر دليل العسل على موقع المناحل بشمه رائحة شمع النحل.

ولدى العلماء قليل من المعرفة عن حاستي الذوق واللمس عند الطيور. فكل الطيور لها ألسنة ذات براعم تذوق، ولكن عدد هذه البراعم أقل بكثير منها عند الثدييات، ولذلك فمن المحتمل أن تكون حاسة التذوق عند الطيور أقل أهمية. أما عيون الطيور فهي حساسة جدًا للمس. وإذا لامست ذرة غبار أو أي حبيبات أخرى مُقلة العين، فسيقوم جفن خاص يعرف بالغشاء الرامش بمسح العين وطرد ذرة الغبار. ولبعض الطيور مثل الزمار ودجاجة الأرض حاسة لمس قوية في طرف مناقيرها. وهي تستخدم مناقيرها في البحث داخل التربة عن الحشرات والديدان.

الأعضاء الداخلية للطائر. يوضح هذا الرسم لأنثى الحمام المنزلي الأعضاء الداخلية الرئيسية لطائر نموذجي. معظم هذه الأعضاء موجودة أيضًا في الثدييات. وأهم الاستثناءات لذلك هي الحوصلة ومعدة الطائر الحقيقية والقانصة. والحوصلة امتداد للمريء، وهي تخزن الطعام حتى يكون له مكان خال في معدة الطائر الحقيقية. وتتكون معدة الطائر من المعدة الحقيقية والقانصة. وتضاف العصارة الهضمية للطعام في المعدة الحقيقية بينما تقوم القانصة بطحن الطعام إلى قطع صغيرة ليتم هضمها التام.

أجهزة الجسم:

تكوِّن الأعضاء الداخلية للطيور، كما في الحيوانات الأخرى أجهزة عضوية تشمل: الجهاز التنفسي والهضمي والدوري والعصبي والجهاز التناسلي.

الجهاز التنفسي في الطيور كما في الثدييات ينقل الأكسجين من الهواء إلى مجرى الدم، حيث تستنشق الطيور الهواء بمنخاريها وفمها، ويدخل الهواء إلى الرئتين حيث يمتص الأكسجين منه إلى مجرى الدم.

للتنفس غرض مهم آخر في الطيور. فبخلاف الثدييات، ليس للطيور غدد عرقية، ولذلك لا تستطيع أن تخفض درجة حرارتها بترشيح العرق. وبدلا من ذلك توجد لدى الطيور جيوب رقيقة الجدران موزعة بين أعضاء الجسم المختلفة تعرف بالأكياس الهوائية، فحينما يستنشق الطائر الهواء يمر جزء منه من الرئتين إلى الأكياس الهوائية، حيث يقوم ذلك الهواء بتبريد الأعضاء وحمايتها من الحرارة الزائدة.

تبلغ درجة حرارة الجسم عند الطيور حوالي 41°م في المتوسط، وهي بذلك أعلى من درجة حرارة جسم الإنسان بأكثر من 4°م.

الجهاز الهضمي. خلافاً لجميع الثدييات تقريباً ليس للطيور أسنان، وبذلك لاتستطيع مضغ طعامها، ويجب عليها أن تقطعه بمناقيرها أو تبتلعه كاملا. ويتكون الجهاز الهضمي للطيور في الغالب من المريء والمعدة والأمعاء.

المريء عضو أنبوبي ذو جدران مرنة قابلة للتوسع، ويدخل الطعام في المريء من الفم. وفي الثدييات يقود المريء مباشرة إلى المعدة، بينما في عديد من الطيور يكون المريء مزودًا ببروز كيسي الشكل يعرف بالحوصلة. تستطيع الطيور أن تخزن الطعام في الحوصلة إلى أن يكون له متسع في المعدة، كما تخزن الطيور الطعام في الحوصلة لكي تقدّمه لصغارها.

يمر الطعام من مريء الطائر أوحوصلته إلى المعدة. وفي معظم الطيور تتكون المعدة من جزءين. في الجزء الأول من المعدة تضاف العصارات الهضمية للطعام وفي الجزء الثاني من المعدة الذي يعرف بالقانصة وله حوائط عضلية سميكة يتم طحن الطعام، وتحل هذه العملية محل المضغ. ويسهم العديد من أنواع الطيور كالنعام مثلاً، في عملية الطحن ببلعه الحصى أو أي مواد خشنة أخرى.

يمر الطعام من المعدة إلى الأمعاء الدقيقة حيث تُمْتصُّ المواد الغذائية في الدم بينما تمر الفضلات للأمعاء الغليظة. يمتص جدار الأمعاء كل أو معظم الماء الموجود مع الفضلات تقريباً. وللطيور فتحة في مؤخرة الجسم تعرف بفتحة المجمع. ويتصل المجمع بالجهاز الهضمي وبالأنابيب التي تحمل الفضلات الضارة من الكليتين وبالجهاز التناسلي، وتطرد الفضلات من جسم الطائر عبر هذه الفتحة.

الجهاز الدوري يوزع الدم إلى جميع أنحاء جسم الطائر، ويتكون من القلب والأوعية الدموية. يخفق قلب طائر كبير مثل النعام بالسرعة نفسها التي يخفق بها قلب الإنسان ـ أي حوالي 70 مرة في الدقيقة. ولكن خفقان قلوب الطيور صغيرة الحجم أسرع بكثير من ذلك حيث يخفق قلب أحد الطيور الطنانة أكثر من 1,000مرة في الدقيقة الواحدة. والأوعية الدموية الرئيسية عند الطيور، كما في الفقاريات الأخرى، هي الشرايين والأوردة. تحمل الشرايين الدم من قلب الطائر إلى أجزاء الجسم الأخرى. ويعود الدم راجعاً للقلب بوساطة الأوردة. وحجم قلب الطائر كبير بالقياس إلى حجم جسمه.

الجهاز العصبي عند الطيور يشبه الجهاز العصبي للفقاريات الأخرى. وهو يتكون أساسًا من الدماغ والأعصاب. تحمل الأعصاب الرسائل من أعضاء الإحساس إلى الدماغ، ومن الدماغ إلى العضلات.

ودماغ الطائر صغير مقارنة بالثدييات ولكن الجزء الأسفل من الدماغ ؛ أي المخيخ، أكبر نسبيًا في الطيور منه في الثدييات. فالمخيخ هو الجزء من الدماغ الذي يتحكم في توازن الجسم وحركته وتنسيق حركة العضلات التي تستخدمها الطيور في الطيران. والجزء الأعلى من الدماغ ؛ أي المخ أكبر بكثير في الثدييات منه في الطيور. والمخ هو جزء من الدماغ يتحكم في التعلم، وهناك طيور قليلة مثل الغربان والببغاوات يكون المخ فيها أكبر نسبيا منه في الطيور الأخرى التي لها الحجم نفسه. ومن المحتمل أن تساعد هذه الخاصية في تفسير مقدرة تلك الطيور على تقليد بعض الكلمات أو القيام ببعض الحيل.

الجهاز التناسلي. تسمى أعضاء التناسل في ذكور الفقاريات الخُصَى وفي الإناث المبايض. تنتج الخُصَى والمبايض الخلايا التناسلية، حيث تنتج الخصى النطاف، والمبايض البيوض. وللطائر خصيتان داخل الجسم تحت عظم الظهر مباشرة. وفي معظم العام تكون الخصيتان صغيرتين جداً في الحجم، ولكن تبدآن في النمو لتصبحا أكبر حجماً قبل بداية موسم التكاثر مباشرة. وقد يصبح حجمها أكبر بمئات المرات في وقت ذروة النشاط التناسلي. وفي الوقت نفسه تبدأ بيوض الأنثى في النمو. حينما تصل البيضة إلى مرحلة معينة من النمو تمر من المبيض إلى عضو أنبوبي الشكل يسمى البوق، وفي مثل هذا الوقت تتم عملية التزاوج.

تتزواج معظم الطيور بإلصاق فتحتي مجمعيهما معًا حيث تمر النطاف سريعًا من مجمع الذكر إلى مجمع الأنثى. تتحد نطفة واحدة أو أكثر مع بيضة واحدة أو أكثر في الجزء الأعلى من البوق، وينتج عن مثل هذا الاتحاد بيضة مُلقحة أو الزيجوت. يستمر الزيجوت الذي يكون على سطح المح في مروره داخل القناة حيث تقوم الغدد في الجزء الأسفل من القناة بترسيب الألبومين (بياض البيض) حول المح. ثم تقوم الغدد في الجزء الأسفل من القناة، بترسيب القشرة حول الألبومين، ثم توضع البيضة بعد ذلك. وحينما يتم حضنها ينمو الزيجوت ليعطي جنينا. ويوفر المح والألبومين الغذاء للجنين داخل البيضة.

دراسة الطيور وحمايتها

بدأت الدراسة العلمية للطيور، والتي تعرف بعلم الطيور خلال القرن الثامن عشر الميلادي. وبدأت المجهودات المنظمة لحماية الطيور بعد ذلك. وحتى منتصف القرن التاسع عشر، لم تكن هناك قوانين تساعد على منع الناس من قتل أو أسر أي طائر يريدونه.

وبحلول نهاية القرن التاسع عشر الميلادي أدرك الكثير من الناس أنه يجب فعل أي شيء لمنع الهلاك المروع للطيور. وقد تكونت في الولايات المتحدة الأمريكية مجموعات محلية للمساعدة في حماية الطيور في كل أنحاء البلاد. واتحدت بعد ذلك تلك المجموعات فيما بينها لتكوين جمعية أودوبون الوطنية. وفي الوقت نفسه كونت بعض السيدات في المملكة المتحدة تنظيمًا عُرف باسم الجمعية الملكية لحماية الطيور. وفي الوقت الحاضر فإن جمعية أودوبون الوطنية والجمعية الملكية لحماية الطيور هما أكبر مجموعتين لحماية الطيور في العالم.

تُوجد الآن في العديد من البلدان منظمات تنادي بنشاط من أجل حماية الطيور، وتحث الحكومات على سنِّ قوانين تحمي الطيور والحيوانات البرية الأخرى، وتُشجع الناس على الاهتمام بالطيور. ففي المملكة العربية السعودية تقوم الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية بجهود مقدرة في هذا المجال، ولها محميات كثيرة في جزيرة فرسان والطائف وغيرهما. وفي بعض البلدان تمتلك جمعيات حماية الطيور حظائر أو محميات للحياة الفطرية تقوم بإدارتها، وتحمي تلك الحظائر الطيور، وتعمل كمراكز تعليمية للطلاب والمولعين بالطيور.

توجد في العديد من البلدان منظمات لدراسة الطيور، وتتناول البحوث التي تقوم بها تلك المنظمات مواضيع مثل سلوك الطيور وتوزيعها وهجرتها. وأحيانا تُستخدم هذه البحوث لتحديد الوسيلة المثلى لحماية نوع معين من الطيور.

المنظمة التي ترعى دراسة الطيور وحمايتها وبيئاتها الفطرية في جميع أنحاء العالم هي المجلس العالمي لحماية الطيور، ومقره في كمبردج بإنجلترا. ويعمل المجلس العالمي لحماية الطيور كجهاز اتصال بين 330 من الجمعيات الأعضاء في 110 من بلدان العالم. ومن خلال شبكة الاتصال هذه، يقوم المجلس العالمي لحماية الطيور بإدارة برامج البحوث.

مراقبة الطيور:

أهم أدوات مراقبة الطيور هو المنظار الثنائي، وبدونه تصعب أو تستحيل رؤية الطيور بوضوح من بعيد. يستخدم هواة مراقبة الطيور كتبًا إرشادية مصورة يُعرف الواحد منها بالدليل الميداني، ويساعد مثل هذا الكتاب في التعرف على الأنواع النادرة من الطيور. هناك طريقتان أساسيتان لمراقبة الطيور: 1- بجذب أنواع منها إلى موقع معين 2- القيام برحلات ميدانية للبيئات الفطرية للطيور.

جذب الطيور. عادة ما تجتذب الحدائق والمتنزهات أو أي مساحة أخرى بها أنواع مختلفة من الأشجار، والأشجار الخفيضة، والأزهار، الطيور إليها، حيث توفر الأشجار الخفيضة طعامًا للطيور مثل الحبوب والبذور والثمار، كما توفر لها المأوى والمكان لتعشش فيه. وتجتذب الأزهار الحشرات التي تتغذى بها الطيور. وتحتاج الطيور كذلك إلى الماء لتشربه ولتستحم فيه، ويجتذبها خاصة الماء الذي يتقطر من خرطوم مياه أو من صنبور مياه خارجي، وتنجذب الطيور أيضًا إلى الماء الموضوع في حوض لاستحمامها أو في إناء مسطح.

تستطيع الطيور عادة أن تجد كل الأكل الذي تحتاج إليه في فصل الصيف، ولكن في المناطق ذات الشتاء القارس قد تجد الطيور التي لا تهاجر صعوبة في العثور على الغذاء بعد هطول الجليد الكثيف أو الأمطار المتجمدة، وهنا يستطيع الناس المساعدة، وذلك بوضع الطعام في الخارج للطيور التي قد تحتاج إليه. يطعم العديد من الأفراد في فصل الشتاء الطيور كنوع من الهواية، لكن بمجرد البدء في وضع الطعام يكون من المهم جدًا الاستمرار في وضعه يوميا على طول فصل الشتاء وحتى بداية الربيع، وذلك لأن الطيور تكون قد تعودت أن تجد الطعام في مواضع معينة، وأصبحت معتمدة على هذا الطعام، وقد تموت جوعًا إذا لم تجده.

تعتمد معظم الطيور التي تُقيم في الشتاء، في غذائها أساسًا على الحبوب أو البذور، ويمكن شراء أنواعٍ عديدة من البذور التي تأكلها الطيور من معظم البقالات أو محال بيع الحيوانات الأليفة، وكذلك يحب العديد من الطيور المقيمة في الشتاء الشحم (شحم الحيوانات الصلب)، حيث يوفر لها طاقة إضافية من الطعام تحتاجها خلال الطقس البارد. يأكل العديد من الطيور أيضًا فضلات مائدة الإنسان من البيض والخبز والخس أو البطاطس، كما تُحب بعض الطيور أن تأكل من طبق أو رف موضوع أعلى مستوى الأرض، ويمكن شراء طاولة لهذا الغرض أو صنعها بسهولة. وتوجد في معظم المكتبات العامة كتبٌ أو كتيبات توضح عمل مختلف أنواع طاولات الطيور.

يعشش القليل من أنواع الطيور في بيوت الطيور أو في صناديق التعشيش، وتشمل هذه الطيور القرقف والصَّعْو، وعليه يجب أن توضع لها الصناديق في الخارج قبل بداية موسم التزاوج في الربيع، ويجب أن توضع في مكان ظليل بعيدًا عن الشمس، حينما تكون الحرارة في أشدها، وكما في حالة طاولات الطيور يمكن أن تكون بيوت الطيور أو صناديق التعشيش التي تصنع في المنزل في جودة تلك التي يتم شراؤها. وتستطيع معظم المكتبات العامة توفير إرشادات تفصيلية لبناء بيوت الطيور.

تتردد الطيور عادة على المدن والحدائق في كل أنحاء العالم. وطيور الحدائق المألوفة هي: الشحرور والقرقف الأزرق والحَسُّون الأخضر والعصفور الدوري المنزلي وأبوالحناء والزرزور والصّعْو.

يوجد في البلدان العربية كثير من الطيور المستوطنة والمهاجرة. وتجتذب المزارع والحدائق والوديان الكثير من الأنواع ؛ فمن الطيور التي تشاهد في الشتاء في الجزيرة العربية، على سبيل المثال، الباشق الطروب، وأبيض الحنجرة الذي تجتذبه الحدائق المسورة بالأشجار ومزارع النخيل. أما الأبلق النائح فيفضل العيش بين الأشجار القصيرة، والدج المغرد يرى بكثرة في مزارع النخيل وكذلك اليمامة المطوقة التي تكثر في المناطق المأهولة والمزارع على حد سواء.

تشتمل طيور الحدائق في أمريكا الشمالية على: أبي الحناء الأمريكي والقيق الأزرق والكاردينال والطائر الحاكي كما أن العصفور الدوري المنزلي الذي أدخل إلى أمريكا الشمالية من أوروبا هو أحد أكثر الطيور انتشارًا في المدن الأمريكية والكندية. وتجتذب الحدائق ذات الزهور المشرقة الغنية بالرحيق الطائر الطنان.

في جنوب شرقي آسيا، يشاهد أحيانًا غراب الأدغال بالقرب من المنازل، وهو يتغذى بفضلات الطعام، كما يتغذى بالحشرات والفواكه. وأيضًا من طيور الحدائق المألوفة في هذه المنطقة، طائر الزرزور والمينة. وفي الفلبين، نجد طائر مينة الأدغال الصيني وهو من الطيور المألوفة في بساتين جوز الهند الساحلية.

وفى أستراليا، يمكن اجتذاب أنواع الطيور ذات الألوان الزاهية مثل الككتوه واللوركيت والببغاء للحدائق بزرع الأشجار والشجيرات الموجودة في مواطنها. أكثر الطيور انتشارًا في المدن الأسترالية هو الحمام المستأنس الذي صار بريًا والعصفور الدوري المنزلي والزرزور. وتشمل الطيور التي تتردد على المتنزهات في أستراليا طائر الصَّعْوة الأزرق وقبرة العقعق وذعرة ويلي.

الزيارات الميدانية:

أفضل الطرق لمشاهدة ودراسة أنواعٍ عديدة من الطيور يكون في الحقل، حيث يسافر العديد من هواة مراقبة الطيور إلى الأماكن النائية لمشاهدة الأنواع غير المألوفة. ولكن يمكن مشاهدة العديد من مثل هذه الطيور في المتنزهات القريبة، وفي محميات الحياة الفطرية. ومن الأفضل أن يقوم الفرد بالزيارات أو الرحلات وحيدًا، أو في مجموعات صغيرة، فالطيور تفزع هاربة من التجمعات الكبيرة من الناس.

يشارك معظم هواة مراقبة الطيور في التعداد المنظم أو إحصاء الطيور الموجودة في مناطقهم. وتساعد إحصاءات المسؤولين في تحديد الأنواع التي قد تحتاج إلى حماية ورعاية خاصة.

وضع حلقات على أرجل الطيور يساعد العلماء في دراسة حياة الطيور والطرق التي تسلكها حين تهاجر. يتم وضع حلقة على رجل فرخ كليت كاسين. وحينما يُؤسر الطائر مرة أخرى، فإن الرقم المحفور على الحلقة يخبر العلماء عن مكان وضع الحلقة أو عن آخر مرة تم فيها أسر هذا الطائر.

وضع حلقات الطيور:

توضع أساور أو حلقات تعريفية مصنوعة من المعدن حول سيقان الطيور البريّة. تُساعد هذه العملية العلماء على متابعة ورصد تاريخ حياة أي طائر. ويوفر تاريخ حياة الطيور بدوره معلومات قيمة عن المسارات التي تسلكها الأنواع المختلفة في الهجرة وعن أعمار الطيور المختلفة. لا تحمل أي حلقتين من حلقات الطيور الرقم نفسه، وبذلك يمكن التعرف على كل طائر يحمل مثل هذه الحلقة مُنفردًا.

يستخدم واضعو الحلقات شباكًا أو فخاخًا تشبه الأقفاص، يوضع فيها طُعْم وذلك لأسر الطيور ووضع الحلقات حول سيقانها، كما يمكن أخذ صغار الطيور، عادة باليد. توضع الحلقة حول ساق الطائر بواسطة الزردية (الكماشة)، ويسجل على الحلقة بعناية رقم الحلقة والتاريخ ونوع الطائر وجنسه وحجمه ووزنه وعمره التقريبي. ومن التقاليد المتعارف عليها في هذا المجال أنه إذا تم أسر طائر يحمل حلقة، فيجب على الشخص الذي يفعل ذلك أن يرسل رقمه إلى العنوان المذكور على الحلقة، وكذلك التاريخ والمكان الذي تم فيه الأسر. كما على أي شخص يعثر على طائر ميت يحمل حلقة أن يرسل الحلقة إلى العنوان المذكور، وعليها إضافة المعلومات عن: أين ومتى تم العثور على الطائر.

تحمل بعض الطيور العديد من الحلقات البلاستيكية الملونة، إضافة للحلقة المعدنية المرقمة. وتُساعد توفيقات الألوان المختلفة على التعرف على الطائر المحدد، دون الحاجة إلى أسره. كما ُتُزَوَّد الطيور، في بعض التجارب، بجهاز إرسال صغير يُثَبَّت على الذيل أو على الظهر حيث يُرسل الجهاز إشارات تمكن العلماء من تتبع الطائر.

حظائر أو محميات الطيور:

لقد أدت الزيادة في مساحة الأرض المزروعة والزيادة في المدن والزيادة في الطرقات إلى تدمير البيئة الفطرية للكثير من الطيور والحيوانات البريّة الأخرى. ولعلاج هذه المشكلة عمدت العديد من البلدان إلى تخصيص مساحة من الأرض كمحمية طبيعية للطيور والحيوانات البرية الأخرى.

قد تكون الحظائر أو المحميات مساحة صغيرة لإحدى البيئات المهددة أو محمية وطنية كبيرة. وبالإضافة إلى توفير الحماية، فقد تؤدي المحميات وظيفة تعليمية كذلك، كما أن للعديد من المحميات مراكز معلومات ومخابئ للطيور ووسائل أخرى، تتيح للناس زيارة المحمية والاستمتاع بالحياة الفطرية.

من بين أشهر المحميات الوطنية محمية كروجر في جنوب إفريقيا وسيرنجتي في تنزانيا وتسافو في كينيا ومحمية الطائف في المملكة العربية السعودية، وحظيرة الدندر في السودان. وتقوم كل من هذه الحظائر بحماية الطيور وكذلك الثدييات الإفريقية الكبيرة الحجم. ولحظيرة كاكادو الوطنية في أستراليا أهمية خاصة، نسبة للطيور المائية الموجودة فيها. ولقد اشتهرت محمية كولادو غانا في بهاراتبور في الهند، بمجموعتها من طيور الأراضي السبخة. وهي المنطقة الرئيسية التي يقضي فيها الغرنوق الأبيض السيبري فصل الشتاء وهو طائر مهدد بالانقراض.

معظم الطيور المهددة بالانقراض في العالم موجودة في الجزر. فجزيرة ألدابرا في المحيط الهندي محمية طبيعية، وهي موطن لطائر التفلق الأبيض العنق الذي لا يستطيع الطيران، وكذلك هازجة الدابرا التي لا توجد في أي مكان آخر في العالم.

قوانين الحماية والمعاهدات:

لأغلب البلدان قوانين تحمي طيورها إلى حد ما، وبما أن عددًا كبيرًا من الطيور هو طيور مهاجرة، لذلك كانت هناك حاجة ماسة لسن قوانين دولية تحمي الطيور في جميع البلدان التي تزورها. ولقد أبرمت معظم الاتفاقيات الدولية في السبعينيات والثمانينيات من القرن العشرين. وأخذت شكل معاهدات تصبح أكثر فعالية كلما وقعت عليها دولٌ جديدة.

وتوجد العديد من المعاهدات الخاصة بحماية الطيور المهاجرة. فلقد عقدت الولايات المتحدة اتفاقيات منفصلة مع كل من كندا واليابان والمكسيك، كما وقعت اليابان اتفاقيات مع أستراليا والاتحاد السوفييتي (السابق)، وتحظر هذه الاتفاقيات الاتِّجار بالطيور وقتلها، وتشجع على تخصيص مساحات محمية للطيور.

وضمن مجموعة الدول الأوروبية، فقد طالبت اللائحة الخاصة بالطيور من الدول الأعضاء أن تجيز قوانين لحماية الطيور البرية وبيئاتها الفطرية الخاصة. وعلى الرغم من أن اللائحة تنطبق فقط على جزء من أوروبا، لكنها تشريع مهم من الممكن أن يكتمل قريبًا، بإصدار لائحة مماثلة لحماية الحيوانات البرية الأخرى وبيئاتها.

بعض المعاهدات تنطبق على أكثر من مجرد حماية الطيور. فالبيئة الخاصة بالأراضي السبخة مُهمة جدًا للعديد من أنواع الحيوانات البرية. وقد تم توقيع المعاهدة بحماية الأراضي السبخة المهمة عالميًا والتي تُعرف بمعاهدة رامسار من قبل كثير من البلدان في العالم. وقد تعهدت هذه البلدان بإيقاف تدمير الأراضي السبخة. ولهذه المعاهدة أهمية خاصة للبط والإوز البري والطيور المخوِّضة والطيور المائية الأخرى التي تعتمد على الأراضي السبخة في حياتها.

يعيش العديد من أنواع الطيور وبخاصة الببغاوات تحت التهديد الشديد بأسرها وبيعها كطيور أقفاص أو طيور زينة. وتحظر معاهدة التجارة الدولية الاتجار في الأنواع المهددة بالانقراض من الحيوانات والنباتات، أو استيراد أو تصدير هذه الأنواع. وقد وقعت أكثر من 100 دولة على هذه المعاهدة، كما تطالب معاهدة حماية الأنواع المهاجرة من الحيوانات البرية وإنمائها أو معاهدة بون إعادة إحياء البيئات الخاصة المهمة ومنع إزالتها، والتحكم في الأخطار التي تهدد الحيوانات المهاجرة. وقد وقعت على هذه الاتفاقية عدد من الأقطار في إفريقيا وآسيا وأوروبا وأمريكا الجنوبية.

ليس من الضروري أن تضمن القوانين والمعاهدات الحماية المرجوة، ولكن مع زيادة الاهتمام بالبيئة والوعي والإدراك بالمشكلات التي تواجه الطيور والحيوانات البرية الأخرى والتعاون الدولي الكبير، فإن مستقبل البيئة يبدو أكثر أمانًا.

تاريخ الطيور

أوائل الطيور المعروفة:

تعود أقدم أحافير أو متحجرات الطيور لطائر ينتمي لجنس الطائر الأول الذي عاش قبل حوالي 140مليون سنة. لقد وجدت أولى متحجرات طيور ذلك الجنس في منتصف القرن التاسع عشر الميلادي. وكانت جميعها سبعة أحافير: ستة هياكل عظمية جزئية وريشة واحدة. وقد وجدت ست من تلك المتحجرات في الأحواض الجيرية في جنوبي ألمانيا. وتوضح العينات جيدة الحفظ آثارًا لجميع أجزاء الهيكل تقريبًا إضافة إلى الريش. وقد وجد العلماء في عام 1988م متحجرة كبيرة لأحد تلك الطيور ضمن مجموعة خاصة يمتلكها أحد الأشخاص في بافاريا، جنوبي ألمانيا. وكانت العينة، التي هي في حجم طائر الغداف، قد صنفت عن طريق الخطأ على أنها هيكل عظمي لديناصور صغير.

يعود تاريخ أحافير الطيور جيدة الحفظ التي تلت ذلك إلى التسعين مليون سنة الماضية. وأشهر الطيور المعروفة في تلك الفترة هما طائران يتبع أحدهما جنس الهسبيرورنيس ؛ أي الطيور الغربية المنقرضة. والآخر لجنس الإكثيورنس ؛ أي الطيور السمكية، وكلاهما من الطيور المائية، ولقد عاشا فيما يعرف الآن بأواسط غربي الولايات المتحدة. في ذلك الوقت، كان يغطي معظم تلك المنطقة بحر داخلي كبير، وحتما كان يتغذى كل منهما بالأسماك. ومثلهما مثل الطائر الأول، كان لكليهما أسنان، ولكنهما يشبهان في صفاتهما الأخرى الطيور المعروفة أكثر من الطائر الأول. لقد كان الأول منهما يشبه نوعًا ما طائر الغواص، ولكنه لا يقدر على الطيران، بل كان يستطيع أن يسبح تحت الماء بقوة. أما الآخر فكان يستطيع الطيران وهو يشبه بشكل ما نَوْرسًا صغيرًا.

أوائل الطيور الحديثة:

ظهرت منذ حوالي 65مليون سنة مضت. وبخلاف الطيور الأوائل فهي تشبه أنواع الطيور الموجودة حاليًا، ومعظم تلك الطيور هي طيور مائية لا أسنان لها وتشتمل على أجداد طيور اليوم من البط والنَّحام والبجع، وكذلك الطيور الأوائل من الصقر الحر والنعام والبوم والبطريق والدجاج البري. ولقد بدأ العصر الجليدي الحديث قبل حوالي المليوني سنة الماضية، وفي خلال ذلك العصر كانت هناك فترات عديدة غطت فيها الأنهار الجليدية العظيمة معظم قارتي أوروبا وأمريكا الشمالية ثم تراجعت. وفي الوقت الذي تراجعت فيه آخر الأنهار الجليدية ـ قبل حوالي 10,000سنة مضت، ظهرت للوجود تقريبًا كل أنواع الطيور الحديثة.

الطيور المنقرضة انقرض حوالي 80 نوعًا من الطيور منذ القرن السابع عشر الميلادي. وقد انقرضت مجموعة من هذه الطيور لأسباب طبيعية. ولكن الإنسان قام بقتل معظمها باتباعه ممارسات مثل الصيد الجائر وتدمير البيئة الفطرية الخاصة بالطيور، ثم بتوطين حيوانات مفترسة في بيئات الطيور، قامت بأكل الطيور أو بيضها. يوضح الرسم أربعة أنواع من أشهر الطيور التي انقرضت في الثلاثمائة سنة الماضية. فقد عاش الموة في نيوزيلندا، والدودو في جزيرة موريشيوس في المحيط الهندي ، والأوك العظيم ، والحمامة المهاجرة، في أمريكا الشمالية.

الطيور المنقرضة:

تشمل كل الأنواع التي انقرضت جميعها قبل العصر الجليدي الحديث. ولقد انقرضت بعض الأنواع في أثناء ذلك العصر الجليدي، وربما كان ذلك نتيجة للاختلافات الكبيرة في حالة الطقس نتيجة لتقدم وتراجع الأنهار الجليدية، ولكن كان المعدل الذي انقرضت به تلك الأنواع الأولى بطيئًا نسبيًا، إذا ما قورن بمعدل الانقراض في الأزمنة الحديثة. ففي خلال الثلاثمائة سنة الماضية، انقرض حوالي 80 نوعًا من الطيور، مات بعضها نتيجة لأسباب طبيعية ولكن الإنسان قام بإبادة معظمها نتيجة للصيد الجائر، أو بتحطيم بيئاتها الفطرية الخاصة.

أول الطيور التي أبادها الإنسان في خلال الأزمنة الحديثة هو طائر الدودو في جزيرة موريشيوس في جنوب غربي المحيط الهندي. وطائر الدودو طائر كبير يشبه الحمام، ولا يقدر على الطيران. وقد أبيد في نهاية القرن السابع عشر الميلادي بوساطة البحارة الذين كانوا يصطادونه للطعام. ومنذ بداية القرن التاسع عشر الميلادي تم قطع مساحات كبيرة من الغابات المدارية في إفريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبية. ونتيجة لتدمير بيئاتها الفطرية الخاصة، فقد انقرض العديد من الطيور المدارية.


حماية أنواع الطيور المهددة في أمريكا الشمالية تشمل تفقيس وتنشئة طائر الكركي الناعق. وطائر الغرنوق الناعق الوحيد في وسط الصورة تم تفقيسه وتنشئته في محمية بحيرة جراي الوطنية للحياة الفطرية في إيداهو في الولايات المتحدة.

الأنواع المهددة بالانقراض:

سجل المجلس العالمي لحماية الطيور مايربو على 1,000نوع من الطيور المهددة بالانقراض. تعرف الطيور الأكثر عرضة للانقراض بالأنواع المهددة، ولكن لعدم وجود معلومات دقيقة وحديثة عن العديد من أنواع الطيور، فإنه من الصعب تحديد عدد الأنواع المهددة بالانقراض.

وأكبر عدد من الطيور المهددة هي طيور مدارية، خاصة تلك التي تعيش في الغابات المطرية، حيث إنّ هناك مايربو على 70 نوعًا من فصيلة الببغاء في قائمة هذه الطيور. ولقد تأثر العديد من أنواع الببغاوات المهددة من تحطيم الغابات والجمع الزائد لهذه الطيور بغية بيعها في السوق العالمية طيورًا للزينة. ولقد فقدت الجزر أيضًا العديد من طيورها. ولأن بعض أنواع الطيور توجد فقط في جزيرة واحدة فإن هذه الأنواع أيضًا تُصبح عُرضة للانقراض. وفي جزر هاواي مثلاً، انقرض حتى الآن عشرة أنواع من الطائر زحاف العسل. وهناك 14 نوعًا آخر منها مهدد بالانقراض. وقد شارفت الإوزة الهاواييَّة على الانقراض ولكن تم إنقاذها بإكثارها في الأسر، ثم تسريحها مرة أخرى في البرية.

قارة أوروبا. تم تصنيف 29 نوعًا من الطيور الأوروبية على أنها مهددة بالانقراض، تسعة منها من جزيرة ماديرا وجزر الكناري. وتشمل الطيور المهددة في بريطانيا الصِّفْرِد (السَّلْوَى) وعُقاب البحر أبيض الذيل والحدأة الحمراء. ولقد أدت طرق الزراعة الحديثة الآلية إلى تقليص البيئة الصالحة للصفرد في معظم أوروبا، وانحصر وجوده الآن فقط في الأماكن التي تمارس فيها طرق الزراعة التقليدية القديمة. وقد عانى عقاب البحر الأبيض الذيل والحدأة الحمراء من ملاحقة مُلاَّك الأراضي وهواة جمع بيض الطيور وتلوث الطرائد التي تصطادها هذه الطيور بالسموم الكيميائية. ولقد اختفى عقاب البحر الأبيض الذيل من جنوبي أوروبا، ولكن مايزال موجودًا بأعداد كبيرة في ألمانيا وبولندا والدول الإسكندينافية. ولقد أعيد توطينه في أسكتلندا حيث تتكاثر صغار الطيور التي أحضرت من النرويج بنجاح في البرية منذ عام 1985م، وتتزايد أيضًا أعداد الحدأة الحمراء خاصة في أسبانيا وويلز حيث أعطيت مجموعة صغيرة عناية مستمرة.

قارة آسيا. يوجد في آسيا العديد من طيور الغابة المهددة بالانقراض مثل الطاووس الأخضر، وذلك بخلاف شبيهه الطاووس المألوف وكذلك أنواع عديدة أخرى من فصيلة التَّدْرُج من الغابات الجبلية في الصين والبلدان الأخرى التي تحد جبال الهملايا. وتشارك قارة آسيا قارة أوروبا في بعض الطيور المهددة بالانقراض مثل البجع الدلماشي والحذف الرخامي والبط الأبيض الرأس.

قارة إفريقيا. توجد في قارة إفريقيا حوالي 170نوعًا من الطيور المهددة مثل بومة الأتومب، وهي طائر من غابات شرقي إفريقيا تم التعرف عليه من عينة واحدة في متحف، كما شوهد مرتين فقط في البرية. وفاتح الجوز الجزائري محصور في منطقتين فقط في الغابات الجبلية. كما يعيش حباك عنتيبي في المنطقة التي تحمل ذلك الاسم فقط في أوغندا. وهو نوع نادر من فصيلة واسعة الانتشار في كل القارة، وتشمل بعض أنواع الطيور المألوفة جدًا.

قارة أمريكا الشمالية. يوجد بالولايات المتحدة وكندا معًا 15 نوعًا من أنواع الطيور المهددة بالانقراض، وأحد أشهر الطيور هو طائر الكندور الكاليفورني، الذي يعيش حاليًا في الأسر فقط، ولكن من المحتمل أن يعاد توطينه في البرية بعد أن يتكاثر في الأسر. كما بلغت أعداد الغرنوق في إحدى المرات 220 طائرًا فقط. ولقد زادت أعداده نتيجة لتكاثره الناجح في الأسر ثم إعادته للبرية. ومن أنواع الطيور النادرة والمعروفة جدًا والتي تحتاج إلى بيئة خاصة لحياتها في الغابات الصنوبرية المحروقة، شادي كيرتلاند.

أيقونة تكبير تصنيف الطيور
أمريكا الوسطى وأمريكا الجنوبية. توجد المئات من أنواع الطيور المهددة بالانقراض في إقليم يمتد من جزر الكاريبي إلى أمريكا الوسطى وأمريكا الجنوبية. وتشمل تلك المجموعة أصغر الطيور الموجودة في العالم، طائر النحل الطنان الموجود فقط في كوبا، وكذلك أكبر ببغاء في العالم، الماكاو الياقوتي الموجود غالبًا في غابات البرازيل المدارية المطرية وماكاو الإسبكس الموجود أيضًا في البرازيل، والذي عُرف منه طائر واحد في البرية بالرغم من أنه يوجد منه 20 طائرًا في الأسر.

أستراليسيا. تحتوي أستراليسيا على العديد من أنواع الطيور المهددة بالانقراض التي تعيش في مجموعة صغيرة من الجزر. يوجد في جزر سليمان التي تقع في الشمال الشرقي من أستراليا، 18 نوعًا من الأنواع المهددة بالانقراض، بينما يوجد في الكتلة الأرضية الكبيرة لأستراليا، 34 نوعًا مهددًا. وتشمل الطيور الأسترالية النادرة أنواعًا عديدة من الببغاوات والبط المنمش وطائر الملية وطائر الشجيرات المزعج، وهو طائر من غربي أستراليا يعيش على الأرض، ولقد أطْلِقَ عليه هذا الاسم نسبة لندائه العالي والمتنوع. ويوجد في نيوزيلندا 17نوعًا من الأنواع المهددة. وفي جزيرة كاثام، شرقي نيوزيلندا، توجد ستة أنواع نادرة وتشمل أبا حناء جزيرة كاثام، وهو أحد أنواع طيور صائد الذباب.

إختبر معلوماتك :

  1. لماذا تهاجر الطيور؟
  2. لماذا تأكل الطيور الصغيرة طعاما أكثر نسبياً من الطيور الكبيرة؟
  3. كيف تساعد الطيور المزارع؟
  4. ما الطرق التي تمت بها حماية وإنقاذ أنواع الطيور المهددة بالانقراض؟
  5. ما الطيور الوحيدة التي تستطيع الطيران للخلف؟
  6. اذكر نوعًا من الطيور يشاهد في الجزيرة العربية شتاءً.
  7. ما الطائر الذي يرى بكثرة في مزارع النخيل في الجزيرة العربية؟
  8. كيف تعتني الطيور بريشها؟
  9. ما مجال الطائر ؟ ما رباط التزاوج؟
  10. في أي عمر تكون الطيور مستعدة للتزاوج؟
  11. كيف ساعد وضع الحلقات حول سيقان الطيور العلماء في دراستهم لتاريخ حياة كل طائر على حدة؟
  12. ما الهدفان الرئيسيان لتغريد الذكر عند الطيور؟

مقالات ذات صلة

المصدر: الموسوعة العربية العالمية